خارج إفتتاحيات القرن الحادي
والعشرين!
مجلة الثقافة الاسبوعية – دمشق
العدد- 28 حزيران 2008
بيير حنا ايواز – حلب
إن بداية القرن الحادي والعشرين قبل
اقل من عقد من الزمان كانت على أنقاض انهيارات عالمية كبرى وبالتالي انطلقت
الافتتاحيات عبر مفاهيم ( التطرف والعنف والإرهاب ) ممتطية أجنحة البنى
التحتية لوسائل ووسائط ( الإعلام والاتصالات ثم الطاقة والمعلوماتية، ضمن
إطار علاقات تبادلية معقدة في معظم مناطق العالم.. من نيويورك الى باريس ومصر
والعراق ودارفور وكوسوفو ولغاية جبال (تورا – بورا ) وأسوار الصين.
ولا
يمكننا في هذه العجالة من مقالتنا هذه حتى التطرق او التماس مع جملة المفاهيم
والوقائع التي أوردناها ( بكل سهولة ويسر ) نظريا على الورقة ... فالأحداث
أسرع من الكتابة او التعليق او التحليل ... وحتى كاميرات الفضائيات العملاقة
المباشرة الحية ليست بقادرة على مجرد نقل ( الحدث او الخبر )، و ما يتم نقله
هو الجزء اليسير او العيّنة مما يحدث ... ما وراء الحدث او الخبر على جبهات
متعددة لخطوط نار ... بالأسلحة والقمع والاستبداد ، ناهيك عن أزمات النفط
والمازوت ورغيف الخبز والوقود الحيوي ... وحتى انتشار أنواع جديدة من الأمراض
حتى التقليدية المعروفة ولكن في نسخها المعدلة او المحدثة والخ ...
ونتساءل:
من يمتلك آبار النفط ، ومن يسيطر عليها ومن يتحكم بها ، كذلك وسائل الإعلام
ووسائطه المتعددة والاتصالات .. والى متى سيبقى الإنسان في منطقة ما يسمى
بالشرق الأوسط في العالمين العربي والإسلامي مجرد إنسان ( للاستقبال فقط )
بدون أي إرسال او تصدير ... ؟! فأمريكا تسيطر على كامل النفط والغرب تتدفق
المعلومات كلها من عنده ... وكأن ( الشرق الأوسط ) قد اصبح ( فرجة ) من يمتلك
وسائل الإعلام وآبار النفط ومراكز الاتصالات ...
وأين
معلوماتيو وإعلاميو ومبرمجو وإداريو والنخبة المدنية الطليعية .. في
مجتمعاتنا الوطنية... ؟!
|