"المجلس العالمي لثورة الأرز": تصريحات وزير الدفاع تتناقض مع سياسة الحكومة والقرارات الدولية
استياء لبناني - أميركي من رفض المر نشر قوات دولية على الحدود السورية

لندن ¯ من حميد غريافي:
قبل ان تطأ قدما وزير الدفاع اللبناني الياس المر ارض مطار بيروت عائدا من زيارته الولايات المتحدة لجمع الفواتير الاميركية التي قطعتها للبنان في مؤتمر »باريس ¯ 3« في يناير الفائت, وعلى الرغم مما حاول الظهور به بعد لقاءاته بوش ورايس وغيتس الذي اطلق مدافع وزارته (البنتاغون) التسعة عشر »احتفاء« بضيفه اللبناني على اعتباره أحد قادة »ثورة الأرز« والافراج عن 350 مليون دولار من تلك الفواتير لتسليح الجيش اللبناني ¯ قبل ان تطأ قدماه ارض بيروت رفس وعاء حليب البقرة الاميركية المليء بالدعم المهم, حين اعلن انقلابه ¯ المعروف اصلا من اللبنانيين ¯ على القرارين الدوليين 1701 لجهة رفضه ارسال قوات دولية للانتشار على الحدود اللبنانية ¯ السورية وضبط عمليات تهريب السلاح والمقاتلين السوريين منها الى بلده و1559 لجهة تأكيده على عدم »السماح« للمجتمع الدولي بتجريد حزب الله والفصائل الفلسطينية السورية من اسلحتها لانه »يعتبر هذا الموضوع شأنا لبنانيا داخليا« يجري حله بين زعماء البلاد توصلا الى »نهاية مشرفة« لهذا السلاح قد »تكون ¯ حسب احد قادة ثورة الأرز في بيروت ¯ بتسليم الجيش اللبناني سلاحه لحزب الله وزعيمه حسن نصرالله«.
وفيما ابدى عدد من نواب الكونغرس الاميركي يدعمون لبنان والقرارات الدولية الصادرة لانقاذه من البراثن الايرانية والسورية, »استياءهم البالغ« من تصريحات الوزير المر هذه, شنت الفاعليات اللبنانية الاغترابية في الولايات المتحدة حملة شديدة العنف على المر الذي ¯ كما قالت ل¯ »السياسة« من واشنطن امس انه »ارسل من قبل عمه الرئيس لحود ووالده ميشال المر احد اهم عملاء سورية في لبنان لينسف الاتفاقات الحكومية مع الاميركيين الهادفة الى نشر قوات دولية على الحدود مع سورية التي هدد وزير خارجيتها وليد المعلم باقفالها اذا تم هذا النشر, وليقطع الطريق على كل ماتم الاتفاق عليه بين كبار قادة الرابع عشر من اذار في بيروت او ممن زاروا واشنطن اخيرا, حول ضرورة تسليم تلك الحدود الى قوات يونيفيل اسوة بتسليم الحدود الجنوبية لها, ولان القرار 1701 يشمل كل اراضي لبنان لا جنوبه فقط, وحول وجوب الاسراع بتطبيق القرار 1559 القاضي بنزع سلاح الميليشيات والعمل على البسط الكامل لسيطرة الدولة على كل اراضيها«.
الاتحاد الماروني: من »الأكذب«?
وقال بيان ارسله رئيس »الاتحاد الماروني العالمي« سامي الخوري من نيويورك امس ل¯ »السياسة« في لندن ان »وزير الدفاع اللبناني الذي طالما اعتبر »شهيدا حيا« بعد تعرضه لانفجار كاد يودي بحياته, يعرف هو وجميع من يقف وراءه انه لا يمكنه ان يقرر وحده عن الحكومة او الشعب اللبنانيين في الامور المصيرية. فالكلام الذي ادلى به اخيرا في واشنطن في موضوع ضبط الحدود السورية ¯ اللبنانية والذي قد يكون مناقضا لموقف الحكومة, يضع مصداقيته, او معلوماته موضع الشك, فهو اكد ان الحدود مضبوطة وليست بحاجة لمراقبة دولية بينما اكد حسن نصرالله انه تسلم 12 الف صاروخ بعد القرار الدولي 1701 الذي يحرم مثل هذا العمل, فإما ان نشكك بصدق السيد نصرالله وهو رجل دين لا يجدر به الكذب, واما ان تكون معلومات الوزير القادم الى اميركا لطلب المساعدة منقوصة والاجدر به التراجع عنها«.
ان مقولة »سلاح حزب الله هو شأن داخلي« سقطت يوم اعلن هذا الحزب الحرب على اسرائيل من دون الرجوع الى احد, وكانت نتائج مغامرته ان يمد لبنان يده الى العالم مستعطيا المساعدات لكي يزيل اثار هذه الحرب القاتلة, مع العلم ان هذا السلاح لم يكن يوما شأنا داخليا لان ايران انشأته رغما عن طائفته وكل اللبنانيين, ومسلسل الحروب بينه وبين حركة امل الشيعية تشهد بذلك, بينما غطته سورية ليكون لها خير معين يوم ينتفض عليها اللبنانيون, وهذا ما تظهره الاحداث الجارية منذ خروجها, ومن جهة اخرى فالعالم اصدر القرار 1559 الذي يقول ان سلاح هذا الحزب يجب ان ينزع كغيره من الاسلحة غير الشرعية ولامجال لتغطيته من قبل احد.
وقال البيان: »اذا كان وزير دفاع لبنان لايزال يعتقد ان سياسة الكلام بلغتين التي اعتمدتها سورية امام العالم لاتزال تنفع فانه يخطئ خطأ جسيما لان العالم تعلم كيف يقرأ كل اللغات وكيف يراقب كل التصاريح وهو لن يحترم من يقول شيئا في الخفاء وضده في العلن, واذا كان الوزير المر يريد الابقاء على رضى الوالد (ميشال المر) والعم (الرئيس اميل لحود) واسيادهما من جهة وعلى وضعه في الحكومة من جهة اخرى فانه لن يقدر على ذلك وسيخسر الكل ويجعلنا نرى فيه صورة رجل المخابرات والاجهزة لا رجل الدولة الذي يواجه الرياح«.
وختم البيان بالقول ان »هذه التصاريح تجعلنا نكرر الطلب الى الرئيس السنيورة بان يتخذ الموقف الشجاع والواضح بشأن حزب الله هذا فلايعود هناك من التباس حول موضوعه او تردد داخل الحكومة وخارجها ويعرف العالم اجمع بان على حزب الله ان يلتزم كغيره بالقانون ويتساوى مع اللبنانيين بالحقوق والواجبات ولا يعود عنصر تشنج وعدم استقرار«.

»ثورة الأرز«: المر ممثل عمه!
ومن واشنطن اعلن الامين العام ل¯ »المجلس العالمي لثورة الأرز« المهندس توم حرب في اتصال اجرته به »السياسة« من لندن ان تصريحات الوزير المر تتناقض بشكل حاد ومستغرب مع توجهات الحكومة اللبنانية وقوى الرابع عشر من اذار الحاكمة, وخصوصا ما سعى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط, خلال لقائه الاسبوع الفائت قادة الولايات المتحدة الكبار وعلى رأسهم جورج بوش, الى تحقيقه من ضبط الحدود اللبنانية ¯ السورية بالقوات الدولية والعمل على تطبيق كامل القرارين 1701 و1559 لجهة نزع سلاح حزب الله«.
واعتبر حرب تصريحات المر »خطيرة لانه لم يقم بواجبه كعضو في الحكومة اللبنانية بل كممثل لعمه رئيس الجمهورية المندوب السامي السوري في لبنان ولوالده احد اركان التيار العوني وابرز حلفاء سورية في لبنان, وبالتالي فانه ناقض قراري مجلس الامن والتعهدات التي قدمتها الدولة اللبنانية لتنفيذهما«.
وقال حرب: »ان معلوماتنا من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) هنا في واشنطن ان الوزير المر طلب مساعدة الجيش بالسلاح والعتاد دون ان يقدم اي ضمانات بان هذه الاسلحة لن تقع في ايدي المنظمات الارهابية مثل حزب الله. الا اننا نعتقد ان الحكومة الاميركية ليست من السذاجة بالا تكون اخذت تلك الضمانات مسبقا ممن هم اهم من المر«.
وكشف حرب ل¯ »السياسة« النقاب عن أن قادة »المجلس العالمي لثورة الأرز« في واشنطن اقترحوا على وليد جنبلاط خلال لقاء معه استمر نحو الساعة في اثناء زيارته الولايات المتحدة, »وضع الجيش اللبناني تحت قيادة القوات الدولية في الاماكن التي توجد فيها تلك القوات ومن ثم الطلب الى مجلس الامن اصدار قرار جديد يضع قوات يونيفيل ضمن الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة في جنوب الليطاني وعلى