الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...
 

 

       جورج سولاج


إحذروا الأكبر والأخطر

الثلاثاء 31 أيار 2011

لن يصل اجتماع لجنة الاتصالات، ولا مئة اجتماع إلى أي نتيجة، لأن افتعال أزمة الاتصالات لم يأتِ بالمصادفة، ولن ينتهي إلّا بأزمة أكبر منها.

 فمنذ اندلاع الاضطرابات في عدد من الدول العربية، ولا سيما منها سوريا نظرا إلى تأثير مسار أحداثها في لبنان مباشرة، يتعرّض لبنان لسلسلة من الاهتزازات الأمنية التي يخشى أن تؤدّي إلى ما هو أكبر وأخطر:

 - خطف الأستونيين السبعة في 24 آذار الماضي.

 - تفجير كنيسة السيدة في زحلة في 27 آذار.

 - تسخين الحدود الجنوبية في مارون الراس في ذكرى "النكسة"، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء في 15 أيار الماضي.

 - تفجير موكب القوّة الإيطالية في اليونيفيل على المدخل الشمالي لصيدا في 27 أيار.

 ويُتوقع أن نشهد "تسخينا" جديدا للحدود جنوبا في ذكرى "النكسة" في نهاية الأسبوع الجاري.

 ولا يحتاج الأمر إلى جهد كبير في التحليل والاستنتاج لرؤية "نمطية" استخدام الورقة الأمنية على نحو متواصل وتصاعدي.

 وما يزيد الوضع الداخلي خطورة:

 1 – غياب استراتيجية وطنية لمواجهة التحديات والاستحقاقات الآتية لا محالة.

 2 – اتساع رقعة الاضطرابات في سوريا وازدياد الضغوط الدولية عليها يوما بعد يوم.

 3 – الانقسام العمودي بين القوى اللبنانية في مجمل القضايا المصيرية ولا سيما منها التعامل مع الأزمة السورية.

 إن أي شرارة تنطلق في أي ملف، قد تكون لها عواقب وخيمة، إذ من الممكن أن يُعرف كيف تبدأ، لكن يستحيل معرفة كيف تنتهي. فأزمة الاتصالات التي بدأت كفيلم معدّ له، كادت تتحوّل إلى ما لا يُحمد عقباه لولا إحساس الجيش بخطورة ما كان يعدّ له بعد انتهاء "الجولة الأولى من المواجهة"، ودخوله على خط المعالجة في الوقت المناسب.

 إنّ ما يُزرَع من ألغام متنقلة يوما بعد يوم، لا يبعث على الطمأنينة والتفاؤل وخصوصا أنّ بعضهم ما زال يصرّ على ربط الساحة المحلية بالساحة الإقليمية، فيما يجعل آخرون من لبنان منصّة لإطلاق الرسائل الدموية، والدولة غائبة.

 فعلا، ليس هناك مَن هو أكثر بؤسا من المرء الذي أصبح اللاقرار عادته الوحيدة.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها