الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

 القوات اللبنانية

اقرأ المزيد...

 

الغصن اليابس وجلد النفس
22-05-06 07:59
Age: 23 days

BY: LF WEBSITE READERS

مشهدان قفزا إلى رأسي وأنا أقرأ خطاب السيد حنا عتيق في مؤتمر القوات اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية

مشهدان قفزا إلى رأسي وأنا أقرأ خطاب السيد حنا عتيق في مؤتمر القوات اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية

المشهد الأول مشهد يسوع المسيح والتلاميذ بعد العشاء السري وقبل الآلام وحديثه الطويل لهم عن كثير من الأمور اللاهوتية والمستقبلية كما أورده يوحنا الرسول ابتداءً من الفصل 13 حتى نهاية الفصل 17 وخاصة حين يقول في الفصل 15: "أنا الكرمة الحقيقية وأنتم الأغصان: من ثبت في وأنا فيه ينمو كثيراً... ومن لا يثبت فيّ يُرمى كالغصن فييبس والأغصان اليابسة تُجمع وتُطرح قي النار فتحترق

ييبس الغصن لعدة أسباب منها حين يضغط على أساسه شيء ما فيمنع عنه الغذاء المتدفق من الجزع فيبدأ اليباس بالظهور على أطرافه وبحسب مكنوناته ومختزناته تمتد فترة الطراوة فيه وإن لم يعد إلى الجفنة ييبس ويسقط

سبب آخر يؤدي إلى اليباس وهو حين تنتقل إلى الغصن عدوى ما من أطرافه بملامسة أغصان أخرى في أشجار أخرى مريضة وفي هذه الحالة تعتقد هذه الأطراف واهمة أنها تستمد للغصن ما يغذيه فإذا بها توصله إلى العلة وأيضاً يبدأ اليباس يظهر حتى يقضي على الغصن.

يظهر الغصن اليابس في وسط الشجرة الخضراء نافراً جداً يؤذي العين ويعيق المرور. قد يهمله المزارع بعضاً من الوقت لأنه رأى فيه جودة يوماً ما لكنه في النهاية مقطوع لا محالة

المشهد الثاني هو مشهد مناقض تماماً للمشهد الأول وهو مشهد جلد النفس: يخبر علم النفس عن أناس من غير الطبيعيين يتلذذون حين يجلدهم أحد ما وحين لا يجدون من يجلدهم يجلدون أنفسهم وهذه ظاهرة غريبة لها محاولات علاج كثيرة في علم النفس، يمكن أن تولد مع الإنسان فتظهر في مراحل معينة من عمره أو قد تنتقل إليه من المحيطين

لا أحد يدري ما هي المتعة التي يحصل عليها من يجلد نفسه ولكن الأكيد أن في نتيجتها ألم كبير ودماء تسيل ليس لهدف سوى الوهم بلذة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تؤدي إلى الفرح أو السعادة لا بل تؤدي إلى المزيد من ذاتها بألمها ووجعها

قد يتساءل قارئ هذه السطور ولماذا قفز هذان المشهدان إلى المخيلة والجواب بسيط. فالسيد عتيق يتكلم وكأنه آتٍ من بعيد يرى القوات اللبنانية كما وأن الزمن لم يمر على 12 سنة من القهر ولم يعد بوسعه الانتظار 12 شهراً ليرى كيف تستقيم الأمور

ظاهرة هي نفحة اليباس في الماضي حين يتجاهل عن قصد أو غير قصد محورية خروج الحكيم من السجن ويقيس المؤتمر على أنه الأول بعد الخروج السوري الذي كلنا نعرف أنه لم يخرج كلياً بعد وأن التصدي له ما زال مستمراً، ولا يقول أنه المؤتمر الأول بعد خروج الحكيم من السجن فكأنه غير عالم بذلك أو لا يهمه أو أنه يعتقد أن الذي يحدث في القوات اللبنانية من ورشة إعادة الانطلاق من تحت الصفر يمكن أن تقوم بها مؤتمرات عامة يطالب بها تعقد مرتجلة بدون تحضير أو لقاءات فارغة دون قيمة تعقد في غرف ال

 Paltalk

 وسيلة الهواة للتواصل

أليست ظاهرة يباس وانقطاع عن الجذور عندما يقول أن هناك "انكماش شعبي" في الوقت الذي تعاني فيه القوات اللبنانية حالياً مشكلة أساسية في استيعاب الأعداد الضخمة التي تحمل لواءها وتتحضر للعمل تحت اسمها

أليست ظاهرة يباس وقلة تقدير لحجم المشكلة التي واجهتها القوات حين يسمي اعتقال الحكيم في قبر وزارة الدفاع طوال أكثر من 11 سنة "غياباً" وكأن الحكيم ذهب في رحلة ترفيهية

أليست ظاهرة نشاف وجهل كامل بالأصول التنظيمية حين يقفز إلى الاستنتاجات من دون معلومات ربما بإيحات من البعض فيتكلم عن عامل "شخصي وعائلي" أمام من حارب ويحارب الإقطاعية منذ المهد وسيبقى يحاربها إلى اللحد. أم حين يضيع بين "الولاء بين القضية والشخص" أمام من لم يطلب شيئاً لنفسه وكان وما زال دون مأوى يسند إليه رأسه مثل معلمه يسوع المسيح. أم حين يطالب بالديمقراطية والتنوع وما إلى ذلك وهذا كله تلقائي وبديهي والقوات ما زالت تتلمس طريق إعادة التنظيم وسط ما تحمل على كاهلها من مهمات سياسية

أليست ظاهرة جفاف حين يتكلم عن غياب المشروع السياسي وكأنه غريب عن أورشليم أي غريب عن القوات اللبنانية ومشروعها القائم منذ وُجدت وهو قيامة لبنان، الدولة القوية الضامنة لحقوق مجموعاتها كافة. أهو يا ترى عجزاً أن لا تستطيع القوات اللبنانية أن تذخّر السيد عتيق بمشروعها السياسي طوال المدة التي أمضاها يعمل تحت لوائها

وإن تابعنا القراءة تتكشف أفكار غريبة عجيبة تبني على خطئها نفسها فتتكاثر بكلمات لا تمت للحقيقة بصلة وتجافي المنطق والتعليق عليها يطول ويطول

بعد كل ما تقدم كيف يمكن لا تقييم الخطاب بأكثر من عملية جلد نفس لا تؤذي في النهاية إلا القائم بها. للجميع الحق في إبداء الرأي طبعاً ومن دون أدنى شك إنما جلد النفس لمجرد السعي وراء لذة عابرة نحاول من خلالها القول أننا هنا انطلاقاً من مبدأ خالف تُعرَف هو عمل غير بنّاء وهو بالطبع لن يؤثر إنما يحزن

يُحزن عندما ترى من وَجب أن يكون قدوة في الفهم العميق والمتأني يغيب في متاهات تصدم وتفاجئ إذ لا تتوقعها. يُحزن حين، بدل أن تجد الجميع واعون المسير ويتهيأون للسير في ركابه وللقيام بأدوار بناءة، ترى البعض ممن تحب ولو كانوا قلائل ينحرفون ليضيعوا تحت تأثير قوم سقطوا نتيجة طول السير وصعوبته

في النهاية لقد امتهنا الحزن ووضعناه دائماً مع أحزان العذراء مريم. والألم وقدمناه كما بولس الرسول مع آلام المسيح في سبيل مجتمعنا والإنسان. وكما يسوع ومريم وبولس واثقون من القيامة وفرحها ومجدها

 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها