اقرأ المزيد...
سعيد علم الدين
كاتب
لبناني. برلين
حكومة
السنيورة لن تسقط لأنها صاحبة حق !
06.12.03
صرح نائب
وزير
الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث نشرته اليوم الاحد صحيفة
"تشرين"
السورية ان بلاده تدعم "خيار الشعب اللبناني في اقامة حكومة وحدة
وطنية" في لبنان.
أريد أن أسأل فيصل المقداد قبل أن يتدخل بشؤوني اللبنانية بهذه الوقاحة وفي كل
مناسبة مريرة. مثلا كلماته الدنيئة في مجلس الأمن يوم اغتيال الشهيد جبران
تويني التي لا يمكن أن تصدر إلا عن إنسان بلا ضمير، فاقد الأخلاق ، وضيع
المستوى، حاقد القلب أسوده على اللبنانيين. وأيضا تصريحه الأخير برفض سوريا
التعاون مع المحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة أشقائه اللبنانيين هذا إذا كان
يعتبرنا أشقاء وأنا أشك في ذلك.
فنحن أشقاء عندما نخنع لنظامه، ونطيع أوامره، ونقدس كلام بشَّاره ونعتبره وصيا
وليا علينا وعلى قرارنا، ولكن نحن أعداء عندما نطالب بالسيادة والاستقلال
والقرار اللبناني الحر.
نحن أعداء عندما نطالب بالكشف عن الحقيقة في الاغتيالات التي أدمتنا بخيرة
زعمائنا.
نحن أعداء وحكومتنا عميلة أمريكية عندما نعمل على تشكيل المحكمة الدولية
بالتعاون مع الأمم المتحدة لردع المجرم عن قتلنا، ولكي لا يتابع مهنته الدموية
التي تعلم عليها وتدرب في نظام مخابراتي إرهابي لا يقيم وزنا للحياة. وأسهل شيء
عنده قتل من يقف في وجهه ويعارض سياسته. المطلوب لي الرقبة والخنوع . هذه صفة
الطغاة الظالمين في هذا العالم.
أريد أن أسأل فيصل المقداد قبل أن يتدخل بشؤوني اللبنانية، هل هناك خيار عند
الشعب السوري المغلوب على أمره منذ أكثر من أربعين سنة بنظام بعثي مخابراتي
إرهابي أحادي استبدادي ظالم؟
نظام دمر الشخصية السورية الأبية الكريمة تدميرا كاملا حيث أوصلها إلى مرحلة
الخنوع لمشيئته والرضوخ لنزواته وحماقاته في كل شيء. أي يجب على السوري أن لا
يفكر وأن لا يكون عنده أي خيار سوى البعث والقائد الوريث بشار.
بشار الذي أوصل بتراكم أخطائه سوريا إلى العزلة الكاملة عربيا ودوليا والإنسان
السوري إلى الفقر المدقع لكي لا يفكر بالسياسة بل ببطنه. النظام السوري
بتركيبته الإجرامية الفاسدة يعتبر اليوم أسوء نظام شمولي استبدادي في العالم.
نظام عاجز عن حل
أي مشكلة لسوريا. وبعد ذلك يأتي المقداد ليعطينا دروسا في "حكومة الوحدة
الوطنية" مع أن نظامه يستميت من خلال تدخلاته في لبنان واختراقاته من
إشعال
نار
الفتنة
بيننا
تارة من خلال
فضيحة "فتح الانتفاضة" واغتيال 36 شخصية لبنانية من أحرار 14 آذار وتارة أخرى بافتعال
المشاكل بواسطة عناصر سوريّة مدسوسة
في كل زاوية.
وهذا ما تبدّى
في اليوم الأول من
مظاهرات "حزب الله"،
بعد
توقيف السوري حمزة محمد صادق اسماعيل الذي قام بشتم السيد حسن نصر الله في ساحة
الشهداء وفرّ باتجاه الأشرفية
المسيحية
ليلحق به
قرابة 300 عنصر من "حزب الله"
ليعيثوا هناك
تكسيرا وخرابا، لو لم تتمكن
قوّة من الجيش
اللبناني من اعتراضهم
في
محلّة السوديكو وعملت على تفريقهم.
وماذا لو لم يكن
الجيش جاهزا في المنطقة ورد أبناء المنطقة عليهم فالفتنة مبرمجة وجاهزة بواسطة
المخابراتي السوري.
كم جميلا أن يسكت هذا المقداد. ويهتم بشؤون بلاده التي لا يأتي منها للبنان إلا
التفجيرات والاغتيالات والمخابرات.
ما يقوله هو تدخل سافر في الشؤون اللبنانية مرفوض وبالأخص من نظامه المتهم بكل
محاولات جر اللبنانيين للفتنة. نحن لا نحتاج لدعمه في خياراتنا الوطنية.
ناقصنا!
إقامة حكومة وحدة وطنية هي مهمة القوى اللبنانية الشرعية الممثلة بمجلس النواب
الذي انتخبه الشعب. الحكومة اللبنانية تحصل على الثقة من مجلس النواب وهو الذي
يحجب الثقة عنها. دعم النظام السوري هو تدخل في الشأن اللبناني. الدعم العربي
والدولي لحكومة السنيورة هو دعم للشرعية اللبنانية. هذه الشرعية هي شوكة في عين
النظام السوري وعملائه في لبنان لأنها تعمل لمصلحة لبنان أولا وعلى كل الصعد.
وأهمها حاليا تشكيل المحكمة الدولية ومحاكمة المجرمين.
ففي ذلك مصلحة مصيرية للبنان ومستقبله وإلا فإننا سنصبح نعجة في يد الإرهاب
يذبحنا ساعة يشاء.
حكومة الوحدة الوطنية لا يمكن أن تقوم على أساس تعطيل هذه الوحدة من خلال الثلث
المعطل الذي يطالب به حزب الله.
انسحاب وزراء
"حزب الله وأمل" لتعطيل الحكومة الشرعية ليس له أي مبرر سوى أوامر النظام
السوري في عرقلة قيام المحكمة الدولية، وإلا فلماذا
مجرد
طرح موضوع المحكمة في مجلس الوزراء
ذات الطابع الدولي قدمت الاستقالات؟
على
الرغم من أن السنيورة كان
لينا جدا كعادته في تعامله مع طرح الموضوع قائلا لهم ولرئيس التمديد لحود" إذا
لم يعجبكم عقد جلسة
مجلس الوزراء اليوم
نؤجلها إلى يوم آخر، ولكن هناك أمر
عمليات صادر من إيران وسوريا لوقف المحكمة وهدف التظاهرات
الحالية ليس حكومة وحدة وطنية كما يرددون بقدر ما هو إيقاف المحكمة لكي يفلت
المجرم ويتابع قتل أحرار لبنان.
الشعب اللبناني
يعبر عن
خياراته من خلال انتخاباته وكل الانتخابات التي جرت وتجري منذ أكثر من عام: من
نقابة الصيادلة إلى أطباء الأسنان إلى المحامين إلى طلاب الجامعات إلى موظفي
المطار كلها اكتسحتها دون استثناء قوى 14 آذار.
إذا جرت انتخابات نيابية الآن فإن النصر سيكون للحكومة ولقوى 14 آذار، لأنهم
يحملون هموم الشعب اللبناني ويعملون حقا من أجل مصلحة لبنان على عكس شلل 8 آذار
الذين عدا الحرب المدمرة الأخيرة التي تسببوا بها، ما هم لهم من مظاهراتهم إلا
شل الاقتصاد اللبناني. حقا إنهم طابور سوري إيراني!
حكومة
السنيورة لن تسقط
لأنها صاحبة حق ودفاع عن قضية
وطنية
جامعة. حكومة كرامي
سقطت لأنها كانت تركيبة مخابراتية سورية غطت على عملية اغتيال الرئيبس الشهيد
رفيق الجريري.
سعيد
علم الدين