لن نسكت!
لأن ما يدفعنا إلى الكتابة هو فقط:
غيرتنا على أهلنا الذين يتعرضون ومنذ أكثر من نصف قرن لأبشع النكبات
والمآسي والأهوال،
ومحبتنا لشعوبنا المغلوب على أمرها منذ ان حصلنا على نعمة الاستقلال،
وبدل ان يكون استقلالنا املا لنهضتنا وتطورنا وخلاصنا تحول نقمة علينا
بأيدي بعض حكامنا. لا نريد التعميم. ولكن ممارسات النظام السوري
الإجرامية، فاقت كل التصورات. ومن يحاول هنا السكوت عنها او تغطيتها فهو
مشارك معه في الإجرام.
إن ما يدفعنا إلى الكتابة هو ألمنا العارم:
لما يتعرض له أطفالنا وزهراتنا وشبابنا اليوم في غزة الجريحة، والبارحة
في لبنان المنكوب، وقبل البارحة في العراق الذبيح، وقبلها في دارفور وقبل
قبلها في الجزائر.
كلنا هللنا عندما انطلقت الثورة الفلسطينية عام 65 بقيادة حركة فتح حاملة
مشعل التحرير، وانخرط بعد هزيمة 67 قسما كبيرا من شبابنا اللبناني
والعربي في صفوفها.
ولكن لن ولن نسكت عندما باسم هذه الثورة الفلسطينية والقضية العادلة
تتحول منظمات كالقيادة العامة والصاعقة وفتح الانتفاضة وغيرها إلى أدوات
شريرة بيد النظام السوري يحركها لزعزعة استقلال وامن وسلامة وسيادة
لبنان، وبيت رحم لتفقيس الإرهابيين كعصابة "فتح الاسلام" المجرمة. التي
استلمت منهم عن طيبة خاطر وحسب الأوامر كامل أسلحتهم وصواريخهم ومفاتيح
مخازن ذخيرتهم ومراكزهم في مخيم نهر البارد، لإنشاء امارة في الشمال لا
علاقة لها بالإسلام والمسلمين، وإنما بمخططات المخابرات السورية
والايرانيين.
ويأتي بعد ذلك شخصا كاذبا كأحمد جبريل ليتهم وبلا خجل تيار "المستقبل"
بتمويل هذه العصابة مرددا أكذوبة أن الشباب لم يقبضوا رواتبهم من الشيخ
سعد فسلبوا المصرف في منطقة الكورة كحق من حقوقهم.
لكم هذه الحقيقة الناصعة التي
ذكرتها
صحيفة الباييس الاسبانية الاحد
08.12.28. وهي
ان اكثر من 100 من انتحاريين تم تجنيدهم في اسبانيا منذ عام 2003 لتنفيذ
عمليات في العراق.
واشارت
الصحيفة الى ان هذه الخلايا مدعومة من شبكة شكلتها في دمشق مجموعة مرتبطة
بالقاعدة.
الصحيفة تتحدث عن مئة وهم في الحقيقة آلاف من الإرهابيين الذين انطلقوا
من دمشق بمساعدة وتدريب المخابرات السورية تحت يافطة القاعدة إلى العراق
لقتل العراقيين والى لبنان لقتل اللبنانيين والى البحرين أخيرا لقتل
البحرانيين. ولم ترسل ارهابيا واحدا لدعم انتفاضة شعب فلسطين.
ولن نسكت عندما تصبح دمشق مركزا لإرهاب العالم العربي والحفاظ على الكيان
الإسرائيلي.
وإلا فلماذا لا ترسل دمشق هؤلاء الى غزة لدعم حماس!؟
ويأتي القائد الفلسطيني أحمد جبريل ليكذب متهما شرفاء الأمة الذين يحملون
الهم الفلسطيني في قلوبهم كالشيخ سعد الحريري.
كلنا استبشرنا خيرا عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران وأغلقت
السفارة الإسرائيلية، واحتلت الأمريكية ومنذ اكثر من 28 سنة ونحن نسمع من
إيران هتافات:
الموت لأمريكا الموت لإسرائيل!
ولكننا لن نسكت عندما تضيع بوصلة الثورة الإسلامية لتتحول إلى مذهبية
مخربة ومتعجرفة فاجرة ومصدِّرة للإرهاب والفتنة إلى العالم العربي ويقوم
المتظاهرون بالهجوم على السفارة المصرية والتعرض للسعودية وهم يصرخون:
الموت لمبارك ومصر والموت للسعودية!
لقد فرحنا وشعرنا بالغبطة والاعتزاز عندما فرضت المقاومة على اسرائيل
الانسحاب من الجنوب اللبناني عام 2000 دون قيد او شرط، ولكننا لن نسكت
عندما تتحول هذه المقاومة التي كنا نعتز بها الى عصابات مسلحة شريرة
وسافلة من الزعران تحتل بيروت العزلاء، وتذل سكانها الطيبين بكل حقد،
مرهبة شعبها بأقنعتها السوداء كعمامات الملالي السوداء متعرضة لكرامات
أهلها، حارقة مؤسساتها الإعلامية والخيرية والإنسانية.
وبعد ذلك يأتي نصرالله ليقول في خطاب يوم 28 الجاري:"ما
يجري في غزة كما في لبنان هو أن هناك مشروعاً أميركياً في المنطقة
يعمل على فرض شروطه
بالقوة من خلال الضغط والعزل والحصار،
وإحداث فتن داخلية لتوريط حركات المقاومة، والحرب النفسية والحروب
والإغتيالات".
كلام يدعو للسخرية حقا!
وكأن المشروع الأمريكي هو الذي ورط نصرالله في احتلال بيروت وضرب الجبل.
أي نصرالله بريء! اذا تناسى نصرالله فالشعب لا ينسى اطلالاته التلفزيونية
وتهديداته وتهديدات ربعه اليومية للبنانيين.
هذا الكلام الكاذب لم يعد ينطلي على الشعب اللبناني الذي رأى بأم العين
اعتداءات جماعة نصر الله على العزل والآمنين.
هو يتحدث عن الاغتيالات، وكأن المشروع الأمريكي لا هم له الا اغتيال
احرار لبنان من قادة ثورة الارز.
وبكل وقاحة هو يقول ذلك وهو الذي اغلق البرلمان لعدم اقرار المحكمة واحتل
الساحات لقمع الحقيقة، وكأنه مشارك في الاغتيال.
فلن نسكت ولن نسكت ابدا عندما يغتالون بطلا عربيا سيدا من أسياد الأمة
كالرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من شهداء انتفاضة الاستقلال. وستظل
صرختنا المدوية من أجل الحقيقة تردد في كل أرجاء المعمورة الى ان يتم كشف
الحقيقة ومعاقبة القتلة.
وسيتم في السنة القادمة كشف الحقيقة ومعاقبة القتلة!
لن نسكت عندما يستشهد في لبنان خيرة رجالنا وقادتنا وتتعرض حتى سيداتنا
إلى محاولات اغتيال لقتل الكلمة الحرة الشريفة.
وكأن المشروع الامريكي لا هم له الا قتل الكلمة الحرة.
لن نسكت عندما يتعرض صحفي أعزل كالأستاذ عمر حرقوص إلى
الضرب بأعقاب البنادق من مجرمي الحزب القومي السوري.
وكأن المشروع الامريكي لا هم له الا ضرب الصحافيين العاملين في جريدة
"المستقبل".
لن نسكت وكلمتنا هي أقوى من رصاصهم، وأبقى من طغيانهم، لأنها تعبر عن
الحقيقة. والحقيقة هي الباقية وأنتم وباطلكم وأكاذيبكم وبهتانكم إلى
زوال.
ولن نسكت عندما تأخذ حماس شعب غزة الضحية رهينة وتعرّضه للموت والدمار
تحقيقا لمشاريع المحور الإيراني السوري العقيمة. |