الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

 

 

 

 

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين


التف حول حكومتك الشرعية يا شعب لبنان !

 برلين 06.11.11

في البداية لا بد من القول بان تصرفات أزلام النظام السوري الهستيرية لوقف المحكمة الدولية فضحتهم شر فضيحةٍ أمام براميرتس الصامت صمت أبو الهول، أو هم فضحوا أنفسهم أمام مجلس الأمن المراقب بعين ساهرة لكل ما يحدث في لبنان من محن، ومنذ التمديد للحود في خريف عام 2004 :

- من لحود وملاحظاته الطويلة على مسودة المحكمة، وخروجه عند إقرارها من قبل الحكومة عن كل اللياقات الدبلوماسية واعتباره أن الحكومة أصبحت غير شرعية، وهو المنبوذ في قصره من الشعب ومن كل دول العالم لأنه اغتصب الشرعية بالإكراه وتسبب في كل ما يحصل في لبنان من اغتيالات و أزمات، ورسائله العجولة إلى الأمم المتحدة ضد حكومته الشرعية، وتصاريحه الفاضحة لدوره المشبوه وكأنه يجاهد مجاهدة في حماية المجرمين، ولربما قد شارك معهم في التخطيط والتنفيذ والرصد والمراقبة من يخته الذي كان وقت الجريمة أمام مسرحها وبشهادة الشاهد الملك زهير الصديق، وأيضا من خلال الاتصالات الهاتفية مع جماعة الأحباش، حيث كان قد كشفها ميليس في تقريره الأول.

- ومن حزب الله وهروب وزرائه المفضوح مع وزراء أمل التابعة له واستقالتهم من مجلس الوزراء للتهرب من التوقيع على مسودة المحكمة، وتهديدات السيد حسن نصر الله المتكررة بالويل والثبور وعظائم الأمور، والنزول إلى الشارع وتهجمه المستمر على الحكومة ورئيسها معتبرا أنها في حكم المنتهية حيث قال "هذه الحكومة لن تبقى وسوف نأتي بحكومة اخرى" ولكن "نظيفة"، انتبهوا إلى كلمة سوف نأتي، وكأننا ننتظر انقلاب عسكري على الشرعية والديمقراطية على الطريقة البعثية.

نذكر هنا بأن حكومة السنيورة أتت بإرادة ممثلي الشعب الشرعيين وتذهب فقط بإرادتهم.

معتبرا نصر الله "أن مصداقية الحكومة الحالية صفر"، دون أن يقول أين كذبت عليه.

أو يكون عنده القدرة على القول أين أخطأت، أو الحجة على تفنيد أكاذيبها.

معنى هذا أنه لا يمكن أن يقنع إلا السذج المصفقين على "العمياني" دون تفكير. وهؤلاء كثر !

فالأممُ تبنيها المفكرون الفاعلون وليس المصفقون الهاتفون! 

كل ما سمعناه من الشيخ حسن هو تجن وإجحاف وتنكر لكل ما قامت به الحكومة المميزة حنكة ولباقة ونجاحا وباعتراف الجميع، ومنهم حسن نصر الله نفسه، من أجل سيادة لبنان وخلاص شعبه ومنذ انتخابها، وبالأخص في حرب يوليو حيث كان السنيورة لولب الدولة اللبنانية القادر على الحركة والتحريك وفرض الشروط اللبنانية من خلال النقاط السبع التي أجمع عليها كل القادة الروحيين والسياسيين اللبنانيين ووردت في القرار 1701 بعد جهد كبير منه.

كل ما سمعناه من نصر الله وعون وجماعاتهما ما هو سوى تهجم غير ديمقراطي على الحكومة دون القدرة على انتقادها كما هو معروف في التقاليد الديمقراطية العريقة.

أي عدم القدرة على القول أين جنحت الحكومة!

- ومن بيانات عملاء سوريا الخانعين لها والذين انكشفوا على حقيقتهم أمام الشعب: الحص وكرامي وعلى مضض ميقاتي الذي شارك بالتوقيع خجلا من صديقه بشار ولكن دون اقتناع.

- ومن تصريحات باقي الشلل والعصابات وخلايا المخابرات وأهمها بيان القاعدة الصادر عن القيادة العامة الجبريلية.

ما أوردناه وهو قليل من كثير سيدفع مجلس الأمن إلى التعجيل في المصادقة على مسودة المحكمة ليتم إنشائها وفي أسرع وقت.

الكل في سباق محموم مع الزمن ولكن مجلس الأمن أثبت ومنذ التمديد للحود بأنه الأسرع منهم جميعا.

التف حول حكومة السنيورة الوطنية الفذة الحرة يا شعب لبنان، إنها خشبة خلاصك من هذا المستنقع الدموي الذي يريدونك أن لا تخرج منه.

خلال الحرب قال نصر الله في إحدى خطابته بأن لبنان" إما أن يكون سوريا أو إسرائيليا" وردينا بمقالة عليه بأن لبنان هو فقط لبنانيا.

هدف كلامه آنذاك لم يكن لتخيير الشعب اللبناني، وإنما القول له:

أنك أصبحت لا مناص بهمة "حزب الله" في المحور السوري الإيراني.

وفي هذا السياق يأتي تكرار اتهاماته اليومية  بأن الحكومة ومعها أحرار 14 آذار في المحور الآخر.

فهو يخلق المحاور كما يشاء !

وكل ذلك تبريرا لسياسته التي أدت إلى دمار البلد.

اليوم وأمام نبيه بري يضعنا المرشد الإيراني خامنئي من جديد في "بوز" المدفع ويبشرنا من جديد بالحروب والدمار والدماء والتهجير والبلاء. وكأنه لا يكفينا ما حل فينا بسبب صواريخه وبعض الدولارات من مصائب وويلات. يرى زاده الله بصيرة بأن لبنان "سيكون بمثابة مكان لهزيمة أميركا والكيان الصهيوني". أي أن الأسطول التاسع والتسعين اللبناني سيفتك بهمة التسليح الإيراني بالأسطول السادس الأمريكي "الشيطاني". وأن صواريخ ما بعد حيفا المنطلقة من الجنوب تنتظر إشارة السيد خامنئي لتدمير "الكيان الصهيوني" وإزالته من الوجود الإنساني. 

هو يقول ذلك وبكل بساطة لأنه لا يشعر بآلامنا وصراخ أطفالنا، ويعتقد بأنه ببعض الدولارات يشتري ذمم بعض اللبنانيين، لكي تُزهق أرواحنا وتدمر قرانا وتشرد عوائلنا ونخسر مستقبلنا.

كم رخيصة دماء الشعب اللبناني بعيني السيد خامنئي!

معروف أن السيد خامنئي ضد المشروع الأمريكي ويريد محاربته الله يعطيه العافية! ويتفضل ويحرر القدس ونحن معه قالها الشيخ الطفيلي الأمين العام السابق "لحزب الله" معتبرا أن حزب الله اليوم ما هو سوى أداة لتنفيذ سياسة الضغط الإيرانية وهز العصا بوجه الأمريكيين.

نسأل المرشد خامنئي لماذا فقط لبنان هو المكان المناسب لهزيمة الأمريكان؟

مع أنه إذا أراد محاربة الأمريكيين فلا يحتاج عناء إرسال الصواريخ إلى لبنان البعيد، لأن القوات الأمريكية جاثمة على حدوده مع العراق وأفغانستان وفي الخليج العربي وأيضا من ناحية باكستان وتركيا حلفاء أمريكا.

أي أن خامنئي إذا أراد حقا محاربة الشيطان الأكبر فهو أمام ناظريه ويحيطه من كل الجهات وأيضا من السماء بواسطة أقمار التجسس المسلطة على إيران.

أم أنه يريد محاربة أمريكا فقط بآخر لبناني وبحفنة من الدولارات الملطخة بهموم فقراء الشعب الإيراني.

هو يعتبر بأن هزيمة أمريكا أصبحت قاب قوس والبداية انطلقت من لبنان "لتفتت الامبراطورية الأميركية".

جميل جدا هذا الكلام إذا كان صحيحا!

ولكن لماذا تنتظر إيران النووية الكبرى من لبنان الأصغر من النملة مساحة وسكانا وجيشا أن يقوم بهذه المهمة المضحكة؟

عجبا ! والجيش الأمريكي على حدوده مع العراق وبضربة حجر يستطيع إسقاط الطائرات الأمريكية وتحرير العراق من الغزاة الأمريكيين.
 التف حول حكومتك الشرعية يا شعب لبنان فهي خلاصك من الأحزان تماما كما تلتف حول الأرزة الأغصان. ودافع عنها دفاع الشجعان.

فالعالم يحترمها ويجل رئيسها فقط لأنك أنت انتخبتها بإرادتك الحرة.

العالم الحر يحترم الأحرار ويعزلُ الخانعين الأذلاء!

التف حول حكومتك الشرعية المنتخبة فهي تعمل جاهدة بكامل طاقتها من أجل مستقبلك وخيرك وراحتك ولكي تنعم أخيرا بالسلام.

هي تعمل للتحضير لباريس 3 وجلب الازدهار والثقة والأموال.

أما أموال خامنئي فهي فقط لخدمة سياسة إيران وستجلب لك كما يبشرنا المرشد من جديد الحروب والدمار وهروب رؤوس الأموال!

مشكلة إيران وسوريا وأدواتهما في لبنان أن حكومة السنيورة تعمل من أجل بناء لبنان وطنا حرا سيدا مستقلا، وهذا يخربط مشاريعهم لأنهم يريدون لبنان ساحة مفتوحة لحروبهم وعلى حساب شعبه المنكوب.

فهم لم يطلقوا طلقة هجومية واحدة على إسرائيل وأمريكا ولن يطلقوا. وسنرى ! 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها