الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...
 

 

       جورج سولاج


هذا هو المطلوب من سوريا

الثلاثاء 19 تموز 2011

 سيناريوان يتم تداولهما سرا في الأروقة الدبلوماسية.

 الأول، إن انقلابا عسكريا كان يراهن عليه لاطاحة النظام في سوريا، قد فشل، لأن الجيش السوري أظهر تماسكا قويا، وإن الفكرة المحورية كانت ترمي الى إثارة القلاقل في منطقة درعا أولا، نظرا إلى قربها من الحدود الأردنية والجولان، ما يسهّل وصول الإمدادات إلى "الثوار"، ثم في مناطق حدودية أخرى مع لبنان وتركيا.

 ويجزم هذا السيناريو بأن العمل العسكري الذي يغرق سوريا في الفوضى على المدى القريب، يليه مخطط دقيق لانهيار اقتصادي عبر تشديد العقوبات حتى إذا تمكن الغرب من استصدار قرار من مجلس الأمن بتجميد الأصول المصرفية المودعة في البنوك الخارجية، يدفع سوريا نحو الهاوية.

إلا أنّ قرارا بهذا المستوى لا يبدو في متناول اليد. فالصين ربما تتخطى وقوفها المبدئي إلى جانب دمشق في حال جرى التلويح بقطع امداد النفط السعودي عنها، لكن روسيا ليست في وارد التخلي عن الفيتو على أي قرار ضد سوريا في المدى المنظور.

 أما السيناريو الثاني فيكشف أن لا قرار غربيا بإسقاط النظام، وأن واشنطن ما زالت تمارس سياسة "الجزرة والعصا" معه، وأنها لم تقطع الأمل حتى الآن في إمكان تغيير سلوكه، بما يؤمّن المصالح الاميركية الحيوية في الشرق الأوسط.

 ولعل ابلغ دليل إلى ذلك هو أنه على بعد أميال معدودة من مكان اجتماع المعارضة السوريّة في اسطنبول، نهاية الأسبوع الماضي، اكتفت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإلقاء "قنبلة صوتية" على ما يجري في سوريا.

 لم تفكر في الاجتماع بالمعارضين، بل أثنت على جهد نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في إقناع إيران لإيجاد حل سلمي يضمن استقرار سوريا، على أساس أن الخيار الأمني الذي تعتمده دمشق يعوق أي مبادرة للحل السياسي.

 حتى هذا، رآه بعضهم في واشنطن مبالغا فيه، وحذّر عبر "الواشنطن بوست" من "التصريحات الحازمة التي تلزم أميركا سياسة السعي إلى تنحية الرئيس بشار الأسد".

 وقيل إن كلينتون "تحمّست شخصيا" وإن السفير روبرت فورد ذهب إلى حماه "بمبادرة شخصية"، وكأنّ هناك انقساما داخل الإدارة الأميركية حول الرد المناسب على قمع المحتجين.

 والحقيقة أن واشنطن تمارس لعبة الوقت في انتظار ما ستؤول الأوضاع إليه لتحدد خيارها النهائي، إما باستعمال "الضربة القاضية" أو بعقد صفقة شاملة مع النظام السوري.

 وتظهر وثائق سرية مطالب أبلغت إلى دمشق، وأبرزها:

 1 - إعادة النظر في العلاقة مع إيران.

 2 - وقف دعم "حماس" ومنظمات أخرى واستخدام نفوذ سوريا لتقليص سلوكها "التدميري".

 3 - الإمتناع عن التدخل في لبنان وعدم تسهيل إعادة تسليح حزب الله.

 4 - عدم السعي للحصول على سلاح نووي وأي أسلحة غير تقليدية.

 5 - إنهاء عمل شبكات المقاتلين الأجانب الناشطين داخل الأراضي السورية، وتحسين تعاون دمشق مع جهود مكافحة الارهاب.

 6 - إستئناف المحادثات مع إسرائيل عبر الوساطة التركية.

 7 - وقف العنف وفتح حوار جدي مع المعارضة تمهيدا لإجراء إصلاحات حقيقية.

 وتلحظ الوثائق أن واشنطن لن تعقد اي صفقة مع سوريا على المحكمة الخاصة بلبنان ولا على سيادته.

 إلا أنه بعيدا من هذين السيناريوين، هناك حقيقة ماثلة حتى إشعار آخر، وهي أن الشارع السوري لم يهدأ بعد، بل يزداد حجما وصخبا، ما ينذر بإطاحة كل الحسابات والتوقعات.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها