عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

خالد عيسى طه

المستشار القانوني رئيس محامين بلا حدود 

Email:tahaet@yahoo.co.uk

  الفساد الاداري في ظل المحاصصة في العراق.. الى أين ؟

بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجيرالمسيحيين القسري

المسيحيون في رحاب التعايش الاخوي العراقي

استمرار الاجرام بحق الكنائس مؤامرة ..تعسة يجب فضحها بكل قوة ....
محلة الخضراء المسيحية

تفجير الكنائس يناقض الوحدة الوطنية

الأثراء السياسي والحضاري الذي خدمته الأقلية المسيحية العراقية
لماذا يرتاح المرء لمعشر المسيحية
لماذا  يتعمد البعض على تغييب الاثر السياسي المسيحي
مسيحيوا العراق المغتربين هم خير سفير لواقع العراق
تحية اجلال وأكبار لمسيحيي العراق وكل عام وأنتم بخير

الأقلية المسيحية العراقية كيف عاصرت الملكية والجمهورية وما ينتظرها الآن

 

 بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجيرالمسيحيين القسري

 اليوم .. وبعد اكثر من مئة سنة .. لازال الاتراك يخفون وجوههم خجلا من مجازر اقترفوها بحق الارمن المسيحيين .. في حينها لم يخجلو من هذه المجازر بل تبجحوا بها .. يوم اجبروا مليونا من الارمن على الفرار من ارض اجدادهم .. نتهت حياة مئات الالاف منهم .. وفي بعض الاحيان لم يجدو المضطهدين قبرا يضم رفاتهم .. الشعب التركي اليوم .. يحاول ان يخف يديه الملطختين بدماء الارمن .. الشعب الذي تتردد شعوب اوروبا من قبوله كشعب متحضر يحق له بالانتماء للاتحاد الاوروبي .. التي مافتأت تركيا الزحف لها منذ اعلان المؤسس اتاتورك الدولة التركية الحديثة .. عندما رفس بقدميه الشريعة الاسلامية والجبة الدينية والعمامة الحنفية .. وأصدر قانونا تحديثيا يجبر الاتراك على لبس الزي الاوروبي .. كان هذا قبل مائة سنة وظل حلم الانتماء الى اوروبا قائما الى هذا اليوم .. رغم ان المجتمع المسيحي الاوروبي المتمثل في الاتحاد الاوروبي .. لايستطيع ان يمحو من ذاكرته مجزرة الارمن التاريخية .

ان الاتراك نادمين ويستمر ندمهم ويستمر عار الجريمة يلاحقهم الى يوم الدين اليوم .. وفي عراقنا العزيز .. يحاول بعض من لامذهب لهم ولا دين .

ان يقسر المسيحيين العراقيين من شتى المناحل .. سريان وآثوريين وأرمن وكلدانيين .. على الرحيل الاضطراري .. وهي جريمة برأيي انا .. لاتقل عن جريمة الاتراك تجاه الارمن .. بل تزيد عنها . ان اهداف المتعصبين الارهابيين .. جعلت الكنائس المسيحية في بغداد والموصل اهدافا لهم .. وقد هزت مشاعري الهجوم على كنيسة السريان في الموصل .. فقد قصفت بمدافع الهاون في وضح النهار .. بعد ان اخرجو القساوسة من الكنيسة بالقوة وألاكراه .. وجعلوا الكنيسة حطاما تتساوى مع الارض .. اليس هذا العمل وصمة عار في تاريخ العراق المعاصر .. حتى وان كانو مرتكبي هذه الجريمة هم مرتزقة مدفوعي الثمن لمثل هذه الجرائم .

اليس من العار .. ان لايقف المسلمين .. ليدافعوا بصدورهم العارية عن فئة من الشعب سكنت العراق قبلهم وأقامت حضارات وأمبراطوريات .. وشرعت لوائح قانونية هي الاولى في التاريخ .. كما كان الحال مع الكلدانيين وألبابليين وألاشوريين وألاراميين .. وما اعظم ماكان من حضارة يوم اصدر الملك حمورابي لائحته القانونية لتي ضمنت حقوق الفرد وانصفت المرأة وجاء بها كل المباديء التقدمية .

لاعذر لاحد ولا شفاعة لاي عراقي مهما كانت الظروف في امتناعه عن الدفاع عن الكنائس وأهل الكنائس  وألمصلين فيها .. حتى اضطروا الى الهجرة خارج العراق مضيفين بهذه الهجرة رقما جديدا على عدد اهل الشتات وألتغرب .

ايستطيع احد ان يدلني عن ماهية حكمة اضطهاد المسيحيين .. الفئة المخلصة للعراق وزينة فئاتهم المثقفة .. هم فئة مسالمة منتجة لصالح العراق فكريا .. صناعيا وأجتماعيا .. هم الفئة التي تؤمن بألسلم وألسلام .. والتعايش  مع المسلمين وتحت ظل نظامهم دون تذمر وعلى مد عقود .. هم فئة عمرها ماحملت جرثومة شهوة الحكم وألتسلط وألمعاداة للسلطة الحاكمة وما كان منها من طالب ان يكون وزيرا او رئيسا للوزراء او رئيسا للجمهورية .. وهم لايقلون اهمية وتأثيرا عن الغير الذي نلاحظه الان يطالب بمراكز سيادية ... ! هم فئة حارب ابناءهم مع الجيش العراقي .. وكان المسيحي يحمل السلاح وحاله حال اي مواطن آخر .. نثر دمه وروت تربة الوطن من دماء شهداءه .. هم هؤلاء المخلصين الوطنيين الذين ابوا الا ان يشاركوا في معارك العراق الرئيسية .. وخاصة حرب ايران..  علما ان المسيحيين كانو احسن من هيأ من وسائل التعليم وفتح اكثر المدارس نظافة في السمعة وعلوا في الثقافة ومصدرا للآشعاع الفكري .. ومنها مدارس الدومينيكان في الموصل والجزويت في بغداد .. المدرسة التي تلقيت نور علمها خمسة سنوات دراسية في القسم الداخلي .. وهي السنين التي اصلبت عودي ووسعت افق فكري لتجعلني اتقبل التعايش الديمقراطي السلمي رافضا كل عنف ضد اي فئة خاصة وضد الذين نالوا من حبي وأعجابي .. الكثير

 الكثير  . هذا الالم .. يخرج الحليم عن طوره .. ويخرج الصبور عن صبره .. عندما يرى الكنائس تهدم بيد الارهابيين المتسللين الناوين على اشعال حرب اهلية .. وبألتالي يفقد العراق احسن فئة من الناس المسالمين المطيعين .. ليكونوا مهاجرين جدد تاركين البلد ( اصل الوجود العراقي ) على الخارطة .

لماذا هذا الجنون الفوضوي ..؟

لماذا هذه الحملة ضد المسيحيين ...؟

لماذا نضطهد هذه الفئة التي احبت العيش معنا .. وبجوارنا .. وخلال مفردات حياتنا وهي التي تملك جذورا تاريخية في العراق اعمق من غيرها وبألتاكيد اعمق من المجرمين الذين يريدون اضطهاد وتهجير هذه الفئة .

اذن لماذا ...؟

بأعتقادي .. ليس هذه الاضطهاد عفوي او نتيجة تعصب او حقدا مذهبيا او دينيا .. بل قناعتي تقودني بأن هناك اياد غريبة دولية وبأشراف جهات معينةلاتريد الخير للعراق وشعب العراق .. ومن ضمنهم اخلص الفئات المسيحية .. وتريد افراغ العراق من هذه الفئة المنتجة المثقفة .. حتى يتسنى لهم العبث الاجرامي بمقدرات العراق شعبا وأرضا وتاريخا .. كما حصل في بيت لحم .. مهد المسيح .. يوم عملت الحكومة الاسرائيلية على تشجيع المسيحيين ودفعهم الى الهجرة .. تاركين البيت العتيق وبيت لحم .. مهد المسيحية .. يشكو قلة المسيحيين هناك .. ويفقده روعة يوم الحج في ايام عيد الميلاد والكرسميس .

هذا مايريده الكارهون للعراق .. بعد افراغه من المسيحيين .. ومع ان البعض يقول ان شعب العراق بجميع فئاته مغلوب على امره .. وقد شلت يداه وقمعت ارادته بوجود الاحتلال  من جهة ز. وزاد هذه القمع والشلل .. نتيجة اعمال الارهابيين المتواصلة للاانسانية من قبل الذين يتبرقعون في نقاب المقاومة الوطنية وشعار طرد الاحتلال .. وهم برايي .. هم سبب الاحتلال وسبب وجوده .. ليرحاوا عن العراق .. فللعراق رجال وطنيون يؤمنون بألمقاومة الغير مسلحة ضد الجيوش المتحالفة المتواجدة على ارضه ..

لهذا كله .. ومع هذا جميعه .. فاني احمٌل حكومة علاوي والمسؤولين من اركان نظامه .. وقوى الامن وألحرس الوطني المسؤولين مسؤولية منفردة كاملة عن الامن .. لافقط للفئة المسيحية بل عن كل العراقيين .. يمنة ويسرة .. شمالا وجنوبا ووسط .. وذلك التزاما من المحتل وألحكومة التي عينها المحتل بأتفاقية جنيف الرابعة سنة 1949 وتعديلها الصادر في سنة 1977 .. هذه المسؤولية القانونية لايستطيع احد ان يرميها بهذه السهولة وأليسر على الارض .. فألتاريخ لايرحم .. وألشعب لايغفر .. وألمسيحيين لهم رب غاضب ( المسيح ) قد يخرج عن مبادئه التسامحية .. مبدأ الخد الايسر وألخد الايمن ..!

اخيرا .. اقول بحكم نشأتي في اوسع حلقة من فئة المسيحيين .. وعن طريقهم اسمع قصصا مرعبة .. ترجع بذاكرتي الى فترات الظلم والظلام وألقسوة وألمجازر التي مرت في مراحل عمري . اسمع ان سيدة مسيحية عمرها اكثر من سبعين سنة ومن عائلة ثرية معروفة تضع اثاثها وروحها وحريتها بيد مهربين لينقلوها الى عمان خلاصا من تهديد الموت المستمر ..  وأسمع ان عائلة بكاملها اختفت من دارها وأحتل البعض هذا الدار وغير معروف مصيرهم واين ذهبوا .. ؟ وأسمع ايضا بأن الخاطفين خطفوا طبيبا مسيحيا من عائلة كبيرة معروفة .. بدأوا معه في الابتزاز بثلاثة ملايين دولار وأنتهوا بثلاثين الف دولار فقط .. ولم تنته قصص الارهاب هذه ضد المسيحيين ولا تنته .. ولسوف تستمر اذا لم يتكاثف الشعب بكل فئاته وأطيافه ليقفوا موقف رجل واحد ويقولون للارهابيين الدخلاء .. لكل رقصة نهاية .. وعليهم ان ينهو رقصة الارهاب وينهو تهديد المسيحيين .. لنرجع الى مجتمعنا الامن نتعايش فيه كأخوة وأشقاء .

هذه العواطف تبادلتها مع راعي الكنيسة الكاثوليكية ( القلب المقدس الاب ميشيل في ومبلدن .. وقد اقترح ان القي محاضرة في جمع كبير من مسيحيي الغربة في احد قاعات الكنيسة خلال شهر آذار القادم وأعتبر هذا تشريفا وتكليفا .. لا لاني فقط على ود مع المسيحيين .. بل لان الواجب الوطني يحتم علي شرح كوامن الخطر الذي يهدد العراق وجودا . رعا الله العراق .. وطيب اقامة المسيحيين فيه .. ولكل غد لناظره قريب .


 المسيحيون في رحاب التعايش الاخوي العراقي

أفزع تعمد البعض على الاستمرار والمواصلة في أضطهاد المسيحيين وأرهابهم وتفجير كنائسهم.. دور عباداتهم مع تجديد الضغط عليهم بوجوب مغادرة العراق.العراق التي سكنوها وهم يعتبرون سكانها الاصليين قبل أي ملة من ديانات أخرى.

هم من بنوا دولة حمرابي وهم التي حملتهم أمواج الهجرة من الجزيرة العربية وقاموا ببناء حضارات بناتها عرب ساميون كانوا هم الاصليون حتى بزوغ فجر الاسلام التي جاءت بعد مجيء معجزة التثليث وآيتهااليسوع المخلص.لماذا يكون هذا الاضطهادعلى المسيحيين ولماذا هذه الهجمة الشرسة ولماذا في هذا الوقت هذا الارهاب الذي يلاقيه مسيحيوا العراق بهذا العنف والبشاعة هو مخطط قديم الغرض منه أفراغ الدول العربية والشرق الاوسط بدءا من بيت لحم في فلسطين المحتلة، هو مخطط يهدف الى تطويع أرادة الامة العربية وأذلال شعوبها والتخلص من الرفض العنيف الذي يستمر وسيستمر في تواجد الاستغلال والاحتلال والسيطرة على هذه الدول.أن منفذي هذه السياسة شعروا اليوم أكثر من أي وقت آخر في أقناع المسيحيين العرب بأن الدين الاسلامي هو دين أرهاب وأن لا أمان لهم في العيش في بلد تكثر فيه المساجد والمآذن بل على العكس فأن المسيحيين العرب في كل صلاة في الكنائس يمجدون الرب ويدعون الرب لخلاص -الامة العربية من هذا النوع من التفكير.

تجد هذه الروح في الكنائس الارثيدوكسية والكاثوليكية لتعتبرها منبرا ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين والقدس ورمز هذه الروح الوطنية هو المطران كبوشي وسيبقى كل المسيحيين العرب بنفس روح المطران هذا وطنية ونجد ذلك أيضا في ما يكتب في الصحف العربية سواءا في ديترويد أو لوس أنجلس أو أي صحيفة عربية تمثل مسيحيين عراقيين أغتربوا في الخارج . أما لماذا تأتي هذه الهجمة في هذا الوقت بالذات فهذا واضح أذ أن زيادة النفوذ الاسرائيلي في شمال العراق مع كسب وأحتواء شخصيات عراقية متنفذة في مجلس الحكم المؤقت أفسح المجال لاعداء العراق وأعطاهم فرصة ذهبية للدس بين الصفوف وأشعال الفتنة بين المسيحيين والاسلام.أذا كان منفذوا هذا الاجرام التفجيري الاضطهادي لهم بصيرة عليهم أن يفكروا أكثر من مرة قبل الاستمرارفي دسيستهم ويقتنعوا بأن فكرتهم فكرة بالية لا تنال من وحدة التعايش العراقي القوية.أني والله ما حضرت مجلسا مسيحيا ودار الحديث عن التفجيرات الاوجع. المسيحيون الحاضرون من أن هذا مدبر من الخارج وأن قاموا به عراقيون مسلمون الا أنهم عملاء ومأجورون ومدفوعي الثمن مقدما على ما يقدمون عليه من أجرام ضد المسيحيين كذلك والله ما أجتمعت بأي عراقي مسيحي وجدت فيه طوفان شعور وأرتباط بالعراق وأناس العراق والرافدين ونخيله وبساتينه وجوه كلها خيوط تجر العراقيين المسيحيين اليه على بعدهم في ديترويد أو أي مكان آخر.الا يعلم هؤلاء الخبثاء الذين يريدون تنفيذ مخططهم للوقيعة بين الاسلام والمسيحيين وعلى ماذا يستندون وكيف أنهم يفكرون.

مسيحيوا العراق كما في أي دولة عربية أخرى هم الصخرة الصلدة في التآخي والمحبة وهم جسر حضاري بين الحضارات الاوربية والاسلامية وخاصة العراقية نراهم أحسن المترجمين في العراق ونراهم فئة مميزة من المهن الحرة من محامين، أطباء ، مهندسين، وكافة المهن الحرة الاخرى بيوتهم نظيفة مجتمعاتهم مسالمة أفكارهم تصب في حب الناس والعيش بسلام ودورهم الفكري الثقافي دائما يلعب بأهم القضايا التي يحتاجها العراق خاصة في ظروف قاسية مثل هذه الظروف التي نمر بها. أنكافىء هذه الفئة على دورهم الانساني والحضاري والاجتماعي بتفجير كنائسهم والطلب اليهم بالرحيل وأذا لم يتم ذلك فالموت والقتل هو الحل.أيكون رد الفعل بهذه الصيغة البشعة أيكون الارهاب هو تثبيت للتعايش السلمي الذي سار عليه العراقيون ولا نبالغ أن الديانتين أحتضنتا بعضها لبعض بأستثناء بعض التجاوزات من أصحاب مفاتيح القرار هم شواذ لا يقدرون التآخي والتعايش المفروض.

كان العراقيون يتعايشون مع بقية الاديان دار بدار وجدار يلاصق جدار والعيش المشترك حتى في الاعياد فأن بغداد وأهلها ومسلميها يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وتضج النوادي حتى الصباح في هذا العيد السنوي المسيحي ومنها روى لي والدي نقيب المحامين في العهد الملكي هذه القصة:- قال لي والدي أنه والمرحوم القاضي فرنسيس شماس أعطيا منصب قاضي في المحاكم العراقية وقد أجتمعا في مدينة النجف الاشراف كقاضيين يتقاسمان عمل التقاضي بينهما اذ أنهما بنفس الدرجة الوظيفية وبنفس التحصيل العلمي واستمرا في ذلك فترة كانا من أهم رجال دعمت القضاء وأرست القوانين في مدينة ذات طابع عشائري مثل عشيرت الزكرت وعشيرة شمرت وهما عن طريق رؤساء هذه المجموعتين كانا يحتربان على النفوذ خاصة وأن العراق في عهد تكوينه الاول والمغفور له الملك فيصل الاول باني العراق وموسسه حرص على أستتباب الامن وفرض القانون ودعم قضاة الاكفاء بغض النظر عن الدين.يستطرد الوالد قائلا أن وزارة العدلية أستدعته الى بغداد للمداولة وبحكم التنظيم القضائي وهيكله السلطة في المحاكم أناب محله بقرار من وزير العدلية المرحوم جمال بابان القاضي المسيحي المرحوم فرنسيس شماس ومن هذه الصلاحيات المحكمة الشرعية في النجف وهي تختص في الزواج والطلاق والارث والنسب وفي كل شيء يخص الشرع ودوام

القاضي المسيحي فترة لا بأس بها وصدرت أحكام كثيرة تخص الشريعة وتفصل بين قضايا النجفيين الشرعية بتوقيع القاضي فرنسيس شماس دون أن يعترض أحد من المتخاصمين ويتردد في تنفيذ القرار الصادر من القاضي المسيحي. فأي تسامح أكثر من هذا ومن يستطيع أن يتهم العراقيين بالتحيز.

أن العراق كان ولا يزال يحتضن المسيحيين بكل أخوة ويصدر القوانيين حسب الدين المسيحي وخاصة قانون الاحوال الشخصية. فأن جميع التعديلات التي جرت على القوانين أصرت على أبقاء أن للكنيسة الحق في رعاية الشؤون الزوجية بين المسيحيين خاصة الحفاظ على مبدأ أن ما يجمعه الرب لا يفرقه الانسان فلا طلاق بين زوجين مسيحيين. فنرى أن القاضي المطبق لقانون الاحوال الشخصية يحيل هذه القضايا الى الكنيسة لابداء الرأي ورأيهم ملزم وليس أستشاري .أيكون أحترام الاقلية أكثر من هذا ؟ ولنا على الموضوع عودة وأنا قد ولدت مسلما في مدينة النجف وترعرت في مدارس الرهبان اليسوعيين هذه النشأة تجعلني مفكرا موسوعيا لا فرق بين هذا وذاك الكل عراقيون والعراق للجميع والدين للله والوطن مشــــــــاع.


استمرار الاجرام بحق الكنائس مؤامرة ..تعسة يجب فضحها بكل قوة

أأسمح لنفسي لكوني ولدت دون ارادتي مسلما ان انكر على المسيحيين عراقيتهم ... أيكون ذلك من العدل .. ومسيحيو العراق قبل اسلامه توطنوا هذا البلد .. وحضاراتهم قبل الحضارة الاسلامية بمسافة زمنية طويلة .كيف تستطيع سلطة دولة ما ان تحترم نفسها وتخولها ان تبقى يوما واحدا وحبال الامان والامن فالتة والفوضى ضاربة اطنابها ..

 وتزداد تصريحات المسؤولين كلما زادت الفوضى الامنية .ماذا عملت الحكومة المؤقتة ولازالت ايادى الاجرام تعبث بكل ماهو من ثوابت الحياة الطبيعية.. كل عبث يمكن الصبر على قطع دابره الا الاعتداء على اماكن العبادة .. من مساجد وكنائس . قد يهضم العراقي اذا هوجم مسجدا للسنة وآخر وفي مكان آخر للشيعة بأعتبار ان هناك زعاطيط  سياسيين متعصبين او مأجورين يرغبون بأشعال حرب طائفية ، ولكن الكنائس تعود لفئة هي خارج اللعبة السياسية وخارج الصراع على السلطة .. فئة مسالمة اندمجت مع الغير طلبا للآمان والستر . الاف القرى المسيحية في المنطقة الكردية اضافتهم قوة الاحتلال على حصيلة مجموع الاكراد .. اكثرية القرى المحيطة بالموصل  هي قرى كردية ولكن مسيحية .. والان الحزب الوطني الكردى يطالب ادخال هذه القرىفي خارطة الفيدرالية الجغرافية .. وعلى عدد المسيحيين الكثير لم يرفع احدهم شعار الحكم الذاتي .. او استقلال القرار او استعمال اللغة الكلدانية او الاشورية في مراسلاتهم او التدريس بهذه اللغة كما يطالب به اقليات اخرى ليس في العراق بل في دول اخرى ..مجاورة او غير مجاورة .اذن لماذا هذا الحقد ..! ولماذا هذا الانتقام ..! والاقلية المسيحية هي فئة اجتماعية كان افرادها عراقيون صميميون ..

لهم كل الاثر والقصر على كافة الاصعدة الحضارية للعراق .. من طب الى محاماة الى هندسة الى ترجمة والى .. الى المسيحيون عاشوا معنا الاف السنين دون ان يحدث شيء .. نزيد بهجتهم في أعياد الميلاد لمشاركتنا معهم .. نطلب مشاركتهم لنا في الاعمال لان ذلك مصلحة وفائدة .. لكفائتهم وقدرتهم . الجيش لايخلو منهم والدوائر الرسمية وخاص المالية والحسابات هم عماد العمل فيها واى منا اذا اختلط مع هذه الفئة المسالمة لايجد في حياته الا السلم والراحة وقوة العشرة ومتانة الصدافة .علينا جميعا ان نطالب السلطات ان تقف بحزم ضد هذه العصابات المجرمة التي تقوم على ضرب الكنائس ولكل انحاء العراق . ليس امامي جوابا لهذا الاجرام سوى ان يدا اجنبية سوداء تريد للعرب المسيحيين ترك العراق والهجرة منه ..

 حتى يفرغو هذا الشعب من هذه الفئة الجيدة وان يجعلوا العراق له دين واحد ليأتوا على تقسيمه الى دويلات . يد الشر يجب ان تقص.. يد الغدر يجب ان تبتر .. ولا نستطيع ذلك الا تحت شعار الوحدة الوطنية والائتلاف الديني والتعايش السلمي  .


محلة الخضراء المسيحية

من اقدم العهود كان العراقيون يهتمون في محلات سكناهم كدار وكمحلة .. وتوزع سكان بغداد بالاخص على قطاعاتها لاوفق الحس الطائفي بل الانتماء الى العشيرة .. او المدينة التي تزهو فيها .

مثال .. محلة الدوريين .. محلة التكارتة .. البتاوين .. محلة اليهود وهي محلة ممتدة .. ثم بتوسع المدينة خفت هذه التكتلات ولكادت تتلاشى لتحل محلها حي المحامين .. حي المهندسين وحي .. وحي .. بعد ان وهب الزعيم كريم قاسم اراضي معدة للسكن على النقابات المهنية .

جاء صدام حسين وغير اتجاهات السكن فأصبح .. حي الحرس الجمهوري .

حي ضباط المخابرات .. الخ وانحسر كل شيء بعد الاحتلال واصبح العراقيون في خوف دائم .. وتكتلوا في بيوت الاقارب والمعارف دون ان يغيرو محلات سكناهم . لقناعتهم ان الوضع لايمكن ان يدوم .. وانها مزنة صيف لا اكثر ..!

فاضت بغداد بالاجانب .. مرتزقة رجال اعمال .. مدراء شركات .. هؤلاء لابد لهم من سكن آمن .. لذا اتجه اول من اتجه الحاكم الامريكي ليحل في احد قصور صدام وليجعله قصرا .. ثم توسع في فكرة السيطرة على المنطقة الخضراء وهي منطقة اغتصبها صدام من وقف ذري ارمني .. وعائلة قومجيان وهي واسعة بحدود 1500 دونم .. الدونم يساوي 2500 م2 . وبنى قصوره واستراحاته .. واحضر اولاده وعائلته بهذا البذخ في البناء فاصبحت المنطقة منطقة حديثة خضراء .. وقدم كل ذلك الى جند الاحتلال .

بريمر ومسيرته لايمكن ان يدير الحكومة .. الا بوجوه جدد .. هذه الوجوه عراقية الاصل امريكية الولاء .. واخذ هذا الحاكم بأمره ( يخيط ويخربط ) حل الجيش ثم شجع النهب ثم حل الوزارات بكاملها .. وحصل مئات الالاف بحجة اجتثاث البعث .. كلها لاتتلخص مع مصلحة الشعب العراقي العليا ..

اني اشبه بلير .. مع نفسي .. طفل مسلح داخل محل للالعاب .. لايدري كيف يمنع نفسه من هذه الالعاب .. وحسب ان الشعب العراقي  جمعية لعب للتسلية .. حسب تقارير من استعدوا بلاده على الاحتلال .

كبرت حلقة المتعاونين .. لاستمرار البذخ بألدولار .. حتى يصل بعض اجور لبعض الاشخاص 1500 الف وخمسمائة دولار يوميا ولخمسة ساعات فقط ..!! تكدس هؤلاء المتعاونين مع من كان قبلهم .. فأضطرت السلطات على تسويرها ومنع الدخول منها واليها تحت حراسات الكترونية .الان نجد ان المحظوظ من العراقيين استطاع ان يجد محط قدم في هذه المحلة الجديدة .. مدينة الخضراء .. والا كأنه مضطر للصرف على حمايته مبالغ لاتصدق وكلما زاد الضغط عليهم كلما زادت اسعار معدلات الحماية وزاد عدد الحراسات .

اذا كنا واعين لتاريخنا .. فان امير المؤمنين عمر بن الخطاب .. وكان خليفة امة اقوى من امريكا في ذلك الوقت وداخلة في حروب الفتح الاسلامي ضد الفرس والروم ومع ذلك فليس لديه حارس واحد يصحبه على جمله .. وكان يفترش الارض ويلخمظ بألسماء وهو آمن مطمئن .. تطبيقا للقول : اعدل تجد الامن والسلام ..  فاذا كان العدل هو الاساس للملك والحكم لماذا لاينصح العراقيون المتعاونون مع الاحتلال مجلس الحكم .. المجلس الوطني .. الوزارة .. رئيس الجمهورية ليأخذ الامريكان نصيحتهم وان يعدلو بين الناس ولا يعتقلون مئات الالاف ولاكثر من سنة ولماذا يستعملون السلاح الممنوع في النجف والفلوجة ولماذا .. ولماذا ليس هناك في العراق شيء صعب على الحل .. العقدة هو الاحتلال ليحدد وحده بقائهم ..!

على الاقل يطلقوا الحريات الديمقراطية عمدا لاقولا .. ليدعوا الشعب يتنفس عن الامه .  ليرجعوا الماء .. ليرجعوا الكهرباء .. ليرجعوا العناية الطبية . يرجع لهم الشعب الامان ليس لهم فقط بل لهم وجميع المتعاونين معهم سواء اكان بقناعة او بدافع المال والسلطة .

 لترجع بغداد الى محاليها .. محلة الكرخ .. والبتاوين .. وصبابيغ الآل .. والسعدون .. الى تلك المحاليل التي بين افرادها وشائج اجتماعية يحاول الاحتلال سحقها . ليخلق سنة ضد شيعة ضد اكراد وتركمان الى اخر هذا السرطان وتبقى منطقة الخضراء في ذاكرة العراقيين انها كانت مقرا لكل التجاوزات .. وقد انشأها طاغية جاء للحكم على خرق القانون والتجاوز على كل شيء .


من صالح العراق .. ومساع امريكا ان تغير وجه لاعبي المسرح السياسي.

ان امريكا اذا استوعبت سياستها في العراق وعلى مدى سنتين بما فيها من اخطاء قاتلة وارادت ان تحتمي وضع قواتها .. الان وهم يواجهون هجمات شرسة مسلحة ادت وسوف تؤدي الى اضعاف ما قدمه الجيش الامريكي لحد الان .

لاحاجة لتكرار قولنا .. انا ممن يؤمنون بطريقة اللاعنف في المقاومة .. اشجب تفجير السيارات وامتعض جدا لعمليات الخطف والخطف المقابل .. واصرخ محتميا اذ كررت امركيا قوتها في النجف والفلوجة واطلع عن الطريق .. اذا تمادت اجراء مثل هذا في الموصل . ومن المؤكد ان الاف الالاف سيخرجون معي من دائرة العقلانية في التعامل مع الاحتلال .. عندها سينزلق الجيش الامريكي في مستنقع اكثر غما من حرب فيتنام مهما استعملوا من مذكرات اسلحة الدمار وأمعنوا في ممارساتهم الوطنية البربرية .. فالشعوب لا ولن تموت بل الذي يضعف هو ربعنا ومعتقدي المدرسة العقلانية ..!

هل تبقى امريكا على سياستها ام ان هناك اعادة لتقييم الوضع في العراق من كل النواحي :

امنيا

اعمارا

 اقتصاديا

 اجتماعيا

فاذا ارادت ان فعلا اعادة النظر وهي على هاوية الكارثة لوجودها .. فعليها ان تدرس لماذا اصبحت الحالة لهذه الدرجة من البؤس والشقاء . عليها ان تدرس الاسباب من الف الى الراء في جدول ايام احتلالها خلال السنتين. ليس من الانصاف وضع مسؤولية الحالة بعنف الحاكم مهما كان يملك من صلاحيات فان له معاونون .. ومستشارون .. كانو في ماكنة كبيرة نصبها الاحتلال لارادة العراق تحت الاحتلال ومهما يكن فالاحتلال هو احتلال لم يأت لصالح الشعب المحتل بل جاء في اجندة ومخطط واضح له .. وكل الشعارات هي شعارات مرحلية تخدم وجودهم ..!

وهذا مفهوم ولكن مع ذلك هناك حدود لعرض الارادة .. وهناك حدود لطرق فرضها .. فالانسانية لاتقر فرص بواسطة القصف الجوي والمدفعي مع تطوق المدينة كما حصل في النجف والفلوجة ثم ضربها بشكل


تفجير الكنائس يناقض الوحدة الوطنية

نحن لا نقول بأن المسيحين واحد من اكبر الجاليات في العراق .. ولكننا نؤكد بأنها من الاقليات المهمة التي عاصرت التطور الحضاري للعراق منذ القدم خاصة وانهم ايضاً من العرب الساميين الذين نزحوا الى العراق في موجات حدثت قبل بزوع فجر الاسلام وتبشير نبينا محمد (ص) بهذا الدين الوسطي العظيم ومن هذه الموجات ما شكلت حضارات عريقة في العراق مثل البابلية......

وكما كان الاسلام مهماً كأخر الاديان... فأن المسيحية بتثليثها الآلهي (وهي الاب, والابن ورح القدس) هي التي ارست المحبة ودعت الى السلام في العالم.

لذا نرى ان المسحيين كانوا ولا زالوا ذوادواراً مهمة في التاريخ القديم والحديث..... لا لانهم اقدم الذين سكنوا العراق واكثرهم حقوقا من الاقليات الاخرى في التعايش في البلد والتمتع بما فيه من خيرات.. بل لانهم كانوا ولا زالوا فئة مهمة اخذت وتأخذ بالعراق نحو الاحسن في كل الضروف مشاركة بجدية كل الفئات الاخرى...

ان العراق يمر الان بمرحلة خطيرة والاستعمارمتكالب عليه من اكثر من جهة.. وجنود الاحتلال يعيثون في العراق فساداً ودماراً .. وعلينا ان نلاحظ ان الاحتلال ان اصطدت مصالحه واهدافه واستراتيجيته لا ولن يفرق بين كردي .. عربي.. شيعي او سني.. او مسيحي او مسلم...فها هي نفس الدبابات التي بأمكانها ان تدك معاقل الاكراد ان لم يطيعوا اوامرها .. وتضرب النجف اذا تململ الشيعة ... ولا زالت تقفصف الفلوجة .. الموجودة ضمن المثلث السني..لانها رددت شعارت الوفض لسياسة الخنوع التي تريد سلطة الاحتلال بسطها على العراق بجغرافيته الواسعة.

ان الوطنين وكل من يملك شعوراُ عالياً بالمسؤولية والذي لا زال يحس بجذوره في ارض الوطن والذي يربط مصيره بهذه البقعة من الارض .. يجب ان يطالب وبكل جرأة بوجوب وقف كل العمليات الهادفة الى تفكيك المجتمع العراقي,.. نحن نرى ان كل العراقيين ينادون بوحدة الحدود.. ووحدة الارض. ووحدة النظام السياسي.. والكل يريدون للعراقيين جميعاً ان ينصهروا في بودقة الوطنية ومن اجل مصلحة العراق العليا .. وتحت مظلة العراق.. ... اذن....! من المستفيد من خلق الفرقة والقيام بأعمال تفكيك الوحدة الوطنية ومنها تفجير الكنائس وتفخيخ السيارات والخطف وكلها اعمال بعيدة كل البعد عن الانسانية.. ولا تصب في النهاية في مصلحة العراق العليا..

هناك من يقول ان اعداء العراق هم المسؤولين عن هذه الاعمال... وهناك من يقول بأن التعصب المذهبي والديني ورائها...ولكن ما هو رأي الكثرة الكاثرة من المسيحين العراقيين انفسهم؟... ان بأمكاننا ان نقول .. وبكل يقيين وصراحة .. ومن موقع يمكننا فهم الواقع المسيحين في العراق.. وذلك لعدة اعتبارات منها ان نشأتنا ودراستنا كانت في المدارس اليسيوعية المسيحية وعليه فتربطنا مع الكثير من المسيحين صداقات لا زالت متواصلة .. ونحن نراهم اخوان لنا.... ايضاً وبحكم منظمتنا (محامون لا حدود) لا زلنا نواصل تبادل الاراء معهم ومع غيرهم ....ونؤكد ان المسحيين في العراق لهم راي لا يخرجون عنه وهو ان من يقوم باعمال التفجيرات في الكنائس ليسوا من العراقيين .. وان كان بعضهم من العراقيين المأجوريين .. ولكن هي بالحقيقة فئة من خليط من اشخاص غير عراقيون لا يحبون وحدة العراق وتضامنه..

بهذه الروح العالية ..  بجد العراقي .. في ظل تفاقم الوضع هذا .. راحة نفسية لما وصل اليه العراقيون من وعي وادراك سياسي خاصة اخواننا المسحيين... ان هذا الشعور .. دفعني.. وبحكم مسؤولتي في المنظمة ان اتصل بشخصية دينية انكليزية.. . وهو راعي احدى الكنائس الكاثلوكية المهمة في ومبلدن وهو القس ميشيل ... عندما تحدثت معه شعرت بأن هذا القس يملك شعوراً لا يختلف عن شعور المسيحين في العراق, وشعوري ايضاًَ, وهو بأن الفجيرات الواقعة على الكنائس لا تخدم مصالح العراقيين ووحدتهم الوطنية... بل تخدم الاهداف البعيدة التي تريدها بعض القوى المعادية في افراغ المحيط العربي من المسحيين.. وهم العرب الساميين.. اذ انهم على خط متواصل ضد كل ما يمس مصلحة العراق خاصة والدول العرابية خاصة فلسطين؟

ان المسيحين هم عرب اقحاح..ومتدينون بررة .. ومواطنون ذوي شكيمة ضد الاحتلال وكل انواع القهر والبطش الاجنبي... هناك امثلة كثيرة على دور الكنائس المسحية في الوقوف الى جانب القضايا الوطنية العربية.. ولا زالت مواقف المطران كابوشي الوطنية ماثلة للاذهاي .. تسطع كالشمس لمعاناً وتفجر طاقات هائلة من الوطنية والصلابة رغم ل الضروف الصعبة التي مرت بها هذه الكنائس.

حيا الله المسيحيون العراقيون وندعو لهم بالاستمرار في طريق النضال الوطني ضد كل ما يسيء الى راحة العراق وشعب العراق ونحن معهم في طريق واحد نعمل يد بيد من اجل تحقيق الوحدة الوطنية وترديد الشعارات الثلاثة:

الاول: لا نريد اي مظهر من مظاهر اضطهاد المسحيين في العراق.

الثاني: لان نريد ان يكون وجود المسحيين مهدد مما يضطرهم للهجرة الى خارج العراق.

الثالث: لا نريد اي تفرقة .. ومن اي نوع... بين مسيحي ومسلم .. وبين مذهب ومذهب آخر... او عنصر وعنصر آخر..

نحن نطالب بضرورة وجود مجالاً اوسع للمسيحيين الذين كانوا .. وبكل جرأة من طلائع الشعب العراقي.. في المحن وفي السياسة وفي العلوم .. وهم رواد الانفتاح على الحضارة العالمية... وهم جسراً متيناً لجمع الجضارات..ان من الضروري ان لا يكون هناك اي تغيب للمسيحين عن الساحة السياسية .. فأن في ذلك ضرراً واجحاظاً لحقهم .. وضرراً على العراق ووحدة العراق ومصيره...

أنني اتجرأ هنا واقول وبكل صراحة .. ان هذه الفئة التي اضطرت للهجرة من العراق مع بقية العراقيين بمختلف فئاتهم... واستقرت في اوروبا وامريكا.. اقول انهم الان يضعون مفاتيح القرار في جيوب سراويلهم ويستطيعون ان يأثروا وان يلعبوا دوراً مهماً يفيد مسيرة العراق الوطنية وانهم يستطيعوا ان يكونوا لوبياً واسعاً مؤثراً لا يقل في اهميته عن بقية الوبيات المؤثرة في السياسة وخاصة في الولايات المتحدة.. ..فهل يعمل الذين يقومون بهذه التفجيرات والجرائم بأنهم يقتلون العراق ويهدمون صرح حضارته بمعاول الجريمة والاعتداء ...؟؟

ما الذي يبغيه هؤلاء .. والى متى يمكنهم الاستمرار في غيهم واجرامهم..؟

اننا لدينا اعتقاد ان طريقهم قصير وان الرد عليهم لا يكون الا بالوحدة الوطنية  وبزيادة الوعي الاعلامي .. والعمل المتواصل لتمتين اواصر المحبة والاحترام بين كل الاديان وخاصة مع المسحيين .. فهم اولاد العراق وبناته وجسره الحضاري للعالم.


 الأثراء السياسي والحضاري الذي خدمته الأقلية المسيحية العراقية

اذا اعتبرنا مسيحيو العراق فئة وليسوا طبقة فأن الطبقات المكونة هذه الفئة وهي اقلية تعادل 6% من نفوس العراق حسب احصائيات الامم المتحدة وهي تشكل ليس فقط طبقات من العمال والفلاحين والملاكين البرجوازية بل وهناك ايضا اقطاعيون مهمون سواء في شمال العراق او وسطه او جنوبه.

هذه الأقلية الفئة تفاعلت مع المجموع وأثرت بالكثير من التقدم الحضاري وعندي من السباب لذلك:

أول: المسيحيون مساعدون بطبيعتهم ومن تعاليم دينهم باعطاء الخد الأيسر ان ضرب الخد الأيمن، وهذا ما يجعل افراد الفئات والطبقات الاخرى من الشعب العراقي تتراكض لودهم.

ثانياً: المسيحيون جديون في عملهم وخاصة فئة الأرمن، فهم الكادحين الحقيقيين الذين ينوا الصناعات الخفيفة العراقية مثل صناعة المبردات لآل زيونة وآل كبرابيت.

ثالثاً: وكما ان أوربا عملت على نقل ما وصلت اليه العلوم والحضارة العربية فأن المسيحيون عملوا بكل جد على نقل هذه التقنية الحديثة الى مجتمع فلاحي تركته الخلافة العثمانية وانتداب قوات الاحتلال الانكليزي.

تجد منهم المترجمين كلأب انشاس الكرملي وكرومي ومئات غيرهم، بالاضافة الى ان شبابهم الذين عملوا لدى الشركات الاجنبية او الذين درسوا في الدول الاخرى كانوا خير معين على الحصول التنوير في عقول كافة المجالات سواء التجارية مثل كرابيت وفائق عبيدة واسكندر كرابيت ومئات العوائل المسيحية التي كانت فعلا تزاحم عوائل يهودية عملت على السيطرة والاستيرادية.

رابعاً: للمسيحيين اهتمامهم الخاص بالقضايا العامة، فقد أنشأ الحزب الشيوعي العراقي مسيحي الملقب بفهد الحزب الذي ملأ الفراغ ودوخ الاستعمار، ولم المسيحيون على حزب البعث الحاكم بتقديم ميشيل عفلق، وبعث المسيحيون لهم آثارهم حتى اليوم الحاضر بوجود طارق عزيز كثاني شخصية سياسية في نظام صدام حسين.

وقد قدم مسيحيو العراق مئات بل آلاف الشهداء على الوطنية وحريته وقدموا الأكثر في صراعات احزاب العراق والمواصل، وما حل بالمسيحيين هناك من اغتيالات على يد الرجعية القومية والبعثية ليست بالبعيدة. وكانت عائلة تتقاضى نقوداً لقاء كل رأس فريستها اذ شبعت ولكن النظام العراقي لا حدود لجوعه ولا حدود لشراسته، اذ يعتقد ان سر بقائه هو هذا المنوال من الحكم الارهابي الدموي، عقيدته الارهاب وغذائه لحوم المواطنين المغلوب على امرهم.

من سنن الحياة ان يجتمع الطيبون في حركة ضد الطغيان ومن سننها ايضاً ان يتمسك الظلام بظلمهم، ويصر دعاة التغيير على هدفهم في كنس هؤلاء الظالمين ويبقى هذا الصراع بين قوى الخير وقوى الشر. والأمر الطبيعي في أسلوب حكم ديمقراطي وهو النتيجة الحتمية.. وهكذا يقرأنا التاريخ، فبريطانيا مرت بحكم يشبه حكم صدام وهو حكم كروميل، لحد ان نبيذهم يقدم بكؤوس جماجم الأعداء، ثم استقر بهم الحال الى ما نحن عليه الآن، فالتعمل المعارضة لحكما ديمقراطيا برلمانيا وليسعى كل عراقي الى ذلك.


لماذا يرتاح المرء لمعشر المسيحية  

اذا تآلفت النفوس مشت بألحياة الهوينة نحو هدف فيه متعة وفيه لذة بحياة اسبغها الله علينا لننعم بها ونكون صالحين . فألعراقيون وهم يعيشون في وادى الرافدين موسوبوتيميا وهي ارض السواد المذكورة في التاريخ التي كانت تضم سبعون مليون تطعمهم ويزيد الانتاج فيها ليصدر الى بلد الجوار .. العراق بلد الخير .. العراق مجرى نهرين .. دجلة والفرات .. العراق اكبر مزرعة للنخيل فيه من الانواع اكثر من اى دولة اخرى . هذا البلد وهو جنة نزل فيه الكثير من الانبياء وهناك مئات المراقد تزار  من كل الفئات سواء كانت اسلامية اومسيحية او يهودية.

 هذه البقعة من الارض حرام والف حرام على من يسعى ليجعلها بؤرة احزاب وتنازع ملثمون مجرمون يقصفون الكنائس في الموصل الحدباء وفي بغداد الزوراء وفي مكانات اخرى .. لمصلحة من هذا الاجرام .. وبدافع من .. هذه الاعمال ، واين يصب حقد اولئك وهؤلاء في مثل هذه الاعمال . ان ضرب المعابد سواء كانت مسيحية او اسلامية هو في الشريعة كبرى الكبائر .اى جريمة كبرى نحن لانريد ان نفسر الدوافع الخفية لهذه التجاوزات الاجرامية ولكننا نؤكد ان المسؤولية الاولى لقوات الاحتلال وفق اتفاقيات جنيف خصوصا الرابعة منها لسنة 1949 هي ضمان الاستقرار وضمان الامن والامان وضمان حرية العبادة والتعبد وحماية الكناس والجوامع كماعليها ان تحمى الافراد وأرواح المواطنين كافة وبألمطلق .

هذا هو المنطق القانوني ونحن لانذهب في تعقيبنا القانوني في طريق مظلم لانهاية به . اذ ان الذين نسفوا دور العبادة لا احد يعرف هويتهم ومن اى جهة مدفوعين . نعم انهم ارهابيين .. نعم انهم قتلة وانهم مجرمون ولكن من هم لقصاصهم وفق القانون ومن هي المحكمة المختصة في ذلك . برأينا وبرأى منظمة محامين بلا حدود – القسم القانوني – ولجنة دراسة الاحداث المهمة مثل ضرب الكنائس ، بأن الحل القانوني هو تحميل الحاكم المدني وجيش الاحتلال والحكومة الامريكية مسؤولية اى ضرر يقع على الاسلام او المسيحيين بمساجدهم وكنائسهم.

على الحكومة الامريكية ان تعوض المتضررين بأعتبارها هي المسؤولة عن الامن اولا وآخرا . وهناك رابطة سببية قانونية بين ارتكاب جريمة ضرب الكنائس ومسؤولية قوات الاحتلال . والضرر واقع على الكنائس والمساجد وعلى النفوس المؤمنة المسيحية التي تحرص على الحضور كل يوم احد تصلي الى ربها بأن ينفذ العراق من هذه المأساة ومن هذه الكارثة .

اما المحكمة التي لها صلاحية في النظر في هذه المطالبات القضائية فأعتقد انه يجب ان تجر محاولة على اقامة الدعوة امام القضاء العراقي وسيحكم القضاء العراقي باحالتها الى المحاكم الامريكية الفيدرالية في واشنطن . كما يحاول الامريكان تطبيقه لحالتهم الحاضرة وحالة جنودهم عند ارتكابهم جرائم بحق العراقيين مثل جريمة سجن ابو غريب وجريمة قتل جريح في الفلوجة وآخر في مدينة الصدر وهم جميعا احيلوا الى محاكم عسكرية حكم على بعضهم بمدد مختلفة آخرها ثلاث سنوات للمجرم الذى قتل عراقي جريح اعزل بحجة انهاء آلامه . يالفضاعة العذر والتبرير .

هذا هو الواقع القانوني ويجب ان نسير عليه شاء الامريكان ام لم يشأو .


لماذا  يتعمد البعض على تغييب الاثر السياسي المسيحي

مسحيو العراق في اكثريتهم يملكون هاجساً وطنياً وكانوا اول من توطن في وادي الرافدين وهم على الاكثر ساميين هاجروا من العربية السعودية واعتنقوا المسيحية وضلوا على دينهم رغم بزوغ فجر الاسلام وفي التاريخ المعاصر نجد ان المسيحين ومثقفيهم شغلوا حيزاً واضحاً مميزاً في تخطيط المدارات السياسية ومنهم من وصل الى القمة في تثبيت تيار له اثر كبير في الحياة السياسية العراقية الا وهو الحزب الشيوعي العراقي الذي خرج من رحم الافكار والتصورات الماركسية الى الوجود الواقعي بقيادة فهد (يوسف سلمان) الذي اعدمه نوري السعيد في الخمسينيات. الحزب الشيوعي العراقي هو اقدم الاحزاب السياسية في التاريخ المعاصر وقد مر على تأسيسه 78 سنة, وهو من اهم الاجزاب التي لعبت دوراً مهماً في نضال شرس ضد الاستعمار والاحتلال ورغم انه اخل بلفسته هذه بمشاركته اليوم تحت مظلة البنتاغون بطريقة لا تنسجم والتاريخ الابيض الناصع والتضحيات الكبيرة التي قدمها الى العراق وشعب العراق ومغ ذلك فأن معظم التيار الديمقراطي اليساري متأثرين بأدبيات هذا الحزب.

أن المسحيين العراقيين مسالميين بطبيعتهم ناقلين جميع الاشياء التي تتسم بالحضارة وحسن التعامل من مبدأ المسيح "من ضربك على الخد الايسر فأعطيه الخد الايمن" هذه الفئة هي فئة مثقفة تملك هاجس وطني في اغلب الاحوال وكانت ولا زالت تحصى ان تكون جسراً بين التطور العلمي الحضاري الاوروبي ووجوب مواكبة العراق له فنجد منهم المع المحامين ومنهم المرحومين نجيب الصايغ و رزوق شماس وفرنسي شماس وغيرهم كثيرون وايضاَ من اطباء ومهندسين ومعماريين وهم جميعاً عناصر منتجة وجادة في تطوير الفكر العراقي. ان المثقفين منهم وخاصة السياسيين لعبوا دوراً مهماً في مجالات مهمة وخاصة في الصحافة . منهم المرحوم رفائيل بطي والاب انستاس الكرملي وغيرهم كثيرون وكانت معظم المقالات الافتتاحية للصحف الحزبية تكتب من قبل الكتاب المسحيين ذوي الثقافة العالية وهذا لا يمنع ان يكون ايضا من بقية الملل من لهم باع طويل وثقافة واسعة للاشتراك في المدار السياسي والتفكير الوطني.

ليس من الانصاف اطلاقاً ان يهمل المسحيين ودورهم فيما يحدث الان في العراق السياسي وان ما جرى من تعيينات بنتاغونية لمجلس الحكم المؤقت على اسس طائفية لم يراعى بها الوجود المسيحي, وقد انحدر بهم فأخذوا في نظريات النسب السكانية بأن المسيحين هم اكراد وحسبوهم على التعداد الكردي ولم يكمن في هذا اي انصاف لهم.

ليس من مصلحة العراق ولا تحقيقاً لاهدافة المنظورة ان تهمل التيارات السياسية دور المسحيين واهميتهم في القرار وكما ان الكثير من جيلي يرون في اياد علاوي , نوري سعيد جديد يستطيع ان يلعب دوراً كبيراً والكسب من اصدقائه الامريكان , فأن الكثير من المسيحين العراقيين يتبؤون مناصب مهمة ويملكون مفاتيح القرار في الادارة الامريكية ويستطيعون ان يقدمة اجل الخدمات واهمها في مرحلة خطيرة كالتي يمر بها العراق في الوقت الحاضر.

أن مصلحة الشعب العراقي ومصلحة كيانه ووجوده ان نعطي اخواننا المسحيين دوراً سياساً ونعيد النظر في نسبة تمثيلهم في الحكم وفي المجلس الوطني القادم.

المسيحيون هم اكثر الناس تعاطفاً مع الوطن نجدهم في الاغتراب يعيشون كما كانوا يعيشون في العراق في عاداتهم وتعاملهم سواء مع البعث او مع الغير وخير مثال المغتربين في امريكا واستراليا. لنعمل جميعاً لاعادة الاعتبار الى المسحيين العراقيين الذي غمط حقهم نتيجة المد الاسلامي والتعصب العرقي.


مسيحيوا العراق المغتربين هم خير سفير لواقع العراق

ليس من الانصاف القول ان فئة المسيحيين العراقيين المتواجدين في العاصمة والمدن الرئيسية مثل البصرة والموصل لا يشكلون الطليعة ذات الثقافة الدولية المتنوعة، فأرتباطاتهم في المجتمع الاوربي هو الذي نسعى اليه لنيل ثقته وطلب مساعدته لاعمار العراق من وضع تدميري شارك فيها النظام السابق والقصف الانكلو امريكي . أما لماذا فئة المسيحين تفردت بالتقدم والتواصل الحضاري والثقافي مع المجتمعات الغربية فأن ذلك يعود اولا الى البعثات التبشيرية التي كانت متواجدة في العراق وخاصة الموصل والبغداد والبصرة وحتى ايام الدولة العثمانية .برأينا أن هذه البعثات رغم حساسية البعض انها ترغب بأغراء الاسلام، الا ان  دورها كان أيجابي. وهذا قد حصل على نطاق واسع، فجدتي وهي من العوائل المعروفة في الموصل توفيت وهي تتقن اللغة الفرنسية وهي مسلمة وملتزمة بالدين الاسلامي .

 مئات مثلي من المسلمين تخرجوا من المدارس اليسوعية (كلية بغداد وكلية الحكمة) وحملنا معنا الخلق الصحيح والسلوك الذي يبني المجتمعات ، ولازال الكثير يؤدي صلاته. 

هذا واقعنا وعلينا ان نستفيد من واقع حب المسيحين لعراقهم فوجودهم في مراكز تجارية عالية المستوى أو على مستوى وظيفي في اوربا وامريكا ،خاصة ديترويت،وسويسرا وفتح حوار مباشر مع كل فرد منهم يملك الهاجس الوطني والحنين الى الوطن كي نحقق من تواصلنا مع اباءنا واولادنا واخواننا من المسيحين المكاسب التالية:

1) ممكن جعل من مسيحي العراق صناديق تجمع مبالغ كبيرة لاجل اعمار العراق حتى ولو كان ذلك ضمن اعمار الكنائس ودور العبادة الخاصة بهم او فتح مدارس ذات طابع خاص مثل اليسوعيين والانجيليكان. هذا العمل حتما سيؤدي الى جمع اموال كبيرة لاعمار العراق وخاصة قرى شمالية ، اذ ان معظم العراقيون المسيحيون قد تفوقوا في اعمالهم واصبحوا على مكانة مرموقة في المجتمع.

2)أن المسيحيين بأندماجهم مع المجتمعات الاوربية بأمكانهم بحقيق الكثير من التعاطف مع الشعب العراقي خاصة للذين ينادون بالحرية والديمقراطية.وانا على يقين لو لقوا التشجيع من قبل الادارة العراقية سوف يبدأ الاعلام يميل لقضايا العراق والعرب بأذاعاتهم وصحفهم.

3)يستطيعون ان يساهموا في نقلة سياحية كبيرة وخاصة ان العراق من اعرق البلدان حضاريا وفيه مناطق واثار لها تاريخ طويل الامد يشجع الشعوب الاوربية للسعي اليها والاستئناس لها. يجدر بمجلس الحكم ان يفكر مليا بأصدار تشريعات خاصة على استحداث وزارة خاصة بالمغتربين، تتولى شؤون رعاية المغتربين ورعاية املاكهم و العمل على توثيق صلات المواطنة وتعميق جذورها، وهذا ما يشعر به كل مغترب ومنهم المسيحين. ان انشاء هذه الوزارة مع اقرار بالواقع القانوني لازدواجية الجنسية يؤدي حتما فائدة كبيرة للعراق الذي يحتاج الى رعايية مستمرة.  أن هذه الرؤية ناتجة عن اصرار اصحاب القرار على جعل الطائفية والعنصرية والدين معيار للعمل واساس لتمثيل الشعب العراقي، وهذا مرفوض عند اصحاب العقيدة السياسية بأن ذلك سيُرجع العراق الى عصور قديمة وقد يؤدي الى تضامن ديني مذهبي. ولكن لو ان العراق امن بالديمقراطية الحقيقية وجعل صناديق الاقتراع هي الحكم والباب المؤدي الى مراكز الحكم،لوجدنا ان للمسيحين اكثر من ممثل واحد و التاريخ المعاصر امامنا.....اذ كان مجلس نقابة المحاميين يضم الكثير من المحامين البارزين من المسيحين مثل نجيب الصايغ وفرنسيس شماس،كما ان اللجان المركزية للحزب الشيوعي كانت قيادته بيدهم واولهم يوسف سلمان مؤسس الحزب. كل عراقي له رغبة ان يكون قريبا لهذه الطائفة ،فهي طائفة مسالمة،مجتهدة ومثمرة وعندها حب مساعدة الغير بغض النظر عن دينه او طائفته،وهذا مالمسته انا وخاصة مع خريجي كلية بغداد وعلى مدى خمسونعاما من مسيرة عمل من الصبا و حتى اليوم.


تحية اجلال وأكبار لمسيحيي العراق

وكل عام وأنتم بخير  

ايها الناس ... من نحن ومن أنتم ... والعراق واحد .. لادينكم المسيحي ولا ديننا الاسلامي .. يحب العداء والاستعداء .. انا مسلم .. نعم انا مسلم .. ولكن عيشتي وتربيتي ونشأتي كانت في مجتمع مسيحي وفي مدرسة داخلية ( كلية بغداد) التي تعود الى الآباء اليسوعيين الكاثوليك .. وفي الجامعة كان اخوتي ومن أعاشر من اقرب المقربين من الزملاء هم مسيحيون وجيراني من اربعة اركان هم ممن يذهبون الى الكنيسة كل يوم احد .. كبرنا وخضنا الحياة ونحن منسجمين متناغمين مع اخوة الامس اصدقاء اليوم وهم المسيحيون .. ولا زلت اعيش بلذة ذكرى شبابي  الرائع مع هذه الفئة المسالمة .. وكلما تقدم العمر وجدت ان احسن اصدقائي وأكثر الناس حبا لي وللعراق هم المسيحيون .. هم اولاد اليسوع الذي بشر بألسلام والمحبة .. وهو يتهيأ للصلب من قبل اليهود الذين لم يستطع هديهم الى هذا الدين العظيم . ياناس .. ايعقل ان يمر عيد الميلاد ورأس السنة ومطران المسيحيين رفائيل داوود يلغي علنا الصلاة في الكنائس .. ايعقل هذا في بلد عاشت طوائفه وهي ترضع الحب والسلام والوئام بعضها لبعضها وعلى مدى عقود وعقود ...!

اتساءل مع نفسي .. لابد ان هناك سببا يدفع مثل هذا الاجرام للحد الذي يحرم مثل هؤلاء الطيبون من ممارسة صلاتهم والفرح بميلاد نبيهم ويمنعهم من الصلاة في اقدس يوم من السنة يوم ولادة المسيح رب المحبة ..رب السلام .. موزع الخيرات .. اليوم الذي .. المسلمين قاطبة يشتركون مع المسيحيين في هذا الاحتفال وحفلات نوادي بغداد وخاصة نادي المشرق ونادي بغداد والعلوية والنادي الاثوري خير شاهد يوم تلبس بغداد حلتها القشيبة ويملأ جوها عبق الفرح والوئام والعيش الهني بين الجميع .

ايها الناس .. للصبر حدود .. ولكل شيء حد وبس .. على الكل اسلاما ومسيحيين تشخيص اسباب هذا الاجرام والدوافع له وما هي لون يد الاثم والشر .. اهي يد خارجية تسللت خفية من الحدود .. ام مأجورين متطوعين مدفوعي الثمن محترفي القتل .. متفننين في سفك الدماء وتدمير البلد .. قالبين فرحتنا الى حزن من يوم صلاة وعبادة في الكنائس الىجلسات وحلقات الدموع والبكاء من مآقي وعيون المسيحيين .. أمعنوا في الايذاء .. امعنوا في التخريب .. دمروا الكنائس .. بغداد .. الموصل .. ولا ندري اين يتجهون ... بكل الم وانا هنا في الاغتراب اوجه دعوتي الى كل المسيحيين المنتشرين في العالم الذين لم يقطع جذور الحب والولاء لعراق الكل  ان يصبروا او يتصابروا ويعملوا معنا يد بيد وكتف الكتف  حتى القضاء على هذا النوع من الارهاب ..  ولتقطع أيادي الاجرام والى والسلام.

الابد وقوتنا واملنا في المسيح ومحمد وهلالنا سيبقى معانقا مع الصليب .. ويبقى العراق مزدهرا في ظل الديمقراطية

اعاده الله على المسيحيين بألمحبة والسرور

وكل عام وأنتم بخير


 الأقلية المسيحية العراقية كيف عاصرت الملكية والجمهورية وما ينتظرها الآن

هم أتباع السيد المسيح  عيسى ابن مريم عليه السلام، يلتزمون بالتسامح كما أمر به ويشاركون في بناء مجتمعات تواجدهم بالتي هي أحسن، فليس لأي فرد منهم مطمع برئاسة الجمهورية أو أي منصب.

هم فئة منهم الغني والفقير، والمثقف والأمي، والراعي والوطني ومن يعمل في دوائر الأمن، وبأعتبارهم ليسوا طبقة فلا يشعرون بالتفاوت الطبقي كمسيحيين وقد يشعرون به كأفراد. لذا كان منهم في الصف اليساري ووصل الى حد أن يؤسس الحزب الشيوعي العراقي وهو الرفيق داود سلمان الملقب " فهد "، وكان المسيحيون في تشكيلة كل قيادة شيوعية منهم جورج تلو، داوود الصايغ، كامل قزنجي وعشرات غيرهم، وحلوا الحزب ودافعوا عن مصالح الشعب. كانوا أيام الملكية الدستورية في دعة من العيش انهم مسالمين بطبيعتهم يفضلون العمل على المشاكسة، فبرز منهم فحول في القانون منهم أنطوان شماس، مرزوق شماس، انطوان جرجي، ومن القضاة جودت سليم، فرنسيس شماس، حكمت صادق أيوب، فسطل، نجيب سيبي والدكتور أسحاق بيشون وما أكثرهم. وقد نجحوا في الطب وحسب ما تسعفني ذاكرتي منهم الدكتور جوبليان، الدكتور حضاري، والدكتور يوسف عقراوي. وكذلك في الهندسة وخاصة المعمارية منها.

أما في التجارة فمنهم فائق عبيدة وكيل مرسيدس، وسيمون كربيان مصرف خطوط البواخر، ونوري لامسو، ونوري عبيدة، فأنهم كانوا يأتون بعد اليهود قبل التسقيط والسفر بأعتبارهم فئة مثقفة بلغة التخاطب التجارية، وكانوا جسرا مهما مع تجارب العرب عموما.

لم يكن للملكية أي ضغط على الفئة المسيحية مطلقا، فعلى العكس أوصلوا بعضهم المعارضة الى مجلس النواب مثل قدوري قدوري ولطيف حكيم، وكانوا يملئون النوادي الجتماعية والرياضية وخاصة نادي العلوية ونادي المشرق الخاص بهم، كانت حفلات أعراسهم صاخبة بهدوء وليس لهم عادات الغير في اطلاق النار في ليالي الزفاف الذي يذهب ضحيته الكثير من الأبرياء.

يحس من يعاشرهم بأحترام للصداقة ويحترمون هذه العلاقات بل ويذهبون أبعد أن يشاركوا من يثقون به في تجارتهم، فقد قام المرحوم فائق عبيدة وكيل مرسيدس أعطاني مجانا نسبة عشرة بالمائة ونفس حصة أم الأولاد من الوكالة وكنت مخلصا معه وكان كريما معي.

وكان لهم تأثير على المسلمين الذين هم الأكثرية يشاركون من أعياد رأس السنة وعيد االأيستر وعيد الصعود بنفس الأندفاع وربما يزيد، ونجد التواجد الأسلامي في حفلات النوادي بنسبة عالية من المسلمين رغم ان الأعياد مسيحية، وهذا يدل على عظم المحبة والتمازج في هذه الفئة. ولم تبخل هذه الفئة بالعطاء للعراق والوطن، فقد حاربوا في صفوف الجيش وعملوا ضد الكوارث الطبيعية، وأعطوا المال الكثير للفقير ولنصرته، وأعرف الكثير منهم يعطي لفقراء المساجد بقدر ما يعطي لفقراء الكنائس وحسب ما أخبرني به المغفور له القس باكوس.

وكانت هذه الفئة ذكية في السيطرة على الأقتصاد الوطني تدعمها الكوادر المستمدة دراستها من خارج الوطن للأعمال المصرفية  وبرز منهم الكثير في هذا المجال، ولم يأتي هذا من فراغ  اذ ان  العوائل المسيحية حريصة أشد الحرص على تخرج أولادها من الجامعات،  ولن تغيب عن الذاكرة الفئة التي كانت تعمل في نادي العلوية من ادارة وعناية وخدمات للمشتركين، هؤلاء جميعا حرصوا على تخريج أولادهم من الجامعات ومنهم من برز في اختصاصاتهم أيما بروز حتى صار يشار اليهم بكل فخر.

ان كلية بغداد اليسوعية التي تأسست سنة 1936 والواقعة في الجزء الشمالي من بغداد في محلة الصليخ كانت من أبرز المعاهد العلمية التي أضفت على خريجيها على القدرة على التفهم وعلمت طلابها الأستقصاء العلمي لأي بحث سواء كان علميا أو انسانيا، وقد أكملت حلقة النضوج العلمي يوم افتتحت جامعة الحكمة في الجزء الجنوبي من بغداد في أراضي الخضيرية، وكم كان فخري عظيم حين كلفت بتحصيل الأرض وأكمال المراسيم القانونية وتسجيلها بأسم الآباء اليسوعيين، وليت شعري لأن يعود هؤلاء المدرسين ليواصلوا تعليم الجيل الجديد.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها 

 

الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها