الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

       جورج سولاج


«عدو» أقوى من سوري

اتدخل منظومة الباتريوت التابعة لحلف شمال الاطلسي "الناتو" في تركيا حيّز الخدمة عملياً مطلع شباط المقبل، ويصبح في قدرتها إسقاط أيّ من الصواريخ السورية التي قد تستهدف الاراضي التركية.

إلّا ان نقطتين اساسيتين تستدعيان التعمق في دراسة وتحليل التدابير التي يتخذها "الناتو" لنشر ست بطاريات من المنظومات الأميركية والالمانية والهولندية المضادة للصواريخ "باتريوت" في مواقع محاذية للحدود السورية في تركيا.

1 - انّ القوات السورية مُنيت بضربات قاسية من الثوار، وباتت في موقع دفاعي عسكرياً، وهي بالكاد تدافع عن المناطق التي لا تزال تسيطر عليها، ولم يعد في قدرتها استعادة المبادرة العسكرية وإلحاق الهزيمة بالمسلحين المعارضين. وبالتالي، فهي لن تغامر في فتح جبهة خارجية، او في إطلاق صواريخ على الاراضي التركية، لأنها تعرف انّ عملاً من هذا النوع يستدرج تدخلا عسكريا خارجيا مباشرا ضدها ويُعجّل في سقوط النظام.

2 - ان اتفاقا سريا تمّ بين واشنطن وموسكو، حسب تسريبات روسية، لتحييد الأسلحة الكيميائية السورية، فابتعدت مجموعة السفن الاميركية، بقيادة حاملة الطائرات "إيزنهاور"، وعلى متنها 2000 عنصر من "المارينز" عن السواحل السورية الشهر الماضي، إفساحاً في المجال امام سفن حربية روسية لتدخل المياه الإقليمية السورية، من ضمنها سفينتا الإنزال الروسيتان "ألكسندر شابالين" و"كالينينغراد"، وعلى متنهما 500 عنصر من مشاة البحرية.

لذلك، يرجح كثير من المحللين أن يكون الهدف من نشر "الباتريوت" في تركيا، صدّ هجوم محتمل من عدو أقوى من سوريا، على رغم تأكيدات كبار المسؤولين في الناتو أن هذه التدابير تهدف إلى التصدي لأيّ خطر يمكن أن يأتي من الجانب السوري.

ويصف الروس مبررات الناتو بأنها سخيفة، ويعتبرون أن نشر "باتريوت" الاعتراضية لا يهدف إلى حماية الأتراك من الصواريخ السورية، بل إلى حماية محطة الناتو الرادارية المنصوبة في تركيا من هجمات ايرانية محتملة، ذلك أن الغرب إذا ما ضرب المنشآت النووية الإيرانية، فمن المرجح أن تردّ طهران عسكرياً، وقد تحاول تدمير المحطة الرادارية التي يراقب الناتو بواسطتها منطقة الشرق الأوسط كلها.

وانطلاقاً من هذا التحليل العسكري، تتشدّد الدوائر الديبلوماسية في موسكو في مسألة الباتريوت، وتعتبر أن واشنطن لا تظهر خططها وأهدافها الفعلية، وأنّ حلف الناتو لم يكشف كامل أوراقه بالنسبة لمهمته في تركيا، وأنه لو كانت أهداف نشر هذه المنظومات لمجابهة النيران السورية، لتمّ اختيار أماكن تموضعها وتمركزها بشكل آخر.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها