سلامٌ على روحك الطاهرة يا بنازير!
سلامٌ على
روحك الزكية الطاهرةِ، المعطرةُ بأريج الورودِ ورحيق الأزاهير، أنت يا
بنازير!
يا أميرة
الشهداء!
يا حمامةَ
"البنجاب" الرائعةِ الجميلةِ الوديعةِ البيضاء!
يا صاحبة
البسمة التي انتصرت على الموت لتبتسم الحياة لشعب باكستان!
سلام على
كل شهيدات وشهداء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامة واستقلال
الأوطان في هذا الشرق الموبوء المدان، والرافض للعلاج وهو المريض في
القلب والروح والكيان، والمصاب بالجنون والهذيان وقتل الفكر الحر،
ومعاندة الحقيقة الواضحة، ومخالفة المنطق السليم، واعوجاج وخبث في
اللسان!
سلامٌ
عليك أيتها البطلة المقدامة يا صنو الشجعان
وإلى
الأمام يا شعب باكستان لإرساء قيم الديمقراطية ومبادئ الحرية وأسس
الإسلام المعتدل المتقبل للآخر، وقيام دولة العدالة والقانون التي دفعت
ثمنها الشهيدة بوتو بغالي الدماء!
إن الأمم
الحية التي تقدم رموزها قرابين على محراب ديمقراطيتها وصَرْحِ حريتها
وكرامة شعبها وحقها في استقلالها ستنتصر على كل من يقف في وجهها ومهما
اغتال وأجرم، وطغى واستكبر، واستبد وفَجَرَ واستعبدَ وفَجَّر!
تعزية
حارة إلى الشعب الباكستاني المفجوع وآل بوتو وحزب الشعب بهذا المصاب
الجلل الذي تعرضوا له بخسارة السيدة الكبيرة المناضلة الجريئة، أخت
الرجال وعظيمة الأمة الباكستانية الشهيدة الخالدة رئيسة وزراء باكستان
السابقة بنازير بوتو.
رغم أنها
بعودتها إلى باكستان استقبلت بعملية اغتيال مزدوجة جبانة ووحشية ذهب
ضحيتها المئات من الشهداء وخرجت من براثن الموت بأعجوبة، إلا أنها لم
تتراجع قيد أنملة عن أفكارها التحررية الديمقراطية النيرة، بل زادتها تلك
العملية النكراء عنادا على متابعة المسيرة الديمقراطية بالكلمة الجريئة
المحملة بالفكر، وإصرارا على نجاح الشعب الباكستاني في بناء مجتمعه
المدني التقدمي الحر، واستشراساً في ضرب الإرهاب الخبيث الخائن والفاشي
المتوحش الخارج كالأفعى تلسع من الجحر.
وتضرجت
الوردة الباكستانية الحمراء بلونها القاني مرتفعة بروحها المعطاء إلى
السماء لكي تنتصر الديمقراطية والحرية والعدالة وقيم السلام على
الاستبداد والعبودية والتخلف والإرهاب.
وستنتصر
لا محال وكما الشمس تشرقُ من خلف الجبال: مشاعل الديمقراطية والحرية
والسلام وحقوق الإنسان التي رفعها خيرة الشهداء الأبطال من الجزائر إلى
السودان ومن فلسطين إلى أفغانستان ومن لبنان إلى باكستان! سعيد علم الدين
|