اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

 08.06.11


من يعتدي على مَنْ في لبنان؟

ومن يكذب على المواطنين ويضلل؟ ومن يفتري على الآخرين ويدجل؟ من يشوه الوقائع ويبالغ؟ ومن يقول الحقيقة وهو متألم دامع؟

من هو الآدمي الصادق ومن هو الأفاك المنافق؟

من يعتدي على المسالمين متبجحا بفعلته النكراء بوقاحة قل نظيرها في عالم التنظير، يتباهى بأنه قام بعملية تنظيف، ولا يخجل من هذا القول السخيف، وآثار جرائمه وبشاعة افعاله ما زالت بادية على الشوارع يا لطيف! ويريد بالتالي وهو المخادع أن يقنع الناس بأن القطة "بتأكل عشاه"؟

من هو الذئبُ الشَّرهُ لمص دماء الأبرياء، ويريد بالتالي أن يظهر أمام العالم بمظهر الحمل الوديع والظبي الظريف والشاه!

من هو الوحش الكاسر دون رادع لكل القيم والشرائع والأخلاق والقوانين، ويريد بالتالي متمظهرا بهالة العمامة والجبة واللحية الكثة وآيات الدين أن نعتبره أصدق الصادقين؟  

فعندما يسمع المواطن والإنسان البعيد عن موقع الحدث روايتين متناقضتين لنفس الحدث مع سكوت مريب من القوى الأمنية والجيش الذي شل دوره بعد احداث الشياح متحولا الى شاهد زور لما يحل باللبنانيين من آلام مبرحة وخسائر متكررة في الاجساد والممتلكات، عندها يتساءل الإنسان: من يعتدي على مَنْ في لبنان؟

وكيف سيكتشف المواطن العادي والإنسان البعيد عن موقع الحدث الحقيقة، عندما يصدر تيار "المستقبل"  بيانا يرد عليه حزب ولاية الفقيه ببيان مناقض؟

وهكذا تعقيباً وتوضيحاً للأحداث الأمنية التي جرت في البقاع وبيروت اصدر تيار "المستقبل"بياناً ذكر فيه أن "يوم السبت في 7 حزيران الجاري وصلت بلدة تعلبايا 4 سيارات تحمل 12 مسلحا حاولوا اعتقال أشخاص من آل محي الدين وقمرة، وأطلقوا النار في اتجاه هؤلاء، فأصيب شخص من آل زعرور من أبناء الحي. جرى الاتصال بالدرك وقيادة الجيش في المنطقة. .... ويوم الأحد تجددت الاشكالات بوصول شخص اسمه حسين دندش، وهو من سكان تعلبايا الى ساحة البلدة في سيارته التي أوقفها وراح يطلق النار عشوائياً قبل أن يغادر بعدما أشاع جو استنفار في البلدة". اكتفي بهذا القدر من رواية المستقبل التي ردت عليها ميليشيا "حزب الله" ببيان مناقض حول نفس الأحداث وقالت إنّ "المواطن حسين دندش تعرّض ليل الأحد 8/6/2008 للضرب من قبل عشرة أفراد من ميليشيا تيار المستقبل في منطقة تعلبايا، وعندما قام بالدفاع عن نفسه فر المهاجمون الذين عرف منهم شخص من آل الدنا وآخر من آل الحشيمي. اكتفي ايضا بهذا القدر من الرواية الفقهية.

مصداقية رواية المستقبل تظهر من خلال الإشارة إلى عملية الاعتقال. فالاعتقالات الهمجية وعمليات الدهم والخطف والقتل لنشطاء المستقبل مارستها مليشيا حزب الله في بيروت وفي اكثر من منطقة كسلطة امر واقع فوق السلطة اللبنانية ومنذ اجتياح بيروت.

كذب رواية عصابات الحزب اللاهي تظهر من خلال بيانهم بقولهم " حسين دندش تعرّض للضرب من قبل عشرة أفراد من ميليشيا تيار المستقبل في منطقة تعلبايا، وعندما قام بالدفاع عن نفسه فر المهاجمون"

عجبا ما هذا التلفيق! وعشرة اشخاص يفرون من أمام واحد وهم المهاجمون؟

من هو هذا البطل الأسطوري؟ هل هو عنتر أم هرقل أم شمشون؟

لا، لا! انه أزعر ميليشياوي من ميليشيا حزب والولي المصون .

عجبا! وهل ممكن ان يجرؤ احد على الاعتداء على ميليشيا حزب ولاية الفقيه؟ التي اعتدت على اسرائيل في تموز وخطفت ودمرت ومرمغت اسطورة جيشها الذي تحول إلى أشلاء على حساب اشلاء اللبنانيين، وحطمت اسطورة ميركافتها العملاقة بتكلفة لبنان أكثر من 15 مليار دولار وخسائر اخرى لا تقدر بمال؟

عجبا! وهل ممكن أن يجرؤ أحد على التعرض بالضرب لزعران عصابة "حزب الله"؟ التي تتحدى امريكا والامم المتحدة ومجلس الأمن وترفض الامتثال لقراراتهم وتهددهم بجز الرؤوس وقطع الارجل وقص الألسنة، وسحق الأصابع وقضم الأظافر ان اقتربوا من سلاحها المدنس بدماء ضحاياها العزل؟

ومن يستطيع ان يعتدي على ميليشيا الحرس الثوري الصفوي التي اعتدت تحت يافطة "معارضة" على بيروت العاصمة واجتاحتها ب 48 ساعة: حارقة بحقد كل مراكز المستقبل الخيرية ومؤسساته الاجتماعية ومحطاته التلفزيونية، وشلت قرار الجيش ومعه الدرك الذي انزوى متفرجا يرى بغصة خراب بيوت وانتهاك كرامات اهله ؟

فهؤلاء جماعة ولاية الفقيه لا صدق ولا صداقة ولا مصداقية لهم. حيث حولتهم تجارة المقاومة الكثيرة المكاسب على حساب الطوائف الأخرى إلى قتلة ولصوص، وبدعة التقية الشهية المنافع الى معتدين ورعاع، وبلا قيم واخلاق ودين.

إنها شركة حزب ولاية الفقيه ش.م. إ. "شركة مساهمة إيرانية":

في أسهم الكذب والغش والخداع والنفاق، ونشر الفساد بين الناس بشراء ضمائرهم بالدولار، وشحن النفوس بالحقد والبغضاء، وتأجيج النزاعات بين الأهل والأقارب وأبناء الخال والخالات والأشقاء، وشن الغزوات على المسالمين والأبرياء،

وفي أسهم المحاولات الدؤوبة والمستمرة والمتنقلةُ فتنةً من العراق الى اليمن ومن الكويت الى البحرين، وحتى بعد اتفاق الدوحة: من بيروت إلى سعدنايل، ومن تعلبايا إلى نهر البارد، من عين الحلوة إلى رأس النبع، ومن الشياح إلى الشويفات، من بئر حسن الى "عين حسين"، ومن هذه المنطقة الهادئة إلى تلك الوديعة لتعكير حياة المواطنين الآمنين.

فهؤلاء أشياخ ولاية الفقيه الفاجرة صاروا يستميتون استماتة في جر البلاد الى الصراعات المذهبية الجاهلة، والحرب الأهلية المدمرة القاتلة، والفوضى والضياع، قولا وفعلا:

وكل ذلك:

وعلى عينك يا شعب لبنان المنكوب!

وعلى عينك يا أمير قطر ويا عمرو موسى وجامعة الدول عربية!

وعلى عينك يا مجلس أمن مركزي لبناني ويا جيش ودرك وحكومة ورئيس جمهورية!

وعلى عينك يا مجلس أمن دولي وقرارت الشرعية الدولية!

وتكرم عينك يا بطل الممانعة والمفاوضات في جمهورية كراسي التعذيب والمخابرات والكلبجات البشارية ومصافحة العدو بحرارة في المناسبات الفاتيكانية. حسب شعار حق الرد في المكان والزمان المناسب! وعلبة بقلاوية شامية الى العزيز اولمرت!

وتحت أمرك يا مرشد الأمة الولي الفقيه خامنئي على العمياني!

ولهذا فأتباع الولي الفقيه يعيشون حالة غير طبيعية من الارتباك الشديد يعبر عنها من خلال عدوانيتهم على الشعب واستفزازاتهم بتصريحات وأقوال تعبر عن ارتفاع ضغطهم وعدم اتزانهم. يرى المراقب ذلك بوضوح على وجوه أشياخ ونواب وسياسي الحزب اللاهي. حيث تشتعل النار في اطرافهم وتحت عمائمهم يوميا، لأن البلد لم يشتعل بنيران الفتنة والحرب الأهلية لم تبدأ، ولأنه لم يتكسر لبنان كليا بعد على رؤوس اللبنانيين كما هدد بشار وأمل تحقيق ذلك على يد نصر الله الذي قام بالواجب في كارثة تموز. 

ولهذا فهم يكسرون السيارات ويخربون العلاقات الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد. وكأن خطتهم في مواجهة إسرائيل تحولت إلى التنكيل باللبنانيين وممتلكاتهم وبطابع مذهبي ترك جروحا عميقة جدا على المدى الطويل. وسترتد على مفتعله.

كيف لا ومن يزرع شرا سيحصد شرا عاجلا أو سيرتد شره عليه بل ادنى شك آجلا.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها