الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 
 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

       جورج سولاج


هل تُسرّع «عاصفة» أوباما إطاحة الأسد؟

لن تطول حال الجمود في الحرب السورية، على عكس الوضع اللبناني الذي ينوء بتداعياتها وتأثيراتها من جهة، والهجوم الدبلوماسي الذي بدأت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها بشنّه في الشرق الأوسط بعد زيارة الرئيس باراك أوباما المنطقة.

ومن البديهي أن تخضع عملية تأليف الحكومة العتيدة، في شكلها وبرنامجها، إلى موازين القوى الجديدة في النزاع السوري، وما يُخطّط للمنطقة في ضوء تشجيع اميركي للقمة العربية وبعض الدول الأوروبية بتشريع تسليح المعارضة السورية، بما يُتيح لها كسر الجمود المسيطر ميدانياً بينها وبين "النظام".

فعندما استُبعد الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار وبعض المستقلّين من الحكومة الماضية عام 2011، كان النظام السوري يعدّ العدّة استباقاً لمواجهة الإحتجاجات الشعبية المرتقبة، وحسم النزاع عسكرياً وأمنياً على الأرض في غياب موقف دولي حازم لمواجهته.

اليوم، تبدّل المشهد، وتقلّص معه التأثير الإيراني والسوري على تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، ولكن إلى حدّ معيّن يعكس حال التعادل في النزاع السوري راهناً، ولا يقود تغييراً كاملاً في السلطة، من الممكن الوصول إليه في حكومة لاحقة بعد الحكومة المرتقبة، عندما تصل المواجهة في سوريا، وعلى سوريا، إلى هدفها في تغيير النظام.

بعد زيارة أوباما، وُضعت خطة تدخّل، أكثر دينامية في سوريا، يتمّ التمهيد لها بهجوم دبلوماسي لتشكيل تحالف إقليمي داعم للحرب لإطاحة الرئيس بشار الأسد والتحضير لحرب ضد إيران، حسب تقرير لـ"Globel Research".

من هنا، تمّت المصالحة التركية - الإسرائيلية، وتطيير الحكومة اللبنانية المؤيدة لدمشق، وإعطاء مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة، وتشريع إرسال الأسلحة إلى المعارضين، وتحذير العراق من استمرار تسهيل المساعدات الإيرانية جواً إلى سوريا، وتوسيع عمليات الـ CIA في تسهيل وصول شحنات الأسلحة التي فاقت 3500 طن إلى المقاتلين حتى الآن، بينها أسلحة من الجيل الثالث المضاد للدبابات K115-2Metis-M9 و Kornet E ، وتدريبهم على قتال الشوارع، ومكافحة إختراقهم مخابراتياً من اجهزة النظام، وتزويدهم بمعلومات حساسة توفّرها الأقمار الصناعية وطائرات الإستطلاع والتجسس من خلال محطة الـ CIA قرب الحدود التركية - السورية.

وتجزم مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية في واشنطن، أن أوباما اتّخذ خيار الحرب وليس خيار المحادثات للسلام في سوريا، لذلك من المتوقع أن يُقام جسر جوي لتزويد المعارضة بالسلاح، ما سوف يؤدّي إلى قتال أشد ضراوة وتدميراً، وإلى تغيير في النتائج على الأرض.

أما بالنسبة إلى جهود تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، فلن تكون في منأى عن هذه الحسابات والرهانات، خصوصاً وإن أفرقاء لبنانيين أساسيين ما زالوا يُشاركون في الحرب السورية، ولا يبدو أنهم مقبلون على تغيير استراتيجيتهم والنأي بأنفسهم في المرحلة القريبة المقبلة.

من هنا تبدو عملية تأليف الحكومة صعبة ومعقدة، كما الوضع اللبناني الذي يحتاج إلى حسم سريع للحرب السورية أو.. معجزة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها 

  الرئيسة |   | مقالات |  سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |                                                                                  تبرع |

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها