وماذا لو
فاز "حزب الله" بالانتخابات؟
"حزب
الله" كأقلية برلمانية سيطر على لبنان بسلاحه وأدخله في عدة حيطان، ووضعه
وما زال على كفوف العفاريت، فكيف إذا أصبح أكثرية عبر انتخابات شرعية؟
لقد أثبت
هذا الحزب شموليته في السنوات الأربع الماضية واستخفافه بآمال اللبنانيين
واستغلاله للديمقراطية بشكل لا لبس فيه من خلال تبعيته العمياء لنظام
الولي الفقيه الدكتاتوري الإيراني، وتعطشه للسلطة من خلال ضرب الأكثرية
البرلمانية فارضا عليها بقوة السلاح في 7 أيار الثلث المعطل في الحكومة.
أي ما معناه ان الأكثرية فقدت اكثريتها عمليا وبالتالي قرار الحكم اصبح
شموليا تحت بدعة الديمقراطية التوافقية، وإرادة الناخب تشوهت واصبحت
البلاد لعبة بيد أتباع الولي الفقيه وأذناب نظام بشار اسد الدكتاتوري.
وللوصول
إلى أهدافه هذه في فرض سياسته عطل هذا الحزب البلد غير آبه بلقمة عيش
اللبنانيين مع حلفاه الميليشياويين المعتدين على أمن وسلامة المواطنين،
وأغلق أبواب مجلس النواب لوقف مسيرة المحكمة الدولية، وجر لبنان إلى حرب
تموز الكارثية بعد أن استدرج اسرائيل إليها، وزج البلد بتهديداته لقوى
الأكثرية بفراغ دستوري مؤخرا انتخاب رئيس للجهورية لفرض ميشال عون دمية
إيرانية سورية كلحود، واحتل بيروت العزلاء ضاربا بالوحدة الوطنية عرض
الحائط.
لقد قام
بكل ذلك مرتكبا الكثير من الممارسات الإرهابية المؤذية والمضرة للبنان
واللبنانيين، فكيف إذا فاز مع أتباعه من جماعة 8 آذار بالانتخابات
النيابية في 7 حزيران؟
فإلى أين
سيأخذون عندها هذا البلد المسكين؟
والمأخوذ
أصلا بسببهم منذ أربع سنوات إلى الحروب والدمار والفتن والانقسامات
والتعديات والتحديات والاعتصامات والاشكالات والاغتيالات والتفجيرات
والفوضى وبث الأكاذيب عبر إعلامهم والإشاعات والافتراءات والمهاترات
والعصبيات والمذهبيات ... إلخ من جرائم ملموسة لمس اليد من اللبنانيين
ولا مثيل لها بحق المواطن الذي يريد أن يعيش في وطنه آمنا محترما بكرامة
وليس أسيرا مكبلا خائفا مذعورا إلى ما لا نهاية من ما تخبئه له الأيام من
مصائب.
هدف "حزب
الله" هو أخذ لبنان ذليلا إلى ايران وبالتالي سوريا.
ليكن
واضحا أن "حزب الله" لا يعترف بلبنان كوطن حر سيد ديمقراطي مستقل. ولا
يمكن أن يعترف بذلك! لأن ولاية الفقيه التي تتبع مرشد الأمة خامنئي تملك
طموحات توسعية وعدوانية في اقامة إمبراطوريتها الفارسية على أشلاء
السلطنة العثمانية البائدة. وتمنع بالتالي أن يكون هناك أوطان مستقلة،
وانما ولايات تابعة لها وجزء منها. كولاية البحرين وولاية لبنان وولاية
المغرب وولاية مصر ... الخ.
وكأن
ملالي ايران يريدون بث الروح من جديد في رميم الرجل العثماني المريض الذي
مات وشبع موتا في العشرينيات من القرن الماضي.
نجاح " حزب
الله" وأتباعه من جماعات 8 آذار في الانتخابات القادمة سيؤدي بلبنان الى:
- نسف النظام
الديمقراطي من اساسه ليصبح شموليا على شاكلة نظام الملالي في ايران أي
انتخابات صورية بلا قيمة فعلية. أي ارادة شعبية مشوة، ومجتمع مدني مقموع،
وصحافة مكممة، واعلام موجه، وحرس ثوري مخابراتي مسيطر، وفتن مذهبية وحروب
جانبيه، ومرشد يصدر الأوامر من بلاد فارس النووية.
- إجهاض ثورة
الأرز الحضارية الديمقراطية الشعبية الربيعية نهائيا وانتصار ثورة 8 اذار
المضادة الشمولية الخريفية الصفراء بقيادة "حزب الله".
-
قلب
ظهر المجن
للمحكة الدولية والتشكيك بأحكامها واتهامها مسبقا بانها اداة سياسية بيد
قوى الاستكبار العالمي لضرب المحور الايراني السوري، وكما اعتبرها بشار
الاسد
في حديثه
09.03.2009
الى صحيفة "الخليج" الإماراتية
الذي قرنه بتهديدات لا لبس فيها الى لبنان، بأنه
سيكون اول من يدفع الثمن في حال تم توجيه الإتهام الى
نظامه واتباعه من الجهاز الامني اللحودي والضباط الاربعة. مع ان لبنان
يدفع اثمان المحكمة الدولية ومنذ اربع اعوام: شهداء ودمار وتعديات
واغتيالات وتفجيرات وحروب واغلاق لمجلس النواب .. الخ من اعمال وحشية تدل
على القتلة المتوحشون.
كلام بشار هو
التسييس بحد ذاته بدل ان ينتظر مداولات المحكمة اولا. فماذا سيقول بشار،
اذا وجهت المحكمة الاتهام الى اسرائيل؟ هل سيدافع عنها؟
- النبذ من
المجتمع الانساني المتحضر وخسارة لبنان للدعم العربي المادي السخي
والدولي القوي، ليصبح ريشة في مهب الرياح الإسرائيلية.
- انفلاش
الميليشيات في كل البلاد، وعودة كابوس الوصاية السورية بقيادة مخابراتها
ومعها ظلام الحرس الثوري الإيراني ليتحكم بمفاصل حياة اللبنانيين وينهي
بالتالي حلم قيام الدولة السيدة الديمقراطية المستقلة.
- توقف حركة
النمو الاقتصادي، وهروب اصحاب الرساميل والاستثمارات، وذعر رجال الأعمال
والشركات، وهجرة العقول والشباب بشكل دراماتيكي، مما سيتسبب بفساد في
الادارة والمؤسسات، وكساد وانحدار معيشي وفقر عام.
- احتمال
كبير ان يؤدي ذلك الى قيام ثورة شعبية وحرب اهلية مدمرة في وجه حزب الله
او ربما أدى ذلك الى تدخل دولي لتطبيق قرارات الشرعة الدولية القرار 1559
وغيره ولفرض النظام والامن والقانون على هذه الزعران الفلتانة.
ومن هنا
يأتي صراخ نصر الله وبري ونعيم قاسم وكل جماعة سوريا وايران في لبنان حول
بدعة الديمقراطية التوافقية ولهاثهم واستجداءاتهم وحتى تهديداتهم المبطنة
لفرض حكومة وحدة وطنية شمولية بعد الانتخابات القادمة. كيف لا وهم بحاجة
ماسة الى وجه 14 اذار الديمقراطي الحضاري المعترف به عربيا وشرقا وغربا.
هم في
ترديدهم اليومي لحكومة الوحدة الوطنية في حال الربح او الخسارة، انما
يريدون استغلال الوجه العالمي المميز لقوى 14 اذار لتكون اداة طيعة بيدهم
وفي تمرير مشاريع محورهم الإيراني السوري في لبنان الساحة المستباحة.
فحكومة
الوحدة الوطنية تفرضها إرادة الناخب ولا تُفرَضُ مسبقا على يد السياسيين،
عندما تكون مثلا هناك مناصفة في المقاعد بين قوى 14 وجماعات 8 اذار. ولا
يستطيع فريق واحد الحكم وحده، عندها تفرض نفسها حكومة الوحدة التي يريدها
الشعب. اما عندما ينتخب الشعب اكثرية فهو ينتخبها لكي تحكم وليس لكي
تشارك الحكم مع الاقلية. اذن لماذا الانتخابات؟
هذا هو
جوهر النظام الديمقراطي وفي كل دول العالم الديمقراطية ومنها لبنان:
أكثرية تحكم عبر المؤسسات الدستورية لفترة محددة ومعارضة تعارض وتنتقد
بحرية في البرلمان وعبر وسائل الإعلام، لكشف الأخطاء أمام الرأي العام،
وإقناع الناخب بجدارتها للوصول لسدة الحكم، لكي ينتخبها في الجولة
القادمة.
وما عدا
ذلك يبقى تفريغا واضحا لجوهر النظام الديمقراطي من محتواه الحقيقي،
والتفافا على الإرادة الشعبية الحقيقة لتشويهها، وتهرب من المسؤولية.
فلسفة هذه
النقطة المهمة جدا في نجاح العمل الديمقراطي تعني أن الحكم خلال فترة
حكمة المحددة خاضع للمساءلة والمحاسبة.
ولهذا
فاستلام الحكم يكون سلميا حسب الإرادة الشعبية ممثلة بالناخب وما تفرزه
صناديق الاقتراع وليس بما يشتهيه الزعماء.
فكم من
زعيمٍ يحلم بالحكم ويخذله الشعب.
في السابع
من حزيران القادم هناك انتخابات بعد هذه السنوات الأربع العجاف فعلى
الشعب اللبناني ان يقرر بحرية أي طريق سيختار. وان اختار الشعب طريق 8
اذار فعلى هؤلاء الجماعة عدم التخاذل والجبن بل استلام سدة الحكم.
نذكر
اللبنانيين هنا بما حل بالشعب الفلسطيني من كوارث وانقسامات عندما سلم
قراره الى جماعة "حماس".
وحزب الله
اللبناني الشيعي ليس بأفضلٍ. كيف لا وهو صورة طبق الاصل عن حماس
الفلسطينية السنية.
فطرق
هؤلاء توصل جميعها الى طهران ودمشق فقط، ومقطوعة دوليا وعربيا. وما
انفتاح بريطانيا على حزب الله الا محاولة انكليزية ذكية لطمأنته لكي لا
يعطل الانتخابات القادمة. |