هل نقايض ثوابت الكنيسة بوظيفة
سفير في سوريا
14 ديسمبر 2008
من شاهد برنامج "الحدث" الذي قدمته السيدة كاترين حنا من على شاشة
التلفزيون " الجديد "، يوم أمس الجمعة بعيد موجز الأخبار، واستمع
إلى حديث وتحليل ضيفها رئيس المجلس العام الماروني- الوزير السابق وديع
الخازن لم يشك للحظة أن المحاور هو عضو مؤسس في التيار الوطني الحر
التابع للجنرال ميشال عون..
في جوابه على أول سؤال وجهته إليه مقدمة البرنامج عما إذا كان قد تم
اخيتاره فعلاً أول سفير يمثّل لبنان في سوريا، رأيناه، بملامح جامدة
باردة وصارمة لا توحي بالجدية بقدر ما يُُشعرك بغصةٍ ما يريد التخلّص
منها، يبادر إلى بتحفّظ واضح أنه علمَ من الصحافة فقط بورود اسمه بين
الأسماء المرشّحة لهذا المنصب ثم يستطرد في توصيف المرشح المطلوب بكل ما
حاول أن يُفهمنا أنه يمتلكها..
وما أن استفسرت مقدمة البرنامج عن رأيه بزيارة الجنرال عون إلى سوريا حتى
حملً مبخرة ذات سلاسل ذات جلاجل وأنطلق في تبخير تلك الزيارة ناعتاً
أياها بِذات الهدف السامي، دينياً وسياسياً.. لقد نسي هذا الرجل نفسه
والموقع الذي لا زال يحتفظ بلقبه التمثيلي العام وواجبه في الحفاظ عليه..
وكأنما يريد الانتقام من الرابطة المارونية [ الخارجة من رحم المجلس الذي
يرأسه] فأعطى لنفسه مؤهّلَ تمثيل [ سيدنا] ليكيل المديح لشخص الجنرال
الذي أخذ موقع [ سيده ] لتمثيل الموارنة خاصة والمسيحيين عموماً ومدافعاً
بصفاقة ليست من شيمه عن تحركات هذا الجنرال، الذي نفى نفياً مُطلقاً أن
يكون من أتباعه أو المنتسبين إلى تياره..
لم يخرج دفاع هذا المسئول الماروني عن زيارة الجنرال عن دفوعات أزلام
الجنرال وأتباع سوريا بل رأيناه يسبغ من الأوصاف والألقاب السامية على
الجنرال والرئيس السوري [ الدكتور بشار الأسد ] وَ [ دولة الرئيس عون ]
في حين أنه لم يجد في قاموس الموقع الذي يرأسه صفة واحدة يُطلقها على
غبطة أبينا البطريرك نيافة الكردينال صفير سوى لقب سيدنا..
الغريب الغريب أن هذا الرجل، الذي يتمتع بصفة مسئول في الطائفة
المارونية، لم يتورع من المصادقة على نعوت الجنرال والمسئولين السوريين
بأن القبر الذي زاره في بلدة براد السورية هو "قبر مار مارون" أبي
الطائفة المارونية مخالفاً بذلك رأي غبطة البطريرك في ذلك وكأنا به هو
صاحب القرار الكنَسي النهائي..
هكذا وبكل جرأة وشجعاعة أوكل نفسه بتقييم زيارة الجنرال عون.. ليس هذا
فقط بل انبرى يدافع عنه ويدعو إلى التماثل به وفي آن مهاجماً خصمه
السياسي الدكتور سمير جعجع معطياً لنفسه الحق في استجرار النقاش إلى سطح
الأزمة في محاولةٍ واضحة لإيقاد الفتنة بين الدكتور جعجع والزعيم الشمالي
سليمان فرنجية وربما أيضاً لطرح فكرة فشل الرابطة المارونية في موضوع
المصالحة..
في نظرنا أن هذا الرجل، الذي من المفترض أن يكون رأيه متناسقاً مع مواقف
البطريركية المارونية وطروحات سيد بكركي الوطنية والدينية، نراه قد تجاوز
بإسفاف لا نظير له ما أوكِلَ إليه في منصبه كرئيس للمجلس العام الماروني
الذي يفرض عليه البقاء على الحياد التوفيقي بين كافة الاطراف المارونية
ومنها باقي الأطراف اللبنانية خدمةً لمصلحة أبناء طائفته أولاً وعموم
أبناء الوطن ثانياً..
نأسف أن نرى إلى هذا الرجل يتخلى ويتجاوز ثوابت كنيسته الدينية والوطنية
ليرتمي في أحضان الانحيازية الضارة ليس فقط بطائفته بل المؤدية إلى
استمرار التصدع في علاقات قادتها كل هذا من أجل الحصول على وظيفة سفير في
سوريا..
صانك الله لبنان
لاحظ س. حداد |