الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

       جورج سولاج


«رأس» الحكومة على طبق من ذهب

 

عشية وداع سنة لم يعرف اللبنانيون أسوأ منها في زمن اللّاحرب، اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أنّ الاكثرية ليست "بابا نويل"، ولن تقدّم رأس الحكومة على طبق من فضة هدية الى المعارضة، وان حكومته تمكّنت من الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار.

يبدو أنه أصبح هناك مفهوم جديد للاستقرار يمكن تلخيصه بأبرز ما عانته البلاد في ظل هذه الحكومة:

1 - الاغتيالات وفلتان الامن في لبنان: اغتيل اللواء وسام الحسن وفُجّر حي في الاشرفية، وفشلت محاولتا اغتيال الدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب. وكُشف عن وجود لوائح استهداف لمزيدٍ من القيادات. وما زالت هذه الحكومة ترفض تسليم "داتا" الاتصالات الى الاجهزة الامنية بهدف تحليلها الكترونياً ومتابعة حركة اتصالات المشبوهين ومطاردتهم.

وانتشر السلاح بكثافة، وتم تهريب بعضه الى سوريا وأُدخل بعضه الاخر منها، ووقعت مواجهات مسلحة في طرابلس وصيدا وبيروت، وعادت جثث شبان لبنانيين من الطرفين نتيجة التورط في الحرب السورية. وما زال مخطوفون لبنانيون محتجزين في سوريا، والحدود تتعرض الى قصف. وظهرت اجنحة عسكرية عائلية هنا وعقائدية هناك.

وكثرت عمليات خطف لبنانيين وعرب واجانب لأسباب سياسية أو مقابل مبالغ من المال، وتجاوزت 27 حالة نفّذها أكثر من 19 مطلوباً للعدالة، ما دفع الدول الخليجية الى حظر سفر رعاياها الى لبنان، ما ضرب السياحة والاستثمار.

وانتشرت ظاهرة حرق الدواليب وقطع الطرق واللجوء الى الشارع في مختلف المناطق، خصوصاً طريق المطار، وباتت الدولة ترضخ غالباً للمطالب تحت ضغط "الغيوم السود" التي تشكلها الإطارات المشتعلة. وبلغ التفلت الامني سجن رومية حيث حصلت عمليات فرار وتستُّر عليها.

2 - الادوية المزورة والمخدرات واللحوم الفاسدة: انكشفت فضيحة تصنيع حبوب الـ "Captagon" وضبط 5 اطنان من مادة الـ "Caffeine" واتهام 10 اشخاصٍ متورطين في القضيّة بينهم هاشم شقيق النائب حسين الموسوي، وجهاد الشقيق الثاني للموسوي اللذين لا يزالان متواريين.

كما كُشف عن تزوير 4 شركات مع توقيع وزير الصحة علي حسن خليل وختم وزارة الصحة وأوراق "مختبر جامعة بيروت العربية" وأختامه وتحاليله، لإدخال نحو 500 دواء مزوّر وتهديد صحة المواطنين. واتهم عبد اللطيف فنيش شقيق الوزير محمد فنيش في هذه الفضيحة.

وتفشت اطنان من اللحوم والاسماك الفاسدة في منطقة الحدث الضاحية الجنوبية – الجاموس والطريق الجديدة و الفنار وبلدة برج الملوك، قضاء مرجعيون و طرابلس.

3 - التدهور الاقتصادي: اتخذت الحكومة قراراً لتسديد حقوق الموظفين عبر سلسلة الرتب والرواتب وندمت، لأنها غير قادرة على تنفيذه ولا التراجع عنه، فيما الازمات الاقتصادية والاجتماعية تتراكم بفعل "انجازات" الحكومة:

- الصادرات الصناعية انخفضت بنسبة 17,58 في المئة.

- أسعار السلع الاستهلاكيّة ارتفعت بنسبة 10,3 في المئة.

- الحركة السياحية تراجعت بنسبة 35 في المئة.

- الدين العام ارتفع الى 56 مليار دولار.

- عجز الميزان التجاري ارتفع نحو مليار دولار عما كان عليه في الفترة نفسها من عام 2011.

- حركة اقلاع وهبوط الطائرات من والى مطار بيروت تراجعت بنسبة 8.8 في المئة.

- العجز في الكهرباء ارتفع الى نحو مليار ونصف مليار دولار، ولم تؤمّن الكهرباء.

- النمو انخفض الى 1 في المئة مقابل 2.5 % عام 2011، و8 % عام 2010.

فعلاً، هذه الحكومة ليست "بابا نويل" بل هي حكومة استنزاف على كل الصعد، وإن استمرت على رغم عجزها والاستقواء بـ "رعاتها" محلياً واقليمياً، وضعف أداء المعارضة حتى الآن، الاّ انها ستقدّم رأسها حكماً على طبق من ذهب في نهاية المطاف.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها