أورفا الرها ..
منارة حضارية أصيلة
090213
+
أورفا الرها .. آخر مملكة سريانية ، وأول مملكة مسيحية في العالم .
+
وهي تشكل أحد جناحي السريان : المشارقة / النساطرة في بلاد ما بين النهرين /
العراق والمغاربة / السريان الأورثوذكس في بلاد الشام ، حيث أورفا الرها كانت
من أهم مراكز الثقافة الآرامية السريانية المسيحية في حضارات المنطقة والعالم
.
+
إن إلقاء الأضواء على بدايات القرن ( 20 ) الماضي وتحديدا عام ( 1924 ) يعني
الربط ما بين المرحلة السابقة واللاحقة .. حيث عام ( 1924 ) ذروة ما تعرض له
السريان في عصر الإمبراطورية العثمانية / التركية خلال القرنين ( 19 و 20 )
لسلسلة من الاضطهادات و .. ناهيك عن سلسلة انتقالات المقر البطريركي للكنيسة
السريانية ( الأم ) عبر أرجاء ( الشرق الأوسط ) والتي لم تكن سوى انعكاسا
للتاريخ المضطرب .. فمن انطاكية إلى الرها فأرمينيا فملاطية ، وإلى الزعفران
بدءا من ( 1166 ) ثم انقسامها إلى عدة بطريركيات بدءا من القرن ( 13 ) ..
ووصولا إلى حمص ودمشق العاصمة السورية لبلاد الشام المباركة .
+
وعودة إلى العصر العثماني في أواخره .. حيث ومنذ عام ( 1828 ) ونتيجة
للاضطهاد في أورفا ، هاجر الآلاف.. ، بينما ما بين أعوام ( 1843 – 1847 )
كان السريان ( المشارقة ) ضحايا الاضطهاد.. ، وفي عام ( 1895 ) في ماردين
وأورفا في اضطهاد السلطان عبد الحميد ، وفي عام ( 1909 ) أي بدايات القرن
العشرين الماضي ، ضحايا في اضنة ..
وبالتالي خلال الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1919 ) بلغ عدد ضحايا السريان
الذروة .. . . وفي فترة ( 1924 – 1926 أفرغت مناطقهم ( المسيحية
ومنها السريانية ) إفراغا تاما .. وتمت هجرة / تهجير / انتقال .. ( سفربرلك
) المأساوية / الجماعية القسرية .. إلى سورية والعراق ولبنان ..
+
واليوم نحن في بدايات القرن الجديد الحالي ( 21 ) .. وعصر ( العولمة
وتحدياتها ) ، حيث منذ عام ( 1950 ) وإلى اليوم ( 2009 ) استبدلت هجرة (
سفربرلك ) بهجرات ( العولمة / الخشنة و الناعمة ) إلى مختلف بلاد الدنيا ..
من استراليا إلى كندا والسويد .. والخ.
والتساؤل اليوم هو :
لابد من استشراف وقراءة حكيمة وشجاعة .. للذكرى ( 1924 ) الأليمة ( المئوية
) القادمة عام ( 2024 ) ..
ولتبقى الرها وعبرها الرهاويون السريان .. تلك الشعلة المضيئة المشرقة في
الوطن سوريا الجميلة وعلى جبين الفرات العظيم وبلاد الشام المباركة والحضارة
الإنسانية والعالم اجمع . |