الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

       جورج سولاج


خطوات جريئة لأوباما في سوريا وإيران

20121113

لن يمرّ وقت طويل حتى يبادر الرئيس الأميركي باراك أوباما في ولايته الثانية، الى اتخاذ خطوات جريئة في الملفين الإيراني والسوري، خاصة بعدما تحرّر من القيود الانتخابية، ولشعوره بأنه قد يكون أمام أشهر قليلة لتَجَنُّب حرب جديدة في الشرق الأوسط على خلفية البرنامج النووي الإيراني، على رغم استطلاعات الرأي التي تشير الى ان نحو 71 بالمئة من الأميركيين يعتبرون ان "التجربة العراقية يجب ان تجعل الولايات المتحدة أكثر حذراً في استعمال القوة".

في الملف الإيراني، يُرجح ان يعتمد أوباما الخيار الديبلوماسي اولاً، وان يسعى الى عقد "مساومة كبرى" مع إيران خلال الاسابيع القليلة المقبلة، مستطلعاً امكان وجود رغبة جدية لدى قادة طهران في تسوية سياسية، قبل ان يضطر الى اعتماد وسائل أخرى ربما عسكرية في منتصف العام المقبل، لمنع الإيرانيين من اكتساب قدرات تصنيع أسلحة نووية.

وينطلق أوباما المعروف بأنه براغماتي واستراتيجي ولا ينقاد بالعواطف، في تحدٍ سريع عنوانه العريض: لا سلاح نووياً لإيران مقابل رفع العقوبات عنها وحتى الوصول الى تطبيع العلاقات معها اذا اقتضى الامر.

إلّا أن التوقعات في احتمالات نجاح "المساومة الكبرى" ليست عالية، بل على العكس ضعيفة، اذ ان طهران لم تعترف يوماً أنها تطمح الى تصنيع سلاح نووي، وهي بالتالي مستعدة للذهاب الى مفاوضات سرية او علنية، مباشرة او غير مباشرة، وتتمتع بصبر عظيم أطول مما قد تتحمّله اسرائيل التي رسمت خطاً أحمر للبرنامج الإيراني إذا ما تم تخطيه في الربيع او الصيف كما هو متوقع، فإن الحرب واقعة لا محال.

وفي هذه الأثناء، أي خلال المفاوضات بين الغرب وإيران، ستشهد المنطقة مزيداً من التوتر وتبادل الرسائل العسكرية والأمنية المحدودة، ليس في الخليج فقط وانما في سوريا ولبنان والبحرين وغيرها من دول الجوار.

أما في الملف السوري، فمن غير المرجح ان تتّبع الادارة الاميركية في فترة ولاية أوباما الثانية، نمطاً مشابهاً للفترة الأولى، على رغم ان الأولوية ستكون للشؤون الداخلية وإصلاح الاقتصاد والسعي الى اتفاق في شأن الموازنة، اذ ان أوباما سيكون أكثر حزماً، حتى من دون ان ينتظر اعادة تنصيبه، في دعم المعارضة السورية وتزويدها بما تحتاج اليه من أسلحة متطورة فاعلة، واستكمال الغطاء السياسي الجديد الذي تحاول واشنطن تأمينه، خوفاً من وقوع سوريا في أيدي القوى الاسلامية المتطرفة التي يتنامى انتشارها وتأثيرها في ساحات المعارك، وتداركاً لمصالح أميركا الحيوية في مرحلة ما بعد تغيير النظام.

وبالفعل بدأت الولايات المتحدة تناقش مع حلفائها في الـ "ناتو" والاتراك متطلبات إقامة المنطقة العازلة والحظر الجوي فوق سوريا على رغم عدم حماسة "البنتاغون" الذي سبق له ان عارض أيضاً التدخل العسكري في ليبيا، قبل ان ينفّذ القرار السياسي بالتدخل.

فهل ينجح أوباما الثاني في حسم الملفات التي كان جمّدها أوباما الأول خلال العام الأخير بسبب الحملة الانتخابية؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها