آن أوان الحسم
آن أوان
الحسم يا قوى 14 آذار بانتخاب العماد سليمان رئيسا توافقيا عتيدا
لجمهورية الاستقلال الثاني، وبالأكثرية المطلقة التي يجيزها الدستور. أي
بالنصف زائداً واحداً. وكردٍ سياسيٍّ مطلوب على مقترفي هذه الجريمة
الإرهابية النكراء التي أودت بحياة اللواء الشهيد البطل فرنسوا الحاج.
ولكي يعرف هؤلاء القتلة الجبناء المعرفون الأهداف والمكشوفون الوجوه
للشعب اللبناني والعالم أجمع حتى ولو ذرفوا دموع التماسيح ودبجوا بيانات
الاستنكار الجاهزة قبل وقوع الجريمة، أن لبنان الديمقراطي ليس ضعيفا أمام
إرهابهم، وقادرٌ على توجيه الرد المناسب في الوقت المناسب. وذلك لقطع
الطريق على أهدافهم التي أرادوا من خلالها، قطع الطريق على قائد الجيش
التوافقي بامتياز للوصول إلى سدة الرئاسة. فلا يجوز بعد هذا التعطيل
المفتعل والمتمادي بهرطقة انقلابية على الدستور وبمناورات كاذبة من قبل
الأقلية: نصر الله، بري، عون، أن تكتفي الأكثرية بالتفرج وترك الساحة
لعملاء النظامين السوري والإيراني يأخذون لبنان إلى حيث يريدون، بل
والرئيس من الأقلية على إرادة الشعب اللبناني يفرضون.
وإذا كانت
الأقلية تريد الخراب، ردا على الانتخاب، فمن واجب الجيش وقوى الأمن
التصدي بحزم لكل مخل بأمن البلاد.
والملايين
التي رفعت الأعلام في 14 آذار ستمتشق السلاح، إذا كان ولا بد، دفاعا عن
أمنها واستقرارها ومستقبل أطفالها، وشفاءً للبنان من هذا السرطان
المستفحل التي تركه النظام السوري يتحكم بالبلاد ويجرها إلى الكوارث
والحروب المدمرة والنكبات والفراغ في سدة الرئاسة وإغلاق البرلمان وخلق
الأزمات.
إلى متى
كل هذا الوبال ؟
أنتم
الأكثرية الشرعية المليونية التي تفجرت كأول ثورة حضارية ديمقراطية في
بلاد الشرق:
-
عفويةً شعبية
دون تنظيم وليست على شاكلة الأحزاب الشمولية البائدة، حيث يجرون الناس
جراً بثياب النوم ودون جوارب وبالملاحف والشوادير إلى التظاهر والتجمهر
والاعتصام حسب الأوامر الإلهية والتعاليم.
-
حرةً اخترقت
الحواجز المخابراتية القذرة وكسرت القيود لشعبِ حرٍ أبيٍّ صلب المراس
شامخٌ لا يلين.
-
وطنيةً ليست
دينيةً ومذهبيةً حيث التقى فيها بشكل غير مسبوق في تاريخ لبنان وبحرارة
وشوق وحنين الشعب بكامل طوائفه وامتزجت دموع المسيحيين مع المسلمين.
أنتم
الحقيقية الراسخة كجبال لبنان التي انتخبها الشعب بحرية وهم الوهم الزائف
ومسببي المشاكل لشعبٍ كفاه ما يتعرض له من أوجاعٍ وألم !
أنتم
الأطباء وأدوية الشفاء والنقاهة والبهاء لهذا الوطن، وهم الأمراض
والأوبئة والجراثيم المعدية والورم!
إلى متى
هذا الانتظار؟
إلى متى
سيتحكم إرهاب الأقلية بالبلاد والشعب وبقرار الأكثرية؟
وإلا فإلى
انتخابات نيابية نزيهة مبكرة، كما تطالب الأقلية، تجري بحماية الجيش
والقوى الأمنية وبإشراف مراقبين دوليين محايدين، يقرر بها الشعب ماذا
يريد؟ وأي طريق يختار؟
هل سيختار
طريق انتفاضة الاستقلال: أي الأمل والنجاح، الفرح والابتسام، الديمقراطية
والانفتاح، الشفافية والإصلاح، الأعلام المرفرفة بدماء الشهداء ليحيا
الوطن ويصان، الحرية والأقلام الحرة، التقدم والازدهار، البناء والعمار،
الأمن والاستقرار، العيش المشترك والانسجام والمحبة والسلام، تطبيق
القرارات الدولية والطائف جميعا وبحذافيرها للخلاص نهائيا من هذا الوضع
السرطاني الشاذ، دولة شاذة غريبة مستوردة من إيران تتحكم بمقدرات وقرارات
الدولة، وأخيرا قيامة لبنان السيد الحر الديمقراطي المستقل،
أم سيختار
طريق ثورة الأقلية المضادة: أي اليأس الممل كما حصل في الاعتصام والفشل
الذريع، الشمولية المخابراتية والإجرام ودولة القهر والترويع، المربعات
الأمنية وحماية القتلة واللصوص والاتجار بالمخدرات وسرقة الكهرباء،
الحروب والفوضى وإغراق البلد بالكآبة والدموع والأحزان، الظلام والبؤس
والفقر والانغلاق، التخلف والانعزال عن العالم برفضها تطبيق القرارات
الدولية والتبعية لإيران الفارسية ولسوريا البشارية وتحويلها لبنان ساحة
لحروبهم وربما قتله من خلال مشاريعهم القاتلة؟
لا خوف
على المحكمة الدولية فهي أصبحت في عهدة مجلس الأمن وهو بعد إقرارها يتحمل
المسؤولية الأولى في استمرارها إلى حين تحقيق أهدافها بكشف الحقيقة
ومعاقبة القتلة.
وإذا كان
مجلس الأمن سيقف مثلكم عاجزا أمام تمادي الإرهاب والإجرام وقوى الاغتيال
والدمار والخراب فعندها وعلى الدنيا السلام. لأن انتصار القتلة اللصوص في
لبنان يعني نقل هذا السرطان إلى كل دول العالم. أي تشريع الاغتيال
السياسي كحق من حقوق الطغاة المجرمين وتصديره إلى كل أنحاء العالم العربي
والعالم. هذا يعني أن التصدي لهذه المشكلة الخطيرة على السلام تتطلب
الحسم من جانبكم كمعنيين بالدرجة الأولى ومن جانب مجلس الأمن ودوله
العظمى ومن جانب الدول العربية والأمم المتحدة ككل.
والخاسر
الوحيد من هذا الجمود المهيمن على البلد دون رئيس هو لبنان شعبا واقتصادا
ودولة ومؤسسات. ويجب أن لا ننسى واجبكم الوطني كأكثرية تجاه حق الطائفة
المارونية الكريمة المنتقص في هذه الحالة. وميشال عون هنا المنقلب على
حقوق طائفته ولبنان من أجل الكرسي ليس له ثقل في الميزان.
الحسم
الذي أقصده سيكون من منطلق الحرص على لبنان وحسب الدستور وبحكم القانون.
فأنتم الأكثرية التي انتخبها الشعب بحرية لكي تَعْبُرون به إلى آفاق
المستقبل وتحقيق لبنان الجديد المعافى من أدران الوصاية والاستغلال
والتبعية والاحتلال، وتُعَبِّرون عن إرادته وتحققون مصلحته في قيامة
لبنان السيد المستقل وبيدكم صلاحيات رئيس الجمهورية فماذا تنتظرون؟
وأنتم من
خرجت الملايين الصادقة ومن كل أنحاء لبنان تأييدا لكم رافعة صور شهداء
انتفاضة الاستقلال والأعلام والطموحات والآمل فلا تخيبوا الآمال!
انتخبوا
العماد ميشال سليمان بصفوفكم المتراصة من أجل الوطن المنتصر على
الحاقدين، وأنتم المنتصرون!
الشعب
اللبناني الصابر لن يخذلكم بعد أن انكشفت كل الأوراق. الأشقاء الكرام
الحقيقيون كالسعودية ومصر والأصدقاء الكبار في العالم وهم كثر سيقفون إلى
جانبكم، ولن يخذلوكم.
كفى
قبولكم بمبادرات أوصلتها شلل 8 آذار وبالأخص الحزب اللاهي إلى الحائط
المسدود. لأن نصر الله يريد الهيمنة على الوطن بالكامل وعلى قراره
ومستقبله حتى ولو عرضه إلى حرب مدمرة جديدة لمصلحة أسياده في قم ودمشق.
لقد صبرتم
بما فيه الكفاية. وتنازلتم عن الكثير عن حقكم بانتخاب رئيس من بين صفوفكم
هذه تضحية كبيرة من أجل لبنان لم تجد عند الفريق الآخر إلا النكران.
آن أوان
الحزم واتخاذ القرار أيها الشجعان!
فحتى
كلمة
قيادة الجيش
التي ألقاها
اللواء شوقي المصري بمناسبة تشييع
الشهيد
الحاج، كانت موجهة إلى الأقلية
عندما
طالبها
بعدم
وضع الشروط
التعجيزية
لانتخاب
رئيس
توافقي
للبلاد.
والجميع
يعرف
من
وضع
ويضع
العراقيل والشروط
ويعطل
المبادرات ويناور للوصول إلى هذا الجمود ويريد أخيرا نعيم قاسم جركم إلى
جيب عون.
وحتى
البطريرك صفير وضع النقاط على الحروف منتقداً
ممارسات الأقلية ومهرجيها ومنهم بري الذي
تعطونه
دون حق حجما أكبر من حجمه الحقيقي بكثير. المؤسف أنكم تعطونه حجم رئس
مجلس النواب وهو يغلقه دون حق وبتعسف أمام النواب. هو رئيس حركة أمل
الخانعة أمام الحزب اللاهي وإيران وسوريا فقط لا غير. واسمعوا إلى آخر
قفشات بري فقد
نقل
عنه
زواره،
تعليقا على كلام الرئيس الفرنسي الاخير:
"نحن
نحترم الرئيس الفرنسي، لكن جلسة الاثنين ليست الفرصة الاخيرة. ونحن
نعمل
ليل نهار لاتمام هذا الاستحقاق وإجراء
الانتخابات الرئاسية والفرصة
ليست ممتدة
الى يوم الاثنين فحسب بل الى نهاية السنة الجارية."
وعلى الوعد يا كمون!
كيف لا،
وكان قد وعد قبل شهرين بالنوم في البرلمان إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية
العتيد في الفترة الدستورية. وماذا حصل أدخلنا بمناوراته ووعوده في
الفراغ. لا تصدقوه وإذا صدقتموه فستمتد فترة الفراغ والجمود سنوات. لقد
وعد بالكثير والذي حصل هو العكس. |