اقرأ
المزيد...
عون الله و وثيقة الحمار
بقلم:
جودت حنين طعون
2006-05-27
بعض الأخطار
التي وافق عليها عون الله في وثيقة الحوار مع نصر الله يجوز الحوار مع حزب
قائم على اساس دين الاسلام ويستمد مبادءه من تعاليمه و نتائج هذا
الحوارمرفوضة
وغير
مضمونة
لانها
ستكون على حساب المحاور الآخر و من يمثل ذلك لتناقض الحزب القائم على اساس
دين الاسلام مع الديموقراطية كون اساس وجوده و استمراريته تعتمد على مبداء
الغاء الآخر
لايوجد في
نص الوثيقة اي اشارة من عون الله على تركيزه على المحافظة على هوية و مستقبل
لبنان المسيحي رغم وجود ذلك في الدستور التي ستساهم ديمقراطية عون الله
التوافقية في تغير من خلال صيغة جديدة ستوف تعتمد النسبية إن الديمقراطية
التوافقية تبقى القاعدة الأساس للحكم في لبنان، لأنها التجسيد الفعلي لروح
الدستور، ولجوهر ميثاق العيش المشترك. من هنا فإنّ أيّ مقاربة للمسائل
الوطنية وفق معادلة الأكثرية والأقلية تبقى رهن تحقّق الشروط التاريخية
والإجتماعية لممارسة الديمقراطية الفعلية التي يصبح فيها المواطن قيمة بحد
ذاتهو هنا مكمن الخطر فبعد فترة من الزمن سيكون اهم مساءلة وطنية عند حزب
الله هي قضية مسيحية لبنان،
فموجب
ديمقراطية عون الله التوافقية و وجود عدد هائل من المسلمين في لبنان لن يجد
عون الله مكان له و لاتباع طموحه في الوصول الى السلطة و لا للمسيحيين فعون
الله تناسى التزايد السكاني للاسلام و تحديد النسل المعروف و الهروب
الجماعي للمسيحيين من لبنان.
قانون
الإنتخاب:
إن إصلاح
وإنتظام الحياة السياسية في لبنان تستوجبان الإعتماد على قانون إنتخاب عصري
(قد تكون النسبية أحد أشكاله الفعالة) ولكن بالواقع ستكون النسبية احد اهم
اشكالياته لانه سيصبح نسبة التمثيل الشعبي للمسيحيين قليلة قياسا مما يهدد
كيان لبنان المسيحي.
كما ان الحد من تاثير المال السياسي من خلال قانون
الانتخاب يتناقض مع مبادئ الديقراطية ووالحريات الاقتصادية او الديموقراطية
التوافقية كما يريدها عون الله.
إن بناء دولة
عصرية تحظى بثقة مواطنيها وقادرة على مواكبة إحتياجاتهم وتطلعاتهم وعلى توفير
الشعور بالأمن والأمان على حاضرهم ومستقبلهم، يتطلب النهوض بها على مداميك
راسخة وقوية لا تجعلها عرضة للإهتزاز وللأزمات الدورية كلما أحاطت بها ظروف
صعبة، أو متغيرات مفصلية،
كيف سيشعر
المسيحي بالآمان و الامن وانت تتخلى عن هويته التي قام اساسها لبنان و جميع
اللبنانين سلموا اسلحتهم باستثاء حزب الله وهل انت احد المداميك الراسخة و
القوية التي ستساهم في بناء الدولة و انت هربت من المعركة عند اول هزة وازمة
حكم.
المفقودون خلال الحرب
ان هروب عون
الله من اليرزة ساهم في فقدان الكثير من اللبنانين و كذلك حزب الله سلم
الكثيرين الى اجهزة المخابرات السورية
.الإصلاح
الأمني
وضع خطة
أمنية متكاملة تقوم على مركزية القرار الأمني وتنهض على تحديد واضح للعدو من
الصديق، ولمكامن التهديد الأمني ومنها مسألة الارهاب والثغر الأمنية الواجب
معالجتها ان عون الله و حسن نصر الله هما مكمن التهديد الامني للبنان المسيحي
فرجوع عون الله الى الى لبنان تم بوافقة و دعوة خاصة من السلطات السورية من
اجل ضرب المعارضة المسيحية ،
ويتجلى
الخطر بعدم تخلي حزب الله عن سلاحه لانه اداة بيد ايران و سوريا
وياتي
دوره مهددا الامن اللبناني من خلال اعطاء اسرائيل الذريعة لترد على هجمات
حزب الله الارهابية
.
يكون متوهم
من يعتقد بانه من خلال مذكرة الحوار بين عون الله ونصر الله ستقوم سوريا
بترسيم الحدود و ستكشف سوريا عن مصير اللبنانين المعتقلين لديهاو المشوهين
بفعل التجارب السرية
التي تقوم
المخابرات الجوية فلا عون الله ولا نصر الله يستطيعان ان يفعلا شيئا مع
سوريا فقط مجلس الامن و قراراته
حماية
لبنان وصيانة استقلاله وسيادته
بوجود عون
الله ونصر الله سيبقى لبنان اسير الخوف من ضياع هويته الحقيقية لان حزب الله
لن يرمي سلاحه و لن ينخرط في صفوف الجيش لانه عندما شعر بان لبنانية شبعا
ستثبت
و ستسلم
اسرائيل المزارع و ستعيد الاسرى اللبنانين و لن يكون له سبب للابقاء على
السلاح اسرع الى اعلان شرط جديد خارج اطار المذكرة لتمحي المذكرة و تمحي عون
الله نفسه
و تجر
لبنان الى حرب طويلة الامد و هو البعد الاستراتيجي لمنطقة الشرق الاوسط و لم
يعط اي ايضاح عن هذا البعد ولكن مفهوم للقاصي و الداني بانه سيكون اداة رد
في حال ضربت ايران و سوريا من قبل امريكا
.
فاين عون الله
من مذكرة ملغاة قبل توقيعها ، فهنيئا لك بهذا التحالف
الذي يخذل
الشعب اللبناني المسيحي و المسلم ،
و لكن
اعلم ان الشعب اللبناني اصبح عنده وعي واضح عن احلامك في الرئاسة التي لن
تتحقق فعد الى فرنسا كما اتيت و لا تدخل في مهازل وطنية واضحة النتائج.
|