اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

 09.03.01 

وأشْرَقَت شَمْسُ المحكَمَةِ الدُّولِيَّة

وأخيرا أشرقت شمسُ المحكمة الدولية مبتسمةً بوجهها الوضاء لأهالي الضحايا ولوطن الشهداء، وهادرةً بإعصارٍ كشواظٍ من نارٍ في وجه القتلة الأشرار!

أشرقت ويا ما أحلاها شمسُ المحكمة الدولية بعد طول انتظارٍ وصبرٍ أيوبيٍّ على الضَّيْمِ من قادة 14 آذار يذكرُ بالأنبياء، وتَحَمُّلٍ من قِبَلِ جماهيرهم للأذى والجورِ لا يطاق، وكظمٍ للغيظِ في وجه التعديات لا تجيده الا الحكماء، وعضٍ على الآلام والجراح ، وتضحياتٍ هائلة بالدموع والدماء والأرواح، لا تُقدَّرُ لا بقناطيرَ ذهَبٍ ولا بأكداسِ أموال ، شاركهم بها شعبُ لبنان الحر الأبي الصامدِ العنيدِ الجبار.

أشرقت شمسُها رغم الخطوب والفتن والحروب والدمار ليسطعَ سيفُ العدالة على ارض لبنان وبلاد العرب بالأنوار.

ولهذا ليس بعد الأول من آذار عام 09 بعد الألفين، للمجرم الطاغية من فرار.

فهذا اليوم التاريخي المجيد هو يوم مفصلي عظيم من التاريخ البشري وأهميته القصوى تُذَكِّرُ باختراع حروف الأبجدية على ايدي اجدادنا الفينيقيين الذين صدروها بلا منة لباقي الأمم وغيروا بها وجه الإنسانية.

أشرقت شمس المحكمة لتحرقَ الظالمين كباراً وصغاراً رؤساءً ومرؤوسين بلهيبها ولتسعدَ المظلومين الأبرياء وأهل المظلومين ببهائها.

المطرقة هوت دون رجعة على رؤوس عصابات الإجرام المنظم والإرهاب الخبيث الغادر.

سيف الحق ارتفع بوجه أنظمة مخابرات العسس الظالمِ. هم الآن في رعبِ دائمٍ وقلق يتبادلونه ندماً في أقبية الخزي والعار.

المجرمون الآمرون والمخططون والمشاركون في هلع حتى ولو كانوا في القصور والأبراج والأوكار.

أما جماعة الاوكار فهم في حيرةٍ من أمرهم واستنفار ولن ينفعهم لا رعد ولا شهاب ولا زلزال أمام بريق سيف العدالة القاهر البتار.

تتجلى شهداء ثورة الارز من عليائها مبتسمةً في هذا اليوم قائلة:

أماهُ، لا تندبي فأنا عقدُ الياسمين على صدرك الحنون وجبين وطني!

أبتاه لا تحزن، فدماؤنا لم تهدر عبثاً وأرواحنا صنعت للتاريخ وطنا بالحق سيذكر وبالعدالة سينمو وللأجيال بثقافة الخير سيزهر!

أختاه لا تبكيني، بل ازرعيني وردا جوريا أحمراً كلون دمي في حديقة الدار وتذكريني كلما العبيرُ مع الأثير طار.

مرتكب الجريمة يهمه جدا أن تبقى جريمته في الظلام الدامس حتى ولو ارتكبها في عز النهار. فهو ليس بغبي ولم يرتكب جريمته لكي ينكشف، فكيف إذا كان مخابراتيا محترفا وكانت جريمته سياسية بامتياز، يعرف من يرتكبها أن لها تداعيات. رغم أن ارتكاب الجريمة السياسية في لبنان ومنذ الاحتلال السوري واغتيال الزعيم الوطني الشهيد كمال جنبلاط وما تبعها من عشرات الاغتيالات، كانت الما وحرقةً للأهل المفجوعين بصمت، وبردا وسلاماً للقاتل، الذي أصبح القتل عنده في أنظمة المخابرات وشريعة الغاب كشربة الماء.

المتهم الموقوف جميل السيد وصف قاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري  بأنه حمار أو أينشتاين.

وفي الحقيقة انه أينشتاين في تخطيطه وحساباته واحترافه في دقة إجرامه، حيث أنه لم يترك شاردة وواردة إلا وحسب حسابها لكي تبقى جريمته في الظلام الدامس وقد تكلل تخطيطه ودقة احترافه بنجاحه في عملية الاغتيال. إلا أنه كان حمارا في فشل حساباته لردة فعل وتصميم وارادة الشعب اللبناني الذي انتفض مارداً في وجهه، وفرض المحكمة الدولية عليه التي لم تكن في حساباته.

وعندما يقول بشار الأسد والشرع والمعلم أن المحكمة لا تعنيهم فهم بذلك تماما كالنعامة التي تخبئ رأسها في الرمال معتقدة أنها اختفت عن الأنظار وأصبحت بالتالي في مأمن من الأخطار.

الحقيقة من أجل أن تظهر جلية لكل ذي بصر وبصيرة فهي بحاجة إلى إشراق شمس المحكمة عليها، والتي أشرقت اليوم في الأول من اذار وقريبا سنرى البعض وراء القضبان.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها