لماذ قالها
وليد جنبلاط؟
مهنة الزبال ليست مهنة وضيعة كما يعتقد البعض، بل هي مهنة اجتماعية
ضرورية ومحترمة كباقي المهن، بل ومن أجلِّها لما تقدمه للمجتمع من خدمات
شتى لا يمكن للإنسان ان يعيش بدونها، لأنها تحافظ على البيئة من الأمراض
الفتاكة من خلال عملها بجمع الفضلات ومعالجتها وتنظيف البلدات والشوارع
والساحات وإعادة النضارة للمدن.
ولهذا فلولا مهنة الزبال لأكلت النائب شامل موزايا ومعه رئيسه ميشال عون
الأوساخ!
ولولا جرأة ووطنية وثبات الزعيم وليد جنبلاط ورفاقه في 14 اذار لما
استطاعت ثورة الأرز الصمود في وجه مؤامرات الأشرار وجرائم الاغتيال
وتحقيق الكثير من الأهداف!
ومن واشنطن
بعد لقائه نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، دعا
جنبلاك
اللبنانيين للاستمرار في
معركة الحرية والسيادة بحزم وهدوء.
وقال: "لست بخائف وسنستمر بالمعركة من
أجل لبنان حر مستقل ومن أجل العدالة".
هذا الكلام الواضح يعبر عن حقيقة الزعيم الاستقلالي السيادي الشهم وليد
جنبلاط وثباته على مواقفه الوطنية وليس كما يحاول بعض أقزام السياسة نعته
دائما بالمتقلب وهم المتقلبون في مواقفهم كالحرباء والمنقلبون على الوطن
الى حد الخيانة العمياء.
كالنائب الليموني في "تكتل التزوير والانبطاح" شامل موزايا الذي وصف في
تصريحه جنبلاط بشتائم تعبر عن قذارة مطلقها الغارق في مستنقع من الأوساخ
السياسية والانحطاط الأخلاقي والماضي البائس. حيث قال غامزا من ماضي
جنبلاط التالي" هو
من
رفض بناء الدولة ومؤسساتها". واضاف "إن ماضيك يشهد عليك، يوم كنت أنت
وميليشياتك تحرق العلم اللبناني وتقتل وتهجر أبناء الجبل وتنهب أموال
الشعب".
انا لا ادري بماذا سنفيد لبنان وشعبه ومستقبله وقيام دولته عندما نثرثر
بويلات الماضي مذكرين بمآسيه؟
فالماضي كان أسودا على الجميع وانتهى، ومن يردده ويذكِّر به انما يعمل
لإثارة الأحقاد والعودة اليه.
وكأنه لم يتعلم من مصائب الماضي درساً!
اليوم الحاضر هو من يتكلم يا سيد موزايا وليس الماضي.
وجنبلاط وقادة 14 اذار هم من يقدمون اليوم الشهداء والتضحيات لتنهض
الدولة وتعمل مؤسساتها كما يجب. ما العيب في ذلك؟
ولكن الظاهر ان نواب عون ما زالوا غارقين معه في عتمة أوساخ وقاذورات
ومقابر وعفن الحرب الأهلية لا يستطيعون الخروج منها الى شمس الحاضر.
وهل من الممكن أن ينهي موزايا تصريحه دون ان يعرج على موضوع الزبالة
الشهير بالقول"
إن الرقيب في الجيش اللبناني الذي
يقدم دمه وروحه وقلبه لوطنه هو أشرف من زعيم يحلم بأن يكون زبالا في
نيويورك".
وكان جنبلاط ردا على سؤال قد قال:
"أفضل
ان اكون زبالا في نيويورك على ان اكون زعيما في هذا البلد!"
ولكن لماذا قالها جنبلاط وبهذا الوضوح الفاقع؟
ماذا اراد بذلك ان يقصد؟ وما هي الرسالة التي اراد توجيهها؟
لكي نفهم كلام جنبلاط لا بد وان نسمو ونتعالي معه في النظرة الى الأمور.
ولهذا فحكمنا على هذا التصريح بحرفيته، يوقعنا في مطب السخافة والقذارة
والوساخة التي وقع فيها شامل موزايا.
للإنصاف هذا التصريح الجنبلاطي المدوي يدفعنا بروحه الخلاقة الى التفكير
وتنشيط العقل وشحذ الهمم والمقارنة بين المجتمع الغربي وما يتمتع به
انسانه وحتى الزبال فيه من حرية مطلقة وحقوق انسان كاملة وكرامة ورفاهية
وراحة بال واحترام للرأي، وبين المجتمع العربي واللبناني الذي حتى الزعيم
فيه يتم اغتياله وقتله وتخوينه وهدر دمه لأتفه الأسباب وحتى بدون اسباب.
هذا ما اراد ان يقوله جنبلاط وبهذه الحدة ليفهم بعض الطغاة الأغبياء.
فاحرار لبنان وقادته الشرفاء ليس لهم في مواجهة أسلحة الطغاة، الا الكلمة
المدوية التي ستخلخل عروشهم.
انهم الطغاة والمستبدين الذين بتفاهاتهم وسخافاتهم واكاذيبهم وفبركاتهم
وعنجهياتهم وقذاراتهم واوساخهم وتفجيراتهم واغتيالهم لأحرار لبنان
واحتقارهم للإنسان من دفعوا جنبلاط ليقول لهم ان الزبال في نيويورك أشرف
منكم يا طغاة الشام! |