نائب أوروبي:
روسيا تدفع باتجاه حرب أهلية
الثورة السورية تتجه نحو العمل المسلح وترجيحات بتدخل عسكري تركي وشيك
07/10/2011
لندن: كتب حميد غريافي:
دعت أوساط نيابية في
البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ, أمس, حكومات الاتحاد إلى "الأخذ بجدية
المعلومات التي تناقلتها أجهزة أمن في لندن وباريس وبروكسل وبرلين مساء
الثلاثاء" الماضي في أعقاب استخدام المندوبين الروسي والصيني في مجلس الأمن
الدولي بنيويورك حق النقض "الفيتو" لوأد قرار ضد سورية في مهده, وهي
المعلومات التي حذرت الأمن الأوروبي من توجه بعض أجنحة المعارضة السورية
إلى نقل الثورة من مرحلتها السلمية الحالية الى مرحلة استخدام السلاح
و"اللغة نفسها التي لا يفهم نظام بشار الأسد سواها وهي القمع والقتل
والتدمير", إضافة إلى مهاجمة المصالح الروسية في القارة الأوروبية, سيما
المصالح الديبلوماسية والاقتصادية المهمة.
واتهم نائب بلجيكي في البرلمان الأوروبي روسيا ب¯" دفعها الوضع المتفجر في
سورية نحو حرب أهلية إذ أن تلاشي آمال الثوار السوريين السلميين بتوصل
المجتمع الدولي إلى وضع حد لهمجية ووحشية نظام الأسد في قتل الناس في
الشوارع وداخل منازلهم بالدبابات والمدافع والطائرات, سيحمل هؤلاء الثوار
السلميين على خوض حرب مسلحة ضد الجيش وقوى الامن دفاعاً عن أنفسهم, وهذا
أمر بديهي يدركه الروس جيداً ما يعني انهم يباركون حرباً أهلية في سورية قد
يتدخلون في نهاية المطاف إلى المساهمة في انهائها عن طريق اقناع حليفهم
الأسد وجماعته بالانتقال الى موسكو كلاجئين سياسيين".
وقال النائب ل¯"السياسة", أمس, "اننا مازلنا نرجح تحركاً عسكرياً تركياً
يكون جزءاً غير رسمي من تحرك شامل لحلف شمال الأطلسي, على اعتبار ان
الأتراك يشكلون القوة العسكرية الثانية في الحلف بعد القوات الاميركية, كما
نعتقد ان المناورات العسكرية التركية التي بدأت اول من أمس في اقليم هاتاي
قرب الحدود السورية ما هي إلا الرسالة الأخيرة الى نظام الأسد, قبل ان ينقل
قواته المناورة التي يشارك فيها لواء من رجال الكوماندوس الأكثر تدريباً في
قوى حلف شمال الاطلسي, الى داخل الحدود السورية بذريعة انشاء "منطقة
محايدة" او "حزام أمني" تركي يستوعب الهاربين السوريين من مدنهم وقراهم
ومنازلهم امام القمع الوحشي للنظام".
وذكر البرلماني أن "مواجهة عسكرية تركية - سورية في ظروف الفوضى والتشتت
اللتين يعيشهما نظام الأسد لادراكه بأنه مسرع نحو السقوط تدعمها القوات
الجوية في الحلف المرابطة في مطارات تركيا من دون تدخل بري غربي, من شأنها
ان يكون لها نفس مردود الحرب الجوية الأطلسية على ليبيا, ومن دون اي قرار
لمجلس الأمن يكون لروسيا أو الصين القدرة على مواجهته ب¯"الفيتو".
وفي السياق عينه, كشف أحد قادة الاحزاب الرئيسية السورية المعارضة في باريس
اللثام ل¯"السياسة" عن أن "اجتماع المجلس الوطني السوري الجديد في القاهرة"
غداً السبت لانتخاب مكتبه التأسيسي وهيكلته السياسية, سوف ينتخب أيضاً
أعضاء هيكليته العسكرية التي ستباشر فوراً ابتداء من من مطلع الأسبوع
المقبل, الاتصالات مع مختلف الدول الغربية والعربية لوضعها في أجواء
السيناريوهات المقبلة لحماية المدنيين والمدن والقرى السورية من بطش قوات
نظام الاسد, وهي سيناريوهات تتضمن طلب أنواع محددة من الاسلحة لقتال
الشوارع وصد الآليات والمدفعية والطيران ولمنع مرتكبي المجازر من دخول تلك
المدن والقرى, ونقل المعادلة الى الثكنات العسكرية والمؤسسات الحكومية
ووزارة الدفاع وقيادة الاستخبارات".
وأكد المعارض السوري أن "المجلس الوطني السوري" الذي من المتوقع ان ينتخب
رئيسه غداً, وهو الدكتور برهان غليون الاستاد المحاضر في جامعة السوربون
الفرنسية, "سيدعو السوريين المقيمين في الدول العربية والغربية إلى التظاهر
امام السفارات الروسية والصينية في مختلف انحاء العالم احتجاجا على دعم
بكين وموسكو سياسة الأسد الدموية".
كما سيوفد المجلس وفداً يمثله الى موسكو وبكين لابلاغهما رسالة موحدة
تستنكر استخدامهما "الفيتو" لمنع مجلس الأمن من إدانة نظام الأسد, وتوضح
لهما ان مصالحهما السياسية والعسكرية والاقتصادية لن تتضرر في سورية فحسب
على المدى القصير وفي المرحلة المقبلة التي ستلي سقوط الاسد, بل في مختلف
الدول العربية والاسلامية وفي أوروبا والعالم. |