ماذا تعني
الحشود السورية على الحدود الشمالية؟
عندما
حذَّرنا كاتب "النهار" النبيه الأستاذ الياس الديري "زيان" بمقالة مهمة
بعنوان"عينكم
على الشمال"،
كان محقا وقد أصاب خاصة بعد حديث الاسد أمام الرؤساء الثلاثة في قمة دمشق
عن
طرابلس والشمال
وضرورة قطع
دابر
"التطرُّف
السلفي
الذي تدعمه
دول".
المقصود بكلامه، أن السعودية ومصر وغيرهما من الدول العربية تدعم السلفية
السنية المتطرفة وواجبه هو بالتالي التدخل لحماية الطائفة العلوية
المسالمة من الابادة.
أما بعل
محسن المدعوم من حزب الله والمدجج بالسلاح الثقيل والصواريخ والذي أطلق
منها المئات على طرابلس الصابرة، فهذا شيء يعتبر دفاعا عن النفس.
ومن هنا
فالحشود السورية على الحدود الشمالية تعني التدخل السريع في اللحظة
المؤاتية من خلال افتعال أي فتنة يأخذها النظام السوري ذريعة لحماية
الطائفة العلوية من التطهير المذهبي والتطرف السلفي المبالغ فيه جدا،
لحاجة في نفس بشار أشار إليها أكثر من مرة في حديثه عن اختلافات
اللبنانيين، الغير رشيدين وغير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم وبحاجة إلى
مرشد أو وصي يأخذ بيدهم.
المصالحة
حدثت وأهلنا العلويين الطرابلسيين والعكاريين الشرفاء هم أهلنا وأقرباؤنا
وجيراننا، واثبتوا من خلال المصالحة المباركة التي قام بها الزعيم سعد
الحريري ولاءهم للوطن. المشكلة هنا أن المصالحة آنية مادام السلاح بيد
الناس، وما دام المتربص الشر بلبنان واللبنانيين من وراء الحدود يعمل
جاهدا لإشعال نار الفتنة وجر طرابلس والشمال ولبنان إلى فوضى الحرب
الأهلية المذمومة، التي ستكون مبررا له للتدخل السريع في الشمال على
طريقة التدخل الروسي السريع في جورجيا. وقد أشار الأسد الى ذلك في إحدى
تصريحاته مؤيدا التدخل الروسي في احتلال جورجيا.
هو يكون
بذلك قد فرض أمرا واقعا على المجتمع الدولي تماما كما استطاع حزب الله
وأعوانه فرض أمرا واقعا على مجلس الأمن باحتلالهم الهمجي لبيروت والتعدي
على الجبل والبقاع والشمال وأخيرا فتنة الكورة، التي ذهب ضحيتها شهداء
أبرياء وجرحى من حزب القوات اللبنانية، لا ذنب لهم سوى أنهم ألصقوا
بالقرب من مركز المردة دعوة لقداس شهداء المقاومة اللبنانية. وهذا حق من
حقوقهم الديمقراطية التي كفلها الدستور اللبناني ولا تعتبر استفزازا
لأحد.
وهل حقا
ان هذه
الحشود السورية لمراقبة
وضبط
الحدود
حفاظا على
امن واستقرار وسلامة لبنان ووحدته، كما هي الحال في ضبط حدود الشقيقة مع
الجولان المحتل حفاظا على امن وسلامة اسرائيل، وكما
أكد الاسد
خلال ترؤسه اجتماعا لما
يسمى شططاً "القيادة
المركزية للجبهة الوطنية التقدمية"،
الثلاثاء23
أيلول 2008؟
ام ان
هناك اهدافا اخرى يتوخاها النظام السوري من وراء هذه الخطوة المفاجئة،
خاصة وان هذا النظام الشمولي اثبت انه بلا مصداقية: حيث يعد ولا يفي،
يبطن عكس ما يظهر، يقول عكس ما يفعل ويفعل عكس ما يقول ؟
ولماذا
الوحدات الخاصة وليس الجيش؟
هل لان
ولاءها الأعمى للنظام ولتنفيذ أوامره حيث تبعية ضباطها وعناصرها تتبع
الطائفة الحاكمة، أهم من ولاء الجيش؟
وماذا عن
فرق الهجانة العتيدة الموكلة اصلا في حراسة الحدود وضبطها؟ واحيانا في
الاعتداء على المواطنين اللبنانيين العزل كما حصل أكثر من مرة في عرسال
عروسة الجبال وابنة النفوس الأبية، وفي عكار منبت الرجال الصناديد الذين
اثبتوا ذلك في معارك نهر البارد الخالدة!
ولماذا
الان وفي هذه الظروف الخطرة على مستقبل لبنان والمتوترة بسبب اعتداءات
عملاء بشار وأذناب ايران المتكررة على السياديين الاحرار يريد النظام
السوري ضبط حدوده مع لبنان الشمالي مع انها قبل وخاصة بعد انسحابه من
لبنان فلتانة وبمعرفته ومعونة مخابراته وهجانته في تسلل المخربين
والمهربين والارهابيين بسلاحهم الحديث والثقيل؟
السبب انه
هناك محطتان مفصليتان قادمتان ترتعد فرائص النظام السوري مع عملائه لهما
وممكن ان يرتكب بسببهما أي حماقة كحماقة صدام حسين: باتجاه اسرائيل او
باتجاه لبنان. وبما ان حماقته باتجاه اسرئيل مستبعدة جدا بسبب جبنه وعدم
رده على ضرباتها خلال الاربعين عاما الماضية، فلا يبقى له الا اهون
الشرين وهو حماقة مبرمجة ضد لبنان تكون وحداته الخاصة على استعداد كامل
لها لغزو شمال لبنان في اللحظة المؤاتية. واللحظة المؤاتية ربما اتت من
خلال العواصف الباردة التي بدأت تهب بين موسكو وواشنطن بعد مشكلة جورجيا.
مما ينذر
بحرب باردة مقبلة مع امريكا وتشكيل حلف مناوئ لحلف الناتو من دول كروسيا
والصين وسوريا وكوريا الشمالية وفنزولا وايران ومهابيل القاعدة.
في هذا
السياق تحاول جماعات 8 اذار الاستعداد لهاتين المحطتين عبر ما يحدث اليوم
من فتن مفتعلة ومتنقلة تقوم بها عناصرها بين وقت واخر ضد احزاب وتيارات
14 اذار.
الهدف
التشويش مسبقا على هاتين المحطتين.
المحطة
الأولى هي المحكمة الدولية.
المحطة
الثانية هي الانتخابات النيابية المقبلة.
والتي
تريد جماعات 8 اذار وراعيها من وراء الحدود بشتى الوسائل اللاشرعية أن
يربحاها ومهما كلفهما الامر من زرع فتن حتى ولو ادى ذلك الى اشعال نار
الحرب الاهلية التي يخططون لها ويعملون لها ليل نهار من خلال الاعتداءات
المتكررة والمتنقلة والتي يذهب ضحيتها دائما أبرياء من قوى 14 آذار في
معظم الأحيان.
النظام
السوري وأعوانه يريدان ان يربحاها بالطرق الميليشياوية الترهيبية وبدعم
وتهديد مضمون من المخابرات السورية. وهذا ما أفصح عنه الديمقراطي المميز
بشار الاسد للنائب
القومجي
مروان
فارس
21 أيلول، حيث قال
أن "ان لبنان سوف يحتفل بانتصارات جديدة من خلال اجراء
الانتخابات النيابية في موعدها والتي قد تغيّر قواعد اللعبة بحيث سيتغيّر
الواقع السياسي الراهن لصالح المعارضة، والقوى التي هزمت اسرائيل سوف
تهزم
خصومها في
لبنان".
بشرط أن
لا تكون النتيجة أيها الديمقراطي الشاب فضيحة عالمية كما نتائج الأربع
تسعات الشهيرة في الديمقراطية البشارية الواعدة، حيث احتكار السلطة
والتسلط على قرار الشعب السوري المنكوب، هو القاعدة. كلام بشار الاسد هو
تدخل مسبق في العملية الانتخابية في لبنان ويدل دلالة واضحة على نيته
السيئة في فرض نتيجة انتخابات يرتاح لها وبكل الوسائل المخابراتية الغير
مشروعة.
وإلا
فلماذا كل هذه الحشود العسكرية السورية قبالة الحدود الشمالية!
هل هي
لتحرير الجولان المحتل، أم لتهديد العملية الانتخابية في لبنان من خلال
التغطية لحركة مخابراته النشطة في اختراق الحدود اللبنانية شمالا وشرقا؟
وربما للتدخل المباشر لكي تتحقق الانتصارات التي تحدث عنها الديمقراطي
المميز مع النائب القومجي؟
ومن هنا
فهذه
الحشود هي
لتخويف
الشرفاء في
لبنان
وخاصة
لاجهاض
الحوار حول
نجاح
مشروع الدولة الذي سيؤدي حتما إلى بسط السيادة وفرض القانون على الجميع
وإنهاء عصر الميليشيات والفتن والمربعات الخارجة عن سلطة الدولة.
وبالتالي إلى تسليم السلاح المذهبي والميليشياوي الذي وجه إلى صدور
اللبنانيين في 7 أيار إلى الجيش اللبناني. كل
وسائل الضغط
الإرهابية
والاجرامية
التي تعود
النظام السوري
وأذنابه من
المحور الإيراني السوري عليها، ما فلحت ولن
تفلح
في
تخويف
اللبنانيين
الشرفاء
أحرار
ثورة
الأرز
الشامخة.
نحن لسنا
في عام 1976 عام دخول القوات السورية التي رش عليها الكثير من اللبنانيين
والطرابلسيين كمنقذة من الحرب الأهلية الأرز والورود، نحن في عام 2008
حيث سيجابه اللبنانيون جيشا وشعبا أي تدخل أحمق سوري بالسكين والمدفع
والبارود. وستكون الانتصارات القادمة حتما في الانتخابات وغيرها من نصيب
الأحرار ثوار ثورة الأرز وشهدائها الأبرار.
ولن يفلح
بشار بتنصيب
اذنابه
الصغار
حكاما
على
لبنان
المنتفض في وجه وصايته الكأداء ! |