اقرأ المزيد...

سعيد علم الدين

 كاتب لبناني. برلين

 08.01.28


يا سيدنا البطرك : هؤلاء متورطون!

يا صاحب الكلمة الطيبة تفوح طيباً وبركةً من بكركي إلى كل اللبنانيين ودنيا العرب وبلاد الانتشار!

ويا صاحب الموعظة الحسنة لا يرفضها إلا الجاهل المريض في القلب والروح والوجدان !

ويا صاحب الرأي السديد يتلقفه كل نبيه وللأسف بعض نبهاء لبنان يراوغون في ضلال دفاعا عن البهتان!

ويا صاحب الحكمة الثمينة والفكر الثاقب والقلب الكبير

يا سيدنا غبطة البطريرك صفير!

من مسلم لبناني حريص على هذا الوطن المزركش التعددي الديمقراطي الجميل لك مني كل الحب والاحترام والإجلال والتقدير على كل ما تقوم به من جهد مضنٍ وصادق أمين من أجل قيامة لبنان وخلاصه من محنه: أنت وسماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وسماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، ومفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين وباقي المراجع الروحية الجليلة ورجال الدين الأفاضل من كل الطوائف الكريمة.

تناشد في عظتك يا صاحب الغبطة اللبنانيين وبدبلوماسية رفيعة المستوى، قائلا "ان ما نشهده من تصرفات ونسمعه من أقوال لا يدلّ على ايمان كبير بالوطن لدى بعض الناس".

وهل من يشكر النظام السوري في مهرجان الثامن من آذار المذموم، على كل ما ارتكبه من إجرام بشع بحق شعب لبنان المظلوم، ودماء باني لبنان الحديث الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار لم تجف بعد، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

وهل من يغدر بطاولة الحوار الوطني في بيروت ليخطف الجنود الإسرائيليين في الجنوب، متسببا بكارثة وطنية في بلد أتخمته الكوارث والنكبات والمآسي والحروب، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

وهل من عرقل المحكمة الدولية لكي لا تنكشف الحقيقة، إلى حد ترك الحكومة لأسباب واهية، وإغلاق البرلمان بتعسفٍ ومن دون سبب، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

وهل من عطل وسط بيروت أو قلبها النابض عن العمل وأفقر أهلها: باعتصاماته المملة، واضراباته المضرة، وخطاباته الحاقدة، واعتداءاته المتكررة المناطق الآمنة وعلى الجيش حامي الوطن ورجال الأمن، وأساليبه الدموية البربرية في التعبير، وتصرفاته الهمجية في الخراب والتكسير، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

وهل من يعطل انتخاب المرشح التوافقي والوطني بجدارة العماد سليمان ، وأوصل البلد إلى هذا المنعطف الخطير، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

وهل من يهدد الآمنين، ويتوعد المسالمين، ويحرِّض على الفتنة يوميا، بل ويدعو إليها من خلال أبواقه الحاقدة وألسنته المارقة، ويُشجع المشاغبين والمخربين والغوغائيين للعبث بالأمن والسلم الأهلي، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

وهل من يبعث عصاباته لحرق الدواليب وقطع الطرق وتكسير السيارات والاعتداء على المواطنين والمحلات في الطريق الجديدة، وإلقاء القنابل على الأبرياء في عين الرمانة، والاعتداء على الجيش كما حدث البارحة في الشياح وعدة مناطق من لبنان، هو لبناني ويؤمن بوطنه؟

يا سيدنا البطرك من تناشد ومن تعظ وعلى من تلقي مزاميرك؟

فهؤلاء جماعة متورطون حتى النخاع في كل الجرائم مع بشار والنظام الإيراني. والآن يجن جنونهم إلى حد الهستيريا، لأنهم لم يحسبوا حسابا لإقرار المحكمة الدولية، ويريدون بالتالي توريط الشعب اللبناني بالحرب الأهلية لفرط عقد المحكمة، أو فرض إرادتهم لتعطيلها من خلال الثلث المعطل.

وهل بشار وآصفه ورستمه بهذا الغباء أن يرتكبوا جريمة اغتيال بهذا الحجم الضخم دون توريط النظام الإيراني وبعض اللبنانيين أمثال حسن نصر الله وإميل لحود سليمان فرنجية ووئام وهاب وعاصم قانصوه والضباط الأربعة الأحباش وغيرهم من العملاء الأذلاء؟

الدليل على ذلك قاله سليمان فرنجية كاشفا المستور عن أهداف الأقلية الباغية في كل ما يحدث من آلام لشعب لبنان، وهو التالي:"الشارع احتمال وارد، ولكن ليس كما حصل في 23 كانون الثاني 2007 بل سيكون مركزاً وقوياً"، مؤكداً ان  "لا تراجع عن الثلث الضامن لضمان القرارات الوطنية ومنع التدويل". متسائلاً "لماذا يموّل لبنان المحكمة لأجل الرئيس رفيق الحريري وحده وليس لأجل الرئيس الشهيد رشيد كرامي أو الشهيد داني شمعون؟!

مع احترامنا لكل الشهداء إلا أن الطريقة التي تم فيها اغتيال الحريري وصرخة الشعب اللبناني المليونية الصادقة المدوية التي استجاب لها العالم ومجلس الأمن خرجت اثر هذا الاغتيال.

إلا أن ربط سليمان فرنجية الثلث المعطل بالمحكمة، عن قصد أو غير قصد يدل على أنها سيف مسلط على رقبته ورقبة المتورطين جميعا!

هذا الكلام يدل أيضا على تورطه بزلزال 14 شباط، كيف لا وقد كان يومها قد فرض نفسه فرضا ليكون وزيرا للداخلية في حكومة عمر كرامي المخابراتية!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها