عظماء الأقباط والمتاجرة بالوزنات
من عاداتى أن ابدأ تصفح جريدة وطنى من صفحة الوفيات ثم صفحة
الاجتماعيات، فوجودى فى بلاد المهجر يجعلنى مهتما بمعرفة تطورات أوضاع
الأقباط، وصفحات الوفيات والاجتماعيات من الصفحات المهمة لرصد التغيرات
والمستجدات فى أوضاع الأقباط. فى عدد 9 أغسطس2015 ىوفى نعى المهندس
يوسف شاروبيم إقلاديوس،أضيف إلى النعى نصف صفحة لخدمات هذه العائلة
المباركة على مدى ثلاثة آجيال فى خدمة الكنيسة والشعب القبطى من خلال
شاروبيم أفندى إقلاديوس(1900-1991)، وشقيقه فرج إقلاديوس (1905-1996)
ثم يوسف شاروبيم إقلاديوس (1927-2015) وسيستمر عمل هذه العائلة
المباركة عن طريق المهندس عماد يوسف شاروبيم إقلاديوس إن شاء الله.
ساهمت هذه العائلة خلال قرن من الزمن مساهمة جزئية أو كلية فى بناء 36
كنيسة أرثوذكسية وكاثوليكية وبروتستانتية، منهم 28 كنيسة فى محافظة
الأسكندرية وحدها كما جاء فى النعى. وأضح أن هذه العائلة، التى لم
أعرفها إلا من خلال هذا النعى فقط، أنها تعمل فى مجال الهندسة
والمقاولات منذ زمن طويل.....وتاجرت بوزناتها التى أعطاها لها الرب
وربحت فانطبق عليهم قول الكتاب " وأعمالهم تتبعهم".
من خلال دراستى لعدد من عظماء الأقباط الذين قدموا خدمات جليلة لشعبهم
وكنيستهم وبلدهم، أستطيع القول أنهم تاجروا بوزناتهم بأمانة وربحوا
الكثير، وكانوا حصفاء وحكماء فى أستخدام هذه الوزنات ولهذا أستمروا حتى
المنتهى وختموا أعمالهم بسلام، وظلت ذكراهم الطيبة إلى الأبد.
أستخدام الوزنات الممنوحة لنا من الرب له قواعد خاصة وشروط لكى ننجح فى
المتاجرة بها ونستحق تطويب رب المجد يسوع، ومن خلال دراستى لسير
العظماء ،على المستوى القبطى وعلى المستوى الإنسانى، أستطيع سرد عددا
من هذه الشروط:-
1-لا تنظر مطلقا إلى المخدوم هل يستحق الخدمة أم لا، فهذا ليس عملك
وليس دورك وليس شأنك. عملك فقط أن تخدم ولا تقيم الناس. وإذا وقعت فى
خطيئة السخط على المخدومين فإعلم أنك لن تكمل الطريق.
2-لا تحتقر وزنتك وتظن أنها لن تغير شيئا. أنت أداة فى يد الخالق
العظيم وهو الذى يغير حتى قلوب الملوك، فقلب الملك فى يد الرب. وعندما
تتاجر بإمانة قلب فإعلم أنك ستغير أشياء كثيرة بعمل الله، بل سوف تعطى
وزنات أخرى لكى يكون ربحك عظيما. أنت سيتم تقييمك من قبل صاحب الوزنات
على أمانتك وليس على نتائج أعمالك، ولكن كل من تاجروا بأمانة كانت
نتائجهم عظيمة.
3-الذى أعطاك هذه الوزنات هو فقط من سيحاسبك عليها، ولهذا لا تلتفت
لتقييم البشر، وخاصة هؤلاء الذين يتخصصون فى إحباط الناس.
4-إذا دفنت وزنتك فأنت الخاسر الوحيد ، أما المخدومين فسيرسل لهم الله
من هو أفضل منك ومن يستحق أن يخدمهم أفضل.
5-لا تفلسف الأمور كثيرا، دع من يخطئ يخطئ وسيحاسبه الله، أما أنت
فافعل الصواب وكفى.
6-لا تشتهى الشر ولا تحسد الأشرار الذين حققوا الكثير من المناعم بسبب
شرهم وبسبب أنهم باعوا وزنتهم. أنظر إلى هدفك ولا تلتفت إلى الوراء حتى
لا تصير عمودا من الملح أو مثل هذا الوكيل الخائن الذى دفن وزنته.
7-لا تدع السخط يتسلل إلى عقلك أو قلبك أو فكرك ابدا...المعطى
فبسرور...ونجاح خدمتك يتوقف على جرعة الحب التى تقدمها.
8-لا تنتظر مكافأة على الأرض، فمن شروط الوزنة أن مكافأتها ستكون فى
السماء، وثق أن الله المحب سوف يعطيك أكثر من حاجتك على الأرض بدون أن
تطلب ذلك، ولكن حذار من أن تطلب مكافأة عن عملك...مجانا أخذتم ومجانا
اعطوا.
9-لا تحطم آخرين يحملون وزنات أخرى مشابهة، أنصح ، أرشد، درب ، أنتهر
واغضب فى حالة وجود خطأ ولكن لا تحطم، فالله أعطى كل إنسان من وزنات
حسب طاقته، وهو مسئول عن المتاجرة بها أمام مانحها.
10-لا تخاف مطلقا أثناء المتاجرة بوزنتك، وكن شجاعا وستجد قوة جبارة
تسرع لمعونتك، هى قوة صاحب الوزنات.
11-عندما تواجهك متاعب أو عقبات أو مشاكل أو شخصيات متعبة وأنت تتاجر
بوزناتك، فلا تيأس أو تنزعج فهذه من طبيعة الأمور، ولكن أصرخ فقط لصاحب
الوزنات وهو وحده الذى يفتح ولا أحد يغلق، وطالما أنت أمين معه فسيعطيك
القدرة حتما على تخطى كل العقبات والوصول للشاطئ بسلام.
12- إذا كنت تشعر بضيقة أرضية معينة ، فثق فى معونة الرب، وأنظر حولك
وستجد بركات كثيرة من عطايا الرب فى كل مكان...أفتح قلبك وعينيك وستجد
بركات الرب فى كل شئ حولك.
13-إياك من محابأة الوجوه أثناء خدمتك، فمن يحابى ويجامل سيحصل على
مكافأته على الأرض وليس فى السماء، مهمتك أن تخدم الجميع بلا تفرقة،
وتعطى الأولوية للمحتاج وليس صاحب السلطة أو تقربا لرجال الدين.
14-وأخيرا أشكر الرب دائما على عطاياه، فمن بركات الرب وحبه لنا وثقته
فينا أنه أعطانا أن نكون شركاء له فى حب خليقته ومساعدتهم، وكلما تعمقت
فى مشاركة الناس فى آلامهم ومتاعبهم وحاجاتهم كلما أقتربت من مثلنا
الأعلى والأعظم الذى كان يجول يصنع خيرا ويشفى جميع المتسلط عليهم
أبليس.
شكرا لكل العظماء الذين تمثلوا بخالقهم العظيم فاعطوا للبشرية من فيض
بركات الخالق الكريم فعمت البركة على الجميع. |