مع اقتراب فقدانه
شريانه السوري الحيوي بسقوط نظام الأسد
"حزب
الله" يستبدل ستراتيجية محاربة اسرائيل بالتمدد
الداخلي وعلاقاته "بحركة أمل" قابلة للانفجار في
أية لحظة
25/09/2011
قالت أوساط سياسية قريبة من
"حركة أمل" الشيعية اللبنانية بقيادة رئيس مجلس
النواب نبيه بري ان "اجتماعات متلاحقة عقدت اخيرا
لمجلس شورى حزب الله وقياداته الوزارية والنيابية
والعسكرية والأمنية في منطقة الاوزاعي الساحلية
الجنوبية لبيروت, خرجت بستراتيجية جديدة تختلف
جذريا عن الستراتيجية السابقة القائمة على محاربة
اسرائيل ودعم المنظمات الفلسطينية المتطرفة مثل
"حماس" و "الجهاد الاسلامي" و "الجبهة الشعبية -
القيادة العامة" وتعزز نشاطاتها العسكرية
والسياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية في
الداخل اللبناني لا تتعداه بعد الآن الى الجنوب
وخصوصا الى منطقة جنوب الليطاني الصاعق الوحيد
لتفجير حرب مع اسرائيل التي اقفلت قيادة حسن
نصرالله بالاتفاق مع النظام الايراني في طهران,
صفحتها بصورة شبه نهائية توقعا لسقوط نظام بشار
الأسد والبعث في سورية بحيث يفقد حزب الله ومحمود
احمدي نجاد خزانهما العسكري والارهابي المتمثل
بهذا النظام.ووصف احد المؤيدين لحركة أمل في عاصمة
افريقية يزور لندن حالياً العلاقات بين حزب الله
والحركة منذ اندلاع الثورة ضد الأسد وافراد عائلته
وعصابات حزبه التي تعيث في سورية فساداً وتدميراً
وقتلاً, بأنها شديدة الاحتقان والتأزم اذ ان
"القيادات الوزارية والنيابية وحتى الأمنية
والعسكرية المؤيدة حتى العظم لنبيه بري غير راضية
عن عمليات القمع السورية للمدنيين بهذا الشكل الذي
فاق كل ما حصل ويحصل في الثورات العربية الأربع
الأخيرة في تونس ومصر وليبيا واليمن, اذ من
المستحيل- حسب تلك القيادات - ان تعلن تأييدنا
اللامحدود لتلك الثورات ثم نشتم الثوار السوريين
ونتعامل عليهم ونساند عمليات القتل والاعتقال
والتهجير في صفوفهم, وهو أمر لا يأبه به حزب الله
لانه ليس حراً في تصرفاته مثل حركة أمل ولأنه لا
يمكن الخروج على أوامر طهران ومصالحها الحيوية.
وأماط الاقتصادي الشيعي الداعم
لنبيه بري اللثام ل¯"السياسة" في العاصمة
البريطانية عن ان تدهور العلاقات بشكل خطير بين
"أمل" و "حزب الله" تصاعد منذ منتصف ابريل الماضي
عندما رفضت قيادات بري ارسال عناصر من حركتها
لمشاركة اجهزة الأمن "الشبيحة" السورية جرائمها ضد
المتظاهرين بطلب من قيادة "حزب الله" الذي ارسل
500 عنصر كدفعة أولى في أواخر مارس اي بعد حوالي
اسبوعين من بدء الثورة, ثم رفع عددهم الى حوالي
2000 عنصر بحلول اغسطس الماضي, كما قام بملاحقة
معارضين سوريين انتقلوا الى لبنان من سورية
والخارج وكذلك بعض قيادات المنسقيات الشعبية التي
تنظم التظاهرات الذي فر الى لبنان عبر الحدود بعد
تعرض مدنه وقراه لعمليات القمع والقتل والتدمير ما
أثار غضب نصرالله وجماعته على قيادات حركة أمل
وابلغوا نظام الأسد بعدم تجاوب بري معه للقضاء على
الثورة.
ونقل الاقتصادي الشيعي عن
مسؤولين في بيروت قولهم ان ما يشير بوضوح وعلنية
الى انحسار ستراتيجية "حزب الله" باتجاه الداخل
اللبناني وتخليها عن مهمتها الاساسية المزعومة وهي
"مقاتلة اسرائيل وتحرير فلسطين" هو ذلك التمدد
اللوجيستي لعناصر الحزب إلى مناطق مسيحية وسنية لم
تكن لهم فيها مواطئ اقدام في الشمال والبقاع
والمنطقة الشرقية المسيحية من بيروت وامتداداتها
وصولا الى جونيه بل جبيل وجرودها وتوسيع شبكة
اتصالاتهم التي ادى المساس بها من حكومة 14 آذار
في الثامن من مايو 2008 الى اجتياح بيروت السنية
والجبل الدرزي والتي بلغت الساحلين المسيحي شمالاً
والسني جنوباً وعمق مدنهما وقراهما, كما بلغت
مرتفعات صنهور الشوير وقرى المتن الشمالي وجبل
حنين كما اعلن احد نواب مدينة زحلة البقاعية جوزف
معلوف هذا الاسبوع, ومرتفعات جبيل والبترون حسب
أوساط امنية مسيحية ومرتفعات الشوف الدرزية التي
دعا وليد جنبلاط الى ازالتها مع بعض القواعد
الصاروخية التي كان الحزب الايراني نصبها في
مرتفعات الباروك المشرفة على اسرائيل دون موافقته"
وقال مؤيد "أمل" في لندن ل¯
"السياسة" ان "الأوضاع بين حزب الله وحركة أمل تقف
على شعرة واهية يمكن ان تنقطع في اي لحظة, وخصوصا
ان وفود حزب الله لم تنقطع عن التوافد على طهران
للبحث في كيفية مواجهة كارثة سقوط حليفهما السوري
في دمشق, وكيف يمكن لنصرالله وجماعته الحفاظ على
اقدامهم على الارض وعلى الحد الادنى من مكاسبهم
على الساحة اللبنانية الداخلية بأقل اضرار ممكنة
هذا اذا اعتقدنا جدلاً انهم لن يواجهوا حرباً
اسرائيلية او داخلية تنزع اسلحتهم وتدخلهم السجون". |