الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

أيلول طرفه بالدّم مبلول

بقلم: حياة عون نيسي

بيروت في 28/9/2005

أيلول قطع اوصال الحرية ، دمر الديموقراطية و هشم الجمال حتى أنه غير بروتوكول الأرهاب ، وضعنا في بوتقة من الخوف والرّعب واليأس ، صفعنا في صميم قلوبنا.

مّي شدياق دفعت اليوم ثمناً عن كل الوطن ، الوطن الاخر ، غير السياسي ، وطننا نحن الشعب العادي ، الشعب البائس الحالم ، الذي بقي مؤمنا و متاملاً بغد افضل ، بصباح آخر يشرق فيه وجهك النير ليقول لنا "نهاركن سعيد" ، ازعجتهمف ، حتى الإعتداء على اعلاميين رجال ممن يتعاطون الشؤون السياسية ليس بجديد ايضاً ، لكن المساس بالمرأة في مجتمعنا فهو شيء مخيف .، التهجم على الأنوثة و ابتسامة ال يا ميّ بجراءتك ، بوطنيتك ، وبقيمك المهنية والسياسية ، اخافهم صوتك الواضح واسئلتك المحرجة أحياناً والمباشرة دائماً .

محاولة إغتيالك هي رصاصة الرحمة على حرية تحتضر منذ زمن ، بعيد ورواسب ديموقراطية مهترئة يتغنون بها ، ولا يفقهون  شيئاً من معانيها السامية .

ان يُغتال السياسيون في بلد كبلدنا فهو للأسف شيء مألوحنان و الرقة يعود بنا الى الأزمنة الهمجية ، حيث لا خلق و لا اخلاق .

ارادوا قتلك لانك اصبحت علامةً فارقة في دنيا الاعلام ، ورقماً صعباً في الصحافة ، استهدفوا فيك وجودنا باسرة افراداً ومناطق ، تابعواالرسائل الواحدة تلو الاخرى ، جونية انطلياس برمانا الجديدة الزلقا الاشرفية... وحتى صوت المحبة "المسيحية " ولن نعتذر عن التنويه الطائفي بعد الان ، بل سنشدد عليه ، من حقنا ان نفعل ، من حقنا ان نعرف ، لماذا يستهدفون المسيحيين فقط .

كفانا شعراً من معاناة الوطن امنياً و نفسياً و اضطراباته الشاعرية ، بينما تفجر مناطقنا فعلياً تدمر بناها التحتية –ولا من يصلح – وينسف اقتصادها ، تُروع اجتماعياً مالياً وسكانياً ، تهتز اساسات ابنيتها على رؤوس عائلاتها المستورة .

ممنوع علينا التحدث بلغة طائفية لئلا نخدش مشاعر الأطراف الأخرى ، بينما كل ما يجري في هذا البلد مبني على الطائفية ، ولكن حان الوقت للمسيحيين – واسمحوا لهم ان يكونوا عديمي الذوق والا يرضوا بالنصيب بعد اليوم ، هذا النصيب المغموس بالدم ، كفى مهاترات ومناظرات سخيفة ،نعم ، والف نعم، نحن اليوم مهددون بوجودنا وكياننا وهويتنا التاريخية ، حضارتنا باكملها ذبحت على صفحات الطائف ، نصف شبابنا استشهد و النصف الاخر هُجّر ، والباقون اما معاقون واما عاطلون عن العمل .

اي ثمن سندفع بعد ، كانت الصحافة منبرنا الاخير وها هي ميّ شدياق تقدم اليوم نصف جسدها على مذبح الحرية.

لماذا يتغير مفهوم الديموقراطية في وطننا عنه في كل دول العالم ، ولماذا نكون نحن دوماً الضحية ، ولماذا تبقى الحرية مكبلة باغلال التحجر و التفرد بالراي الواحد .

لماذا الرسائل المبطنة بدم الابرياء، ورزق الناس ولقمة عيشهم ، ولماذا تخويف المسيحيين باستمرار ، ايريدون ثورة شعبية تاكل الأخضر و اليابس ، هل هي دعاية ايحائية ليطالبوا بحماية أمنهم الذاتي فيخوّنون مجدداً ، أم هي دعوة للخضوع  و الخنوع والذل و الذمية تحت ظل عبارات كاذبة وشعارات فارغة ووعود باطلة تحت عناويين كبيرة كحلم التعايش بمحبة و سلام ، في حين ان فئة كاملة من الشعب تعاني وفئة اخرى تتفرج  ومن يعوّض علينا في ظل هذا الهذيان التام وتعتيم الدولة على كل الحقائق ، من سيعوّض علينا في ظل هذا الهذيان التام وتعتيم الدولة على كل الحقائق ، من سيعوّض على ميّ يدها ورجلها وألمها و عذابها النفسي والجسدي .

كانت الكلمة متنفسنا الوحيد ، أردتم اسكاتنا، فليكن ، حسناً فعلتم ، عسى ان نحسّ الآن على دمنا و ننتقل الى الفعل وقد أعذر من أنذر والآتي أعظم  .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها