اقرأ المزيد...
سعيد علم الدين
كاتب
لبناني. برلين
وستنتصر حمامة
الحرية اللبنانية الجميلة البيضاء
وسينتصر
أحرار لبنان حتما على نظام القتل الإرهابي المخابراتي السوري الجبان، كنا
في الماضي نتهم عبر وقائع وكان اتهامنا في محله، أما الآن فقد ظهرت الحقائق
جلية للعيان.
فمن ناحية،
"حزب الله" وبري ولحود وعون وبقية الأعوان المستميتين في عرقلة المحكمة
الدولية وبأي وسيلة غير دستورية حتى وإن اقتضى الأمر إعلان الفوضى والعصيان
على الحكومة الشرعية، ولا يهم إن أدى ذلك إلى ضياع البلد والفلتان وعودة
الحرب الأهلية.
ولماذا كل
هذه الهجمة المسعورة على الحكومة ومحاولة زعزعتها وقلبها وبأي طريقة غير
ديمقراطية؟
فقط بسبب
إقرارها للمحكمة الدولية وأيضا بسبب قرارها الوطني الحر الصلب النابع من
قناعة أكثرية الشعب اللبناني.
لقد وضع
الرئيس السنيورة في هذا الصدد النقاط على الحروف عندما قال
ردا على سؤال
حول
المحكمة الدولية وموافقة
"الحزب
وأمل"
عليها:
"من
يريد المحكمة
الدولية يجب أن يقرن الأقوال بالأفعال، يقولون نريد المحكمة
الدولية
ولكن لم أسمع من أحد أي ملاحظة لا من حركة "أمل" ولا من "حزب
الله"
وليتفضلوا ويقدموا ملاحظاتهم".
ومن ناحية
أخرى، أدوات مخابرات سوريا العديدة والمسلحة، اللبنانية والفلسطينية
كجماعة"فتح الانتفاضة" التي تحولت بين ليلة وضحاها بعد تهديد بشار الأسد
ووليد المعلم بغزو القاعدة للبنان كما الحال في العراق إلى أوكار ل "فتح
الاسلام" على طريقة أبي عدس التمويهية الفاشلة في التضليل.
هذه
المجموعات ما هي سوى عصابات حربية مرتزقة، منفلتة نهائيا من كل الأخلاق
والأعراف والقيم الدينية والإنسانية، مدربة على كافة أنواع التمويه والرصد
والقتل والتفجير، جاهزة في أي وقت لتلقي أوامر ساعة الصفر دون تأخير،
ومجهزة بأسلحة ومعدات وكواتم صوت للمسدسات واحتراف تقني لتنفيذ عمليات
الاغتيال السياسي، ومعبئة إرهابيا فوق هذا وذاك بحقد عارم على الهدف. فكيف
إذا كان مسيحياً، ومارونيا ومنتجا إسرائيليا حسب تعبير بشار الأسد ووزيرا
في حكومة السفير الأمريكي فيلتمان حسب تعبير الشيخ حسن نصر الله!
عندها يصبح
اصطياده جهادا مقدسا وقتله نصرا الهيا.
إنها وحشية
شريعة الغاب بعقلية المخابرات وأساليب مجموعات الإرهاب.
ولم تكذب
الوقائع خبرا حيث قامت وبتعليمات واضحة من آصف شوكت إلى أبي خالد العملة"
فتح الانتفاضة" الذي انكشفت عملته على 200 عنصر موزعين على المخيمات
الفلسطينية لاغتيال وباعترافهم 36
شخصية لبنانية
من أبرز شخصيات قادة انتفاضة الاستقلال.
نقول لكل
هؤلاء وبشارهم والعملاء: أهدافكم في قهر إرادة الشعب اللبناني لن تتحقق!
على العكس تماما كلما سقط شهيدا أججتم انتفاضتنا أكثر وازددنا وحدة وقوة
ومنعة وتشبثا باستقلالنا وسيادتنا وحريتنا ودعما لقوانا الأمنية وجيشنا
الباسل في حماية البلد من إجرامكم أكثر وأكثر.
في صراعه
هذا سينتصر الشعب اللبناني حتما على نظام الاغتيال السياسي الشرير. فما
يحدث من اغتيالات لزعماء 14 آذار وفي مناسبات لها دلالاتها هو في النهاية
الثمن الذي يدفعه أحرار لبنان لفرض السيادة وإنجاز الاستقلال والدفاع عن
القرار الوطني الحر.
هو أيضا
انتصار واضح لإرادة الحياة والخير ومصابيح النور على الموت والشر وخفافيش
الظلام.
فالشر ومهما
كان عاتيا وله جبروت مخابراتي، فلا يمكن أن ينتصر على الخير. هذه سنة من
سنن الحياة أثبتت صحتها عبر آلاف السنين.
الخير والشر
في صراع دائم، حقيقة لا غبار عليها. فالشر وللأسف من طبيعة الإنسان كما
الخير أيضا. ولو أن الشر على هذه الأرض المخضبة بالدم منذ الأزل، انتصر على
الخير لانتهت البشرية ولم تقم حضارة واحدة لبني البشر.
الحضارة هي
الأقوى وهي تعبر عن الخير والحب والعلم والبناء بكل معانيه والهمجية هي
الأضعف وهي تعبر عن الشر والكره والجهل والخراب وما يحتويه.
الشر لا
يُلجم خطره وينتهي إلا بعد أن يسحق رأسه تحت مطرقة العدالة والقانون.
وعندها ستنتصر حمامة الحرية الديمقراطية اللبنانية الشفافة الجميلة البيضاء
على جبروت النسر الأسود الهمجي الدكتاتوري الفاسد المستبد القبيح.
وسينهض من
معاناته لبنان الجريح بعد أن تبلسمَ جراحه المحكمة الدولية بكشف الحقيقة
وتطبيق العدالة ومعاقبة المجرمين.
الملايين
الذين طالبوا بالحقيقة في ساحة الحرية البيروتية لن تذهب صرخاتهم سدى!
الشهداء
الذين يهون على طريقها هم مشاعلنا الشاهقة لبناء دولة العدالة والقانون.