الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

       جورج سولاج


تحضير لاقتحام عكار والشمال؟

دخل لبنان مرحلة جديدة. ما بعد معركة القُصير ليس كما قبله. ولا أحد يمكنه أن يضمن أمناً واستقراراً بعد اليوم في أي منطقة ومحلة، بعدما تمّ ربط وحدة المسار والمصير بين لبنان وسوريا عملانياً، وأصبح شعار النأي بالنفس مغامرة بالبلد والنفس، خصوصاً في ظل فراغ خطير على مستويات السلطات السياسية والأمنية والعسكرية، إذ لا حكومة أصيلة، ولا إنتخابات نيابية في موعدها الدستوري على رغم مسرحية البحث عن قانون إنتخابي وترشيحات وبدء الترتيبات لإجرائها، ولا مجلس عسكرياً في الجيش ولا مجلس قيادة في قوى الأمن الداخلي...

من هنا يُمكن قراءة العمل الإرهابي الذي تمثل بإطلاق صاروخي "غراد" على الشياح، والذي تعدّدت التكهنات حول أسبابه ومن يقف وراءه، ومن أبرزها:

اولاً: إن الرأي الغالب أن هذا العمل الإرهابي حمل رسالة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله غداة خطابه، مفادها " أتيتم إلينا فسنأتي إليكم. ولستَ أنت من يُحدّد ميدان القتال ويُقرّر زمانه".

ثانياً: أن يُعزّز هذا العمل مناخ الفوضى ويُرجّح حجة عدم القدرة على إجراء الإنتخابات النيابية إذا كان البعض لم يقتنع بعد بما يحصل في طرابلس من خضّات، ولم يرَ أن حرباً حقيقية كبرى تدور حولنا، وإن من شأنها أن تُحدّد مصير سوريا ولبنان والمنطقة برمتها، وإن الإحتكام اليوم ليس لصناديق الإقتراع، وإنما لصناديق الأسلحة والذخائر.

وعلى رغم أن استخدام هذا النوع من الصواريخ، غير الدقيق في إصابة أهدافه، لا يشكّل تهديداً جدّياً لـ"الحزب"، بل على العكس يشدّ العصبية حوله ويمنحه مبرراً لحركة أوسع، (كما نشر عناصره بكثافة في مداخل الضاحية الجنوبية واتخذ تدابير أمنية مشدّدة) غير أن الخطورة في الموضوع، أن يكون إطلاق الصاروخين أول غيث المواجهات الأمنية بين من يقف خلفه وبين "حزب الله" في أكثر من منطقة، في ظل الإحتقان المذهبي غير المسبوق، وبروز الحركات المتطرفة، وانكفاء القيادات السياسية المعتدلة التي لم تعد تستطيع الإمساك بالشارع.

وما يزيد القلق، إعلان وسائل إعلام "الحزب" أمس، عن "نية لدى المجموعات المسلحة المنتشرة في قرى عكارية قريبة من الحدود السورية اللبنانية للقيام بأعمال عسكرية عدائية ضد مواقع الجيش السوري المنتشرة داخل أراضيه إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية". فهل يمهّد هذا الكلام لقرار بامتداد معركة القصير وضواحيها إلى الشمال اللبناني واقتحام قرى عكار ووادي خالد؟

فعلاً، دخل لبنان مرحلة جديدة، إنها مرحلة المفاجآت.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها