"البنتاغون": صواريخ كروز جاهزة لضرب العمق السوري "الإرهابي"
لندن- كتب حميد غريافي:
كشفت اوساط اللوبي اللبناني في واشنطن النقاب أمس الاثنين عن ان الاتهامات
»الأكثر وضوحاً ومباشرة« من الحكومة العراقية الى النظام السوري بتمزيق
العراق التي اضطلع الناطق الرسمي باسمها علي الدباغ اول من امس بتوجيهها
الى دمشق, »قد تكون مطلوبة بالحاح وسرعة من الادارة الاميركية لتركيز
حملتها المقبلة باتجاه سورية مع تحييد واضح لايران التي يبدو ان التدخل
السعودي الراهن معها اعطى نتائج مرضية بشأن تخفيف حدة ممارساتها في الاراضي
العراقية على ابواب بدء حملة التطهير الواسعة للعاصمة بغداد«.
وقال احد كبار قادة »المجلس العالمي لثورة الأرز« في العاصمة الاميركية في
اتصال به امس من لندن, ان تأكيدات حكومة نوري المالكي في خضم الاستعدادات
العسكرية العراقية - الاميركية القائمة لتنفيذ »خطة بغداد« بأن »50 في
المئة من عمليات القتل والتفخيخ والاجرام التي تشهدها شوارع العاصمة تأتي
على ايدي التكفيريين والقتلة الذي يسمون انفسهم العرب المجاهدين, انما تأتي
من سورية التي تقوم بكل انواع الدعم لمجموعات الارهاب« هذه »التأكيدات
الحاسمة والجازمة لأول مرة منذ بداية الحرب قبل نحو اربع سنوات تعطي
انطباعاً للمراقبين السياسيين والعسكريين في ادارة جورج بوش بان الكيل الذي
طفح من ممارسات نظام بشار الاسد قد يترجم, بعد نجاح فصل الايرانيين ولو
جزئياً عن السوريين, اعمالاً عسكرية قريبة جداً ضد الاراضي السورية تبدأ
بقصف مواقع على الحدود مع العراق وتتدرج تصعيداً باتجاه الداخل لخلخلة ذلك
النظام المعزول والمطوق والمنبوذ من معظم دول المجتمع الدولي«.
وكشف المسؤول السياسي اللبناني القريب من جماعة نائب الرئيس الاميركي ديك
تشيني في واشنطن النقاب ل¯ »السياسة« عن ان مصادر في وزارة الدفاع
»البنتاغون« »أكدت لنا امس »الاحد« انه في مقابل الاستعدادات العسكرية
القائمة حول بغداد تمهيداً لاقتحامها بانتظار وصول العدد الاكبر من العشرين
الف جندي اميركي الاضافي الذين ارسلهم الرئيس بوش, هناك استعدادات
مماثلةجنوب محافظة الانبار على طول حدودها مع سورية, في ما يبدو ان سلاحي
الجو والصواريخ الاميركيين باتا جاهزين للتدخل ليس فقط ضد المتسللين
الارهابيين من تلك الحدود وانما داخل الاراضي السورية وباعماق كبيرة«.
واطلعت مصادر البنتاغون مسؤول اللوبي اللبناني خلال زيارة قام بها إلى
مسؤولين فيها السبت الفائت ضمن وفد لبناني موسع على »ان السوريين حشدوا
لواءين جديدين من قواتهم على بعد عشرة كيلو مترات داخل اراضيهم المحاذية
للعراق منذ مطلع الاسبوع الماضي, ما يؤشر الى ادراكهم بان قواتنا الجوية
تستعد لعبور حدودهم الجوية لتدمير مواقع ومراكز تجمع الارهابيين الذين
ينقلون بشاحنات الاستخبارات السورية الى قرب الحدود العراقية حيث يتم
تهريبهم الى داخل العراق« ولم تستبعد المصادر »استخدام صواريخ كروز -
توماهوك في تلك العمليات«.
واماطت المصادر الدفاعية الاميركية للوفد اللبناني اللثام عن »حدوث توقف
ملموس للاندفاع الايراني باتجاه العراق منذ بداية المفاوضات الايرانية-
السعودية بطلب من طهران واعلان الرئيس بوش الاسبوع الماضي الحرب على
الوجودين الايرانيين العسكري والاستخباري وتدفق السلاح على مجموعات شيعية
متطرفة, فيما ضاعف النظام السوري في المقابل تدخله في البلاد عن طريق تصعيد
لم يسبق له مثيل في شوارع بغداد بلغ ذروته اول من امس في تفجير الشاحنة
المفخخة بطن من المتفجرات ومقتل 135 مدنياً وجرح المئات وهذا امر تجاوز كل
الخطوط الحمر وبالتالي يجب التصدي له مهما كان الثمن باهظاً«.
ونقل اعضاء الوفد اللبناني عن مسؤول كبير في بطانة تشيني قوله ان »النظام
السوري الذي بلغ في تدخله السافر في الدول المحيطة ببلده كالعراق ولبنان
وفلسطين حدا لم يعد يقدر معه عواقب بسبب فقدانه اتزانه, قد يفاجأ من الآن
فصاعداً بتحركات امنية واسعة في عاصمته ومدنه تتخذ طابعاً دموياً ضد رموزه
ومفاتيح سلطته بحيث يتحول هو الى شبيه حميم لنظام صدام حسين قبل اشهر
معدودة من انهياره وتلاشيه«. |