الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

 

 

 

 

 مجدي خليل

 

magdikh@hotmail.com

 


الدولة الإسلامية العميقة بمصر

أنتشر مصطلح " الدولة العميقة" فى مصر نقلا عن الأتراك، الذين وصفوا به مجموعة الأجهزة التى تدير وتتحكم فى الدولة من وراء الستار. وهو مصطلح غير منتشر فى الغرب ولكنه أزدهر فى مصر بعد ثورة 25 يناير وكان البعض يفضله عن  الدولة الأمنية أو يلجأ اليه تحاشيا لأستخدام  مصطلح الدولة الأمنية. دعنى اقدم لكم مصطلحا جديدا وهو " الدولة الإسلامية العميقة فى مصر"، فهناك دولة إسلامية ظاهرة فى مصر تراها فى كافة مناحى الأسلمة والتطرف والتعصب فى المجتمع المصرى وفى الدولة المصرية، وهناك دولة إسلامية عميقة قوية جدا تتمثل فى مجموعة من المؤسسات والأجهزة التى تعمل على حماية الإسلام السنى والدفاع عنه والتروييج له، وتأجيج العداء ضد كل ما هو غير مسلم سنى، ونشر التطرف والتعصب،وأسلمة التعليم والثقافة، وتأتمر كل مؤسسات الدولة بأوامرها فيما يتعلق بالشأن الدينى، وهى لا تعتبر دولة داخل الدولة ولكن فوق الدولة...واليكم بعض مظاهر وملامح الدولة الإسلامية العميقة فى مصر، وهذه الملامح هى مجرد جزء صغير جدا من جبل الثلج الغاطس..ومن هذه الملامح:-

1-يدرسون للطلبة العسكريين فى الجيش المصرى وللدبلوماسيين وفى المخابرات أن العقيدة القتالية للجيش هى " الإسلام"..وعندما تأكدت من هذا تعجبت كيف تكون العقيدة  القتالية هى الإسلام لدولة عمرها آلاف السنين مثل مصر، ولديها تراكمات حضارية متنوعة وثرية، ويوجد بها تعدد دينى، حتى أن عدد الملحدين فى مصر يفوق تعداد أربعة دول خليجية مجتمعة.

2-فى عام 1934 أرسل الأزهر لوزارة الداخلية عشرة شروط لبناء الكنائس ، صدرت وقتها بأسم العزبى باشا وكيل وزارة الداخلية، ولكنها فى الواقع هى أرسلت أليه من شيخ الأزهر مع طلب بسرعة اصدارها، وهذه الشروط العشرة تجعل بناء كنيسة فى مصر أمرا مستحيلا، والسؤال ما علاقة الأزهر بالسلطة التنفيذية؟ وكيف يأمرها بإصدار مثل هذه الشروط العنصرية؟، ولماذا قبلت الحكومة وقتها إصدار هذه الشروط؟، ولماذا تستمر هذه الشروط المكبلة حتى الأن ولا يجروأ شخص على الأقتراب منها؟...كل ذلك يمكن فهمه فى إطار فهم الدولة الإسلامية العميقة.

هذه الشروط المعمول بها حتى الآن يمكن قراءتها بالضغط على هذا الرابط:

http://www.masress.com/shorouk/369948

3-عدم تعيين قبطى واحد فى جميع الأجهزة الأمنية والمخابراتية ومؤسسات صنع قرارات الأمن القومى فى مصر، هو أحد أدوار الدولة الإسلامية العميقة، حتى لا يعرف الأقباط السياسات والتدابير العنصرية ضدهم التى يتم طبخها فى هذه المؤسسات.

4- الدولة الإسلامية العميقة هى التى أضطهدت جميع المفكرين والمبدعين الليبراليين والعلمانيين، وأدعت عليهم أمام النيابة، وشهدت ضدهم أمام القضاء، وتسببت فى آذى خطير لمعظمهم، وصادرت الكثير من كتبهم، من على عبد الرازق وطه حسين عام 1925 إلى كرم صابر عام 2013.

5-الدولة الإسلامية العميقة هى التى تعطى الأوامر للقضاء بعدم تبرئة قبطى  فى قضايا ما تسمى إزدراء الإسلام، حتى لا يجرؤا شخص على الأقتراب من الإسلام بالنقد، وقد زادت هذه القضايا بمعدل مدهش من جراء الأوامر الصادرة من الدولة الإسلامية العميقة للبوليس والنيابة والقضاء. وهذا معناه أن الدولة الإسلامية العميقة لها اليد العليا على المؤسسة القضائية فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية.

6-الدولة الإسلامية العميقة هى التى جعلت  رئيس مجلس الشعب السابق فتحى سرور يصرح بأن الثوابت فى الدولة المصرية هم النظام الجمهورى والمادة الثانية من الدستور.

7- رأس الدولة الإسلامية العميقة فى مصر، وهو الأزهر ، هو الذى رفض القانون الموحد لبناء  دور العبادة فى عهد مبارك، وقال كيف تتساوى المساجد والكنائس فى شروط البناء؟، معتبرا ذلك مخالفا للشريعة.

8-الدولة الإسلامية العميقة فى مصر تتعاون جميع أركانها فى ظاهرة أخفاء وأسلمة البنات القبطيات، وهى ظاهرة عمرها أكثر من أربعة عقود.

9-الدولة الإسلامية العميقة هى وراء إنشاء أقسام تراقب الأقباط والشيعة والبهائيين فى الأمن الوطنى وفى المخابرات،ولا يخجلون من نشر أن الأزهر يدرب ضباط أمن الدولة على مقاومة التشيع والتنصير فى مصر.

10-الدولة الإسلامية العميقة هى التى تهدد بحرق مصر فى حالة الأقتراب من المادة الثانية فى الدستور، وهى التى جعلت هذه المادة متسيدة على ماعداها من مواد الدستور حتى حولت مواد المساوأة والحريات إلى مجرد حبر على ورق.

11-الدولة الإسلامية العميقة هى التى تحارب أنخراط الأقباط فى العمل السياسى وتشن حروبا شرسة عليهم عندما ينشطون، وتعتبر عملهم السياسى خطرا على مصر الإسلامية.

12-الدولة الإسلامية العميقة هى التى كانت وراء إنشاء مؤسسة بيت العائلة بحجة حل المشاكل بين المسلمين والأقباط، ولم تفعل هذا ابدا، وأنما غرضها الحقيقى وضع الكنيسة القبطية تحت سيطرة وإدارة الأزهر.

13-الدولة الإسلامية العميقة هى التى كانت مع تضخم دور الجبهة السلفية فى مصر فى السنوات الأخيرة بطلب ودعم من السعودية.

14-بتوجيهات من الدولة الإسلامية العميقة، قام جهاز المخابرات العامة المصرى بحرق مبنى كامل للدكتور ثروت باسيلى ثمنه حوالى 30 مليون جنيه، وبعد تحريات عن أسباب هذا العمل الهمجى أتضح أنهم ظنوا أنه يدعم القمص زكريا بطرس، رغم أن الرجل لم يقابل القمص زكريا بطرس ابدا فى حياته ولم يدعمه نهائيا، واساسا لا يدعم إلا العمل الدينى فقط...فى نهاية عهد مبارك سلطت الدولة الإسلامية العميقة الجبهة السلفية بالتظاهر ضد قداسة البابا شنودة ورفع شتائم قذرة ضده، ووصلت البجاحة بأن التطاول والشتائم وصلت إلى أمام الكتدرائية المرقسية بالعباسية، وعند الأستفسار عن السبب كانت الأجابة ردا على لقاء قداسة البابا شنودة للقمص زكريا بطرس الذى زاره فى مستشفى كليفلاند للسؤال عن صحته، وكانت مجرد زيارة إنسانية ولكن جريمة البابا فى نظرهم كيف يقبل مجرد أستقبال القمص زكريا بطرس.

15-الدولة الإسلامية العميقة لها كوادرها الذين يمثلون شبكة الأتصال بين أجهزة الأمن القومى والمؤسسات الدينية، ومن هذه الأسماء محمد سليم العوا الذى كان يعمل مستشار للشئون الدينية  فى مباحث أمن الدولة  لسنوات طويلة والآن يجهزون معتز عبد الفتاح للقيام بدوره، ومنهم أيضا فهمى هويدى وأحمد كمال ابو المجد وكلاهما مرتبط بجهاز الأمن القومى، ومنهم محمد عمارة العضو المؤبد بمجمع البحوث الإسلامية، ومنهم طارق البشرى صاحب كارثة الإعلان الدستورى....ورغم أن هذه الأسماء تعادى الدولة المدنية وتعادى نظام الحكم الحالى لصالح الاخوان،إلا أنه لا يستطيع أحد الأقتراب منهم لأنهم من كوادر الدولة الإسلامية العميقة.

16-الدولة الإسلامية العميقة هى التى حرضت على تفجير قضية وفاء قسطنطين وغيرها من هذه القصص.

17-الدولة الإسلامية العميقة كانت شريكا أساسيا فى خلق ظاهرة الصحوة الإسلامية والإرهاب الدولى المعاصر...وهذه قصة بها تفصيلات كثيرة.

18-الدولة الإسلامية العميقة تحصل على ميزانية ضخمة من أموال دافعى الضرائب من المسلمين والأقباط لكى تضطهد الأقباط وتقوم بهذا النشاط المعادى لمصلحة مصر الحقيقية.

19-الدولة الإسلامية العميقة كان لها دور فى سحب بعض الشخصيات القبطية لكى تعمل لصالح أهدافها، تجد مثلا طارق البشرى يكتب مقدمة كتاب سمير مرقس " الغرب والمسألة الدينية فى الشرق الأوسط"، ويقول فى أول سطر فىى المقدمة     " من أول ما تقرأ سطور هذا الكتاب أو تنظر فى محتوياته تجد نفسك على الطريق الصحيح". وسمير مرقس هو الذى فتح ابواب الكتدرائية لسنوات لسليم العوا وطارق البشرى بأوامر من أجهزة الدولة، وكان يقدمهم للأقباط على أنهم المدافعون عن الحقوق القبطية!!!.

وأخيرا- السعودية ركن أساسى من أركان الدولة العميقة فى مصر ، فهى تعطى الأوامر، ولها حق الفيتو، ولأبد من أستشارتها فى كل صغيرة وكبيرة..ويكفى وثيقة ويكيلكس التى فضحت تلقى الأزهر للأوامر من السعودية وأستشارة السعودية فى أمر سيادى للدولة المصرية وهو الحوار مع إيران.

هناك أمور كثيرة جدا تتعلق بالدولة الإسلامية العميقة فى مصر..وللحديث بقية. 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها