الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

 

 

 

 

 مجدي خليل

 

magdikh@hotmail.com

 


العائدون من العراق

2007 الخميس 27 سبتمبر

عما قريب سيضاف مصطلح " العائدون من العراق"، وخاصة إذا تعافى العراق بسرعة،إلى المصطلحات السابقة مثل العائدون من افغانستان والبوسنة والبانيا وكوسوفو والشيشان والسودان وكشمير والجزائر والصومال وجوانتنامو وربما العائدين أيضا من نهر البارد ومن غزة الحمساوية. وفى مصر كانت هناك قضيتان شهيرتان أمام محاكم أمن الدولة العليا للعائدين من افغانستان عام 1992 والعائدين من البانيا عام 1999 وحكم فيهما على رموز الارهابيين المصريين بالاعدامات والسجن المؤبد ولكن لم تنفذ الاحكام لان معظمهم ما زال هاربا كالظواهرى والاسلامبولى وياسر السرى واسامة رشدى ورفاعة احمد طه.....الخ. وفى تقرير لمجلس الاستخبارات القومى الامريكى نشرت مقتطفات منه واشنطن بوست بتاريخ 12 يناير 2005 ذكر التقرير "أن العراق حل محل افغانستان كميدان لتدريب الجيل المقبل من الارهابيين حيث اصبحت العراق أرضا للتدريب ومنطقة للتجنيد وفرصة لتحسين الخبرات التكتيكية، وأن العائدين من العراق سيحلون محل الأفغان العرب".

والحقيقة أن تجهيز المجتمعات الإسلامية لفكرة الجهاد والإرهاب والقتل والتخريب والتطرف والتعصب بدأت قبل موضوع افغانستان وقادها الثلاثى الراحل الملك فيصل فى السعودية والجنرال ضياء الحق فى افغانستان والرئيس السادات فى مصر وكلهم ماتوا قتلى، فالذى يزرع الشوك لا بد وأن يجنى الجراح يوما ما، ولهذا أعود وأكرر أن هؤلاء الحكام أسسو المراكز الرئيسية الثلاثة للإسلامية الدولية ونادرا ما تحدث عملية إرهابية فى العالم إلا ويكون طرف من هذه المراكز متورطا فيها بشكل أو بآخر، فالقاعدة هى عمل مشترك لهذه الأطراف تمويل سعودى وعقول وتخطيط وكوادر مصرية وتدريب وإيواء باكستانى. والمحاكم الإسلامية كما ذكر تقرير للأمم المتحدة ترعرعت بمساعدة مصرية سعودية، وطالبان جاءت باموال سعودية وتخطيط وتدريب المخابرات الباكستانية،وفتاوى المصريين والسعوديين كانت محركا للعنف فى الجزائر،والاخوان المسلمين فى مصر هم الأباء الروحيين لتنظيم حماس... وحتى تطرف قناة الجزيرة وراءه المصرى يوسف القرضاوى وتلاميذه. وعندما بدأت الحرب ضد السوفيت فى أفغانستان كانت هذه الدول الثلاثة جاهزة ومستعدة ولم تفاجئ بالطلب الأمريكى بمساعدة الأفغان، فكان تجنيد الإرهابيين وشحنهم يتم عبر مطار اسوان فى مصر والتمويل يأتى من السعودية والمنظمات الأهلية العربية التى شجعتها الحكومات الثلاثة على هذا العمل أما التدريب والتعبئة فكانت على الأراضى الباكستنية التى ساهمت بشكل أساسى وبدعم سعودى غير محدود فى خلق إمارة طالبان الإرهابية كما توحش من قبلها تنظيم الاخوان المسلمين وأصبح عالميا بدعم السعودية ايضا. ويقدر الباحث لوران ميورافيك فى كتابه " امراء الظلام" ما انفقته السعودية على القاعدة فقط باكثر من 500 مليون دولار. ولان المثل يقول ابن الوز عوام كان عراب العلاقة السعودية مع القاعدة رئيس المخابرات السعودية السابق ونجل الملك فيصل الامير تركى الفيصل والذى عينته السعودية على عجل سفيرا للمملكة فى لندن ثم واشنطن لكى تحميه الحصانة الدبلوماسية من المساءلة بعد احداث 11 سبتمبر وورود اسمه فى عدد من القضايا التى رفعها اهالى الضحايا. ويقول اللواء محمد يوسف مسئول المكتب الأفغانى لوكالة المخابرات الباكستانية الذى أدار برنامج المساعدات السرية للمجاهدين الأفغان فى كتابه "فخ الدب: قصة أفغانستان التى لم ترو"، " مقابل كل دولار تقدمه الولايات المتحدة، كان يضاف دولار آخر تقدمه الحكومة السعودية. وكانت الأموال المشتركة التى بلغت مئات الملايين من الدولارات تنقل عن طريق وكالة الاستخبارات الامريكية إلى حساب خاص فى باكستان تشرف عليه وكالة المخابرات الباكستنية". ويؤكد ذلك أيضا ميليت بيردن رئيس محطة وكالة المخابرات الامريكية فى باكستان فى الفترة من 1986 إلى 1989 فى كتابه " العدوالرئيسى: القصة الداخلية للمجابهة الأخيرة بين وكالة المخابرات المركزية والكى جى بى " حيث ذكر "ضمن مستشار الرئيس الامريكى جيمى كارتر لشئون الامن القومى زبغنيو بريجنسكى سنة 1980 التوصل إلى اتفاق مع العاهل السعودى تتعهد بموجبه المملكة بدفع دولار من المساعدات لقاء كل دولار تقدمه الولايات المتحدة لدعم المجهود الأفغانى، كما أن مدير الوكالة فى عهد ريجان بيل كايسى حافظ على إستمرار هذه الاتفاقية لعدة سنوات". ولم تتصل أمريكا أو وكالاتها الإستخباراتية بمن كانوا يسمون بالمجاهدين العرب وإنما كانت كل الأموال والمعاملات الأخرى تقوم بها وكالة المخابرات الباكستانية، وهذا ما يؤكده ايمن الظواهرى فى كتابه " فرسان تحت رأية النبى" بقوله" إن تمويل العرب الأفغان جاء من مصادر عربية وصل مجموعها إلى مئات الملايين من الدولارات، وقد أبلغنى أسامة بن لادن أن حجم الدعم العربى للمجاهدين الأفغان على شكل مساعدات عسكرية فقط بلغ حسب مصادره 200 مليون دولار خلال عشر سنوات. فتصوروا حجم المساعدات التى قدمتها المنظمات العربية فى المجالات غير العسكرية مثل الطب والصحة والتعليم والتدريب المهنى والغذاء والمساعدات الاجتماعية". ويؤكد الكلام عبدالله انس صهر عبدالله عزام الآب الروحى للأفغان العرب بحديث للتليفزيون الفرنسى فى 12 سبتمبر 2004 بقوله" أن وكالة المخابرات المركزية لم يكن لها أى علاقة مباشرة مطلقا مع الأفغان العرب".
التطرف الدينى هو إذن صناعة متكاملة يساهم فيها أفراد ومنظمات ودول، وهناك قوائم لمنظمات إرهابية تصدر بشكل دورى عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى والاتحاد الروسى، أما من ناحية الأفراد فهناك دافع رئيسى يدفع هؤلاء للقتل والانتحار وهو دخول الجنة والتمتع بالحور العين والولدان المخلدون ولو أنتفى هذا السبب لن ينتحر فرد مسلم واحد، فالهوس الجنسى هو الدافع الرئيسى وربما الوحيد لهؤلاء القتلة والإنتحاريين.
أما بانسبة للدول فالدوافع مختلفة، فهناك دافع التخلص من متطرفيها كما تفعل السعودية بترحيل المتطرفين خارج أراضيها وتمولهم بحجة الجهاد، وهناك الحسابات السياسية وهو ما تفعله دولة مثل سوريا التى ترسل حاليا متطرفين إسلاميين رغم إنها دولة المفروض أن نظام الحكم فيها علمانى، وهناك أيضا التعصب الدينى وفى تصورى هذا الدافع هو الذى كان يحرك السادات وفيصل وضياء الحق، فثلاثيهم كان متعصبا.
ولان قاعدة من يزرع الشوك يجنى الجراح صحيحة وعادلة، فإن كثير من الدول فى الشرق الأوسط ستعانى من إرهاب العائدين من العراق وعلى رأسها السعودية وايران والاردن وسوريا وقطر، ويتنبأ بذلك أيضا بيتر بيرجن خبير الارهاب بمحطة س ان ان بقوله " المشكلة الحقيقية بالنسبة للسعودية ستكون بعد انتهاء الحرب فى العراق، اذا ما عرفنا ان الكثير من المقاتلين الاجانب فى العراق ضمن تنظيم ابو مصعب الزرقاوى جاءوا من السعودية". ولكن دولا جديدة أيضا ستدفع ثمن رعايتها للتطرف الإسلامى وعلى رأسها سوريا التى دخلت لعبة تصدير الارهابيين الإسلاميين الى العراق ولبنان ولا تعلم خطورة ذلك على نظامها فى المستقبل القريب، وقطر التى تحتضن أكبر منبر إعلامى لدعم التطرف و تحتضن أيضا شيخ شيوخ دعاة التطرف وهو الشيخ المصرى الشهير يوسف القرضاوى بالاضافة إلى بعض الارهابيين الذين يختفون على الاراضى القطرية وكان منهم خالد شيخ محمد المسجون فى امريكا حاليا.
ويل للمنطقة من العائدين من العراق، فقد مارسوا الذبح والقتل والتفخيخ والتفجير على أعلى مستوى ولم يراعوا حرمة بيت ولا مستشفى ولا دار عبادة وفوق ذلك لم يراعوا حرمة الإنسان الذى هو درة خلق الله.
magdi.khalil@yahoo.com

 إيلاف

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها