لماذا الهلع الإيراني من الاتفاقية الامنية؟
ولماذا تُعارضُ إيران بشكل علني غير بريء، ووقحٍ سافر دنيء، الاتفاقيه
الأمنية العراقية الأمريكية؟
هل العراق محافظة فارسية، وقراره بيد الولي الفقيه خامنئي، أم وراء
الأكمة ما وراءها؟
ولماذا كل هذه التحذيرات الإيرانية اليومية المتكررة للحكومة العراقية
بشأن رفض الاتفاقية؟
هل هو حبا بمصلحة العراقيين ومستقبلهم، ام حقدا عليهم، وتآمراً؟
ولماذا كل هذه الهستيريا الإيرانية بشأن الاتفاقية، والتي عبرت عنها
إيعازهم لغلامهم مقتدى الصدر ليقوم بمظاهرات تقودها العملاء لبعض الجهلة
والرعاع، هل ذلك لتثبيت الدولة السيدة العراقية الديمقراطية المستقلة أم
للهيمنة عليها واخضاعها للولي الفقيه او تدميرها اذا عاندت ولم تطع
الأوامر؟
ولماذا تزامنا مع التفاوض على الاتفاقية يتعرض اهلنا المسيحيين العراقيين
في الموصل لشتى أنواع القتل والتهديد والخطف والتهجير بعد ان تعرضوا له
في البصرة وبغداد؟
هل من خلال إرهاب المسيحيين يريد النظام الإيراني الضغط على الحكومة
العراقية، لكي لا توقع الاتفاقية؟
وتأكيدا لهذه التساؤلات جدد
الرئيس الإيراني
نجاد
في 23 تشرين اول 08،
الهجوم على مسودة الاتفاقية الأمنية العراقية
–
الأميركية،
معتبرا أنها
"تهدف
إلى إضعاف العراق وتمكين واشنطن من نهبه".
وحتى
أثناء زيارة
رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لطهران كرر نجاد تحذير
العراقيين من التوقيع على
مسودة الاتفاقية الأمنية الأميركية·
وايضا
حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني
في
08.10.20
القيادة العراقية من التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع
أميركا. معتبرا أن »هذه الاتفاقية تتعارض مع الأمن والمصالح الوطنية في
هذا البلد«.
اين القيادة العراقية والسياسيين الأباة ليردوا على هذه التدخلات
الإيرانية في شؤونهم ويخرسوها في مهدها؟
لماذا لم نسمع من المالكي او طالباني او المشهداني او البرزاني أي تصريح
لوقف هذه العنتريات الفارسية عند حدها؟
الا يعتبر ذلك تدخلا وقحا في الشأن العراقي؟ ومحاولة فارسية سافرة
للهيمنة والوصاية على شعبه الأبي؟
وهل قادة العراق الذين انتخبهم الشعب قصارا، ولا يعرفون مصلحة بلادهم
وبحاجة الى وصي من بلاد فارس يأخذ بيدهم؟
حتى المحتل الامريكي يحترم شعور القيادة العراقية والعراقيين اكثر من
الايرانيين ويتعامل معها بأسلوب دبلوماسي سياسي مهذب!
ونعود الى السؤال الأساسي:
لماذا كل هذا الهلع الإيراني من الاتفاقية الامنية؟
الجواب الشافي: لأن نجاد ولاريجاني وباقي ملالي النظام الايراني في حالة
من الأرق الشديد ولم يعد يهدأ لهم جفن،
خاصة بعد النجاحات الموفقة والرائعة التي حققها الجيش العراقي في استلام
الامن، بدعم شعبي، من قوات الاحتلال، وفرضه واستتبابه في كثير من
المحافظات، ولجم عملاء المحور الايراني السوري كالصدريين الصفويين،
وجماعات القاعدة التكفيريين وغيرهم من الإرهابيين المنقرضين والسيطرة على
دويلاتهم التي حاولوا إنشاءها في البصرة والفلوجة والأنبار وبغداد وغيرها
من المدن والمحافظات العراقية.
هذا النجاح يؤرق الإيرانيين، لأنهم يضمرون الشر للعراق الجديد!
ولقد جنون جنونهم بعد النجاحات الاروع التي حققها نشامى مجالس الصحوة
البواسل، بدعم شعبي أيضا، في القضاء قضاءً مبرما على مهابيل القاعدة
التنابل.
وعندما
داهمت القوات الامريكيه اوكار
تنظيم
القاعده ومخازن الاسلحه
التابعه له
وجدت اغلب العبوات الناسفه ايرانية
الصنع.
ونفس السلاح وجدته بحوزة ميليشيات
جيش المهدي
الصدري الإرهابي
الايراني.
يجب ان لا ننسى ايضا الدور الخبيث للنظام السوري المتحالف مع الايراني
على الهيمنة على العراق ولبنان من خلال مخالبهم الإرهابية الإجرامية
الدموية الحاقدة على الديمقراطية في البلدين.
أدى كل ذلك الى اصابة قادة نظام الملالي بالهستيريا، خاصة عندما قررت
الحكومة العراقية دمج القسم الاعظم من قوات الصحوة في جيشها الأبي.
هذه النجاحات التي تحدثنا عنها هسترتهم، لأنها ستؤدي حتما، وبدعم شعبي،
الى قيام الدولة العراقية السيدة العربية الديمقراطية المستقلة. وهم لا
يريدونها.
يجب ان لا ننسى ان الرأي العام العراقي اليوم بعد هذه المحنة الدموية
الباهظة الثمن، قد انكشفت أمام بصره وبصيرته أمورا كان يجهلها أو كانت
مخفية. ولهذا فهو يقف اليوم بثبات إلى جانب دولته العلية.
ومن هنا يأتي رفضهم للاتفاقية الأمنية مع أمريكا، لأنها ستثبت النجاحات
التي تحدثنا عنها وتعززها مما سيؤدي حتما الى عودة السيادة كاملة إلى
الدولة العراقية خلال ثلاث سنوات وفرض سلطة القانون على كامل ترابها.
رفض الاتفاقية والانسحاب الأمريكي دون جدولة زمنية سيكون له عواقب جسيمة،
وسيعزز الاستراتيجية الإيرانية ويعطيها الباع الأطول للقضاء على كل
النجاحات التي تحدثنا عنها، وستذهب كل التضحيات العظيمة والدماء العزيزة
الغزيرة المراقة التي قدمها الشعب العراقي العظيم هباءً منثوراً في مهب
الريح الشرير.
نعود هنا للتذكير بما اباح به
رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني
عن
حقيقة الدور الإيراني الخبيث في العراق. حيث نقلت عنه وكالة "ارنا"
الايرانية 18 حزيران 08، قوله:
" إن أميركا كانت تتصور أنها تستطيع بناء
صرح ديموقراطي في العراق يلقي بظلاله على سوريا وإيران ، لكن
الإستراتيجية
الصحيحة التي اتبعتها إيران والصحوة الإسلامية التي ظهرت في المنطقة
أدخلت
الأميركيين في التيه بالعراق".
الظاهر ان النجاحات التي تحدثنا عنها، مكللة بالاتفاقية الامنية مع
الامريكان، ستؤدي لانتصار العراق الحديث ودخول المحور الإيراني السوري في
التيه.
ومن هنا نستطيع فهم أرقهم وهياجهم وهسترتهم وتدخلاتهم الوقحة في شؤون
غيرهم.
وتبقى الاتفاقية الأمنية شأن عراقي اولا واخيرا، والقرار بشأنها للقيادة
العراقية أولا وأخيرا دون تدخلات وارهاب وتهديدات.
ولهذا فانا كلبناني لا أريد التفوه بكلمة واحدة بشأنها احتراما للأشقاء
العراقيين العزيزين على قلبي والذين يعرفون مصلحتهم أكثر مني ومن السوري
والإيراني والسعودي والمصري.
ولكن ما أريد أن أشير اليه هو: أن أهم من الاتفاقية هو احترام بنودها.
والسؤال هنا: هل يحترم الأمريكان الاتفاقات؟
وفي هذا السياق
نقلت وكالة الانباء الايرانية
الرسمية عن الرئيس
نجاد
قوله ان
"الاميركيين
اظهروا انهم لا يحترمون اي
اتفاق· واذا تطلبت مصالحهم ذلك، فانهم مستعدون للتضحية باعز اصدقائهم".
للأمانة امريكا دولة عظمى ولها مصالحها، ولكنها اكدت بالفعل وليس بالقول
عند احتلالها لألمانيا واليابان أنها لم تستغل احتلالها للهيمنة والنهب
والسرقة والاستبداد والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدين على العكس تماما،
بل ساعدت واحترمت كل الاتفاقات الموقعة معهم وتحولوا فيما بعد الى حلفاء.
وعندما طلبت الحكومة السعودية من الجيش الامريكي الانسحاب من السعودية لم
يتلكأ لحظة واحدة.
والآن اذا طلبت الكويت أو قطر من الأمريكيين الانسحاب لا اعتقد أنهم
سيمانعون لحظة واحدة.
السبب: النظام الديمقراطي الأمريكي، الذي يأخذ بعين الاعتبار الرأي
العام، الذي يفرض نفسه على سياسته.
الأخطاء واردة والديمقراطية تتعلم من أخطائها.
رغم الاحتلال الذي نتمنى ان ينتهي وفي اسرع وقت، فإن شعوري أن المفاوض
العراقي يفاوض من موقع قوة استمدها من شعبه المتلهف الى الخلاص والسلام
والاستقرار، ومن انتخابات ديمقراطية افرزت قيادته الشرعية الحالية.
وإذا كان للباطل والبهتان والتضليل جولة فلنور الحق واشراق الحقيقة
وإرادة الشعوب الحرة ألف جولة. والنصر للعراق الديمقراطي الجديد وشعبه
الحبيب.
فإلى الأمام يا نشامى مهد الحضارات واختراع الحرف والعلوم والفنون
والشرائع لبني الإنسان. |