بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com

tomihabib@hotmail.com


نحو عقد مؤتمر كلـــــداني عالمي

090101

 لمناسبة حلول السنة الميلادية المباركة الجديدة عام 2009 اطرح هذا المقترج :

الكلدانيون جزء اساسي من الفسيفساء الذي يتكون منه العراق ، وهم قوم عراقي اصيل قطن ديار بلاد ما بين النهرين منذ اقدم العصور وساهم في بناء الحضارت البنهرينية .

ولعل آخر ما قدمه للمسيرة الحضارية البشرية قبل حوالي ثلاثة الاف سنة هو التقويم الشمسي وهو تقسيمه الوقت  الى السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة والدقيقة والثانية ، والى اليوم يعمل بهذا النظام الذي اخترع في زمن الدولة الكلدانيـــــــــــــــــــــــــة ( البابلية الحديثة ) ، وبقاياهم يقطنون هذه الديار الى اليوم وهم يمثابة الهنود الحمر في امريكا والسكان الأصليين في استراليا .

اليوم هذا القوم مشتت جغرافياً في أرجاء المعمورة وهو ايضاً مشتت الرؤيا في الهوية والألتزام بها ،

إن شعبنا الكلـــــــــــــــداني يتعرض اليوم الى التهجير القسري من اماكن تواجده تحت وطأة الأرهاب وهو في نهاية المطاف يؤول الى الأندثار ، فيما نلاحظ انتشاره في  شتى اركان المعمورة . وهكذا يصبح من الضرورة القصوى في هذا الزمن انعقاد مؤتمر كلـــــداني عالمي ، فالمؤتمرات واللقاءات عموماً تعتبر وسيلة ديمقراطية متطورة لتبادل الأفكار والخبرات ، وهي وسيلة فعالة لحماية الهوية القومية من التهميش والنسيان .

كنت قد اجريت اتصالات عديدة مع شخصيات كثيرة من ابناء شعبنا الكلــــــداني داخل الوطن وخارجه ، وكان ثمة إجماعاً على ضرورة انعقاد مثل هذا المؤتمر .

 الأفكار المطروحة في مكان عقد المؤتمر إما ان يكون في الوطن العراقي او في دولة من دول اوروبا او اميركا. والمقترح بموعد انعقاد المؤتمر هو النصف الثاني من عام 2009 م .

المطلوب حضور شخصيات سياسية واجتماعية وممثلي احزاب ومنظمات وكتاب ومثقفين ولفيف من ابناء شعبنا في مكان انعقاد المؤتمر  .

البحث في التحديات التي تعترض سبل المحافظة على هذا الشعب والمحافظة على لغته وهويته القومية ، وكما هو معلوم فإن إخواننا الأشوريون يمسكون بأوراق مصير شعبنا الكلداني ، فيجب الا نبقى حمائم اكثر من اللازم ، فنحن ملزمون بالتحرك للحفاظ على اسمنا وكينونتنا وشخصيتنا وكرامتنا وقوميتنا الكلدانية ، وأن نسير مرفوعي الرأس ، ولسنا اذيال لكائن ما .

لقد تعرض كتابنا ومفكرينا الكلدانييـــن الى قمع فكري ، تحت ذريعة  ان اية افكار تروج لفكر كلــــداني مستقل يفسر على انه تهديم لكيان الوحدة القومية وغالباً ما يوسم كاتبها بالخيانة والتآمر على الأمة .
المؤتمر ليس بديلاً للاحزاب القومية الكلدانيــــــة الحالية ولا يتقاطع معها او مع اهدافها إنما يشكل المؤتمر كياناً مكملاً ومؤازراً ويعمل على تعضيد هذه التنظيمات السياسية منها ، ومنظمات المجتمع المدني التابعة لشعبنا في الوطن وفي العالم . بمعنى آخر ان المؤتمر وسيلة متطورة لبناء البيت الكلـــــداني في الوطن الأم وفي دول المهجر .

المؤتمر يعمل مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيـــــة ، التي عملت عبر التاريخ على الحفاظ على اللغة الكلدانيـــة ( كلذايا) وطقوسنا واسمنا القومي الكلــــداني وأثبتت الكنيسة عبر التاريخ انها مؤسسة أمينة للحفاظ على تراث شعبنا وتاريخه رغم ما تعرضت له من ضغوط بجهة  تهميش هذا التراث وهذا الأسم وتلك الطقوس واللغة الليتورجية التاريخية . إن كنيستنا مؤسسة امينة قامت بواجبها التاريخي القومي ، وفي الراهن تواصل دورها وبنفس الروح من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها ، وإن عمل المؤتمر المقترح اليوم  ينبغي ان يتم بمباركة الكنيسة .

شعبنا الكلداني يعيش في شتى ارجاء المعمورة وعليه فإن المؤتمر سيكون وسيلة حضارية فعالة ومنهج عملي لتبادل الخبرة والأفكار ومن ثم وضع مقترحات وأفكار  لتحقيق الأهداف المناطة بهذا المؤتمر .

((( قبل عقد المؤتمر بحوالي ستة اشهر ، ينبغي ان تنبثق هيئة تحضيرية ، بمثابة لجنة تأسيسية ))) للمؤتمر مهمتها القيام بالترتيبات اللازمة للمؤتمر ، وبعد التشاور يكون الأتفاق على موعد المؤتمر ومحل عقده، وجدول اعمال المؤتمر ، وكتابة مسودة النظام الداخلي للمنظمة الكلدانيــــــة العالمية التي ستنبثق من المؤتمر .

 إن ما اوردته في هذا المقال من افكار هي  مجرد مقترحات ، لان كل هذه الأمور وغيرها من مهام الهيئة التحضيرية . 

 المحاور العامة للمؤتمر :

1ـ التعريف بهوية الشعب الكلداني بأنه شعب اصيل في بلاد ما بين النهرين ، والكتابة للمنظمات الدولية ، الأمين العام للأمم المتحدة منظمات حقوق الأنسان والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الأقليات ، وحكومات وبرلمانات الدول التي يعيش فيها الكلدانيــــون اليوم .

2 ـ تسجيل شعبنا الكلداني في المجلس المركزي لمنظمة الشعوب والأمم غير الممثلة في الأمم المتحدة

{ Unrepresented Nations and Peoples Organization } والمعروفة اختصاراً       ( UNPO  ) وهي منظمة تضم الأمم والشعوب غير الممثلة في الأمم المتحدة . وشعبنا الكلداني العريق واحداً من هذه الشعوب وكان ينبغي ان ينضم الى هذه المنظمة منذ عقود ، لكن كما يقول المثل ان تصل متأخراً خير من الا تصل مطلقاً ، وأضع هذه المهمة امام المؤتمر الكلــــــــداني العالمي الأول .

3ـ توحيد المجتمعات الكلدانيـــــة المنتشرة في بلاد المهجر حول هويتهم وحثهم على التمسك بالهوية القومية بغية الأحتفاظ بلغتهم وتراثهم وتاريخهم ونقلها الى الأجيال القادمة .

4ـ دراسة ما يمكن تقديمه لأهلنا الصامدين في الوطن إن كان في مدن العراق ، او في اقليم كردستان أو مدننا وقرانا الكلدانيــــــة في سهل نينوى ، وتقديم ما  يمكن تقديمه لهذا الشعب الصامد ليبقى متمسكاً بأرض أجداده ،  وكيف نستطيع نحن في المهجر ان ندعم شعبنا الكلداني خاصة وشعبنا المسيحي عامة في الوطن الأم ؟

5ـ دعم الأحزاب القومية الكلــــدانية ومنظمات المجتمع المدني : الأجتماعية ، الفنية ،الرياضية ، الجمعيات الخيرية ، النوادي  إن هذه المنظمات هي الوعاء الطبيعي  لنشر الوعي القومي والتمسك بالهوية القومية .

6 ـ التعاون والتنسيق مع المنظمات والأحزاب القومية الشقيقة كالتنظيمات الآشورية والسريانية بهدف توحيد الخطاب السياسي والدخول في تحالفات مشتركة وتنسيق العمل السياسي المشترك .

7 ـ تنفيذاً للفقرة ( 1) يحاول المؤتمر الأتصال بالقيادة الكردية بهدف إرجاع اسم القومية الكلدانيــــــة الى مسودة الدستور الكردستاني وبصورة مستقلة وكما كان سابقاً في هذا الدستور وكما هو مذكور في دستور الجمهورية العراقية في المادة 125 .

8 ـ إن إلصاق اسماء المنظمات التابعة لاحزاب آشورية منها منظمة الطلبة الكلدوآشوريين ، ومجلس الشعب الكلداني السرياني الآشوري ، والمجلس القومي الكلدواشوري السرياني ، وجعل تلك الأسماء المركبة الغريبة كهوية قومية لنا نحن الكلدانييـــــن ، ينظر الى ذلك بأنه إجراءاً تعسفياً غايته النيل من قوميتنا الكلدانيــــة ، والحد من قيمتها وجعلها بمستوى منظمات تابعة لتلك الأحزاب الآشورية التي تحتفظ بتسمياتها الآشورية ولا تقبل التنازل عنها ، في حين تبذل المساعي مع الكلـــدانييـــن  للتنازل عن اسمهم القومي ، على المؤتمر وضع حد لهذه الفضيحة المستهجنة . 

9 ـ يجري في المؤتمر الأتفاق على العلم الكلــــــداني والعمل على ترويجه كعلم عام للكلــــدانيين ، ويجري تقديمه على انه رمز يمثل التاريخ الكلـــداني العراقي في بلاد ما بين النهرين ( العراق ) .

10ـ مناقشة إمكانية تأسيس موقع الكتروني للمؤتمر مع صدور مجلة سنوية او نصف سنوية ،فيها دراسات تاريخية واجتماعية وثقافية عن شعبنا الكلــــداني في بلاد ما بين النهرين .

11 ـ مناشدة الأوساط المسؤولة في قناة عشتار الآشورية  الشقيقة ان تخصص بعض وقتها لبرامج كلدانيــــــــــة ، تعكس الثقافة الكلدانية والجوانب المشرقة لهذا الشعب حيث ساهم في بناء الحضارات العراقية ، وإنه اليوم يتعرض الى التهجير القسري والأرهاب ، ويعاني من تهميش ثقافته وقوميته في وطنه العراق .

12 ـ يبلور المؤتمر فكرة الحكم الذاتي لشعبنا المسيحي في المدن والقرى الكلــــدانية في سهل نينوى ، والى جانب المكونات الأخرى في المنطقة كاليزيدية والعرب والأكراد والشبك ، ويجري الأتصال بالحكومة الفيدرالية في بغداد ، وحكومة اقليم كردستان بغية نيل شعبنا لحقوقه في وطنه العراقي  .

13 ـ الصوت الكلداني في الأعلام ما فتئ خافتاً خجولاً ، ولابد من إسماع صوتنا ليكون لنا وجود بين الموجودين ، فيُعمل على انشاء إذاعة صوت الكلدانيين في المنطقة حيث ان شعبنا الكلداني يفتقر الى اي فضائية او إذاعة ناطقة باسمه ، فهنالك المحطات الكردية والعربية وللشبك مؤخراً اذاعة صوت الشبك ، وينشط الأخوة الآشوريون بالهيمنة على الأعلام في المنطقة حيث لهم فضائتي آشور وعشتار ولهم إذاعة صوت اشور ناهيك عن المجلات والصحف والمواقع الألكترونية التي تخدم خطاب الفكر القومي الآشوري تحديداً . ونبقى نحن الكلـــــدان الوحيدين في الساحة نستجدي طرح كلمتنا في هذه القناة او تلك الأذاعة او تلك المجلة ...

14ـ ابواب المؤتمر مفتوحة للمستقلين من ابناء شعبنا وكذلك للعاملين في احزاب ومنظمات وجمعيات ونوادي كلدانيـــــة . ويمكن لهؤلاء جميعاً الأشتراك باللجان المنبثقة عن المؤتمر ، كما ان المؤتمر ليس بديلاً لاحزابنا القومية وليس فوقها إنما هو معاضداً وجهوده موازية لجهود تلك الأحزاب .

15 ـ المؤتمر الكلداني العالمي ليس موجهاً ضد جهة او فئة او شريحة معينة ، إنما يستهدف وضع الهوية الكلدانية في مكانها الطبيعي بين المكونات العراقية ، وفي المحافل الدولية ، وإن كان لا بد من التشبيه فهو موازِ لما يعقد باسم المؤتمرات الآشورية العالمية . وهو لا يستهدف تهميش او إلغاء او احتواء او إقصاء المكونات الأخرى من اشقائنا السريان والآشوريين فنحن جميعاً شعب مسيحي واحد وجزء لا يتجزأ من الشعب العراقي .

البحوث المقترحة في المؤتمر

1 ـ الهوية الكلدانية في التاريخ .

2 ـ التعتيم على الهوية الكلدانية ومحاولة تهميشها من قبل الأحزاب والكتاب الآشوريين .

3 ـ الكلدانيون الأوائل في الولايات المتحدة ودورهم في حفظ الهوية الكلدانية .

4 ـ الكلدانيون تحت الحكم الوطني للدولة العراقية الحديثة .

5 ـ الفنون والآداب ودورها في تقوية اواصر التواصل الهوياتي لشعبنا الكلداني .

6ـ تخوين كل من يدعي القومية الكلدانية ، قرار لا مبرر له من قبل الأحزاب القومية الآشورية .

7ـ اواصر المحبة والتعاون بين مكونات شعبنا المسيحي من الكلدانيين والآشوريين والسريان .

8 ـ دور منظمات المجتمع المدني في تنمية المشاعر القومية والتمحور حول الهوية .

9 ـ الكنيسة ودورها التاريخي في الحفاظ على الهوية الكلدانيـــة .

10 ـ الرياضة عامل توحيد وإعتزاز بالهوية .

11 ـ العمل السياسي الكلـــــداني في دول المهجر .

12 ـ الأعلام ودوره في بعث الوعي القومي .

13ـ إرساء دعائم التمسك بالأرض في الوطن العراقي .

14 ـ اخلاص الكلدانيون للهوية العراقية والأنتماء العراقي .

15 ـ الكلدانيون ملح المجتمع العراقي ، وهم واساطة محبة في التكوينات العراقية الجميلة : العرب والأكراد والتركمان والأرمن والآشوريون والسريان واليزيديون والشبك والصابئة المندائيون .

إن جهودي الشخصية كانت تكثيف الأتصالات مع شخصيات سياسية من أبناء شعبنا الكلــــداني في الوطن ولقيت تجاوباً متحمساً ، هذا إضافة بعض الأتصالات مع رجال الدين من كنيستنا الكاثوليكية الكلدانيـــة حيث كانوا مع فكرة عقد المؤتمر ، كما اتصلت بشخصيات عديدة في الولايات المتحدة ولقيت الفكرة تأييداً كبيراً .

زمان انعقاد المؤتمر هو النصف الثاني من عام 2009 ليجري التحضير الوافي له ولانجاز البحوث المهيأة ، لكن سيبقى القرار الأخير بيد الهيئة التحضيرية للمؤتمر .

اهيب بزملائي الكتاب لابداء وجهات نظرهم ان كانوا مؤيدين او معارضين للفكرة ، كما آمل ان تلقى الفكرة التأييد والدعم من قبل ابناء شعبنا الكلـــــداني ، ومن اشقائنا الآشوريين والسريان .

إن الأفكار المطروحة في هذا المقال هي مجرد مقترحات لبرنامج عمل ومن المؤكد ثمة أفكار وطروحات أخرى مطابقة او مخالفة لما ورد في هذا المقال ، كما ان الرأي الأخير سيكون منوط  بطروحات الهيئة التحضيرية للمؤتمر ، ومن ثم تكون مقررات المؤتمر هي المنهج المشروع الذي يجري السير بموجبه لحين انعقاد مؤتمر ثان .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها