الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

       جورج سولاج اقرأ المزيد...

 

 

       جورج سولاج


لئلّا يتحمّل ميقاتي مسؤولية الدم

 

لا يرغب الرئيس نجيب ميقاتي في الاستقالة رداً على اغتيال اللواء وسام الحسن. وهذا من حقه. يخشى أن يُحمَّل مسؤولية الدم إذا ما استجاب لمطلب المعارضة بالاستقالة، وهو بريء من الاغتيال. وهذا أيضاً من حقه.

يرفع شعار النأي بالنفس وينادي بالوسطية، وشركاؤه كما خصومه، منغمسون في النزاع السوري ولا يَحذَرون تداعياته الأمنية والعسكرية على لبنان. وهذا من حقه. ولكن من حق اللبنانيين على رئيس حكومتهم أن يؤمّن لهم الحد الأدنى من الأمن والأمان.

فهل يضمن الرئيس ميقاتي ببقائه حيث هو في السياسة وفي السلطة، عدم ارتكاب جريمة اغتيال إضافية؟ وهل يَعِد بحماية القادة والشخصيات السياسية والإعلامية والأمنية المستهدَفة؟

وأين مشكلة الرئيس ميقاتي إذا استفاد إيجاباً من الوضع المتأزم ودفع في اتجاه تعزيز الوسطية مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري والوزير وليد جنبلاط وغيرهم من الشخصيات السياسية الوسطية، من خلال تأليف حكومة وسطية تعمل فعلاً على النأي بالنفس عن النزاع السوري وارتداداته الدموية ووأد الفتنة التي تتجمّع عناصرها احتقاناً مخيفاً في النفوس، ويخلق واقعاً وسطياً حقيقيا قادراً على تخفيف حدّة المواجهة بين الاصطفافات المتحجّرة.

يرتكب ميقاتي خطأً بالغاً عندما يتصرف وكأن شيئاً لم يكن، لأنه بذلك يوحي، ولو عن غير قصد، لمن يعتمد استراتيجية الاغتيال السياسي في تحقيق مشروعه وأهدافه، بأنّ لا احد قادرٌ على مواجهة عملياته الإرهابية أو محاسبته عليها.

وإذا مرّت جريمة تصفية رئيس جهاز أمني في مستوى اللواء وسام الحسن بلا عقاب ولا ثمن، فلن يرتدع المخططون والمنفذون من تلقاء ذاتهم ولن يعيدوا النظر في أسلوبهم، بل بالعكس سيكتسبون شجاعة أكبر على مواصلة مخططهم واستهداف مسؤولين وشخصيات آخرين.

وإذا كان الرئيس ميقاتي غير قادر على مواجهة آلة القتل ولا ضمان وقف عمليات الاغتيال في عهد حكومته وفي ظل سلطته، فعلى الأقل من واجبه سياسياً وأخلاقياً، أن يبعث برسالة قوية مفادها انه لا يمكن السكوت عن هذه الجرائم وتجاوزها وكأن شيئاً لم يكن، وانّه لا بدّ أنْ يكون هناك ثمن في مكان ما، كي يفكّر الجناة مرتين ويعيدوا حساباتهم قبل الانطلاق في حلقة جديدة من مسلسل اغتيالات طويل.

يقول شكسبير: هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة ويائسة. إن الرئيس ميقاتي في هروبه الى الأمام ورفضه تدفيع أحد مسؤولية اغتيال اللواء الحسن، سيتحمّل غداً أكثر من دم الحسن، إذا لم يبادر.

يقول ارسطو: كن سيد إرادتك وعبد ضميرك

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها