سباق المستبدين إلى دمشق
سوريا* فهان كيراكوس *
01/ نيسان / 2006
Mvw55hl@naseej.com
إننا نتائج واقعية و علمية لآلة الاستبداد التي عملت منذ تأسيس الدولة
الوطنية، إننا نحن الشعب السوري الذي كان مَضْرب المثل، من حيث اهتمامه بِ
الثقافة و السياسة و الأدب و المدنية، أمسينا اليوم قطيعا، لا بل، قطعانا
نتبع رعاة يقودوننا بِ هراوات السنديان و البلوط الوطني إلى مراع بائسة و
مناهل ملوَّثة، إنهم رعاتنا، أسيادنا، جلاَّدينا، قادة الوطن الآيديولوجي،
الزعامات التي قطعت الأوكسجين عن الجنين المدني الذي كوَّنته الأحزاب و الكتل
الوطنية تحت قبة أوَّل برلمان سوريٍّ حقيقي في العقد الخامس من القرن
المنصرم، هؤلاء الريفيون لم يستطيعوا الارتقاء إلى طبيعة السياسيين الوطنيين
المدنيين الذين مارسوا العمل السياسي بمقاييس ديمقراطية بامتياز، و الذين
كانوا سَ يأخذون سوريا إلى مصاف دول راقية و حضارية لولا انقضاض هؤلاء
القرويين على المشروع الديمقراطي المدني البرلماني، إنهم انطلقوا بِ غزوتهم
الهمجية من الثكنات العسكرية التي خَضَعَت لِ زعامات قادمة من أرياف و ضواحي
الحواضر، حَمَلَت المسدسات على خواصرها، و انتعلت العُقَبَ الحديدية، و
اجتاحوا المدينة و انتهكوا حرمة البرلمان و الدستور، حيث الانقلاب الأول، و
البيان الأول لِ أوَّل عصابة مسلحة تدِّس الحياة المدنية، و تستبيح الكرامات
و المقامات و تدوس على الحريات و الآراء و الأفكار و الفلسفات، و على الحُبِّ
الكامن في تلافيف الدماغ؛ لقد تمَّ تداول السلطات من على ظهر الدبابات و
فوهات الكلاشينات، و كلّ بيان يكنِّي حركته العنفية الدموية بِ اسم حركيّ
جذَّاب، و كلها كانت تخرج من تحت عباءة الثورة و الثوار، و كان الثوريون
يستقدمون منظِّرين آيديولوجيين من قلب الثورات المنجزة في بقاع شتّى، هؤلاء
المنظّرين الذين سلَّطوا طاغوت الرعب و الإرهاب على شعوبهم، جاؤوا و معهم
نظرية الثورة، منطلقات و أهداف الثورة، أعداء و حلفاء الثورة، أنتروبولوجيا
الثورة، و حملوا معهم كتب، من اسبارتاكوس إلى روبسبير، و من روبسبير إلى
كومونة باريس، و من كومونة باريس إلى زعيم البلاشفة لينين، و من لينين إلى
ماو و كاسترو، و منهم إلى عبد الناصر و حافظ الأسد و صدام حسين و القذافي و
البشير، و كل هؤلاء الذين كانوا في قيلولة ما بعد الظهيرة تحت الخيمة العربية
في 28/ 03/ 2006. كنت أتمنى أن يحضر كل زعماء الدول العربية إلى تلك السهرة
المملة، و التي ساقت النعاس إلى عيون أغلبهم، لو تمَّ حضورهم جميعا، لَ كنتُ
أخذت الصحفيين و وكالات الأنباء و الفضائيات الأمريكية و الأوروبية إلى
المدخل الرئيس لِ الخيمة، و أشَرْتُ إلى الزعماء الأشاوس، و لَ طلبتُ من
المصورين أن يلتقطوا صورهم جميعا و يقولوا للعالم أجمع: بِ أنهم كلهم لم
يأتوا إلى سدَّة الرئاسة و التاج و السلطنة و الامبراطرية عن طريق الآليات
الديمقراطية مما قبل صناديق الاقتراع و إلى صناديق الاقتراع، و بمن فيهم رئيس
الخيمة. إنهم أصحاب بلدان، أو رعاة بلدان بمن و ما فيها مِن بشر و بقر و حجر
و شجر، وضعت لنفسها دستور و قانون مفصَّل على المقاس، لا علاقة له بِ شرعة
حقوق الإنسان إلاَّ إنشائيا و نفاقا، كل أنظمة العرب، أو بالأحرى، النظام
العربي، هو نظام استبدادي ضدَّ مبادىء حقوق الإنسان، نظام معادي لأبنائه، ضدّ
مواطنيه، نظام قائم على معاداة الآخر، نظام تسلّطي إرهابي مستبد حَرْبَجي،
إنْ لم يكن له عدوّ خارجي، أجنبي، لَ هَجَمَ على نفسه، هجم على ظلّه، فَ
فلسفة هذه الأنظمة هي معاداة الحياة، لأن الحياة بكلِّ عناصرها تتآمر عليها
لِ إسقاطها، لأن الحياة بكلّ عناصرها تتآمر عليها لِ ضَرْب ثوابتها و تاريخها
و تشويه تراثها و مقدساتها، فَ هذا النظام هو نظام أصولي، هو ظاهرة عالمية
عابرة للقارات، ليست مقتصرة على شعبٍ بِ عينه أو قومية أو أثنية بِ عينها،
إنها آيديولوجية عالمية، فلسفة كونية، و بشكل أكثر دقَّة، أقول: ثقافة
عالمية، إنها نمط تفكير و محاكمة، أي نمط حياة، و هذا النمط هو نمط ثقافي،
فيه آليات معرفية خاصة به.
إن أساس الاستبداد / الأصولية يكمن في فكرة الصراع، و التي جوهرها إمَّا أنا
أو الآخر، و تِباعا تكون النتيجة، إمَّا نحن أو هُمْ، فَ الفكرة هذه تحمل في
أحشائها منظومة معرفية بدائية، و هي الصراع الحتمي مع الآخر، و التعامل بهذه
الكيفية مع الحياة يتمُّ وفْق ذهنية الإنسان البدائي( التجمعات البدائية )،
تتجلّى انعكاساتها المادية بين البشر في ردود أفعال غريزية، بهيمية، همجية،
مطابقة تماما لِ ردود أفعال التجمعات الحيوانية مِن حيث الهروب و الاختباء،
أو الهجوم و الانقضاض.
إن المستبدين اليوم يتفاوضون على حصصهم مِن هذه الغنيمة( = سوريا ). إنه طبع
الاستبداد، أخلاقه، فَ هو لا يعترف سوى بِ قانون الغاب، لأن أيّ حركة في
الغابة هي إمَّا مفترس أو ضحية، و عليه، فَ المفترس لا يرى في الحركة إلاَّ
ضحية، فريسة شهية؛ فَ هؤلاء الذين يتفاوضون على مستقبل سوريا( الوطن في
منظورنا و ضميرنا ) يسوقون مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان كَ أساس لِ
مفاوضاتهم الجارية هناك في فرنسا و بلجيكا و أمريكا!!!( عَجَبي )، يقولون بِ
أنهم سينقذون الشعب السوري من حكم هذا النظام الدكتاتوري الاستبدادي، و هم
يعملون مع كلّ الجهات الخارجية و الداخلية لِ إسقاط هذه السلطة القمعية بِ
الطرق السلمية، و رموز هذه الجبهة هم المنقذون الوطنيون الملائكة- السيد خدام
و السيد البيانوني، و السادة الأكراد، و ربما في الخفاء، السيد الشهابي و
السيد رفعت، و غيرهم الذين يعملون في الظل سواء داخل الوطن أو خارجه.
إنني- و فقط للتوضيح – لا أخوِّن أو أجرِّم هؤلاء، إنما لا أوافقهم و لا أتفق
مع برامجهم و أهدافهم غير المعلنة.
لقد قلت في رأس الصفحة الأولى: بأننا نتيجة واقعية و علمية لآلة الاستبداد،
أي أننا عَدَمْ في نظر المستبدين
( السلطة القائمة و سلطة المنفى )، فَ ها هم يؤكدون على كلامي، و ذلك بِ
استغبائنا في وضح النهار، تأملوا منقذي الشعب السوري مِن الاستبداد.
السيد عبد الحليم خدام، الذي إلى هذه اللحظة عندما أراه على شاشة التلفاز،
أحسُّ بِ خوف حقيقي، لأنه المهندس
رقم"2" الذي أشاد و رفع صرح هذا النظام الدكتاتوري، و الذي يريد إسقاطه
اليوم، لأنه عبد الحليم خدام الموظف المعتَّر قُبَيل بناء سوريا الحديثة،
سوريا الأسد، سوريا الثورة، و الذي نظَّر لأسس نظامه الاستبدادي، و عمل بِ
كَدّ و إخلاص لِ تثبيت أركان الدولة الأمنية دون مقابل، فقط من منطلق حُبّ
الوطن، و دون أن يتسبَّب في تغييب الآلاف من أبناء و بنات سوريا، و دون أن
يكون له الدور في ترهيب و تجويع الشعب السوري، و دون مقابل أبدا، فَ هذا
المسكين انشقَّ عن النظام عندما أتاه الوحي في ليلة ليلاء، و قام و غادر
البلاد بِ طقمه الوحيد و كم بَدَل مِن الداخليات، و كم زوج مِن الجوارب فقط،
لأن رزم الدولارات( لا أعرف مقدارها طبعا ) كانت قد سبقته إلى منفاه، أمَّا
شركات و تجارات و عقارات المحروس ابنه الكادح، فَ لا علم لنا بها، كما لا
نعلم إلى هذه اللحظة ما إذا كان المحروس له علاقة بِ فضيحة النفايات النووية
أم لأ، و هل كان شريكا مع المخابرات أم لأ، على كلٍّ، هذه المسألة هي فوق
طاقتنا و فوق رؤوسنا نحن المواطنين المهمَّشين، لأن حُماة الديار يديرون
شؤوننا بدلاً عنّا دون مساءلة مِن قِبل صغار مثلنا؛ و بِ النسبة لِ صحوة
السيد خدام الإنسانية و المدنية و الديمقراطية، فَ أنا يصعب عليَّ تصديق
تحوّله من رجل مستبد مارس استبداده و عاش ملذَّات السلطة المطلقة أكثر من
ثلاثة عقود، إلى رجل ديمقراطي يسعى لتخليص الشعب السوري من ظلم الاستبداد،
هنا فقط أتساءل لنفسي، و لستُ في معرض محاسبة السيد خدام أو مساءلته.
لماذا لم يصح ضميره أثناء و بعد الأحداث الدامية بينه( طبعا كَ نظام ) و بين
تنظيم الإخوان المسلمين، و التي أودت بِ حياة عشرات الآلاف من السوريين،
لماذا لم يصح ضميره عندما كان الشعب السوري يتعرّض لِ أبشع أنواع الذلِّ و
الهوان على يد الطغاة الكبار و الصغار من السلطة البعثية، فقط من أجل الحصول
على كمية ضئيلة من الزيت و السمنة و السكر، أو علبة كلينكس، أو علبة دخان
حمراء، و التي كنا نحصل عليها بِ إبراز الهوية السورية!!!
لماذا لم يصح ضميره عندما حوَّل لبنان( طبعا مع رفاقه الأشاوس من مدنيين و
عسكر ) إلى مزرعة و قمامة
لِ اللصوص الثوريين و المزاودين و الانتهازيين و المنافقين من هنا و هناك،
لماذا لم يصح ضميره بعد أن انتحر رفيقه و زميله في قيادة الحزب و الدولة( =
المرحوم الزعبي )، لماذا لم يصح ضميره بعد أن أرغمتنا الشقيقة تركيا لِ
التخلي عن اللواء السليب، لماذا لم يصح ضميره على سلب الشقيقة إيران لِ الجزر
الإماراتية الثلاث، ثم أنه و بعد هذه الصحوة المباركة، و هذا الحلف الذي
شكَّله مع أعداء الأمس( الإخوان و الأكراد )، ترى ماذا قال
لِ البيانوني عن ثورة الإخوان المسلمين و عن الصراع الدموي العنيف الذي دار
بينهما كَ زعماء للطرفين المتصارعين؟! هل اعتذر أحدهما لِ الآخر، أم أن
اللعبة مفهومة و أنهما يدركان أصولها؟، و ربما حان الوقت لِ التقاء مصالحهما،
أو انضمام أحدهما لِ أصولية الآخر، فكلاهما أصوليان مستبدان و أيديهما ملطخة
بدماء السوريين، و هنا تأخذنا الدهشة و الحيرة إلى ما يظاهر به السيد
البيانوني و ما يردِّده من جملٍ و عبارات من القاموس المدني، كَ أن يدعو إلى
تغيير السلطة بِ الطرق السلمية، و التداول السلمي لِ السلطة، و البنود الخاصة
بِ عقيدة الإخوان المسلمين( كَ الثوابت، و الشريعة، و المحرّمات....إلخ ) و
المناقضة لها الواردة في إعلان دمشق،و الذي أعتَبِره( = إعلان دمشق ) مصيدة
لِ القوى السياسية و للمثقفين السوريين، فَ إذا كان السيد البيانوني هو الآخر
قد هبط عليه الوحي، و تحوَّل إلى رجل مدني حواري ديمقراطي، يؤمن بِ حقوق
الإنسان، و يؤمن بِ المساواة التامة بين أبناء و بنات الشعب السوري، فَ ليصدر
لنا بيانا واضحا و صريحا دون ثقوب، يعلن فيه التزامه بِ مبادئ و شرعة حقوق
الإنسان، و التي فيها ما فيها مما يتناقض مع ثقافته و عقيدته الأصولية و التي
صرَّح في غفلة من نفسه و إدعاءاته المدنية، حين أعلن( بخصوص الرسوم
الكاريكاتورية عن السيد محمد بن عبد الله ) أن هناك خطوطا حمرًا في مجال حرية
الرأي، و أن هناك مقدسات يحظَّر المساس بها. بِ الرغم من ذلك أقول لِ السيد
البيانوني: إنَّ كل الكلام المنمَّق و الإنشائي الجميل الذي تتزيَّا به لن
يقنع العلمانيين و الليبراليين و المثقفين السوريين، إنْ لم تعلن صراحة، بِ
أن من حَقِّ كلِّ سوريٍّ و سورية أن يترشَّح لِ الرئاسة، و أن يكون رئيسا لِ
سوريا الوطن، و أنَّ من حَقِّ الإنسان في اختيار معتقده الديني و حقه في
تغيير دينه، و حقه في ألاَّ يؤمن بِ أيِّ دين، و أن لا مقدَّس في الحياة سوى
دماغ و دماء هذا الإنسان( ذكر و أنثى ) الذي خلق الله في هذا الكون، و ما دون
ذلك، ليس سوى ذرِّ الرماد في العيون.
إن إصراره على إسقاط السلطة بِ الطرق السلمية، و إجراء انتخابات ديمقراطية، و
التداول السلمي للسلطة...
ليس سوى نسخة كربون عن سلطة الملالي في طهران، هؤلاء الذين يلجأون إلى صناديق
الاقتراع، و التداول السلمي للسلطة....إلخ، لكن مَن هم الذين يتنافسون على
الرئاسة و السلطة من خلال الصناديق؟
هل فيهم أحد من خارج المؤسسة الدينية الحاكمة؟
هل هناك إمكانية أن يجاهر أيّ علماني أو ليبرالي إيراني بِ رأيه في دولة
الملالي؟
ما هي الضمانة لِ الشعب السوري بِ ألاَّ يفعل البيانوني مثلما فعل الرئيس
الثوري في الجزائر بو تفليقا، حيث أقرَّ مجلس الأمة(= مجلس الشعب في ثقافة
الكفَّار ) الجزائري قانونا ينصُّ على إنزال عقوبات بِ السجن لِ مَن يحاول
دعوة مسلم إلى اعتناق دين آخر، أو أن يأمر بِ الإعدام على كلِّ مَن يدعو إلى
مساواة المرأة بِ الرجل في الحقوق و الواجبات، مثلما يتم الآن في أفغانستان،
حيث يواجه الناشط الأفغاني- علي محقق نساب- الناشط في مجال الدفاع عن حقوق
النساء الأفغانيات، حكم الإعدام، لأنه اعتبر أن" المرأة يجب أن تكون مساوية
لِ الرجل"
و السبب كما أوضحه السيد محمد عارف رحماني عضو المجلس الوطني لِ العلماء( !!
) في أفغانستان، حيث قال لِ صحيفة واشنطن بوست:" أن هذا الدين له قواعد
مكتملة الأركان، و هذا الشخص عندما يأتي لِ يكتب أن المرأة يجب أن تكون
مساوية لِ الرجل، فَ هذا أمر مناقض لِ دين الإسلام"
كيف سَ يتصرَّف السيد البيانوني مع العلمانيين و الليبراليين غدا في سورية
حين يأتي أحد الكتاب و يزدري الحدود المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية، أو
أن يبشِّر أحدهم إلى دين غير الدين الإسلامي؟؟
هل سَ يغضّ الطرف عن جيش الله إذا قاموا مرَّة أخرى بِ تحطيم و حَرْقِ
المكتبات التي تبيع الكتب الماركسية، و الكتب العلمية التي كانت تأتي مِن تلك
الدول، هل سَ يغضّ الطرف عن جيش الله إذا ما هجموا على المطاعم و الأندية
الليلية و متاجر بيع الخمور كما فعلوا في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات
مِن القرن المنصرم؟؟....
هل سَ يفعل مثلما فعل و يفعل السيد حسن نصر الله صديق الله و أمين عام حزبه،
هذا الذي ثقب آذاننا ليل نهار بِ خطاباته المنمَّقة و أحاديثه الورعة و
المسالمة و الرقيقة عن الإنسانية و الأخوّة و المساواة و الديمقراطية، و إذْ
به فجأة يعود إلى أصوله الثقافية العقيدية، و يعلن في أحد خطاباته الرقيقة، و
في معرض حديثه عن الرسوم الكاريكاتيرية و تداعياتها في العالم الإسلامي. يقول
حرفيا:" لو أنَّ أحداً نفَّذَ فتوى الخميني بِ حَقِّ الكاتب سلمان رشدي، أي
قتله، لما تجرَّأ غيره من التطاول على ...."!!!! و لِ حسن الحظ أنني لم أكن
قد أنهيت كتابة المقالة، و كنتُ قد وصلتُ إلى هنا، و توقَّفتُ لِ بضع ساعات،
و فجأة أسمع خطابا رومانسيا لِ السيد وكيل الله و نائبه على الأرض السيد حسن
نصر الله، لا بل حسن رعب الله، الذي يقول فيه:" مَن يحاول نزع سلاح المقاومة
بِ القوة، سَ نقطع يده و رأسه و ننزع روحه..."!!!! يا سلام.... و في مكان آخر
يتظاهر بِ أنه يتحاور مع اللبنانيين؟!!!
حقَّاً إنَّكَ ذئبٌ في ثياب حمل يا أيها الفارسيّ المغوار، و أنا أقول: لو
أنَّ العدالة اقتصَّت من المجرمين الذين قاموا بِ انقلابات عسكرية دموية، لو
أنها اقتصّت من قتلة المفكِّر كمال جنبلاط و المفكر مصطفى جحا و المفكر حسين
مروّة، لما قُتِل رينيه معوَّض و رشيد كرامي و بشير الجميِّل و رفيق الحريري
و رفاقه، و لما قُتِل المفكر و المناضل جورج حاوي و سمير قصير و جبران تويني،
لو أنَّ العدالة حَقَّقَت الآن مع السيد حسن نصر الله بخصوص هذه التهديدات
الإرهابية و ربطها بكلِّ تلك الجرائم، و خصوصا مقتل المفكِّرَين مصطفى جحا و
حسين مروَّة لأنهما كانا قد تجاوزا الخطوط الحمراء في العقيدة المحمدية، و
كان يستوجب قتلهما حلالاً زلالاً مثلما أوضح السيد حسن حين قال:" لو نُفَِذَ
فتوى الخميني....إلخ"، لو أنَّ العدالة تقوم الآن بدورها، لما تَجَرَّأ، و
لن يجرؤ أحداً غيره لِ إرهاب الآخرين و تهديدهم بِ القتل بشكل واضح و صريح
كما فعل أمين عام حزب الله!!!!!!. و هنا أجد لِزاما عليَّ أن أدعو النظام
مجدَّدا لِ عَدَم السماح للسيد حسن نصرالله بِ التدخل في شؤوننا الداخلية، و
ألاَّ يسمح له بِ رَبْط نفسه و مخططه الفارسي بِ الدولة السورية، فَ
الإمبراطورية الفارسية لها مخطط لِ شرق أوسط جديد كما لأمريكا، و حصتنا من
المخطط الفارسي هي دويلات طائفية، أثنية، مذهبية.
و مِن هنا ، مِن هذه التداعيات الدولية لِ التدخلات الإقليمية، القومية و
العقيدية، أتوجَّه إلى السادة خدام و البيانوني و مَن لَفَّ لفّهم، و أطالبهم
بِ تحديد مواقفهم بكلِّ صراحة و شفافية و صدق من هذه المسائل الخطيرة
بعيدا عن المكاسب الآنية، و التي ستكون كوابيسا تقضُّ المضاجع، بعد فوات
الأوان. |