اقرأ المزيد...
أين سيجد أحفادنا وذريتهم في أوروبا
وأمريكا وطناً أخر يهاجرون إليه مستقبلاً...؟
وهل سيبقى الماضي يطاردنا أينما
حللنا ... ؟
بقلم : صباح دمّان
الثلاثاء 14/10/2014
تمخضت الحرب العالمية الثانية عن نتائج إقتصادية معقدة وإجتماعية وخيمة
ورسمت مستقبلا غامضاً لأوروبا من ناحية النمو السكاني بعد أن فقدت أكثر من
(20 مليون) عسكري و(40 - 52 مليون) مدني، فسببت تلك الكارثة نقصاً هائلاً
في نسبة الذكور في مجتمعاتها والعيش تحت وطأة كابوس إضمحلالها تدريجياً
خلال بضعة عقود لو إستمر الحال على ما كان عليه في حالة التمسك بنفس
التقاليد والإرث الإجتماعي.
ولتوضيح ذلك رسمت إحدى الوكالات الأمريكية المتخصصة في البحوث السكانية
صورة ظلامية لما ستؤول إليه الحياة في الدول الأوروبية وأمريكا بعد منتصف
القرن الحالي وكيف ستتغيرالخصائص السكانية فيها بعد أن يصبح المسلمون هم
الاكثرية ويتسلموا السلطة ويفرضوا تعاليمهم المتشددة على الأقلية المسيحية.
وأشارت تلك الدراسات الإحصائية إلى أن الحد الادنى لنسبة زيادة السكان لأية
دولة من أجل ديمومتها وتطورها، ينبغي أن لا تقل عن 2.11% ، فإذا كانت
النسبة مثلاً 1.9% فلا يمكنها الإستمرار في عطائها طويلاً مهما وصلت إلى
مراحل متقدمة في التكنلوجيا والرقي . أما إذا تقلصت الزيادة إلى 1.3% فهذا
معناه ضمور حضارتها وحتمية إنقراضها بمرور الزمن حتى لو كان إقتصادها
متيناً ومزدهراً، ما لم يتم التغلب على تلك المعضلة عن طريق قبول
المهاجرين.
وأضافت تلك المصادر بان الزيادة السكانية في الولايات المتحدة مثلاً لم
تتجاوز 1.6/% ، ومع هجرة الأصول اللاتينية إليها أصبحت 2.11 % ، وهي نسبة
الحد الادنى . بيد أن زيادة المسلمين فيها تصاعدت بطفرات متتالية حتى بلغت
(8 ملايين) في عام 2008 بعد أن كانت (100 الف) في 1970 ، واليوم على وشك
الإقتراب من (10 ملايين)، وخلال 30 سنة قادمة سيتضاعف العدد إلى (50
مليون). ومن أجل التهيئة للوضع الجديد، عقدت 24 منظمة إسلامية مؤتمراً في
شيكاغو قبل 3 سنوات، تدارست فيه وسائل تغيير أمريكا من خلال الصحافة
والأعلام والتعليم والإغراءات المادية ووسائل أخرى.
وفي كندا كان النمو ذاته 1.6%، ولكن ما بين عامي 2001 - 2006 إزداد عدد
السكان بمقدار (1.6 مليون) نسمة بعد فتح أبواب الهجرة من كافة الدول، ولهذا
وصل عدد المسلمين فيها إلى (2 مليون)،الأمر الذي سيخلق وضعاً مُربكاً سيلقي
بظلاله القاتمة على طبيعة حياة الأجيال المسيحية القادمة فيها.
في أوروبا كانت الزيادة السكانية عام 2007 كالاتي : فرنسا 1.8% ، بينما
نسبة المسلمين قفزت إلى 8.1% ، فأصبح عددهم (4 - 5 مليون) ، ويوجد فيها
حالياً (2248) مسجد كانت معظمها كنائس و(200) أخرى في طورالتشييد وخاصة في
الجنوب المواجه لدول شمال أفريقيا الذي أصبحت نسبة الأطفال المسلمين فيه (
40% - 45%) من إجمالي الولادات. وهكذا ستتحول فرنسا نابليون بونبارت وجان
جاك روسو وفولتير ومدام كوري وشارل ديغول إلى إمارة إسلامية عام 2053 كما
يتوقع التقرير...!
وفي ألمانيا تقلصت نسبة الزيادة إلى 1.3% بعد أن فقدت (3.3 مليون) جندي
وضابط و(3.8 مليون) مدني خلال الحرب العالمية الثانية، فخرجت الأمورعن
السيطرة، وإضطرت إلى تناول ترياقاً غريباً لمعالجة ذلك الداء الفتّاك الذي
نتج عنه أعراضاً جانبية خطيرة تمثلت بزيادة نسبة المسلمين فيها بشكل مثير
للقلق بلغت قرابة (4 ملايين)، وتؤكد الدراسة بان العرق الجرماني الفائق
الذكاء، شعب أنشتاين وكارل ماركس وبيهوفن ويوهان جوته، ستطبق عليه الشريعة
الإسلامية بعد 36 سنة أي في عام 2050...!
ولم يك الحال في إنكلترا أفضل من غيرها حيث كانت النسبة 1.6% ، وبسبب تصاعد
معدلات الهجرة الأسيوية إليها إرتفع عدد المسلمين خلال 30 سنة من (82000
الف) إلى ( 2.5 مليون)، ونتيجة لذلك ستتحول مملكة التاج البريطاني إلى
ولاية إسلامية، وستختفي رموز شهيرة مثل متحف شمع مدام توسو واللوفر ودقات
ساعة لندن ويتلاشى رواد هايد بارك ومسرح شكسبير ويُمزق تاريخ وطن تشرشل .
أما إيطاليا فيبلغ عدد المسلمين فيها (500 الف)، وأمامها مزيداً من الوقت
إلى أن تتحول وريثة الإمبراطورية الرومانية العظيمة إلى دولة للخلافة
وتُطبق عليها الشريعة الإسلامية وتفرض الجزية على أحفاد قياصرة روما الشموخ
والكبرياء ، وحتى على الفاتيكان .
وهولندا البالغ عدد سكانها (14.5) مليون، فيها (500) الف مسلم، وبموجب
توقعات التقرير سيكون 50% من سكانها مسلمون بعد 15 عام، وسبق أن أرسل أحد
المتطرفين المسلمين إشارة بهذا المعنى حين دعا ملكة هولندا لإعتناق الإسلام
علانية وبشكل إستفزازي مفاجئ وتحدي سافر لمنزلتها الرسمية وإهانة لكافة
المسؤولين والضيوف معها، وذلك عند حضورها حفلاً موسيقياً في إحدى القاعات،
وشاهده العالم على الفضائيات بإستغراب.
أما بلجيكا البالغ سكانها 11 مليون بينهم 600 الف مسلم وفي العاصمة وصل
عددهم إلى نصف السكان، وسيشكلون 50% من المواليد عام 2030، فإعترفت الحكومة
بالدين الإسلامي بشكل رسمي وسمحت بتدريسه في المدارس. وحذت حذوها الحكومة
السويدية التي فيها (400) الف مسلم من مجموع (11.5) مليون أي أكثر من 4%،
وهكذا سيستأصل السيف الجهادي جائزة نوبل للسلام في عاصمة ألفريد نوبل.
والكارثة لم تستثني أية دولةً من الإتحاد الأوروبي: الزيادة في اليونان
بلغت 1.3%، وإيطاليا 1.2% وإسبانيا 1.1% والبقية بنسب متفاوته، أي ان معدل
زيادة السكان في الإتحاد الأوروبي المكون من 31 دولة كان 1.38%، فوصلت درجة
الخطورة إلى نهاية الخط الاحمر للإنقراض التدريجي لمسيحيي أوروبا.
وحينما إستحال العلاج الطبيعي بالإعتماد على الذات وإستمرار الظروف على ما
كانت عليه، ووجدت أوروبا نفسها على شفى الفناء الذاتي البطئ، تم إدخالها
إلى غرفة الإنعاش الفوري فشُخص الداء ووصف الدواء الوحيد المتخم بأعراض
جانبية فتاكة تمخض عنها وجود ( 52 مليون) مسلم في أوروبا اليوم، وخلال 20
سنة قادمة، أي في عام 2034 ، سيتضاعف العدد إلى ( 104 مليون).
ومن أجل الدفاع عن وجود ومستقبل المسيحية في اوروبا وأمريكا أطلقت الكنيسة
الكاثوليكية ومنظمات إجتماعية وجمعيات حقوقية وأحزاب سياسية نداء إستغاثة
وقرعت نواقيس الخطر من أمواج سونامي تكفيرية قادمة. لذا ينبغي على
المسؤولين وصناع القرار والمشرِعين في الدول الأوروبية والامريكية
وأستراليا أن ينهضوا من رقادهم وينتفضوا للدفاع عن هويتهم وتقاليدهم
وتراثهم ومستقبل أجيالهم والوجه المشرق لحضارتهم، والعمل على حماية
منجزاتهم الإجتماعية والعلمية والتقنية وإكتشافاتهم لخدمة البشرية قبل فوات
الأوان، وذلك بنشر التوعية الوطنية والدينية في وسائل الإعلام ومناهج كافة
المراحل الدراسية، وبذل جهود إستثنائية لعملية تأقلم المهاجرين في المجتمع
ودمجهم في كافة مفاصله، مع تطبيق عقوبات صارمة بحق الجهاديين والأصوليين،
حارقي الإعلام وقاطعي الطرقات ومثيري الشغب، وتقييد حريتهم عند الترويج
لأيدلوجيتهم المتطرفة والتصدي لمحاولاتهم الرامية إلى تمزيق نسيج العلاقات
الراقية بين الشعوب، وغلق الثغرات في القوانين التي إستغلها الأصوليون في
إغراء الشباب وتفخيخ عقول البسطاء، إضافة إلى تسهيل مهام الحملات التبشيرية
ودعم جهود القنوات الفضائية المسيحية التي تصنع المعجزات في تغيير قناعات
الملايين الذين يبحثون عن الحق والخلاص وإنارة عقولهم وإعادة الإطمئنان إلى
نفوسهم المضطربة التي أصابها الجفاف الروحي. وبهذه البداية المتأخرة مع
ومضات متفائلة تتجسد هنا وهناك، ربما ستُمكن الغرب من تجاوز عوامل تداعي
دوله، ليواصل مسيرته الإنسانية بعد ان ينقلب السحر على الساحر.
أما إذا إستمرالخلل السكاني الحالي، فيتوجب على أحفادنا وذريتهم نحن
المسيحيون الشرقيون وربما الغربيون وبعدها إخوتنا المسلمون المثقفون
والمنفتحون والمتنورون والمعتدلون والعلمانيون وحتى الملحدون وغير
المسلمون، أن يُكيِفوا أنفسهم للعيش في بيئة متناقضة مع تلك التي ألفها
وعاش تحت ظلالها الحضارية الزاهرة أسلافهم برفاهية وكرامة وحرية، ويتأقلموا
مع مجتمع متخلف تحكمه عقول رملية متصحرة تحارب كل المذاهب والأديان الأخرى
وتجلد كل من يخالفها الرأي وتهدر دم كل من يخرج عن طوعها، وتفرض إيديولوجية
شمولية على سلوكية الأفراد وتعيدهم إلى عصور الكهوف المظلمة .
وبعكسه، سيكون أمام الأجيال القادمة مسار وحيد وهو البحث عن وطن أخر في
أمريكا الجنوبية، أفريقيا، أوروبا الشرقية، دولة أسيوية بوذية أو
هندوسية... ، القطب الشمالي أم على إحدى الجزر النائية لحين إستيطان
الإنسان على سطح أحد الكواكب أو النجوم. وربما يقومون بهجرة معاكسة إلى
بقعة ما في شمال العراق الذي قد تنقلب فيه الحياة بإرادة سماوية إلى واحة
للإستقرار والأمان، ويعيد التاريخ نفسه .
وقد تكون هنالك رؤية مغايرة للقوى التي ترسم مستقبل العالم وتتحكم
بمصيرالبشرية وتُخرج سيناريوهات سياسية مثيرة ذي حبكة غامضة وشُخوص
مُلثَّمة وتخلق أحداثاً مبهمة يستحيل فك طلاسم مسارها وألغاز غاياتها، وهي
واثقة بأن الأمور لن تخرج عن مسارها المفترض. وفي المأساة الأخيرة رمت عدة
عصافير بحجر واحد، أحدها إفراغ العراق من المسيحيين والصابئة والإيزيديين
لإمتصاص بعض أثار غزوات المتطرفين المنظمة التي تجتاح أوروبا وأمريكا،
إضافة إلى أسباب أخرى لا تخطرعلى بال حتى دهاقنة السياسة.
|