اقرأ المزيد...
رسالة الى 14 أذار
071208
حياة عون
أعادنا جهابذة السياسة هذا الأسبوع الى ما قبل ثورة الأرز الأستقلالية ، رموا
البلد في من جديد في دوامة التنازلات الخطيرة ، التي كانت وستزال السبب البرز
في أنتفاء وجود دولة قوية في لبناننا دولة حقيقية ، ذات سيادة فعلية لا مخترعة
ربما لا عتب عليهم فقد عادت كلمات السر ، وعبارات التخويف والتهويل والوعيد
بالشر المستطير ، تفعل فعلها في النفوس ، فزادت الضغوط ، وضعفت القلوب ، فانحدر
سقف المطالبة بالمبادىء الأساسية – التي من المفترض أن لا ترجع عنها – وباتو
يقبلون بالمراهنة ، علهم ينهون الأزمة وهنا تكمن المصيبة ، فكلما قدموا
التنازلات قوبلوا بالمناورات ، والشروط الرفضية المستعصية أخافوهم بالفراغ
الأني – فتناسو فراغ السيادة الذي نعيشه في لبنان منذ عشرات السنين .
هولوا بالحرب الأهلية و الفوضى العارمة ، وزمن الهراوات ودخان الدواليب الأسود
فاهتزت ركاب رجالات الأستقلال وارتعدت فرائصهم ، فانكبوا على الحلول البديلة
التوافقية ، ومفردات العيش المشترك ،والتعايش والصيغ الملونة ، التي افرغها
الواقع اللبناني من معانيها ، ففشلت في النوايا قبل الأفعال ، غفلوا عن ان
مجتمعنا تعدديا طائفيا أثبت سأمه من سياسة المماحكات ، وانتفض حربا بعد حرب حتى
وصل الى فهم قضيته الأساسية ، ألا وهي السيادة الكلية على أراضيه، والغيش
بكرامة دون اللجوء لدفع خوات لجيوش اقليمية وجارة .
ان ما تقدمونه اليوم ما هو ألا رماد يغطي بذور فتنة ستحصل حتما ، لأن التنازلات
تعيدنا الى ازمنة الظلمة والأمن الأفرادي والدويلات الصغرى .
أنكم تنعون للشعب اللبناني اليوم ، ثورة الأرز بكل ما تمثله من حرية وكرامة و
استقلال ، وتديرون ظهركم ، للحلول الجذرية ، التي وأن فجرت الوضع أنيا ، فهي
السبيل الوحيد ، لقيامة دولة حقيقية تحمي المواطنين ارواحا ومصالح .
الغريب في الأمر أن الثمن الأبهظ قد دفع ، فلماذا التراجع الأن ، لماذا تتسترون
وراء مصافحات اعلامية اعلانية لا تخفى معانيها على الشعب المخذول والمتألم ،
لماذا تدوسون قبور شهداء ثورة الأرز ، التي اوصلتكم الى هنا ، وتنتهكون القيم
والمبادىء التي بذلوا حياتهم دفاعا عنها ، أمن توافق اعمى تقبلون بالمهزلة ؟
أتدرون ماذا تفعلون بالشعب اللبناني الذي نزل الى الشارع ، فحولكم من أصنام
سياسية الى أبطال ، الى رموز ، وحول الطوائف من مشاريع احادية وأممية- وكل يغني
على أمته –الى انصهار وطني جدي ، ولو لمرة واحدة ، لأن القضية كانت محقة ، وليس
مصالح شخصية لأفراد معنيين يتم تعيينهم في البرلمان اللبناني بتمثيلية
فولكلورية مزيفة حفظها الناس عن ظهر قلب .
في هذه الحال ، كنتم وفرتم علينا المآسي و التضحيات و الأحلام ، ولكان بقي معنا
اليوم أحبائنا ، وبقيت وظائفنا ، ولم يستبح الأشباح أرواحنا ونفوسنا ومحالنا
وحتى أشجارنا . حتى هذه لم تسلم من مخطط التدمير الوحشي لشعب لم ألا الحياة
بأدنى درجات الكرامة .
مع كل شهيد هوى ، تنفس الشعب اللبناني ، الألم العميق بملىء رئتيه ، وعرف أن
لون الحرية مصبوغ بالدم ، وفتح صدر لهذا الثمن القاسي الذي أبتلع احبائه البطال
واحدا تلو الأخر دفاعا عن قيم و مبادىء لم ترق للجزار .
فلا تقدموا هذه التضحيات السامية على مذابح الأعداء ، وألا فلا الناس ولا
التاريخ سيرحمكم ، أكملوا المسيرة لأنكم تحملون على أكتافكم دماء ودموع و
أحلام شعب بأكمله .
أعيدوا التفكير بقراراتكم المصيرية فلبنان اليوم على مفترق طرق ، اما العودة
الى الماضي بكل ما يحمله من ذل وخنوع، وأما المستقبل الذي يعيد للبنان حريته
وأبنائه المشتتين في كل بقاع الأرض .
|