الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة

 برلين 06.5.2

 

بقلم: سعيد علم الدين.

لقد أشبع رئيس التمديد العماد اميل لحود اللبنانيين من تصاريحه المتعنجهة على جراحهم وشهدائهم وكأنه ليس منهم ولا يحس آلامهم، والتي تصب كلها في خانة أنني باق باق باقٍ على قلوبكم أيها اللبنانيون حتى آخر دقيقة من ولايتي المحروسة بخفافيش الظلام وفلول النظام الأمني، التي مددها لي البعثيون السوريون وأنتم تنظرون.

ففي تصريحه الأخير قال مدغدغاً عواطف الشعب المنكوب الذي لم يعد يصدقه ولا بحرف فكيف بكلمة "ان اللبنانيين شبعوا من السياسة وهم يريدون عيشا هانئا ورعاية ولقمة العيش"، آملا في "ان يتمكن في ما تبقى من ولايته الرئاسية من ان يحقق اماني اللبنانيين وتطلعاتهم". وكأنه يقول لهم وإذا لم أتمكن فجددوا لي ومددوا لكي أتمكن منكم أكثر وأهجركم عن بكرة أمكم وأبيكم من قراكم ومدنكم إلى البلاد المزدهرة البعيدة في عالم الاغتراب والغياب. وفي كلامه أيضا تأكيد على البقاء حتى اللحظة الأخيرة من ولايته مع أنه في الوقت الذي كان يصرح فيه هذا التصريح كان الحوار الوطني المنعقد في المجلس النيابي يبحث طريقة التخلص من ولايته ومن تصاريحه وبأسرع الطرق الممكنة.  في الحقيقة أن اللبنانيين شبعوا من سياسة لحود حتى التخمة القاتلة والتي لم تخدم مصلحة الوطن ولا بناء الدولة الديمقراطية المستقلة بل فقط جهاز مخابراتي أمني استبدادي هش،  قوي على شعبه فقط،  مرتهن للجهاز السوري وأوامره هدفه تخنيع وترويع الشعب اللبناني وإذلاله كما هو حاصل في سوريا. وما زال هذا الجهاز وفلوله شغَّالة في كل أنحاء لبنان وتستفيد من أجواء الحرية كما قال رئيس الحكومة الأستاذ فؤاد السنيورة. وكل دقيقة تمر من وجود لحود الغير شرعي في بعبدا هي دقيقة مؤذية جدا لخلاص لبنان من ويلات الحروب وبراثن التبعيات وتشده دائما إلى الماضي البائس الذي يمثله لحود أفضل تمثيل، بكل ما فيه من تدخلات خارجية سورية إيرانية، لم تعمل لا لمصلحة سوريا ولا لبنان ولا لأي قضية عربية، بل فقط لمصلحة الكراسي المهزوزة، والمخابرات المدسوسة، والأنظمة الفاشلة الفاشية الاستبدادية، والجيوب الملآنة بالملايين المسروقة من حساب الشعب المسكين. لقد شبع اللبنانيون حتى التقيؤ والقرف من نصف ولاية ممدة من ثلاث سنوات عجاف بإرادة بعثية تآمرية، معرقلة لمسيرة المصالحة الحقيقية بين اللبنانيين وبناء دولة الطائف، مضرة اقتصاديا، دموية المحتوى، متفجرة الألغام، قاتلة للأمل والطموح، مهجرة للشباب والعقول، غير شرعية ، وغير مستقرة، استوجبت تدخل مجلس الأمن الدولي بقرارات حاسمة لم تنته مفاعيلها بعد، وأدت إلى اغتيالات بشعة وانفجارات مدمرة أودت بخيرة رجال البلد واقتصاده واستقراره وإلى انتفاضة شعبية مليونية عارمة قل نظيرها في تاريخ الشعوب، في قلب بيروت في 14 مارس/آذار 05. وما زالت تنبض في قلوب الملايين المقيمين والمغتربين.

وأدت أيضا وهذا الأهم إلى خروج الجيش السوري السريع من لبنان بعد أكثر من 30 سنة من: 

- خردقة أسس البلد الديمقراطي الصغير بالكثير من الألغام المزروعة والمتروكة في جسده ومص عظامه ورميها للكلاب واستباحته إلى ما لا نهاية كورقة في مهب الريح، مع الهدوء التام على جبهة الجولان حفاظا على أمن وسلامة اسرائيل. وخلع بوابات لبنان بالاحتلال العسكري والتغلغل المخابراتي ووضع السواتر الترابية بعمق داخل الأراضي اللبنانية لقضمها وقتل الزعماء الأحرار الكبار بكل حقد وضغينة منذ اغتيال كمال جنبلاط عام 1977 وإنشاء بوابات سرية عديدة ما زالت مفتوحة لدخول المؤامرات والسلاح والإرهاب إليه.ومن هنا يأتي رفض النظام السوري ترسيم الحدود مع لبنان تأكيدا على متابعة سياسته في استباحة الأراضي اللبنانية وتعريضها  للأخطار.

- وتغريبه عن أصالته في الحرية والتعددية وطبيعته الديمقراطية بسياسة استبداد الحزب الواحد العسكرية التي شربها لحود بالملعقة بدورة حزبية مكثفة عند حافظ الأسد ويمارسها يوميا من خلال الكرسي المهزوز الذي يجلس عليه رغم إرادة الأكثرية النيابية والشعبية. ولهذا بعد أن عجز لحود عن فرض ابنه إميل على المجلس النيابي كنائب بالتزكية كما كان يحصل بسهولة في السابق تحت وصاية وودائع غزلان عنجر نسبة الى المخابراتي رستم غزالي، وذلك لتوريثه الرئاسة على الطريقة المعروفة فيما بعد، لم يبق له إلا نصف الحلم بتوريث الكرسي للعماد ميشال عون. الذي عاد إلى لبنان من منفاه الباريسي الفخم بصفقة سورية لحودية لن يستطيع الخروج منها وعنها، منقلبا على كل مبادئه وحروبه التحريرية والسيادية. حتى أن ورقة تفاهمه مع حزب الله لا تعبر إلا عن عموميات ليس لها علاقة بقيام الدولة السيدة المستقلة وبسط سلطتها على كل شبر من أراضيها وتطبيق اتفاقية الطائف بحذافيرها التي أنهت الحرب وشرعت عملية السلام والتزم بها كل الأطراف والأحزاب وسلموا أسلحتهم وحلّوا قواتهم.

- الهيمنة الاقتصادية على مقدراته حيث أصبح الاقتصاد اللبناني من خلال تفشي الفساد المدعوم والإفساد المقصود في عهد الهيمنة السورية كالوعاء المثقوب، الذي يصب في جيوب الجهاز الأمني السوري اللبناني والعملاء من خلال الملايين المنهوبة من الكازينو وبنك المدينة والكهرباء والخليوي وكل الصفقات المشبوهة الأخرى. ولهذا أصبحت قيمة الليرة اللبنانية بعد ان كانت من العملات الصعبة في العالم ولأول مرة بعد الاستقلال عام 43 أقل بكثير من قيمة الليرة السورية ووصلت الدولة إلى حضيض الإفلاس بدين بلغ 40 مليار دولار.

-  الوصاية الكاملة على قراره السياسي. مما أدى إلى خلق فئة سياسية لبنانية انتهازية مصلحجية عميلة عملت بشكل هادف على إذابة الشخصية اللبنانية المميزة طوال عهد الوصاية. وأضرت ضرراً شديدا في العلاقات الأخوية الحقيقة بين الشعبين الشقيقين. ولم تصدق هذه الفئة حتى اليوم أن سوريا ونفوذها خرجا نهائيا من لبنان، وتعمل بكل شراسة وتنطح لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال لحود وموقعه الرئاسي وفبركة قوى وأحلاف سياسية مشلولة واعادتها إلى الحياة بواسطة الأكسجين الاصطناعي المستورد: كحلف كرامي فرنجية ارسلان والقناديل الأخرى المنطفئة وإنشاء جبهات وهمية مزيفة لقتل روح الحرية والديمقراطية وتمييع التحقيق في الكشف عن الجرائم البشعة. وما مطالبة الرئيس لحود المستمرة في الافراج عن الضباط الأربعة المسجونين بتهمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلا محاولة منه لضرب التحقيق وتمييعه. الرئيس لحود اليوم هو رمز الماضي والخنوع، القاهر للإرادة الوطنية الحرة. عرقلة قيامة لبنان السيد الحر المستقل يقترفها عمادان عسكريان هما:  العماد اميل لحود ووريثه المنتظر على احر من الجمر العماد ميشال عون الذي لا يقبل أي تنافس ديمقراطي مع مرشحين آخرين. ويقول أنا وريث لحود ومن بعدي الطوفان. ومن هنا فلا عجب ان يرفض البطريرك صفير عسكري ليتولى الرئاسة . فالعسكري سابقا أو لاحقا يبقى تفكيره عسكري دكتاتوري لا سياسي ديمقراطي خاصة في عالمنا العربي. حيث السيف هو الكل بالكل. وهو المعبر عن عقل العسكر وأهل المعسكر، وحكم العسكر، وورثة العسكر، وأبناء العسكر، ودول العسكر وانقلابات العسكر: من انقلاب الضباط الأحرار الأول في مصر عام 1952 الذي بعثر المعمورة العربية من المحيط إلى الخليج عواطف وأمنيات ودموع منثورة وهزائم ونكبات واحتلالات إلى انقلاب لحود على الدستور اللبناني عام 2004 بالتمديد التهديدي البشاري. لم تجلب العسكر للعرب إلا الخيبة الدائمة والتخلف المرعب، والمرارة في الحلق، والاستبداد المرغوب ، واغتيالات الآخر المعارض، وانتحارات غامضة من المشير عامر إلى اللواء غازي كنعان، والإرهاب وقتل الحرية والديمقراطية وتهشيم المجتمع المدني. ولن يرتاح الشرق العربي ما دام العسكر هو المتحكم في الأمور من الجزائر إلى العراق. 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها