اقرأ المزيد...
من قتل سمير قصير و لماذا؟؟؟
2/6/2005
اليوم قُتل سمير قصير. اليوم
كُسر قلم حر آخر. اليوم تبكي الحرية أحد أبناءها. من قتله؟ الكل يريد أن يعرف.
الكل يرفع الصوت مطالباً بالحقيقة و يبقى السؤال دون جواب، لأن الكل، أو معظمهم
لئلا نظلم هذا الكل ، يعرف ضمناً من هي الجهات التي تقتُل في لبنان،
من يملك أسلحة و أجهزة و
مقدرات و مخابرات ووسائل مرئية و غير مرئية ...
للأسف ليست جهة واحدة...
إجتمع شمل اللبنانيين في الرابع
عشر من آذار، معظمهم على الأقل ، حملوا العلم اللبناني مسيحيين و مسلمين ، عرب
و آراميين، تحت راية القرار الدولي و مظلة الأمم المتحدة ، و فرح الشعب
بالاستقلال الجديد الحقيقي . جمعتهم مصيبة استشهاد الرئيس رفيق الحريري و
النائب باسل فليحان فتوحدوا. لكن الحقيقة المرة عادت و فرقتهم ما أن هبت رياح
الإنتخابات و المصالح الخاصة و بان الجمر تحت الرماد ، تلهوا بالتمثيلية
المستمرة على المسرح السياسي و تناسوا أن هناك من يتربص بهم و بحريتهم في
التعبير و تقرير المصير،جهات أو نظام أمني كما يحلو للمعارضين تسميته.
الذي قتل سمير قصير هو ، كما
يحلو للبعض أن يسميه ، هذا الشبح الذي يمسك بالبلاد و العباد و ينحر
الديمقراطية الهشة التي يتغنى بها الرواد الجدد للسياسة.
من قتل سمير قصير اليوم قتله
لأنه صوت صارخ في البرية ، لأنه صوت وطني وحرّ رفض الخضوع لسوط القوي المحتلّ و
الارهابي المدعوم من هذا المحتلّ فأصبح قلمه أقوى من أسلحتهم و كلمته تهز
عروشهم المبنية على تدمير آمال و طموحات هذا الشعب الذي يعيش في ظلّ بلدٍٍ
يعتبر من الدول الثالثة أو الرابعة أو أكثر، و لن يُسمح له بأن يتقدم ما لم
تطبق ديمقراطية التعبير بكلّ معانيها و مفاهيمها الدولية و ليس طبعاً كما هي في
لبنان على قياس أشخاص معينين ، بكل ما للكلمة من معنى ، و نسبة لأهوائهم
الشخصية.
ضحية أُخرى تُسوّد صفحة لبنان
أمام العالم الحرّ ، و شهيد آخر للفكر و للكلمة ضحّى بحياته الشابة لتبقى
الصحافة مشعلاً ، و لو خافتاً، يضيء ظلمة لبنان.
من قتل سمير قصير ربح معركة في
حربٍ ، سيخسرها ، ليوصل رسالة تحذير لكل من تؤول له نفسه بقول الحقيقة و الدفاع
عنها ...
الرسالة وصلت و لكننا سنكمل
الحرب.
تكرّ سبحة الشهداء و السؤال واحد
: من و لماذا؟ و يبقى الجواب ، كما دائماً، في ذمة كلّ مسؤول أو مرشح للمسؤولية
في وطن أضحى الجريح الأكبر و الشهيد الأوّل.
حيـــاة عــون نيســي |