جودت
حنين طعون
19-10-2006
مما
لا شك فيه أن إيران قوة عسكرية واضحة في الشرق الأوسط و خصوصا بعد
انتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي كانت محاولة فاشلة من
المواقع السنية المتمثلة بالخليج العربي في كبح جماح ظهور دولة
شيعية قوية فلقد ارتأت أن السيطرة الحقيقة على الخليج العربي تكمن
في أن تتملك إيران أسلحة لا يمكن لدول الخليج العربي ان تتمكلها و
هي متمثلة بالسلاح النووي فاستغلت تقاطع المصالح الواضح بين روسيا
و الصين من الشرق و أمريكا من الغرب فروسيا تلهث وراء المال
الأجنبي الذي يعود عليها من بناء المفاعلات النووية لإيران و الصين
تلهث وراء النفط الإيراني العائد لها من بيع الأسلحة
كما
استفادت إيران من بطئ تعامل أوربا مع مشاكل المجتمع الدولي المبني
على الحوار و المفاوضات قياسا للتعامل الأمريكي.
فتحت اسم المفاوضات و ظلها سارعت إيران من اجل الحصول على
تكنولوجيا التخصيب و نجحت و أقرت بذلك و لم تتحرك أوربا التي
تتفاوض مع إيران من اجل عدم الحصول على تكنولوجيا التخصيب و هي
تراوغ تحت نفس بند المفاوضات على الوصول إلى درجة التخصيب اللازم
للأغراض العسكرية, فضربت إيران جميع المقاييس الدولية التي كانت
تتوقع أن تحصل على تكنولوجيا التخصيب خلال فترة طويلة من الزمن
بينتما حصلت عليها بفترة قصيرة.
فقط دولة إسرائيل نجحت في توقعاتها و كانت تحذر المجتمع الدولي من
خطر حصول إيران على تكنولوجيا التخصيب.
الآن عادت الأمور إلى أن إيران بحاجة إلى فترة زمنية طويلة من اجل
الحصول على القنبلة النووية و لكن من يضمن ذلك و من يستطيع تأكيد
قدرات المفاعلات النووية السرية أو معامل التخصيب التي يسمونها
خبراء الطاقة الدولية بأنها معامل بدائية تستخدم أجهزة طرد مركزي
قديمة و تحتاج إيران إلى زمن طويل للوصول إلى درجة التخصيب اللازم
للأغراض العسكرية و لكن الجميع تناسى العدد الكبير من معامل
التخصيب الموجودة والقادرة على التخصيب لأغراض عسكرية بزمن قليل
ضمن العدد الكبير من معامل التخصيب البدائية .
فإيران تسعى من خلال التأخير بالردود و المماطلة و المفواضات
الوصول إلى مرحلة اللاعودة فلا احد يستطيع أن يؤثر عليها لا
بالمفواضات و لا بالعقوبات و لا عسكريا .
و
بالتأكيد ستعود الأمور بعد مرحلة وصول إيران إلى درجة التخصيب
لأغراض عسكرية إلى أن تستطيع تصنيع قنبلة نووية تثبت في حشوة راس
الصاروخ الباليستي.
لقد صفعت إيران المجتمع الدولي كاملا عندما أعلنت عن بدء عمليات
التخصيب بالرغم من معارضته ووقف المجتمع الدولي صامتا أمام تلك
الصفعة و لكن مرحلة جديدة من الندم الدولي لن تنفع.
و
لكن الأمل كبير و واضح بدولة إسرائيل التي ستقوم بواجبها اللازم
للدفاع عن وجودها ككيان قائم في الشرق الأوسط و خصوصا بأن نوايا
إيران الشريرة بدت واضحة للعالم اجمع و مازال الجميع في إيران
يرددون بضرورة إنهاء دولة إسرائيل عن الوجود من جهة و تكون هي قوة
المجتمع الدولي الرادعة من جهة أخرى لتعيد الكرة مرة أخرى كما فعلت
في لبنان عندما أجبرت الإرهابيين في حزب الله و المحتلين العرب
السوريين في لبناننا الحبيب على تنفيذ قرار 1559.
و
دولة إسرائيل لديها كامل المبررات للقيام بضربة عسكرية شاملة لتشل
كامل قدرات إيران النووية و العسكرية خصوصا بعد جهوزية نظام الدفاع
الجديد المضاد للصواريخ - الذي كان معطل العمل به بناء لطلب رئيس
دولة إسرائيل الأسبق ايهود باراك- المعتمد على أشعة الليزر التي
تعترض الصواريخ و تفجرها بمجرد ملامسة الأشعة لجسم الصاروخ البعيد
المدى و القصير مما يتم التأكيد على عدم جدوى تسلح حزب الله
الإرهابي بعشرين ألف صاروخ لأنها سوف تسقط على رؤوس مطلقيها.