وهل ميليشيا "المستقبل" أشباح يا فهمي هويدي؟

حقا إن افتراءات قناة "المنار" وتلفيقاتها الفاقعة وألاعيب وخدع الإعلام الحربي البروباغندي لجماعة المحور الإيراني السوري قد أثر بالبعض واستطاع خداعهم، أو أرادوا أن ينخدعوا، أو أن يدفنوا رؤوسهم برمال الأكاذيب، لكي لا يروا الحقائق الجلية لما حدث في بيروت بالصوت والصورة والبث المباشر والتي لا غبار عليها.

أن يستطيع هؤلاء التأثير ببعض الجهلة المتعصبين، والطائفيين الحاقدين، والسذج والغوغاء، وخداعهم وتضليلهم هذا شيء مفهوم.

اما ان تخدع "المنار" وتضلل الكاتب المشهور والمخضرم منذ عصور والباحث الصحفي الدكتور فهمي هويدي الذي تتزاحم الصحف العربية لنشر مقالاته الشبه يومية فهذا شيء غير معقول.

ففي حوار ل" إيلاف" مع الكاتب المصري فهمي هويدي الأحد 11 أيار 08 ، أي بعد غزو حسن نصر الله لبيروت واحتلالها، قال الأخير مأخوذا بالأكاذيب عن جهل لتضليل القراء، أو عن قصد لتجهيل الحقيقة وقلب الوقائع على طريقة "المنار"، وكأنه قد تلقن منها الدرس أو قبض من المال النظيف ما يكفيه لكي يكذب ويضلل ويغش.

 قال هويدي والنيران ما زالت أمام عينية تشتعل بفعل همجية وحقد الغزاة بمؤسسات الحريري التالي:

"من الأشياء التي حدثت خلال الفترة الأخيرة ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع ولا يعلم تفاصيلها كثير من الناس، أن هناك ميليشيات تابعة لسعد الحريري تلقت تدريبات في مصر والأردن من أجل مواجهة حزب الله، وقد ظهرت هذه الميليشيات في اليوم الأول لتفجر الأوضاع في لبنان (يوم الأربعاء الماضي) والأمر يدعو للقلق بكل تأكيد وما يحدث هو حرب أهلية حقيقية ولكنها سياسية أكثر منها طائفية".

أن يكون الكاتب هويدي محسوبا على التيار الإسلامي، بل ومن أعمدة فكره الإعلامي ويقلب الحقائق بهذا الشكل النافر الغريب لهو شيء يدعو حقا إلى الاستهجان والأسف! أين الأخلاق الإسلامية من هذا الكلام الكاذب؟

وهل يعيش هويدي على سطح المريخ عندما يقول "ان هناك ميليشيات تابعة لسعد الحريري تلقت تدريبات في مصر والأردن من أجل مواجهة حزب الله، وقد ظهرت هذه الميليشيات في اليوم الأول لتفجر الأوضاع في لبنان (يوم الأربعاء الماضي)".

مع أن الحقيقة الجلية والتي يريد هويدي تجاهلها هي : أن "حزب الله" اتخذ من الاضراب العمالي ذريعة لتفجير الأوضاع مع "امل" وتوابعهما للسيطرة على بيروت والجبل وكل لبنان. وهو كان يخطط لهذه الغزوة ومنذ أكثر من سنة. وقد استطاع تحقيق ذلك بسهولة في بيروت لأنه لا يوجد ميليشيا لتيار المستقبل او للحزب الاشتراكي فهؤلاء وضعوا ثقتهم بالجيش الذي تخاذل عن حماية المواطنين العزل.

ولو ان تيار المستقبل له ميليشيا حقيقية لكانت نتيجة هذا الاحتلال السريع وقوع الآلاف من القتلى والجرحى والأسرى من مدينة كبيرة كبيروت بيد تحالف قوى الأقلية.

كل ما حدث في مواجهة الغزو لبيروت هو انتفاضات فورية غير منظمة لأهلها الشرفاء دفاعا عن كرامتهم وممتلكاتهم وبما يملكه البعض من سلاح فردي ودون تنظيم وقيادة عسكرية تواجه هذا الغزو المنظم لأحيائهم والتعدي على بيوتهم وحرق وتدمير مراكز المستقبل الإعلامية والاجتماعية والتربوية. هذا دليل آخر على حقد هؤلاء المشبعين بثقافة الفوضى والخراب الموت الأسود على الحضارة والتقدم والرقي وحرية الكلمة والديمقراطية وثقافة الحياة.

ولو أراد الزعيم سعد الحريري بناء ميليشيا لاستطاع بلحظات جمع عشرات الالاف من المقاتلين الأشداء ومن جميع انحاء لبنان وبلاد الاغتراب وبلاد العرب ومن كل الطوائف. فهو لا تنقصه لا الأموال ولا الحلفاء في لبنان وبلاد العالم ولا الحق الذي يدافع عنه في كشف حقيقة الاغتيالات البربرية، وفي الشرعية التي يعمل لاستعادتها ببناء الدولة اللبنانية السيدة الديمقراطية المستقلة العادلة.

ولا ننسى انه يمثل اكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب.

ولو عند الحريري ميليشا منظمة وقيادة عسكرية لما حلم حزب الله بالدخول بهذه البساطة الى معاقل السنة السلمية المسالمة في بيروت التي اعتدي عليها بشكل همجي يجب ان يدينه ويستنكره هويدي المثقف المسلم قبل غيره.

وهل هاجمت ميليشيا المستقبل ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله يا سيد هويدي ؟

يا استاذ فهمي هويدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري عمر وعلم واعاد البهجة والأمل الى قلوب كل اللبنانيين بعد ان جمعهم بقلبه الكبير الأبيض الطيب وعقله الراجح المتزن المثقف ولم يفكر لحظة واحدة في بناء قوة عسكرية للسنة في لبنان، بل عمل فقط على دعم الجيش اللبناني واعادة بناء الدولة اللبنانية لجميع ابنائها.

الابن البار والزعيم الوطني سعد الحريري سار وما زال على نفس درب والده في العمار واعادة بناء الجسور التي دمرتها عبثية حرب تموز . وهو لم يفكر لحظة واحدة ببناء قوة عسكرية للسنة في مواجهة قوة حزب الله الضاربة وتهديداته المتصاعدة، بل عمل فقط على دعم الدولة والجيش اللبناني مع كل قوى 14 اذار.

فحبل الكذب قصير وسيلتف على عنق الكذابين في المحكمة الدولية. فأين ميليشيا تيار المستقبل التي تتحدثون عنها ليل نهار وتبرزونها على شريط الأخبار؟ وكأنها أشباح لا تراها إلا قناة المنار بعينها الغيبية!

وكيف تستخفون بعقول المشاهدين وتصورون مكاتب تيار المستقبل الاجتماعية على أنها مدججة بالسلاح والميليشيا كذبا؟  وأين القناصة الذين تتحدثون عنهم كذبا؟ وإن كان هناك قناصة لتيار المستقبل أو للتقدمي على المنازل أصلا هل كان باستطاعة قبائل الغزو الكزدرة في شوارع بيروت بهذه السهولة؟

يؤكد حرق مراكز وتلفزيون المستقبل وضرب الإعلام الحر، بأنكم كنظامي ايران وسوريا، ترتعدون من الكلمة الحرة.

الا انه فاتكم بان لبنان والكلمة الحرة صنوان ولن تستطيعوا فرض ثقافة الشمولية والاستبداد والحقد ورفض الآخر على شعبه. ولن تستطيعوا تغيير جوهره الديمقراطي الحضاري بقوة السلاح والمال.

فلبنان هو منبع للتعددية، ومنارة للديمقراطية، ومشعل للحرية وملتقى للحضارات وفخر لكل العرب والعالم وسيبقى بهمة أحراره ودماء شهدائه كذلك.

أقول للكاتب الإسلامي هويدي هل تقبل يا استاذ فهمي كإعلامي أن يمنعك أحد عن التعبير عن ما تكتبه أو ما تقوله؟

فكيف ولقد قامت الجماعات التي تدافع عنها بضرب الوسائل الإعلامية في بيروت وعاثت فيها تخريبا. حتى إذاعة القرآن الكريم التابعة لدار الفتوى اللبنانية السنية لم تسلم من شرهم فأوقفوها عن البث.

وأحرقوا ونهبوا ودمروا: إخبارية المستقبل ، تلفزيون المستقبل الفضائية ، تلفزيون المستقبل الأرضية ، جريدة المستقبل ، مجلة الشراع ، الإذاعة الأرمنية ، جريدة اللواء ، جريدة الشرق ، وتعرض صحافيون مراسلون تابعون لقناة العربية وال بي سي للمضايقات وتكسير الكاميرات من قبل عناصر حزب الله وحركة أمل، ولقد تعرضت المسيرة التي نظمها الإعلاميون تضامناً مع هذه الوسائل الإعلامية التي توقفت قسراً إلى إطلاق الرصاص من قبل هذه العصابات الشمولية، ولقد تعرض الصحفيون للشتم ومنهم للضرب والتحقيق ومداهمة منازلهم وتخريبها ونهبها، ومنهم الصحفي محمد سلام. هذه هي الحقيقة الجلية التي لا غبار عليها يا سيد هويدي. فكن صادقا ولا تبالي!