الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

سعيد علم الديناقرأ المزيد...

 

 

 

 

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين


لبنان بألف خير ولا خوف عليه!

 برلين 10.11.03

في إحدى افتتاحياته المتألقة فكرا وأفكارا، ونظرة ثاقبة إلى مختلف الأمور، كتب منذ أيام في "السياسة" الصحفي الهمام أحمد الجار الله مقالا بعنوان " لا خوف على لبنان " أردت بمقالي هذا أن أؤكد صحة ما جاء في مقاله. وأن نلتقي معا على أمل خلاص لبنان من وضع "الساحة" المحنة التي يريد حزب الله وعملاء النظام السوري زجه فيها من جديد.

ما يؤلم حقا أن يحدث ذلك، قبل أن يتعافى بعد من محنة يوليو والتي يتحمل مسؤوليتها أمام الشعب حزب الله الذي قام بعملية الخطف دون إعلام حكومته. وكأنها كشاش حمام !  

أي أنه جر البلد على "العمياني" إلى كارثة، معتبرها نصرا إلهيا، وجاءنا ليقول: " قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحد في المئة أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب بهذا الحجم، لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل .. لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا".

هذا كلام مغامرين بأرواح الناس ومقامرين بمستقبل الأوطان، ويذكِّر بصدام حسين الذي لو علم أن غزوه الوحشي للكويت سيقوده إلى الجحر  لما قام به قطعا.

قول الشيخ نصر الله "لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل" يؤكد لنا أنه لا يعرف أي شيء عن تاريخ الحروب وأسبابها. ولو عرف لما قال جملته الساذجة.  

تأكيدا لصحة ما كتبه الأستاذ أحمد الجار الله والذي يعيش ألم الشعب اللبناني أكثر بكثير من بعض اللبنانيين التائهين، أقول: 

لا خوف على لبنان من القادم لأنه لن يكون أسوأ من أعاصير صيف سبق، ومن عقود عجاف تحمل فيها الشعب الآلام العظام.

لا خوف من تهديدهم بالتظاهر، ما دام ضمن القانون. فالتظاهر حق ديمقراطي مضمون للتعبير عن رأي والمطالبة بحق مغبون، وليس للترهيب والتخريب. ولهذا إذا حاولوا تحويل التظاهر إلى هجوم على الحكومة فسينقلبون على أعقابهم خاسئين. ويأتيهم الرد صاعقا من شعب 14 آذار الميمون.  

ما ينفذه حزب الله قاله بشار عندما طالب بتحويل النصر العسكري إلى سياسي. المقصود هيمنته على الحكومة اللبنانية من خلال تحويلها إلى عبد مأمور له ولإيران ولمشاريعهم التخريبية التي نراها انفجارات في لبنان ودماء نازفة في غزة.

ما يقوم به الحزب هو تنفيذ لأوامر المرشد خامنئي عندما هاجم في خطبة العيد اطرافاً في لبنان وفلسطين، اتهمهم بالعمل لإنجاح المشروع الاميركي الهادف الى «ضرب واضعاف حزب الله والقضاء على حكومة حماس»، واصفا هؤلاء بأنهم «مأجورون اذلاء للشيطان الاكبر». هذا تطاول خطير على السلطة الشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس والحكومة الشرعية اللبنانية بقيادة الرئيس السنيورة. هذا أيضا تدخل مرفوض من قبل شخص غريب في الشؤون العربية وصب الزيت على النار. لو كانت حقا الجامعة العربية حية لما مررت هذا الكلام، ولردت عليه ردا مناسبا.

المطلوب بعد هذا الهجوم السوري الإيراني من أحرار 14 آذار رص الصفوف مع الشعب الهادر الذي ما خذلهم عندما نادوه.

المطلوب الصمود بالكلمة الأبية والموقف الواضح دون التراجع قيد أنملة عن المبادئ التي طالب بها الشعب في إنهاء التمديد وانتخاب رئيس جمهورية جديد يعترف به العالم ويحترمه الشعب ولا يعيش منعزلا في قصره وكأنه في السجن مع أركان نظامه الأمني.

المطلوب فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتطبيق الطائف بتسليم كل سلاح غير شرعي للدولة وبالأخص سلاح حزب الله الذي انتهى دوره بعد الحرب الأخيرة ولم يعد امتلاكه حتى ولو لم يستعمله إلا إرهابا للشعب وابتزازا للدولة.

 وما جر السلاح للبنان والجنوب إلا الخراب والقنابل العنقودية.

في الجولان يقطف الإسرائيليون عناقيد العنب. وفي جنوب لبنان يموت أطفالنا حتى اليوم بالقنابل العنقودية.

المطلوب الحل الجذري وعدم الترقيع وإنهاء عصر الدول في قلب الدولة لتدمير البلد كلما نهض.

 المطلوب الصمود في وجه تجار الحروب، وصعاليك السياسة، وأفاعي الفتن، وأشباح الظلام، وقاتلي الأحرار، الذين يريدون جر لبنان إلى التهلكة، إلا أن أساليبهم وطرقهم وألاعيبهم وخططهم ومشاريعهم وعلاقاتهم المشبوهة وعمالتهم الواضحة أصبحت مكشوفة لكل أبناء الشعب الشاهد على سلوكهم الأعوج ومنطقهم الأعرج.

الدولة بجيشها وقواها الساهرة على الأمن قوية، وحكومة السنيورة بالتفاف الشعب حولها هي الأقوى.

العالم كله مع شعب لبنان الصابر على المحن صبر الأنبياء.

وانتصر الأنبياء رغم كل ما تعرضوا له من عذابات وسينتصر لبنان على تآمر اللئام.

ما استطاعوا ماضيا ولن يستطيعوا حاضرا ولا مستقبلا كسر إرادة اللبنانيين في عشق الحرية وحب لبنان والنهوض بعد كل دمار لإعادة الإعمار.

وذلك بعطف الأشقاء المخلصين. الذين هم شموس هذه الأمة التي يريد البعض إدخالها في مشاريع لا طائل منها سوى متابعة مسلسل الهزائم حيث جحر صدام بالانتظار.

على سيرة حب لبنان أذكر الشهيد رفيق الحريري في لقاء مع قناة cnn  ، حيث قال وهو ينظر إلى بيروت المتألقة بجمالها بعد أن أعاد إعمارها.

نظر بعينيه كالعاشق المتيم، وقال بالإنكليزية " I love Lebanon"

ولأنه أحب وطنه جاء ليعمر ما دمروه. ولأنه أراد أن يتابع العمران السياسي بالاستقلال الناجز، اغتالوه.

الوحدة الوطنية لا خوف عليها إنها صلبة كصلابة صخور جبال لبنان ومهما عبث العابثون. تأكد ذلك كحلم لا يصدق في خروج الملايين يوم 14 آذار المبارك ردا على القتلة الغدارين. وتأكد أيضا في مناسبات كثيرة أهمها الحرب الأخيرة حيث احتضن اللبنانيون إخوانهم النازحين، وحيث كان كل لبنان حكومة وشعبا وجيشا وأحزابا واحدا ضد العدوان.

المطلوب من حزب الله رد الجميل للشعب اللبناني الذي وقف إلى جانبه ولم يخذله لحظة واحدة. للأسف الظاهر أن مواقف حزب الله كلها أوامر من الخارج وما عليه إلا التنفيذ.

أيها اللبنانيون ستتكسر الزجاجة التي يحاولون إبقاءكم بداخلها خدمة لمشاريعهم بين يدي أصحابها وستدميهم.

ستخرجون من عنقها أحرارا كما أنتم وستحتفلون في ساحة الحرية.

سيحقق الوطن بإرادتكم الدولة السيدة الديمقراطية الحضارية.

سينتصر القرار اللبناني الحر بقيادة حكومة الأستاذ السنيورة.

بعد قراءتي لمحضر جلسة التشاور برئاسة الأستاذ بري التي عقدت بين أقطاب السياسة تأكد لي بأن لبنان بألف خير.

وكم كان جميلا لو كانوا كلهم أقطاب سياسة!

للأسف هناك من يجلس على طاولة التشاور وقراره ليس لبناني!

هو اعترف بأنه حليف لسوريا وإيران.

ولكن السؤال! هل سوريا أو إيران حليفه له؟

أكدت حرب يوليو أنه لم يكن لحزب الله حلفاء إلا الشعب والحكومة والجيش الذي فقد العشرات من الشهداء وتعرض للضربات وهو صامد في مواقعه.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها