لندن - كتب حميد غريافي:
أكدت أوساط حزبية مارونية
لبنانية في لندن أمس, أن
العلاقات بين البطريرك الجديد
بشارة الراعي وقوى "ثورة
الأرز" و"14 آذار" التي كانت
"تضرب بسيف بكركي في عهد
البطريرك نصرالله صفير, والتي
قادت معه حرب اخراج الاحتلال
السوري من لبنان العام 2005
لا يمكن ان ترقى الى مستوى
العلاقات السابقة مع الصرح
البطريركي".
وأوضحت أنه "طالما ان الراعي
بدأ عهده "على زغل" واستعار
اسلوب وليد جنبلاط وصديقه
الرئيس ميشال سليمان في
عمليات القفز من خندق الى
خندق, وفي الادعاءات بالحياد
بين اطراف النزاع الداخليين,
اذ كيف يمكنه ان يقف على
المسافة نفسها, ممن دفعوا
دماءهم عن انتزاع لبنان
واستقلاله وحريته وكرامته من
بين براثن عائلة الأسد الذين
نكلوا باللبنانيين وخصوصا
المسيحيين طوال ثلاثين عاماً
من الاحتلال القمعي بالحديد
والنار, وممن باعوا لبنان
واستقلاله كرامته الى السوري
والايراني واخيرا الى
الاسرائيلي كما بينت عمليات
اكتشاف شبكات التجسس
الاسرائيلية خلال العامين
الماضيين التي بلغت مستوى لم
تعرفه دولة في العالم".
وقال احد قادة الاحزاب
اللبنانية المارونية الذي
يزور لندن ل¯"السياسة" إن
"الجناح اللبناني المسيحي
الاستقلالي الديمقراطي قرر
عدم مواجهة البطريرك الراعي
لأنه لا يمثل نفسه بل ان
منصبه هو رمز وجود لبنان حتى
ولو كان لا يدري ماذا يفعل,
او هو يدري والمصيبة اعظم,
لكنه ايضا قرر عدم التعامل
معه كما تعامل مع سلفه
الكاردينال صفير مبقياً بينه
وبين بكركي في عهده مسافة
واسعة من الحذر الشديد,
مكتفياً بين الحين والحين
بإعلان مواقف تصحيحية لمواقف
الراعي عندما يشذ مرة اخرى عن
السرب السيادي اللبناني, كما
فعل حتى الآن منذ زيارته
فرنسا ثم جولته على بعلبك
والجنوب حيث رهن هذه المواقف
الى أمين عام "حزب الله" حسن
نصرالله وزبانيته, بالاتفاق
المسبق مع صديقه الحميم
الرئيس سليمان الذي لا يقطع
(الراعي) خيطا من دون
استشارته".
ولفت إلى أن "الجناح المسيحي
الحقيقي الذي يمثل اكثر من
مليون انسان في لبنان وملايين
المسيحيين في الخارج, وليس
جناح ميشال عون الذي انضم الى
وئام وهاب وناصر قنديل
وعبدالرحيم مراد وميشال سماحة
وسليمان فرنجية وعاصم قانصوه,
لن يمنح البطريرك اي شيكات
على بياض, كما لن يسمح له
بالتكلم باسم الغالبية
المسيحية في لبنان لا في
الداخل ولا في المحافل
الدولية, وهذا ما قام به فعلا
لدى المسؤولين الأميركيين
وغالبيته أعضاء الجالية
اللبنانية في الولايات
المتحدة في أثناء زيارته
إليها قبل ثلاثة اسابيع حيث
شعر الراعي بهذه المقاطعة
المارونية الواسعة التي لم
تحدث خلال زيارات البطاركة
السابقين إلى اميركا, وبنفوذ
قوى ثورة الارز داخل الادارة
الاميركية التي تمثل اقوى
دولة في العالم والتي رفض
قادتها لقاءه بسبب احتضانه
سياستي "حزب الله" ونظام بشار
الاسد".
ونقل القائد الحزبي الماروني
في لندن عن ممثلي حزبه في
الولايات المتحدة التي زارها
الراعي قولهم "أن من احاط
الراعي من موارنة خلال
تنقلاته لا يمثلون اي فريق
ماروني وهم جميعاً مستنفدون
اغترابياً وغير قادرين على
التأثير على احد, وهم انفسهم
الذين استقبلوا الرئيس سليمان
وسواه ممن يدورون في فلكه,
وان جل ما فعلوه اقتصر على
"السهر على راحته" ومعظم
هؤلاء كانوا اصلا ضد انتخاب
الراعي خلفاً للبطريرك صفير
الذين فعلوا معه نفس مع فعلوه
مع البطريرك الجديد ومع كل
بطريرك سواء كان "لبنانياً
صرفا أم غير لبناني".