سعيد علم الدين
كاتب لبناني. برلين
. 07.06.15
عارٌ بل أكبر! فضيحةٌ بل أكثر!
هذه ليست
زلة لسان
من
مذيعة تلفزيون
"الاستاز"، بل وصمةٌ عار على جبين أساتذتها وجهابذتهم جميعا في قنوات
"معارضة" وأبواقها التحريضية، وفضيحةٌ تفوقت على كل أنواع الفضائح الأخلاقية.
لقد عَبَّرت
هذه الزلة
عن حقيقة
ما في القلب
من حقد أسود دفين .ولا
يمكن إزالة آثارها وتبييض القلوب بالإطاحة بالمذيعة فقط، بل بنبذ واجتثاث
ثقافة فاسدة حاقدة مذهبية منحطة جاهلة رجعية لا تبني وطناً، زرعها الاستعمار
الفئوي البعثي السوري العشائري في عقول بعض اللبنانيين واللبنانيات فأينعت
آفاتها شروراً وأخذوا لا يفرقون بين الوطني والوطنجي، بين من يقدم روحه فداءً
لحرية وطنه ومستقبل شعبه وخير بنيه ومن يدوس بالأقدام على الحرية ويدمر
مستقبل الوطن، بين من يريد تخليص لبنان من الأزمات والكوارث ومن يزجه بها
مغامرا تائهاً عابثا، بين ثقافة الاغتيال الشنيعة والموت وبين حضارة الاعتدال
والديمقراطية ورحيق أزهار الحياة، بين المتشدقين بالعروبة زيفاً وبين
العروبيين الحقيقيين. وأخذوا في "معارضة" كالطغاة لا يقيمون وزنا لحقوق
الإنسان، بل يصفقون للدكتاتور الذي يحتقر الإنسان ويغتال الأحرار إرهابا،
ويتاجر بدماء الأبرياء، ويكذب
على
شعبه
ويسجن
أحرار
المفكرين والمعارضين لأنها
تقول له
لا!
أعود وأكرر أن
ما صدر من كلمات مستهجنة
على لسان مذيعة
أخبار قناة «ان بي ان»، المعروفة بكونها «تابعة» لرئيس
"امل" في اللحظة
التي كان مراسلوها ينقلون جريمة اغتيال الشهيد النائب وليد عيدو ليست زلة
لسان، وإنما أكبر من عار وأكثر من فضيحة تعبر في مضامينها العميقة أيضا عن
ثقافة انحطاط خلقي وأخلاقي وديني وحضاري ووطني وعربي وانساني للنظامين
الإيراني والسوري وأدواتهما من شلل 8 اذار في لبنان. واذا كانت مذيعة متعلمة
ترتكب مثل هذه الزلة النكراء فلا عتب بعد ذلك على أن توزع الجهلةُ الحاقدون
في
الضاحية الجنوبية معقل
الحزب
اللاهي
الحلوى وتطلق
المفرقعات والاعيرة النارية
ابتهاجا بعد
استشهاد
نائب
بيروت البطل وليد
عيدو.
هل هذه هي
ثقافة المقاومة التي احتضنها كل الشعب اللبناني؟
وهل الطريق
إلى ما بعد حيفا تمر على جثث اللبنانيين الشرفاء، اغتيالا؟ وهل اغتيال الشهيد
النائب وليد عيدو وابنه المحامي خالد وأبرياء آخرون ليس لهم علاقة هو انتصار
خامنئي من لبنان على المشروع الأمريكي؟
يا
عيب الشؤم!
لقد قلبت آيات
الله الآيات فصارت لإشعال الفتن وخراب بيوت الناس وفساد القلوب وسوء النيات.
للتذكير وزعوا
الحلوى بعد استشهاد البطل جبران تويني، وكسروا صور الشهيد الكبير رفيق
الحريري في أحداث كانون أول.
الموت حق
علينا جميعاً. والمذيعة
سوسن درويش
لن تستطيع الهرب منه. فعليها أمام رهبة الموت والضحية المغدورة التي قتلت
ظلما وعدواناً، وأمام أهل الضحايا المفجوعين والشعب اللبناني الذي يفقد بهذه
الاغتيالات الحاقدة خيرة أبنائه، وأمام فظاعة هذه الجريمة الإرهابية التي
قتلت العديد من الأبرياء، أن تتحلى المذيهة بذريرة من ضمير وحس ومشاعر.
الظاهر ان وهج المقاومة عند البعض: أمات الضمائر، وقتل الأحاسيس، وأنهى
المشاعر!
الشهيد القاضي
عيدوا كان قلبا دافئاً يحمل الحب للجميع وحتى لقاتله اليائس البائس.
نتيجة كل ما
يحدث في لبنان سيؤدي حتما إلى انتصار فكر ومبادئ وليد عيدو في الحرية
والديمقراطية والعيش المشترك. لبنان الوطن السيد سينتصر بشهدائه على أنظمة
العفن والفساد عملائهم الصغار.
هذا الانتصار
الحضاري القادم سيكون ممثلا أروع تمثيل تاريخي بأحرار 14 آذار وفي مقدمتهم
ابن الشهيد القائد وليد جنبلاط، وابن الشهيد القائد سعد الحريري، وأبو الشهيد
القائد أمين الجميل، ورفيق الشهيد القائد سمير جعجع. الشهداء كالنائب القاضي
وليد عيدو هم في سجل الخلود. اللبنانيون والعرب والعالم لا يعترفون الا
بشرعية الحكومة. على الحكومة ان تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وتقوم باجراء
انتخابات فرعية فورية قانونية دستورية في المتن لانتخاب بدل للشهيد النائب
بيار الجميل وفي بيروت للشهيد النائب وليد عيدو، وقع لحود أم لم يوقع. هو على
كل حال ولايته مطعون بدستوريتها لأنها تحققت بالإكراه على النواب أبان
الهيمنة السورية. الانتخابات مهمة لأنها ستشكل حاجزاً من الحواجز الناجعة في
وجه الاشرار المعروفين جدا ولو نفوا واستنكروا ونددوا باشد العبارات. لحود
فاقد الشرعية الدستورية ولا يعترف به الا القتلة! |