مسيحيو الشرق الأوسط .. إلى أين ؟!
Middle East Christians Today 2006
By: Pierre Hanna Iwaz
Syria - Aleppo
إنه التساؤل
المشروع والقائم في صدور وعلى ألسنة معظم مسيحيي الشرق الأوسط .
هذه المنطقة
الممتدة من إيران وتركيا وبلاد الشام والرافدين عموما ولغاية بلاد النيل من
مصر والسودان..
إنها منطقة
تمتاز بخصوصيات قومية ودينية متداخلة مع ثقافة وتقاليد وأعراف .. تجعل من
المسيحيين في الشرق الأوسط ، وبمختلف طوائفهم ومذاهبهم ، " كبش فداء " وبطرق
وأساليب مختلفة تبعا للظروف والأحوال والسياسات الداخلية والخارجية .. وبحيث
أن المسيحي في أية بقعة في الشرق الأوسط .. لا يجرؤ " إعلاميا وسياسيا " لا
يجرؤ حتى على النطق بالمذابح التي حدثت تحديدا في أواخر القرن التاسع عشر
وبدايات القرن العشرين الماضي في ظل الحكم العثماني التركي .. في مئات المدن
والقرى والأرياف ..
وكأن المسألة
" قضاء و قدر " أو سياسات عالمية كبرى متناقضة آنذاك .. وما إلى ذلك من
تبريرات . و فلسفات أعذار " اقبح من الذنب " !! وحجج هاربة من المسؤولية
والحقائق المؤلمة والجرائم بحق الإنسانية جمعاء !
وكان السكوت
العالمي التام .. في بدايات القرن الماضي .. وكان ثمن هذا السكوت الشيطاني
بأن ظهر " هتلر" ألمانيا وتسبب بمقتل اكثر من ( 60 ) مليون إنسان في قلب
أوروبا ودمار شامل وحتى قنابل ذرية وغير ذلك.
وفي النصف
الثاني من القرن العشرين .. ظهرت سياسات " قطع الأرزاق " فرديا .. شبه ظاهريا
، بديلا لسياسات " قطع الأعناق " وبالتالي كانت الهجرات التهجيرية "
القسرية " للمسيحيين فرادى .. وشبه جماعية تدريجيا.. وتحت يافطة مخادعة
تماما " اللجوء الاقتصادي " !! علما بأن معظم المهجرين أو المهاجرين كانوا
ممن لاينطبق عليهم هذا الادعاء .. فقط الذاهبون إلى دول الخليج هم " وراء
الرزق " ..
والأمثلة خير
توضيح :
أي مسيحي عادي
وبطبيعة الأمور يكون لديه حوالي (10 ) من زملاء أو أصدقاء الطفولة .. ولكن
بعد عقود تجد ( 7 ) منهم قد استقروا نهائيا في آخر أصقاع الدنيا . وبقي اثنان
فقط في المكان .. والدوران في المكان !!
وفي بيت لحم
– مهد ميلاد السيد المسيح ، كم يبلغ عدد المسيحيين في بيت لحم – فلسطين
اليوم ؟ ! بضع عائلات .. نماذج وعينات " للتنوع الفولكلوري " مع رئاسة
بلدية فخرية .. و كاهن لكنيسة المهد .. للمقارنة مع كنيسة نوتردام مثلا ،
الأسباب .. ظروف صعبة و.. و.. وكذلك كنيسة القيامة .. مسيحيو الغرب
واليابانيين السياح يتواجدون اكثر من مسيحيي بيت لحم أو القدس أو الناصرة "
يسوع الناصري " !
ونطرح التساؤل
:
من كان
المسؤول المباشر وغير المباشر في تنفيذ تلك المجازر والمذابح ضد " الاقليات "
المسيحية في الشرق الأوسط . ثم هجرتهم وتهجيرهم أو انتقالهم وحتى نفيهم ..
عبر سياسات الإبادة الجماعية بكل الطرق والوسائل .. ونتابع إلى يومنا هذا --
عام 2005 – 2010 -- حيث نلاحظ بوضوح " سياسة تفريغ المنطقة من المسيحيين "
بشتى الطرق ، بالترهيب والترويع والتخويف .. وحتى الترغيب .
والعبرة
بالنتائج :
عدد المسيحيين
من أصول شرق أوسطية في الخارج اليوم ( أوروبا ، أمريكا ، استراليا ) يفوق
أضعاف عدد المسيحيين المواطنين " المؤقتين إلى إشعار آخر " في كامل رقعة
الشرق الأوسط ، علما بأن المبدأ الإنساني يقر :
وطني أجمل من
كل بلاد الدنيا ! زيوان البلد و لا قمح الجلب .. فمن هي القوى / الشبح /
الساعية لتفريق الإنسان عن وطنه و حقه قسرا أو مراوغة ..
لا يخفى على
أحد تلك " الفهلويات " الدونية الهمجية الساعية سواء الداخلية أو الإقليمية
أو الخارجية مهما كانت مساحيق التجميل !!
ولسنا هنا
بصدد السرد .. وهناك كتب ومراجع كثيرة .. و لا يفيد البكاء على الأطلال ..
ولا الكلمات المعسولة (بين فردين تخاصما على شيء وتصالحا ) .. المسألة في
تدارك الأمور وهذا يقع على عاتق المسيحيين أنفسهم (من رجال دين وفكر وثقافة
ورؤية وسياسة ) المقاومين والمناضلين والوطنيين وكل الشرفاء معهم . وبالتالي
ما هو الحل الأمثل العملي في مسألة " الاقليات المسيحية " القائمة ؟ !
ونقول بكل
وضوح :
الحل الوقائي
والاستباقي الإيجابي .. عبر رفع الصوت وتحريك الرأي العام العالمي ..
للوقوف بحزم ضد أي اضطهاد أو تمييز أو إبادة جماعية على شاكلة الماضي أو
أشكال جديدة مبتكرة .. اليوم وغدا من قوى الظلام والتكفير والإرهاب ومن أي
جهة كانت أو أتت .
فالشعوب هي
المقدسة وليس الأنظمة أو حتى الأيديولوجيا .
وندعو هنا
كبداية استباقية إيجابية :
إنشاء / بأيد
مسيحية وطنية في بلدانهم و أوطانهم / الاتحاد المسيحي العام في العالمين
العربي والإسلامي ومقره الرئيسي في : استانبول – تركيا " على سبيل المثال
وليس الحصر " كبرج مراقبة مستقلة حرة و محطة إنذار مبكر ومركز لإجراءات
طوارئ استباقية . وذلك لمتابعة الشؤون والاوضاع المسيحية " الدنيوية قبل
الدينية " في كل هذه الدول التي يقدر عددها ( 25 بلد عربي + 25 بلد إسلامي )
وبعدد سكان حوالي ( 1.5 ) مليار نسمة
الهدف هو :
ضمان حقوق
المسيحيين السكان الأصليين والمواطنين في هذه البلدان الشرقية ذات الحضارات
والثقافات والمدنيات الإنسانية الأولى ومهد الديانات السماوية .. وبدون
تمييز سياسي أو إعلامي أو غير ذلك
مسيحيو الشرق
الأوسط .. إلى أين ؟ !
تساؤل يبرز
على السطح في هذه الأيام و تساؤل موجه .. للجميع بلا استثناء لشعوب وأبناء
واديان وسياسات وتوجهات .. محليا وإقليميا وعالميا . أما أرقام وإحصائيات
واستطلاعات .. وتحقيقات " شرق أوسطية " فهي للأرشيف أو لاختبارات مصداقية
وموثوقية .. ولبرامج تلفزيونية لانتخابات " محاصصات طائفية " تبقي التساؤل
: مسيحيو الشرق الأوسط .. إلى أين ؟ ! بدون أي جواب موضوعي . سوى تلك التي
في الصدور والعقول .. وكما قال أحدهم : عسكريه دبر راسك !!
قف في طابور
منذ الفجر أمام سفارات العالم ..
وقل : أريد
وطنا أكون فيه كريما مكرما فخورا ..
لاجئ سياسي
أولا .. في البحث عن ( أ ل ك ر ا م ة )
ثم لاجئ
اقتصادي ثانيا .. في البحث عن ( ر غ ي ف ) ..
أريد أن ادفن
في مسقط رأسي في بلدي وطني الأصلي ..
إذا كان أو
مازال ممكنا لي شبر ارض باقية !!
|