الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

 القوات اللبنانية

اقرأ المزيد...

 


 

حزب القوات اللبنانية

بيان

13/1/2005  

المجلس السياسيالأمانة العامة

 

رفاقي أفراد القوات اللبنانية

عشر سنوات ونيف مرت، وقائدنا سجين زنزانة، ومجتمعنا مشرد يتيم، وحريتنا مسلوبة ضائعة

ولكن بقيت القوات اللبنانية ... وتبقى

بقيت... وتبقى  لأن روح بشير الجميل وخميرة سمير جعجع كانت وما زالت حية فاعلة تفعل فعلها في نفوسنا وعقولنا وقلوبنا.

بقيت... وتبقى لأن كل قواتي ملتزم ولنصرة قضيته كان يرحب بشرب كاس الشهادة على خطى الشهداء عندما كانت تشتد الغوائل.

بقيت... وتبقى لأن إيماننا كان اكبر من حبة الخردل وصليبنا علامة لقيامتنا وتاريخ نضالنا جسراً لحاضرنا ومستقبلنا.

 

أيها الرفاق

أن قضيتنا اليوم تمر في مرحلة مفصلية هامة جداً يجب على ضوئها إجراء إعادة تقييم لمسيرتنا ونضالنا.

وأن نقف أمام مذبح قضيتنا ووطننا وشهداننا وقائدنا لنفحص ضمائرنا ونقيم ثمار نضالنا كمقاومة فاعلة ومؤثرة في التاريخ.

لذلك رأيت من واجبي كأمين عام للقوات اللبنانية وفي هذه المرحلة في الذات أن ارجع واياكم الى الينابيع التي انطلقنا منها كمقاومة للتذكير بثوابتنا وتحديد ماهية الخطر الذي يهدد مجتمعنا وتحديد هوية أعداء قضيتنا ووطننا وحريتنا.

لماذا وكيف نشأت القوات اللبنانية

قبل إن نتكلم بأي موضوع أخر أريد إن نرجع بالذاكرة لماذا قامت القوات اللبنانية كحركة مقاومة لبنانية،  ونراجع الدور الأساسي والدائم للعدو السوري في تدمير وطننا وقتل أهلنا ومحاولة القضاء على مجتمعنا حتى هذه الساعة.

 

كان 13 نيسان 1975 هو تاريخ انهيار أركان الدولة اللبنانية وشرذمة الجيش اللبناني نتيجة وقوف شريحة كبيرة من اللبنانيين إلى جانب هيمنة المنظمات الفلسطينية المسلحة، وأنظمة عربية غريبة، على مقدرات الدولة وقرارها.

 

ولكن 13 نيسان كان أيضا تاريخ هبة الكرامة والعنفوان عند المجتمع المسيحي الذي تنادى لملئ الفراغ الذي تركه انهيار الدولة وتشرذم الجيش دفاعاً عن الأرض والشعب وبذلك بدأت صفحة جديدة من تاريخ المقاومة المسيحية الطويل، والذي لم يكن إنشاء القوات اللبنانية في أيلول 1976 بقيادة الشيخ بشير الجميل إلا وجه أخر من وجوه هذه المقاومة عبر التاريخ.

 

نشأت القوات اللبنانية كحركة مقاومة حين أرادت الجماعة المسيحية الدفاع عن نفسها وعن الوطن ككل أولاً ضد الهيمنة الفلسطينية وثانياً ضد خطر أكبر وأشد هولاً الا وهو الدخول السوري العسكري لاحتلال لبنان في تموز 1976 والتي كانت فصائل المقاومة المسيحية وعلى رأسها الشيخ بشير وغالبية المجتمع المسيحي من المعارضين بشدة له حتى إن بعض فصائل المقاومة اعتكفت يومها في جبال لبنان الشمالية احتجاجاً على هذا الدخول.

 

جيش الاحتلال السوري ودوره

 

ولم يمضي وقت طويل حتى اثبت التاريخ مرة أخرى بأن تقديرات المقاومة المسيحية كانت في محلها.

حيث في 14 أيار 1977 جرت أول المعارك المعلنة بين المقاومة والجيش السوري بعد اعتداء الجيش السوري على قرية بللا في محافظة الشمال.

 

ومن هذا التاريخ دخلت القوات اللبنانية في صراع مرير مع جيش الاحتلال السوري لمنعه من إبادة شعبنا وفكرنا واقتلاع جذورنا. هذا الجيش الذي اشترك بطريقة مباشرة وغير مباشرة في مجازر لا تحصى في حق شعبنا منها مجازر الدمور والعيشية والقاع وعميق وجديدة الفاكهة وجديدة بعلبك ورأس بعلبك وبيت ملات وتل عباس ودير عشاش ودير جنين ومجزرة الارز بشري  ومجازر حرب المائة يوم في بيروت وقصف أهالينا العزل بصواريخ الكاتيوشيا ومدافع ال240 ملم ومحاولة إبادة أهالي زحلة سنة 1981 وان ننسى لن ننسى مئات السيارات المفخخة التي فجروها بأجساد أطفالنا ونسائنا ولن ننسى اغتيال قائدنا المؤسس الشهيد الشيخ بشير الجميل مع 23 من رفاقنا المقاومين ولن ننسى بالطبع اعتقال قائدنا الدكتور سمير جعجع الذي يدفع عنا كلنا ضريبة الحرية والإيمان والالتزام منذ أكثر من عشر سنوات طوال.

 

محاولات اختراق القوات اللبنانية

 

وبرغم كل الدماء التي دفعها شهدائنا وكل المجازر التي عانى منها شعبنا على يد الاحتلال السوري، كان يفرخ على جذوعنا كل عدة سنوات أيلي حبيقة ونادر سكر وفؤاد مالك وجورج انطون وكريم بقرادوني أخر ممن يمثلون الخط السوري في القوات.

 

أيها الرفاق

أن إحدى أهم ثوابتنا هي محاربة من ذكرنا من يوضاسيي الداخل ومقاومتهم كما باقي أعداء القضية والشعب والوطن فإن كان لأعدائنا التاريخيين في مصالحهم وحساباتهم حجة وسبب يتخذونها زريعة لضربنا فلا حجة لمن كانوا في صفوفنا لضربنا من الداخل إلا الخيانة وقلة الضمير والرضوخ المذل لجزمة المحتل.

 

والمقرف حقاً انه في هذه المرحلة المفصلية والهامة وحين هب حتى أخصام الأمس في بادرة وحدة وطنية مشكورة الى التنادي لتوقيع طلب تعديل قانون العفو العام لإطلاق قائدنا الدكتور سمير جعجع يمتنع رفاق الأمس كنادر سكر وكريم بقرادوني عن التوقيع على هذا التعديل وفي حالة فؤاد مالك حتى عن إطلاق تصريح بتأييد هذا التعديل وهو من برر خروجه عن الثوابت حين خرج بإنه يسعى لإخراج سمير جعجع من سجنه. 

 

رفاقي، أن الوقت اليوم يقتضي أكثر من أي وقت مضى بأن نكون وحدة متراصة ومتجانسة لطرد باعة الهيكل والتخفيف من وقع امثالهم على إداء شعبنا ومقاومتنا، لا بل بالعكس تفعيل جهودنا لتحرير وطننا وتحرير قائدنا من زنزانته. 

 

أيها الرفاق

وفي نهاية هذا البيان وباسم الأمانة العامة  للقوات اللبنانية أحب ان ابعث بأربعة رسائل مهمة الى الداخل اللبناني: 

 

اولاً- رسالة نعلن فيها ونكرر بأن لا وفاق وطني بدون حرية قائدنا الدكتور سمير جعجع. كما ونعلن تقدير القوات اللبنانية في الانتشار  لجهود الرفاق في الداخل اللبناني الذين تابعوا وما زالوا ملف قضية سجن وحقوق قائدنا وعلى رأسهم السيدة ستريدا سمير جعجع. كما نوجه جزيل الشكر لكل نائب عمل وناضل ووقع على عريضة تعديل قانون العفو العام لإطلاق قائدنا الحكيم ورفيقنا جرجس الخوري. فلهم منا تحية المقاوم والشهيد والمسجون والمنفي وكل من كافح يوماً من اجل كرامة وحرية وسيادة لبنان.

 

وفي الرسالة نفسها تحية إكبار وتقدير الى رفاقنا في القوات اللبنانية في الوطن، ونعلن أن القوات اللبنانية في الإنتشار والتي نبعت وباقي رفاقها في الجسم القواتي من نبع الشهادة والبطولة منذ فجر التاريخ، وهي من قدمت وما زالت تقدم معهم التضحيات منفية مجاهدة الى جانب رفاقها في أروقة السجون السورية حيث ما زالوا يدفعون ضريبة الحرية، وفي سجون النظام اللبناني حيث يقاوم قائد القوات اللبنانية من زنزانته ويقود بالفعل لا بالقول معركة الاستقلال. تدعم نضالهم في لبنان، مقاومون عتاق وجدد، وإن تعددت وتشعبت مسالك نضالهم، ما دام الدافع الى النضال دماء الشهداء وقضية لبنان بدون اي تهاون أو ضعف أو تراجع، وما دام القائد وصموده وتعاليمه هي المنارة التي تنير هذه المسالك. وهي تدعوهم الى جعل هذه التشعبات علامة قوة تدل على عراقة القوات اللبنانية في ممارسة الديمقراطية والقبول بالآخر. ولنتذكر ايها الرفاق أن من جمعته دماء الشهداء والقديسين، وحلم ونضال مؤسس كبشير الجميل، ومقاومة وصمود قائد كسمير جعجع، وأرض مقدسة كأرض لبنان لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرقه.

 

ثانياً- رسالة الى طلاب المقاومة اللبنانية الابطال لنعاهدهم من جديد ان القوات اللبنانية في الخارج تقف الى جانبهم في مسيرتهم النضالية من اجل الحريات الديموقراطية. خاصة وإنهم اثبتوا وعن جدارة بأنهم مستقبل المقاومة اللبنانية وخير من يحمل شعلة الحرية والنضال وإنهم صخرة قدت من مقلع الرجال الذي أنجب بشير وسمير والآف مؤلفة قبلهم من ابطال المقاومة المسيحية اللبنانية عبر التاريخ.   

 

ونحن نعاهدهم بأننا امتداد طبيعي لنضالهم في كل ارجاء العالم. وليكن واضحاً ومعلوماً لرفاقنا طلاب المقاومة بأن اي اعتداء عليهم ستتعامل معه القوات اللبنانية وترد عليه وكأنه اعتدأ على كرامة وسيادة وحرية لبنان. واننا سنعمل بكل ما لنا من قوة لمقاومة الإرهاب الذي يمارس عليهم وقطع اليد التي تتطاول عليهم وعلى شعبنا في لبنان".

 

ثالثاً-  رسالة الى حلفائنا في الداخل اللبناني من أحزاب وتجمعات وشخصيات مقاومة ام معارضة نشدد فيها على تجديد عهدنا واياهم على المحافظة على تركة الشهداء وقدسية القضية. ونشدد اكثر من ذلك على وحدة الصف والمصير فأن المقاومة والمعارضة اما ان تكون جسماً واحداً متراصاً فتكون قوية في مواجهة اي خطر يحيق بلبنان واما ان تكون مفككة وضعيفة وتكون هي التي سمحت لهذا الخطر ان يستشري ويقضي على مقومات صمود الوطن والمواطن.

 

رفاق النضال أن لهفتنا واياكم على وطننا عندما يدق ناقوس الخطر وتضحياتنا كلنا حتى بالدماء من اجل إنقاذ هذا الوطن أن دلت على شيء فعلى أن ما يجمعنا وإياكم ليس الموقف السياسي فقط ولكن أخوة في النضال، وشراكة في المقاومة، وارثنا لأرض مقدسة مجبولة بدماء شهداء الحرية والكرامة والعنفوان.

 

رابعاً-  الرسالة الأخيرة موجهة الى النظام اللبناني المعين في بيروت من قبل المحتل السوري. وفيها نعلن أنه كما سقطت سياسة الدولة بإلغاء القوات في الماضي ستسقط محاولة احتواء القوات اليوم.

 

ونعلن فيها بان هذه الدولة التابعة اصبحت وبفعل الممارسة على شاكلة ومثال باقي الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة وخاصة نظام البعث السوري في دمشق. وقد حققت بسنوات ما استغرقت زميلاتها في الشرق دهور. فهي لم تترك بنداً لحقوق الإنسان إلا وخرقته "لتثّبت احتلال أسيادها" فمن اعتقال ونفي خصومها السياسيين، الى تعذيب الموقوفين الذين مات بعضهم تحت التعذيب، الى قمع التظاهرات السلمية وضرب وسجن المتظاهرين، الى تزوير الانتخابات وإلغائها عندما تدعو الضرورة، الى خرق حرمات البيوت وتلفيق التهم وإلصاقها بالمواطنين، الى تأميم الصحف وإقفال محطات التلفزيون المعارضة لخط الدولة، الى تسييس القضاء وتذويب الكيان وطمس الهوية الوطنية وتفتيت الوطن... الخ

 

واننا وبعد ما تقدم نؤكد لهذه الدولة اللحودية العضومية المسورنة بأن عقارب الساعة تدق وساعة الحساب اتية في القريب العاجل حيث ستدخل مزبلة التاريخ. وبأننا سنكون لها بالمرصاد حتى تأتي هذه الساعة. ساعة يستعيد الوطن حريته وسيادته واستقلاله.

واننا نعد الرفاق المقاومين بأننا بعد اليوم :

لن نسمح بأن تكونون مكسر عصا لكل خائن وزاحف.

لن نسمح لمنطق الظلم والغوغائية بان يسود ارض الشهادة والأحرار فقد ولى زمان السكوت على الظلم والغوغائية.     

لن نسمح بالقضاء على الحريات وكمّ الأفواه وضرب السيادة.                            

لن نسمح بتذويب الكيان وطمس الهوية وتفتيت الوطن.

لن نسمح بالتنكيل بأحرار البلاد سجناً وإبعاداً وتهجيراً وإفقاراً.

لن نسمح بعد اليوم للعضومية باختصار القانون وتلفيق التهم.

ولن نسمح للحودية بتقزيم وصحرنة الوطن.

 

وأخيراً أيها الرفاق أينما وجدتم نجدد فيكم إيماننا بلبنان، بالقضية التي لا يمكن أن تموت، بالمقاومة اللبنانية الحقيقية التي تتكسر عندها كل المؤامرات. ونعدكم وعداً قاطعاً على دماء شهدائنا بأننا لن نستكين أو نرتاح حتى نصل وإياكم الى لبنان الذي انشئت من أجله القوات اللبنانية، لبنان الحرية والسيادة، لبنان ال 10452كلم2.

 

  عشتم، عاش سمير جعجع، عاشت القوات اللبنانية وعاش لبنان

الأمين العام

 حنا عتيق

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها