الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

 

 

 

 

 مجدي خليل

 

magdikh@hotmail.com

 


بعد التستر على صدام العرب يتسترون على بشار

2006 السبت 21 يناير

لأكثر من ثلاثة عقود لم نسمع صوت عربي يعترض على مذابح وجرائم صدام ضد الأكراد والشيعة ورجال الدين والمعارضين وكل من يهمس ضده في العراق، وحتى عندما أقترح المرحوم الشيخ زايد تنحي صدام رفض الأقتراح عمرو موسي ومعه القادة العرب الذين لا يتصورن أن رئيس عربي يتنحي واضطروا أن يقبلوا بعد ذلك رئيس عربي يقبض عليه في حفرة مهانا ذليلا. هل ترك العرب العراق بعد ذلك ، لا لم يحدث. بدلا من أن يقدموا شيئا ايجابيا أرسلوا المئات من إرهابييهم عبر الحدود لقتل العراقيين ونشر الفوضي، حتى لا تنتقل عدوي الديموقراطية إلى الاقطاعيات العربية المستبدة، فالديموقراطية الحقيقية عند المستبدين العرب هي رجس من عمل الشيطان. رسالة الأنظمة العربية للغرب وللإدارة الأمريكية تحديدا نحن أو الفوضي، ولن نقبل ديموقراطيتكم وإذا اجبرتمونا عليها سنشعل الفوضي في كل المنطقة. لمدة تزيد على ثلاثة عقود من الاحتلال السوري للبنان عبثت المخابرات  السورية بكل شيء في لبنان ولم تترك شيئا إلا وخربته، ولم نسمع صوت عربي واحد يعترض على ذلك رغم أن أتفاق الطائف الذي يدعو لمغادرة السوريين لبنان وقع عام 1989، والذى ينص أيضاعلى نشر الجيش اللبناني في كل الأراضي اللبنانية.
كما حررت الإرادة الدولية العراق من طغيان صدام حررت أيضا الإرادة  الدولية لبنان من العربدة السورية، وستفرض الإرادة  الدولية أيضا نزع السلاح من المليشيات اللبنانية بما فيها حزب الله ونشر الجيش اللبناني في كافة أرجاء لبنان، ووقف مسلسل استخدام لبنان في حروب إقليمية لا ناقة له فيها ولا جمل.
الشعار الذي يجب أن تجتمع عليه كل القوي اللبنانية في الفترة القادمة هي"لبنان للبنانيين.. لبنان أولا" . خرجت سوريا من لبنان مجبرة ولكنها تركت ألاف من العملاء والجواسيس والمخربين وتركت "محميات أمنية" حسب تعبير وليد جنبلاط، ،وتزامن مع ظهور الإرادة الدولية المصرة على خروج سوريا من لبنان مسلسل اغتيالات لأبرز الوجوه اللبنانية بدء من محاولة اغتيال مروان حمادة إلى اغتيال جبران تويني، كل صوت حر لبناني أصيل سعت سوريا لاستئصاله ولإرهاب الباقيين.
 جاء اغتيال رفيق الحريري ليفجر زلزالا في لبنان، لم يؤدي فقط إلى التعجيل بخروج سوريا من لبنان وإنما أيضا قاد إلى خيوط أساسية حول دور النظام السوري التخريبي في لبنان عبر لجنة التحقيق الدولية المنبثقة عن مجلس الأمن. وقد ساعدت السعودية فى فورة  حزنها على رحيل  رجلها الأول في لبنان رفيق الحريري في دفع فكرة التحقيق الدولي حول اغتياله إلى الوجود. ولكن المنطق العربي عاد مرة أخري إلى الالتواء.  هل توافقون على قرارات مجلس الأمن ضد صدام؟، نعم. هل توافقون إذا أدت هذه القرارات إلى إدانة صدام ذاته والإطاحة به؟، الإجابة تلعثم عربي.هل توافقون على قرارات مجلس الأمن ضد سوريا؟، نعم هي الزامية وفقا للبند السابع من الميثاق. هل توافقون على نتائج التحقيق الدولي إذا أدان الرئيس بشار الأسد ونظامه والدائرة المقربة به؟، الإجابة تلعثم عربي. عاد عمرو موسي مرة آخرى ليلعب نفس اللعبة التي فعلها أيام صدام لإجهاض الحقيقة والتستر على نظام فاشي. حمل معه إلى لبنان إفكار تشبه مفاوضات فتوات الحارة في زمن نجيب محفوظ. وقف القتل والتخريب والاغتيالات السورية في لبنان مقابل وقف الحملات الإعلامية اللبنانية والتصعيد ضد النظام السوري دوليا. معني هذا أن عمرو موسي يعترف بمسئولية النظام السوري عن جرائم الاغتيالات في لبنان، والتي يرفض النظام السوري الاعتراف بها ،ولكنه يريد من اللبنانيين  التنازل عن حقوقهم مقابل وعد بوقف الأرهاب السورى.من يكفكف  دموع أطفال جبران توينى؟ منظر غسان توينى فى جنازة ابنه يدمى القلب، من يواسى جيزيل خورى؟، من يعوض عن خسارة بحجم الحريرى؟، الأرامل والاطفال اليتامى والأمهات المكلومات ولأباء المصدومين كلهم ينشدون العدالة وعمرو موسى يريد حرمانهم منها من آجل حماية القتلة!!!!!. العرب يريدون الحقيقة أمام المجتمع الدولي وأمام الكاميرات ويسعون لإجهاض الحقيقة في لقاءاتهم السرية. العالم كله بات يعرف الحقيقة، أتخيل لو أجري استفتاء على 6 مليار نسمة هم سكان هذا الكوكب لإجاب أكثر من 90% منهم بأن سوريا مسئولة عن كل هذه الجرائم في لبنان. في نظام المحلفين، عدد من الأشخاص يستدعون بشكل عشوائي يحكمون على المتهم إذا كان مذنبا أم لا، ونحن أمام هيئة محلفين تشمل العالم كله، تقول لنا أن النظام السوري مذنب، لا يوجد خلاف بين أثنين من اللبنانيين لديهم ضمير أنسانى،بأن من قام بهذه الجرائم هو النظام السوري وعملاءه من الخلايا الأمنية فى لبنان.
لقد عززت شهادة خدام يقين المجتمع الدولي بمن المسئول عن هذه الجرائم، لقد قالها خدام بوضوح أن بشار

الأسد والدائرة المقربة منه هم المسئولين عن اغتيال الحريري. لقد وصف البعض خدام بأنه" شاهد شاف كل حاجة" لهذا اكتسبت شهادته زخما ومصداقية،بالمناسبة شهادة خدام الصادقة لا تعفيه من مشاركته فى جرائم النظام السورى خلال اكثر من  ثلاثة عقود، وشهادته هذه يجب الا تعفيه هو الآخر من المثول  امام محكمة دولية لمحاسبته عن هذه الجرائم سواء فى سوريا أو لبنان. التحركات المصرية السعودية الأخيرة والزيارات المكوكية هي لإجهاض الحقيقة وامتصاص الآثار القوية لشهادة خدام، ولهذا منعوا خدام من الاسترسال عبر منع أحاديثه مؤخرافى جريدة الحياة وقناة العربية، ومنع حديث جنبلاط مع العربية، ونشرت الاشارات بوقف الهجوم على النظام السوري.
التحركات المصرية لحماية النظام السوري هي سابقة على ذلك، فقبل عودة ميشيل عون من باريس حمل له الكاتب المصري المعروف طارق حجي كما علمت  رسالة من رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، لا أعرف بالضبط مضمونها ولكنى أستطيع أن أجزم أنها رسالة "ترويض لعون"، ولهذا ليس بمستغرب أن عون الذي يعتبر أقوي الذين نضالوا لسنين طويلة من آجل تحرير لبنان من سوريا، اتسمت تصريحاته بعد عودته للبنان  بطريقة تصب في صالح النظام السوري وحزب الله وأميل لحود. يمكن أن يكون الرجل معزورا، يمكن أن تكون هذه الرسالة قد حملت تهديدا له ولأسرته أو حملت وعودا بحمله إلى رئاسة الجمهورية عبر وقف الهجوم على سوريا وحليفها اميل لحود، وحماية ما يطلق عليه المقاومة في جنوب لبنان. عون المناضل الصلب استمد مصداقيته  وشعبيته من صلابته فى مواجهة الاحتلال السورى وعليه أن يعود سريعا لهذا المربع.
ما أود أن أقوله للقلقين على معرفة الحقيقة، أطمئنوا، فإن هذه التحركات المكوكية لم تحقق نتائج تذكر، وأن عرض سوريا لإرسال 15 ألف جندي للعراق قوبل بعدم اكتراث شديد، وأن المجتمع الدولي حتى كتابة هذه السطور مازال مصرا على معرفة الحقيقة وتطبيق كل قرارات مجلس الأمن كاملة وبكل بنودها، وأن لجنة التحقيق الدولية مازالت مصرة على استجواب كل من تحوم حوله الشبهات حتى ولو كان بشار الأسد للوصول بأدلة قاطعة إلى الحقيقة. وأن الولايات المتحدة وعبر وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس قالت يوم 11 يناير 2006 "أن الولايات المتحدة تقف بثبات مع شعب لبنان في رفض أي صفقات أو تسويات قد تقوض التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية، أو ترفع عن سوريا ما فرضته عليها قرارات مجلس الأمن الدولي من التزامات، ونحن ملتزمون بصلابة بالسعي نحو تحقيق العدالة ومواصلة التحقيق حتى يتوصل إلى أقصي ما يمكن من نتيجة". وواصلت وزيرة الخارجية القول "إن على سوريا وقف زعزعة استقرار لبنان ورعاية الإرهاب وعدم تعويق التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ويجب عليها أن تتعاون تعاونا كاملا وغير مشروط كما طالبت بذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ،ونحن نعتزم إحالة الموضوع مرة أخرى إلى مجلس الأمن إذا استمرت عمليات التعويق السورية، كما تدعو الولايات المتحدة أيضا إلى التطبيق الكامل لكل أجزاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559". أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فقد صرح عقب لقائه مع وزير الخارجية السعودي على دعم سيادة لبنان واستقلاله وتنفيذ القرار الدولي 1559، وشدد على ضرورة تنفيذ كامل ومن دون قيود لقرارات مجلس الأمن 1559،1595،1644 . وفي لقاء مع أفراد السلك الدبلوماسي قال شيراك بوضوح "زمن التدخلات والافلات من العقاب في لبنان قد ولي". وأضاف " إن قرارات الأمم المتحدة يجب أن تنفذ بحذافيرها وأن تحترم، وأضاف أنه يتوقع من سوريا أحتراما كاملا للسيادة اللبنانية". ورغم هذه الأنباء المفرحة للباحثين عن الحقيقة في لبنان إلا أن هناك أيضا الجانب المظلم في الموضوع واقوله بوضوح، لن يستقر لبنان إلا بظهور نظام ديموقراطي في سوريا يحترم سيادة لبنان وخصوصيته، ويقيم سلام مع إسرائيل. سوريا بوضوح تقف عائقا أمام ظهور منطقة اقتصادية مزدهرة تشمل كل من الأردن والعراق ولبنان وفلسطين وإسرائيل وتنضم إليها سوريا الديموقراطية. فهل يتحقق هذا الحلم ويتوقف القتل والخراب والاستبداد في هذه المنطقة ليعم السلام والاستقرار والديموقراطية والإزدهار؟.
magdikh@hotmail.com

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها