مرشّح فاضل لترؤس جمهوريّة "فاضلة"
حيال طرح عباءة الرئاسة على من أُلبس سابقاً عباءة "زعامة" و"أخوّة"
سوريّة، أكرّر القول إنّه من حقّ حكماء وممثّلي كامل أطياف "قوس قزح"
المسيحيّن في لبنان أن يجتمعوا، بدعوة بطريكيّة في بكركي، ليزكّوا أسماء
المؤهّلين لقيادة سفينة الدولة والحكم في هذه المرحلة العصيبة والحرجة.
فالطائفة المارونيّة كغيرها من الطوائف غنيّة بالشخصيّات الفذّة والحصيفة
والواسعة المعرفة والمعرّكة بالخبرة والصافية بولائها الوطنيّ ونزاهتها
ومناقبها وصراحتها وضميرها التي تنضح وتبثّ وتبعث وتثير المهابة والثقة
والطمأنينة في النفوس.
هذه المزايا ليست حكراً على "زعماء" ركبوا تيّارات موروثة أومستحدثة
التوليد وإنّما يستحوذها، بشمول نطاقها، قادة رأي مستحقّون دون الحاجة
لركوب المناكب، واللبنانيّون المحتشدون خارج تلك الصفوف لهم وزن راجح.
الغليان المحيط بلبنان ينعكس اضطراباً وتصدّعاً داخله يحتّمان سحبه خارج
نوّ دوّامته بقوّة قائد وطاقم حكم قديرين يكفّان أيادي المتلاعبين بدستور
وقوانين وسلطات ومؤسّسات الدولة، ويكبحان جموح المنفلتين من فلك الإنضباط
الوطني ويسيّجان حدود الوطن ويحرّران قراره من قيود وهيمنة الدول التي تمعن
باختراق سيادته ولو عبر اتباع محليين.
توق هكذا قائد وطاقم حكم إلى تقويم وتصحيح العلاقات مع الخارج، يفتح ابواب
التعاون البنّاء ويقفل "النوافذ الخلفيّة" بوجه التسلّل والعبث بأسس الدولة
وحياة المواطنين.
كما يكون، بطبيعته النقيّة وتركيبه الخالي من العيوب وتأثيره المنشّط،
مضاداً للفساد ونافخاً للعافية ونافحاً لهالة من الثقة تشعّ في كلّ اتجاه.
خطّة هذا الفريق الناجح رفع المصلحة الوطنيّة نحو شموخ الأرز مستلهماً
مغازي "خريطة" العلم الوطنيّ.
فريق حكم قدير يعيد للبنان رسالته وهويّته وصحّته ونشاطه ورونقه ودوره
الريادي ويستثمر فيه مناجم المعرفة والخدمات وآبار البترول والغاز الدفينة
ويستغلّ متحف لبنان الأثريّ والحضاريّ والسياحيّ.
فريق حكم وطيد لا يرهبه ترهيب ولا يغريه ترغيب يكون معيناً ومدداً للنفوس
الحرّة والقويّة والأبيّة ورافعةً للنفوس الضعيفة ومروّضاً للنفوس الجامحة
والمتمرّدة والشاردة يعيدها إلى رشدها ويأويها في هدأة ورعاية كنف الوطن.
فريق حكم رشيد يقنع المهتاجين والمتهوّرين بالإنكفاء عن النار الملتهبة
"خلف" الوطن كي لا يستخدمهم "الغير" وقوداً لها بينما يوفّر هذا الغير
"نفسه" من لذعها ليقبض " ديّتهم" في سوق التفاوض على التسويات التي تُعدّ.
في "حجب دخان" هذه النار، التي يؤججها "وقود دفينة" ومستوردة، يأتلف ويختلف
مضرموها و"مطفئوها" ليحصوا آلاف الأشلاء ويحصدوا مآسي نزوح مئات آلاف
المذعورين.
فريق حكم يعلّم محبّة الوطن ويرفعها في وجدان مواطنيه إلى مرتبة فضلى لا
يفوقها أيّ هوىً (هوى وطني فوق كلّ هوى جرى في عروقي مجرى دمي).
فريق حكم يجعل الوطن محضناً رؤوماً وآمناً يحتضن أبناءه المغتربين
والمقيمين ويولي العناية اللازمة لمئات آلاف اللاجئين على أمل حلّ مشكلتهم
بمساعدة المجتمع الدوليّ.
هذا المجتمع الدولي الذي استوعب تضاد القطب الروسيّ، بعدما تفاقم الإرهاب
وتناسخت عمليّاته لتروّع الوجدان الإنسانيّ، جمع شمله ليصعّد وينسّق غاراته
الجويّة على الكيان الهجين المتدثّر زوراً بالدين ويكثّف مساعيه لتفعيل
تفاوض سوري ينهي النزاع ويمهّد لابتداع صيغة حكم تلائم مرتجيات كامل شرائح
المجتمع السوري.
القضاء على الأرهاب يقتضي، إضافة إلى اجتثاثه من بؤره واقتلاعه من جذوره،
تقصّي ومقاصصة مموّليه ومفخّخي أذهان وأجساد العالقين بحبائله وإقفال وسائل
تواصلهم.
|